📘 قراءة كتاب لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام المجموعة الثانية عشرة 1430 الجزء السابع أونلاين
الإسلام: هو المنهج الذي وضعه الله سبحانه وتعالى للناس كي يستقيموا عليه، وتكون حياتهم مبنيةً عليه، والذي بيَّنه رسوله -صلى الله عليه وسلّم- لهم، وإنّ للإسلام مجموعة من المبادئ والأُسس التي يجب على الإنسان حتى يكون مسلماً بحق الالتزام بها وهي اركان الإسلام. الإسلام دين التَّوحيد، فالإيمان والاعتقاد الجازم بوجود خالقٍ واحدٍ مدّبرٍ لهذا العالم؛ يجعل منه ديناً تقبله العقول المُفكِّرة؛ فالإسلام يُنظِّم الحياة البشريّة في أيّ مجتمعٍ في مختلف الميادين الاقتصاديّة، والسِّياسيّة، والثَّقافيّة، والإجتماعيّة. جاء الإسلام ليكون خاتمة الأديان السّماويّة؛ فجاء بتعاليم سمحةٍ وقابلةٍ للتّطبيق في أيّ زمانٍ ومكانٍ على المجتمعات العربيّة وغير العربيّة، فأولى الإسلام في تعاليمه ومبادئه اهتماماً كبيراً بالمجتمع وقبله الأُسرة؛ فمجموع الأُسر الصّالحة هو مجتمعٌ صالحٌ قادرٌ على مواجهة التَّحديات الدَّاخليّة والخارجيّة. الإسلام وبناء المجتمع.
- ما هي اهمية الدين في حياتنا ؟ لماذا علينا تعلم اصل ديننا الإسلامي ؟ ما مدى احتياجنا للدين والإسلام ؟
خلق الله عزوجل الإنسان وكرّمه عن سائر المخلوقات بأن خلقه في أحسن تقويم، وأعطاه العقل الذي هو بمثابة القوّة التي تحرّكه، فالعقل هو تلك الأداة التي يفكّر ويتفكّر بها الإنسان ليحقّق الغاية التي خُلق من أجلها ألا وهي عمارة الأرض، فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي كلّفه جل وعلا بعمارة الأرض، إلا أنّه سبحانه وتعالى لم يترك الإنسان هائماً على وجهه في هذا العالم بل جعل له منظومة من العقائد، والمفاهيم، والأحكام، والأخلاق والتي تندرج جميعها تحت الدين، فالدين هو الذي ينظّم حياة الإنسان ويجعله يحقّق الغاية من خلقه، فأيّ إنسان على وجه الأرض لا يستطيع أن يعيش دون وجود الدين، فحاجة البشريّة إلى الدين كحاجة الأرض إلى الماء، فهو بالنسبة لهم أهمّ من أيّ شيء في هذه الحياة.
والدين هو الفطرة التي يفطر الله عزوجل الناس عليها منذ أن يولدوا من بطون أمهاتهم كما جاء في قول رسولنا الكريم : " كل مولود يولد على الفطرة "، ومن هنا ظهرت حاجة الإنسان الفطريّة إلى الدين، أي إنّه في وقت الشدائد والمصائب يجد نفسه لا إراديّاً يطلب العون والغوث من قوّة مطلقة عليا لديها القدرة وحدها على إخراجه مما ألم به من مصائب الدنيا، لذا جاء القرآن الكريم ليبين لنا أن الله عزوجل وحده هو القادر على فعل كل شيء وهو وحده القادر على إخراجنا من أيّ من المشاكل والملمّات التي نمر بها، كما جاء في الآية الكريمة : "وإذا مسّ الناس ضرٌّ دعوا ربهم منيبين إليه، ثمّ إذا أذاقهم منه رحمة، إذا فريقٌ منهم بربهم يشركون"(الروم:33).
الإنسان بطبعه دائم التفكّر في كل ما يجري في هذا وفي كيفيّة نشأته وإلى أين سيكون مصيره بعد الموت، ممّا جعله في حيرة دائمة حيال تلك الأمور، لذا جاء الدين ليعرّف الإنسان بقدرة الله عزوجل على خلق هذا الكون وكل ما فيه، وقد اهتمّ الدين اهتماماً كبيراً بالجانب العلميّ من الحياة، فقد جاء ليعلم الإنسان ما يحدث في واقعه وأنّه جزء لا يتجزّأ من هذا الكون الواسع الذي يعيش فيه، كما عرفه بالمصير الذي سيؤول إليه بعد موته، وأنّه ليس هنالك أيّ شيء خالد في هذا الكون إلا الله عزوجل وحده، كما قال سبحانه : "كل من عليها فان، ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام"(الرحمن:26، 27).
تكمن أهمّيّة الدين بأنّه جاء بمثابة الوحي الذي يهدي عقولنا إلى الطريق القويم، وبالتالي استقامة النفس واستقرارها وابتعادها عن كلّ ما يسبّب لها الاضطراب والجزع، كما أنّه مهمّ جدّاً لحياة المجتمع فهو الذي يضمن تحقيق العدل والمساواة بين الناس، فيجعل الناس يلجؤون إليه فيه كل أمور حياتهم، ليكون هو مصدر القوّة الذي يستندون إليه ويحتمون به، ممّا يجعل المسلم صابراً وممتثلاً لأمر الله، لإيمانه ويقينه بقدرة الله عزوجل.
