📘 قراءة كتاب شرح المفصل للزمخشري مجلد 5 أونلاين
*عِلْمُ النَّحُو ويسمَّى أيضًا عِلْمُ الإِعْرَاب هو علم يعرف به حال أواخر الكلم، وعلم النحو يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب. فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات والخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.
والغرض من علم النحو تحصيل ملكة يقتدر بها على إيراد تركيب وضع وضعا نوعيًا لما أراده المتكلم من المعاني وعلى فهم معنى أي مركب كان بحسب الوضع المذكور.
وعلم النحو من علوم اللغة العربية ويعد العلم الأهم بينها، معرفته ضرورية على أهل الشريعة إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة، وتعلم لمن أراد علم الشريعة.
والنحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإنْ لم يكن منهم، وإنْ شذ بعضهم عنها رد به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحواً، كقولك قصدت قصداً، ثم خصّ به انتحاء هذا القبيل من العلم" (الجزء الأول – صفحة 34)، فالنحو عند ابن جني على هذا هو : محاكاة العرب في طريقة كلمهم تجنباً للّحن، وتمكيناً للمستعرب في أن يكون كالعربيّ في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.
من خصائص هذا العلمِ تمييزُ الاسمِ من الفعلِ من الحرفِ، و تمييزُ المعربِ من المبنيِّ، و تمييزُ المرفوعِ من المنصوبِ من المخفوضِ من المجزومِ، مَعَ تحديدِ العواملِ المؤثرةِ في هذا كلِّه، و قد استُنبِطَ هذا كلُّه من كلامِ العربِ بالاستقراءِ، و صارَ كلامُ العربِ الأولُ شعراً و نثراً - بعدَ نصوصِ الكتابِ و السُّنةِ - هو الحجةَ في تقريرِ قواعدِ النحوِ في صورةِ ماعُرِفَ بالشواهدِ اللُّغويةِ، و هو ما استَشهدَ به العلماءُ من كلامِ العربِ لتقريرِ القواعدِ.
سبب نشأةِ علمِ النحوِ العربيِّ
بعدَ المدِّ الإسلاميِّ في العالم و اتساعِ رُقعةِ الدولةِ، دخلَ كثيرٌ من الشعوبِ غيرِ العربيةِ في الإسلامِ، و انتشرتِ العربيةُ كلغةٍ بينَ هذه الشعوبِ، ما أدى إلى دخولِ اللحنِ في اللغةِ و تأثيرِ ذلك على العربِ. دعتِ الحاجةُ علماءَ ذلك الزمانِ لتأصيلِ قواعدِ اللغةِ لمواجهةِ ظاهرةِ اللحنِ خاصةً في ما يتعلقُ بالقرآن و العلومِ الإسلاميةِ. و يُذكَرُ من نحاةِ العربِ عبدُللهِ بنُ أبي إسحاقَ المتوفى عام 735 م، و هو أولُ من يُعرَفُ منهم، و أبو الأسود الدؤلي و الفراهيدي و سيبويه.و لم يتفقِ الناسُ علي القصةِ التي جعلَتْهم يفكرونَ في هذا العلمِ، و لكنَّ القصةَ الأشهرَ أن أبا الأسودِ الدؤليِّ مرَّ برجلٍ يقرأُ القرآنَ فقالَ ((أنَّ اللهَ بريءٌ من المشركينَ و رسولِه))، كانَ الرجلُ يقرأُ (رسولِه) مجرورةً أيْ أنها معطوفةٌ على (المشركينَ) أيْ أنه غيَّر المعنى؛ بينما الصوابُ أن (رسولُه) مرفوعةٌ لأنها مبتدأٌ لجملةٍ محذوفةٍ تقديرُها (و رسولُه كذلكَ بريءٌ)، فذهبَ أبو الأسودِ إلى الصحابيِّ عليِّ بنِ أبي طالبٍ و شرحَ له وجهةَ نظرِه- أنَّ العربيةَ في خطرٍ - فتناولَ الصحابيُّ عليٌّ رقعةً ورقيةً و كتبَ عليها: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ.الكلامُ اسمٌ و فعلٌ و حرفٌ. الاسمُ ما أنبأَ عنِ المسمى. و الفعلُ ما أنبأَ عن حركةِ المسمى. و الحرفُ ما أنبأَ عن ما هو ليس اسماً و لا فعلاً. ثمَّ قالَ لأبي الأسودِ: اُنحُ هذا النحوَ.
