❞ كتاب حقيقة الصيام ❝  ⏤ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني

❞ كتاب حقيقة الصيام ❝ ⏤ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني

الصَّوْمُ في الإسلام نوع من العبادات الهامة، وأصل الصَّوْمُ (ص و مـ)، يقال: صام صَوْمًا وصِيامًا أيضًا، في اللغة: مطلق الإمساك، أو الكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى حكاية عن مريم: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا..﴾ أي: إمساكاً عن الكلام. والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى: «الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية».

ولا يقتصر على صوم شهر رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو صوم شهر رمضان من كل عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم القضاء أو النذر أو الكفارة. وإما تطوع ويشمل: المسنون المؤكد، والمندوب (المستحب) والنفل المطلق، ومن الصوم أيضا ما يشرع تركه وهو الصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك، ويحرم صوم يوم عيدي الفطر والأضحى.

والصوم في الإسلام هو عبادة يتفق المسلمون على اتباع نهج النبي في تحديد ماهيتها وأساسياتها، فهو بمعنى: «الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية»، كما أن صوم شهر رمضان من كل عام: فرض بإجماع المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفضائله متعددة، ويشرع قيام لياليه، وخصوصاً العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر، وتتعلق به زكاة الفطر، وهو عند المسلمين موعد للفرحة، والبر والصلة، وعوائد الخير. وفرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، بأدلة منها قول الله تعالى: ﴿ْكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامَُ﴾، وقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..﴾

وحديث: «بني الإسلام على خمس..» وذكر منها: صوم رمضان، وحديث الأعرابي السائل عن شرائع الدين، قال: هل علي غيره؟ أي: صوم رمضان، قال في الحديث: «لا، إلا أن تطوع شيئا». وصوم شهر رمضان من كل عام: فرض على كل مسلم مكلف مطيق للصوم غير مترخص بسبب المرض أو السفر، ولا يصح الصوم إلا من مسلم عاقل مع خلو المرأة من الحيض والنفاس.

وللصوم أحكام مفصلة في علم فروع الفقه، ومنها وجوب الصوم، وأركانه، وشروطه، ومبطلاته، ومستحباته، ومكروهاته، وأحكام الفطر، والأعذار الشرعية المبيحة للفطر، ومواقيت الصوم، لدخول الشهر وخروجه، ووقت الإمساك، والتسحر، والإفطار، والقضاء والأداء وغير ذلك.

وللصوم فوائد حسية ومعنوية إذ أن فية تهذيب السلوك النفسي وتقويم اعوجاج النفس، وتغيير النمط الذي اعتاد الشخص عليه في حياته اليومية، وفي هذا تعليم لمعنى الطاعة والامتثال في عبادة الله، وتخليص النفس من قيود الهوى وتزكيتها وتهذيبها، وتعليم النفس معنى الصبر بالامتناع عن المفطرات، حتى يشعر الإنسان بحال الجائع والبائس الفقير، لتحصيل العطف والمودة والتراحم بين المجتمع. وفي الحديث: «وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ». بمعنى: أنه وقاية من النار، كما أن من فوائد الصوم في الإسلام أنه يعين على تهذيب النفس وكسر الشهوة لمن خاف على نفسه العزوبة، ويدل على هذا حديث: "عن إبراهيم عن علقمة قال بينا أنا أمشي مع عبد الله رضى الله تعالى عنه، فقال: كنا مع النبي ﷺ فقال: «من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»". فالزواج مستحب لمن يقدر عليه، ومن لم يقدر عليه فعليه بالصوم فإنه يكون له كالوجاء في كسر الشهوة، ولا وسيلة لذلك غير الصوم.

قال أبو جعفر الطبري: وأما تأويل قوله: ﴿لعلكم تتقون﴾ فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه، يقول: فرضت عليكم الصوم والكف عما تكونون بترك الكف عنه مفطرين، لتتقوا ما يفطركم في وقت صومكم. وبمثل الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

قال فخر الدين الرازي: في تفسير قوله تعالى: ﴿لعلكم تتقون﴾: أنه سبحانه بين بهذا الكلام أن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا ورياستها، وذلك؛ لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين وخفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعا له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم، ولما اختص الصوم بهذه الخاصية حسن منه تعالى أن يقول عند إيجابها: ﴿لعلكم تتقون﴾ منها بذلك على وجه وجوبه؛ لأن ما يمنع النفس عن المعاصي لا بد وأن يكون واجبا.

وذكر في معنى «لعل»: المعنى ينبغي لكم بالصوم أن يقوى وجاؤكم في التقوى وهذا معنى «لعل» في سياق الآية، والمعنى: ﴿لعلكم تتقون﴾ الله بصومكم وترككم للشهوات، فإن الشيء كلما كانت الرغبة فيه أكثر كان الاتقاء عنه أشق، والرغبة في المطعوم والمنكوح أشد من الرغبة في سائر الأشياء، فإذا سهل عليكم اتقاء الله بترك المطعوم والمنكوح؛ كان اتقاء الله بترك سائر الأشياء أسهل وأخف. ورابعها: المراد ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ إهمالها وترك المحافظة عليها بسبب عظم درجاتها وأصالتها. وخامسها: لعلكم تنتظمون بسبب هذه العبادة في زمرة المتقين؛ لأن الصوم شعارهم.