الدين هو الذي يجعل الإنسان يقوم بكل ما يأمره به الله عزوجل من عبادات وطاعات لتوصله إلى الطريق المؤدّي إلى رضاه جلّ وعلا، وإلى جنان الخلد التي وعد بها سبحانه وتعالى عباده المؤمنين الطائعين، كما جاء في الذكر الحكيم : "ومن يعمل من الصالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون نقيرا"، كما أنّه الذي يجعل الفرد مستشعراً لمراقبة الله سبحانه وتعالى له، وبالتالي يعزّز لديه الشعور بالمسؤوليّة تجاه ربّه ونفسه ومجتمعه، فيهذّب النفس ويزجرها عن الوقوع في الملذات والشهوات المحرمة، ويوقظ ضميره للسير على الطريق الصحيح والسليم الذي يتفّق وفطرته التي فطره الله عزوجل عليها، وصلاح الدين يعني صلاح الدنيا والآخرة للإنسان، فقد كان رسولنا الكريم يدعو دائماً : " اللهمّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري".
كيف يجعل الإسلام حياتنا افضل وينظم جميع جوانبها ؟
ركزّ الإسلام في بناء المجتمع المُسلم على الفرد المسلم أولًا ثُم الأُسرة، ثُمّ المجتمع،وبنى علاقاتٍ تبادليّةٍ بين هؤلاء الأطراف؛ فجعل لكلّ واحدٍ منهم حقوقٌ وواجباتٌ من خلال:
• تأكيد روح التّساوي والأخوة بين المسلمين،
فالإسلام يُنكر وينهى عن العصبيّة والفوارق على أساس العِرق واللَّون والنّسب التي تُدمر المجتمع،
وجعل معيار التّفاضل بالتّقوى والصّلاح، قال تعالى:"إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم".
نبذه عن الكتاب :
لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام"، هو موسوعة علمية تحتوي على مؤلفات، ورسائل، وأجزاء، في فنون العلم المختلفة، في علوم القرآن، والحديث، والفقه، والأصول، والسنة، واللغة، والسيرة والتاريخ، والتراجم، وغيرها، أصولها مخطوطة لعلماء وأدباء أفذاذ توفاهم الله.
وقد بدأ العمل على هذا اللقاء سنة 1419هـ، حيث أحب من قاموا به إحياء سنة العرض والمقابلة، بقراءة مخطوطات نادرة وكتب نافعة، في العشر الأواخر من رمضان في المسجد الحرام، ثم تحقيقها ودراستها لنشرها.
العشر الأواخر
كلمة قصيرة عن العشر الأواخر من رمضان
اغتنام العشر الاواخر من رمضان
وقفة مع العشر الاواخر
العشر الأواخر من رمضان ٢٠١٩
فضل العشر الأواخر من رمضان وخصائصها
فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر
فضل العشر الأواخر من رمضان وما يشرع فيها
وليلة الجمعة في العشر الأواخر من رمضان
• الإسلام يسعى إلى تنظيم المجتمع من خلال تنظيم حياة الفرد المُسلم،
والعنصر الرئيسيّ في ذلك هو تنظيم الوقت واستغلاله في العمل والعبادة ومساعدة الآخرين وفعل الخير.
• دعوة الإسلام إلى العمل وترك الكسل والتّواكل؛
فالمجتمع يُبنى بالعمل الدَّؤوب المنتظم في مؤسساتٍ وأعمالٍ فرديّةٍ،
كي تعود بالنّفع على الفرد المسلم وعائلته فيلبون احتياجاتهم الخاصّة،
كما بالعمل تُقللّ الأعباء الواقعة على كاهل المجتمع نتيجة البطالة وارتفاع
معدّل الفقر وبالتالي الجريمة والانحراف السُّلوكيّ والأخلاقيّ.
• الإسلام يدعو كافّة أبناء المجتمع المسلم في مختلف الأعمار
إلى طلب العلم والتَّطور والبحث العلميّ في كافّة المجالات؛
فالإسلام دين العلم والنُّور والهداية،
فالمسلمون كانوا في القرون الوسطى مشاعل العلم في مختلف العلوم العصريّة؛
فبرز العديد من العلماء الأجلاء كابن الهيثم، والبيروني، وابن سينا وغيرهم.
• حددّ الإسلام مواثيق هامّة في المجتمع أهمها ميثاق الزَّواج
ليكون الإطار الشّرعيّ لعلاقة الرَّجل بالمرأة، ثُمّ حددّ حقوقاً وواجبات كُلِّ طرفٍ،
ثُمّ حددّ حقوق الأبناء على والديهم وبالعكس؛
وكلُّ ذلك لبناء الأُسرة الصّالحة العفيفة الشّرعيّة التي يسودها الحب والسّكينة؛
فتكون قادرةً على تنشئة الأبناء تنشئةً صالحةً ممّا ينعكس أثرها على المجتمع.
• حددّ الإسلام وبشكلٍ دقيق طبيعة العلاقات بين النّاس وحقّ كلِّ فردٍ وواجبه؛
فحددّ أحكام البيوع والتجارة والزواج والطلاق،
وأحكام الجوار، وأحكام القضاء، والقَصاص، والعقوبات، وأحكام الحاكم والمحكوم.
• ندب الإسلام الشّباب وأصحاب الأموال إلى المساهمة في بناء المجتمع
من خلال العمل الخيريّ والتَّطوعيّ، سواءً بالعمل الميدانيّ،
وتقديم العون للنّاس أو بدفع الصّدقات والتّبرعات النَّقديّة والعينيّة لمن يُساهم في إفادة المجتمع منها.
سنة النشر : 2009م / 1430هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 0.8MB .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'