و يُروى أيضاً أن عليَّ بنَ أبي طالبٍ كانَ يقرأُ رقعةً فدخلَ عليه أبو الأسود الدؤليِّ فقالَ له: ما هذه؟ قالَ عليٌّ: إني تأملتُ كلامَ العربِ، فوجدتُّه قد فسدَ بمخالطةِ الأعاجمِ، فأردتُّ أن أصنعَ (أفعلَ) شيئاً يَرجِعونَ إليه، و يعتمدونَ عليه. ثمَّ قالَ لأبي الأسودِ: اُنحُ هذا النحوَ. و كان يقصِدُ بذلكَ أن يضعَ القواعدَ للغةِ العربيةِ. و رُوِيَ عنه أن سببَ ذلك كانَ أن جاريةً قالتْ له (ما أجملُ السماء؟) و هي تودُّ أن تقولَ: (ما أجملَ السماء!) فقال لها: (نجومُها!) إجابةً لها على سؤالِها الذي قصدتْ به التعجبَ لا الاستفهامَ, لكنها أخطأتِ النحوَ
أهمية علم النحو
إن علم النحو من أهم علوم اللغة العربية، حيث يساعد في التعرف على صحة أو ضعف التراكيب العربيَّة، وكذلك التعرف على الأمور المتعلقة بالألفاظ من حيث تراكيبها، ويكون الهدف من ذلك تجنب الوقوع في أخطاء التأليف، والقدرة على الإفهام؛ فبه يُعرف كيفية التركيب العربي صحَّة وسقمًا، وكيفية ما يتعلَّق بالألفاظ من حيث وقوعها في التركيب، والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في التأليف، والاقتدار على فَهْمِه، والإفهام به.
ويعتبر العلماء أن علم النحو بمكانة أبي العلوم العربية، ويعدوه من أهم علوم اللغة العربية والقنطرة التي نعبر بها عليه إلى التزود بالعلوم اللغوية والعلوم الشرعية وغيرها. وعلم النحو دعامة العلوم العربية، وقانونها الأعلى؛ منه تستمد العون، وتستلهم القصد، وترجع إليه فى جليل مسائلها، وفروع تشريعها؛ ولن تجد علمًا منها يستقل بنفسه عن النحو، أويستغنى عن معونته، أويسير بغير نوره وهداه. وإن علم النحو من العلوم المهمة التي لا غنى عنها، وهو من أسمىالعلوم قدرًا وأنفعها.
ويرى ابن جني في كتابه الخصائص: أنَّ النحو طريقة لمحاكاة العرب في طريقة كلامهم؛ وذلك من أجل تجنب اللحن، ولتمكين المستعربين في الوصول إلى مرتبة العربيِّ في الفصاحة، وسلامة اللغة التي يتكلمها، وبالتالي يكون غرض علم النحو هو تحقيق هذين الهدفين.
وقد وردت الكثير من الاقتباسات تدل على أهمية علم النحو وتحث على طلبه ومن هذه الاقتباساسات قول عمر بن الخطاب حيث قال: «تعلَّموا النحو كما تعلَّمون السَّنن والفرائض»، وكان أيوب السختياني يقول:«تعلموا النحو، فإنه جمال للوضيع، وتركه هجنة للشريف».