قال ابن كثير في تفسيره: «لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة. وفيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان؛ ولهذا ثبت في الصحيحين: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»».

في هذا الكتاب تتعرف أكثر عن الفوائد الفقهية والإنسانية المكنونة داخل التشريع الإسلامي للصوم..
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني - تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ النُّمَيْرِيُّ الْحَرَّانِيُّ (661هـ - 728هـ / 1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيميَّة. هو فقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف ومتكلم وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة.

وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.




❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ التفسير الكبير ❝ ❞ من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ❝ ❞ علم الحديث (ت: ابن تيمية) ❝ ❞ تزكية النفس لابن تيمية ❝ ❞ حقيقة الصيام ❝ ❞ الإيمان _ شيخ الإسلام ❝ ❞ طب القلوب ❝ ❞ اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ❝ ❞ فتاوى الزواج وعشرة النساء ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الكتاب العربي ❝ ❞ الدار المصرية اللبنانية ❝ ❞ المكتبة العصرية ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفكر العربي بمصر ❝ ❞ دار إحياء التراث العربي ❝ ❞ عالم الكتب ❝ ❞ مركز دراسات الوحدة العربية ❝ ❞ دار طيبة للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة الرشد ❝ ❞ مجمع الملك فهد ❝ ❞ دار المنهاج للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ❝ ❞ دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار العاصمة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والعلاقات العامة ❝ ❞ دار القاسم للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفضيلة ❝ ❞ مكتبة التراث الاسلامي ❝ ❞ دار مكتبة الحياة ❝ ❞ مكتبة العلوم والحكم ❝ ❞ دار الصحابة للتراث بطنطا ❝ ❞ دار هجر للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الصميعي للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة ابن تيمية ❝ ❞ دار كنوز إشبيليا ❝ ❞ مكتبه المنار ❝ ❞ دار أضواء السلف ❝ ❞ مكتبة دار البيان ❝ ❞ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ❝ ❞ دار الفكر اللبناني ❝ ❞ الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ❝ ❞ المكتبة السلفية ❝ ❞ دار الكتب السلفية ❝ ❞ مكتبة الإيمان ❝ ❞ دار الكتاب الجديد المتحدة ❝ ❞ مكتبة التوبة ❝ ❞ دار الفتح ❝ ❞ الذهبية ❝ ❞ دار الوطن ❝ ❞ مجمع الفقه الاسلامي _بجدة ❝ ❞ مؤسسة الدرر السنية ❝ ❞ دار الهجرة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الريان للتراث ❝ ❞ مؤسسة قرطبة ❝ ❞ دار المسلم ❝ ❞ دار الأنصار ❝ ❞ دار السلام للنشر والتوزيع-الرياض ❝ ❞ دار المدني ❝ ❞ دار علم الفوائد للنشر و التوزيع ❝ ❞ المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ❝ ❞ توزيع الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ❝ ❞ دار المجتمع للنشر والتوزيع - جدة ❝ ❞ مكتبة الحرمين بالرياض ❝ ❞ دار ابن تيمية ❝ ❞ دار الفجر للتراث ❝ ❞ المطبعة الرحمانية بمصر ❝ ❞ دار الطباعة المحمدية ❝ ❞ دار أصالة للنشر ❝ ❞ دار البيان العربي ❝ ❞ مكتبة التوعية الإسلامية ❝ ❞ مكتبة الصديق ❝ ❞ إدارة الطباعة المنيرية ❝ ❞ دار الأصالة للثقافة والنشر ❝ ❞ شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار التراث العربي ❝ ❞ مكتبة الطرفين للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الكتاب الأسلامي ❝ ❞ دار البيان - مؤسسة علوم القرأن ❝ ❞ الرئاسة العامة للبحوث والافتاء ❝ ❞ مكتبة المورد ❝ ❞ مطبعة الحكومة-بدمشق- ❝ ❞ مكتبة الحافظ الذهبي ❝ ❞ دار المكر اللبنانى ❝ ❞ دار القبلة - جدة ❝ ❞ مطابع الصفا ❝ ❞ صهيب الدين وأخوانه ❝ ❞ دار الافتاء الرياض ❝ ❞ مكتبة حميدو ❝ ❱
من المكتبة الرمضانية وكتب الصيام الفقه الإسلامي - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
حقيقة الصيام

1980م - 1446هـ
الصَّوْمُ في الإسلام نوع من العبادات الهامة، وأصل الصَّوْمُ (ص و مـ)، يقال: صام صَوْمًا وصِيامًا أيضًا، في اللغة: مطلق الإمساك، أو الكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى حكاية عن مريم: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا..﴾ أي: إمساكاً عن الكلام. والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى: «الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية».