ويقول ابن الأنباري:«ن الأئمة من السلف والخلف أجمعوا قاطبة على أنه شرط فى رتبة الاجتهاد، وأن المجتهد لوجمع كل العلوم لم يبلغ رتبة الاجتهاد حتى يعلم النحو، فيعرف به المعانى التى لا سبيل لمعرفتها بغيره. فرتبة الاجتهاد متوقفة عليه، لا تتم إلا به»
ويقول عبد القاهر الجرجاني: ❞وأما زُهُدهم في النَّحو واحتقارُهم له وإصغارُهم أمرَهُ وتهاوُنهم به فصنيعُهم في ذلك أشنعُ من صَنيعهم في الذي تقدَّم وأشبهُ بأن يكونَ صّداً عن كتابِ الله وعن معرفةِ معاينه ذاك لأنَّهم لا يجدونَ بُدّاً من أنْ يَعْترِفُوا بالحاجةِ إليه فيه إذ كان قد عُلمَ أنَّ الألفاظَ مغلقةٌ على مَعانيها حتّى يكونَ الإِعرابُ هو الذي يفتحها وأنّ الأغراضَ كامنةٌ فيها حتى يكونَ هو المستخرِجَ لها وأنه المعيارُ الذي لا يُتبيَّنُ نُقصانُ كلامٍ ورُجحانهُ حتى يُعرضَ عليه . والمقياسُ الذي لا يُعرف صحيحٌ من سقيمٍ حتّى يُرجَعَ إليه . ولا يُنكِرُ ذلك إلا مَن نَكر حِسَّه وإلا مَن غالطَ في الحقائقِ نَفْسَهُ». وواصف الشَّعْبِيُّ النحو كالملح في الطعام قائلًا: «النَّحْوُ فِي الْعِلْمِ كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ لَا يُسْتَغْنَى عَنْهُ»،] وقال محمد بن سلام البيكندي للحث على طلب علم النحو: «مَا أَحدث النَّاس مروءةً أفضل من طلب النَّحو❝.
وقد أنشد إسحاق بن خلف البهراني كما في زهر الآداب وثمر الألباب:
النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ وَالمَرْءُ تُعْظِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ
فَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ العُلُومِ أَجَلَّهَ فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الأَلْسُانِ
لَحْنُ الشَّرِيفِ يُزِيلُهُ عَنْ قَدْرِهِ وَتَرَاهُ يَسْقُطُ مِنْ لِحَاظِ الأَعْيُنِ
مَا وَرَّثَ الآبَاءُ عِنْدَ وَفَاتِهِمْ لِبَنِيهِمُ مِثْلَ العُلُومِ فَأَتْقِنِ
فَاطْلُبْ هُدِيتَ وَلا تَكُنْ مُتَأَبِّيًا فَالنَّحْوُ زَيْنُ العَالِمِ المُتَفَنِّنِ
والنَّحْوُ مِثْلُ المِلْحِ إِنْ أَلْقَيْتَهُ فِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْ طَعَامٍ يَحْسُنِ
الكتاب: شرح المفصل للزمخشري المؤلف: يعيش بن علي بن يعيش ابن أبي السرايا محمد بن علي، أبو البقاء، موفق الدين الأسدي الموصلي، المعروف بابن يعيش وبابن الصانع (المتوفى: 643هـ) قدم له: الدكتور إميل بديع يعقوب الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
فهرس الموضوعات :
"]
حروف العطف
-فصل [نوعا العطف وحروفه]
-فصل [الواو]
-فصل [الفاء و"ثم" و"حتي"]
-فصل ["أو" و"إما" و"أم"]
-فصل [الفرق بين "أو" و"أم"]
-فصل [معاني "أو" و"إما"]
-فصل [الفرق في العطف بين "أو" و"إما"]
-فصل ["لا" و"بل" و"لكن"]
حروف النفي
-فصل [تعدادها]
-فصل ["لا"]
-فصل ["لم" و"لما"]
-فصل [لن]
-فصل [إن]
حروف التنبيه
-فصل [تعدادها]
-فصل [دخول "ها" علي أسماء الإشارة والضمائر]
-فصل [لغات "أما"]
حروف النداء
-فصل [تعدادها]
-فصل [النداء الذي لا تنبيه فيه]
التصديق والايجاب
-فصل [تعدادها]
-فصل [لغات "نعم"]
-فصل [لغات "إي" إذا وليها "أن"]
حروف الاستثناء
-فصل [تعدادها]
-حرفا الخطاب
-فصل [تعدادهما]
-فصل [لحوقهما التثنية والجمع والتذكير والتأنيث]
-فصل [الهاء والياء في "إياه" و"إياي"]
حروف الصلة
-فصل [تعدادهما]
-[زيادة "أن"]
-فصل [زيادة "ما"]
-فصل [زيادة "لا"]
-فصل [زيادة "من"]
-فصل [زيادة الباء]
حرفا التفسير
-فصل ["أي"]
-فصل ["أن"]
الحرفان المصدريان
-فصل [تعدادهما]
-فصل [رفع الفعل بعد "أن" المصدرية]
حروف التحضيض
-فصل [تعدادها]
-فصل [المعني الآخر لـ "لولا" و"لوما"]
حرف التقريب
-فصل [قد]
-فصل [استعمال "قد" للتقليل]
-فصل [فصل "قد" عن الفعل بالقسم, وطرح الفعل بعدها]
حروف الاستقبال
-فصل [تعدادها]
-فصل [شبهها بـ "أن" في سبكها مع ما بعدها بمصدر]
-فصل ["أن" في لغة تميم وأسد"]
حرفا الاستفهام
-فصل [تعدادهما]
-فصل [هل]
-فصل [حذف همزة الاستفهام]
-فصل [تصدر الاستفهام]
حرفا الشرط
-فصل [تعدادهما]
-فصل [فعل الشرط وجوابه]
-فصل [مواضع فاء الجزاء]
-فصل [استعمال "إن"]
-فصل [زيادة "ما" بعد "إن"]
-فصل [تصدر الشرط]
-فصل [وجوب أن يلي الفعل "لو" و"إن"]
-فصل [مجيء "لو" للتمني]
-فصل [تضمن "أما" معني الشرط]
-فصل ["إذن"]
حرف التعليل
-فصل [كي]
-فصل [انتصاب الفعل بعد "كي"]
-فصل [مجيء "أن" مظهرة بعد "كي"]
حرف الردع
-فصل [كلا]
-ومن أصناف الحرف اللامات
-فصل [تعدادها]
-فصل [لام جواب القسم]
-فصل [اللام الموطئة للقسم]
-فصل [لام جواب "لو" و"لولا"]
-فصل [لام الأمر]
-فصل [لام الابتداء]
-فصل [اللام الفارقة]
-فصل [لام الجر]
تاء التأنيث الساكنة
-فصل
التنوين
-فصل [أضربه]
-فصل [التقاء التنوين بساكن]
النون المؤكدة
-فصل [ضرباها]
-فصل [ارتباطها بالمستقبل]
-فصل [أحكامها]
-فصل [حذفها]
-فصل [وجوب حذف النون الخفيفة إذا وليها ساكن]
هاء السكت
-فصل [وجوب تسكينها]
شين الوقف
-فصل
حرف الإنكار
-فصل
-فصل [معنيا حرف الإنكار]
-فصل [حركة حرف الإنكار]
-فصل [محل حرف الإنكار]
-فصل [ترك حرف الإنكار في الدرج]
حرف التذكر
-فصل [حركة حرف التذكر]
القسم الرابع: في المشترك
الإمالة
-فصل [ماهيتها]
-[أسبابها]
-فصل [شرطها]
-فصل [إجراء الألف المنفصلة مجري المتصلة والكسرة العارضة مجري الأصلية في الإمالة]
-فصل [إمالة الألف التي في آخر الكلمة]
-فصل [إمالة الألف المتوسطة]
-فصل [إمالة الألف لألف ممالة قبلها]
-فصل [الأحرف التي تمنع الإمالة]
-[عدم منع هذه الأحرف الإمالة إذا وقعت مكسورة قبل الألف بحرف]
-فصل [إجراء المنفصل مجري المتصل في الإمالة]
-فصل [الراء والإمالة]
-فصل [ما أميل شذوذا]
-فصل [إمالة "فاعل" من المضاعف في بعض اللغات]
-فصل [الإمالة للمشاكلة]
-فصل [إمالة الفتحة]
-فصل [إمالة الحروف والأسماء المبنية]
شرح المفصل للزمخشري
شرح المفصل للزمخشري ابن يعيش
شرح المفصل لابن يعيش مكتبة المتنبي
شرح المفصل تحقيق اميل يعقوب
شرح المفصل لابن الحاجب
تحميل كتاب شرح المفصل ابن يعيش
شروح المفصل
حمل شرح المفصل لابن يعيش تحقيق الخطيب
مقدمة المفصل للزمخشري
سنة النشر : 2001م / 1422هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 12.8MB .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'