ولا يقتصر على صوم شهر رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو صوم شهر رمضان من كل عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم القضاء أو النذر أو الكفارة. وإما تطوع ويشمل: المسنون المؤكد، والمندوب (المستحب) والنفل المطلق، ومن الصوم أيضا ما يشرع تركه وهو الصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك، ويحرم صوم يوم عيدي الفطر والأضحى.

والصوم في الإسلام هو عبادة يتفق المسلمون على اتباع نهج النبي في تحديد ماهيتها وأساسياتها، فهو بمعنى: «الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية»، كما أن صوم شهر رمضان من كل عام: فرض بإجماع المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفضائله متعددة، ويشرع قيام لياليه، وخصوصاً العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر، وتتعلق به زكاة الفطر، وهو عند المسلمين موعد للفرحة، والبر والصلة، وعوائد الخير. وفرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، بأدلة منها قول الله تعالى: ﴿ْكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامَُ﴾، وقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..﴾

وحديث: «بني الإسلام على خمس..» وذكر منها: صوم رمضان، وحديث الأعرابي السائل عن شرائع الدين، قال: هل علي غيره؟ أي: صوم رمضان، قال في الحديث: «لا، إلا أن تطوع شيئا». وصوم شهر رمضان من كل عام: فرض على كل مسلم مكلف مطيق للصوم غير مترخص بسبب المرض أو السفر، ولا يصح الصوم إلا من مسلم عاقل مع خلو المرأة من الحيض والنفاس.

وللصوم أحكام مفصلة في علم فروع الفقه، ومنها وجوب الصوم، وأركانه، وشروطه، ومبطلاته، ومستحباته، ومكروهاته، وأحكام الفطر، والأعذار الشرعية المبيحة للفطر، ومواقيت الصوم، لدخول الشهر وخروجه، ووقت الإمساك، والتسحر، والإفطار، والقضاء والأداء وغير ذلك.

وللصوم فوائد حسية ومعنوية إذ أن فية تهذيب السلوك النفسي وتقويم اعوجاج النفس، وتغيير النمط الذي اعتاد الشخص عليه في حياته اليومية، وفي هذا تعليم لمعنى الطاعة والامتثال في عبادة الله، وتخليص النفس من قيود الهوى وتزكيتها وتهذيبها، وتعليم النفس معنى الصبر بالامتناع عن المفطرات، حتى يشعر الإنسان بحال الجائع والبائس الفقير، لتحصيل العطف والمودة والتراحم بين المجتمع. وفي الحديث: «وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ». بمعنى: أنه وقاية من النار، كما أن من فوائد الصوم في الإسلام أنه يعين على تهذيب النفس وكسر الشهوة لمن خاف على نفسه العزوبة، ويدل على هذا حديث: "عن إبراهيم عن علقمة قال بينا أنا أمشي مع عبد الله رضى الله تعالى عنه، فقال: كنا مع النبي ﷺ فقال: «من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»". فالزواج مستحب لمن يقدر عليه، ومن لم يقدر عليه فعليه بالصوم فإنه يكون له كالوجاء في كسر الشهوة، ولا وسيلة لذلك غير الصوم.

قال أبو جعفر الطبري: وأما تأويل قوله: ﴿لعلكم تتقون﴾ فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه، يقول: فرضت عليكم الصوم والكف عما تكونون بترك الكف عنه مفطرين، لتتقوا ما يفطركم في وقت صومكم. وبمثل الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

قال فخر الدين الرازي: في تفسير قوله تعالى: ﴿لعلكم تتقون﴾: أنه سبحانه بين بهذا الكلام أن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا ورياستها، وذلك؛ لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين وخفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعا له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم، ولما اختص الصوم بهذه الخاصية حسن منه تعالى أن يقول عند إيجابها: ﴿لعلكم تتقون﴾ منها بذلك على وجه وجوبه؛ لأن ما يمنع النفس عن المعاصي لا بد وأن يكون واجبا.

وذكر في معنى «لعل»: المعنى ينبغي لكم بالصوم أن يقوى وجاؤكم في التقوى وهذا معنى «لعل» في سياق الآية، والمعنى: ﴿لعلكم تتقون﴾ الله بصومكم وترككم للشهوات، فإن الشيء كلما كانت الرغبة فيه أكثر كان الاتقاء عنه أشق، والرغبة في المطعوم والمنكوح أشد من الرغبة في سائر الأشياء، فإذا سهل عليكم اتقاء الله بترك المطعوم والمنكوح؛ كان اتقاء الله بترك سائر الأشياء أسهل وأخف. ورابعها: المراد ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ إهمالها وترك المحافظة عليها بسبب عظم درجاتها وأصالتها. وخامسها: لعلكم تنتظمون بسبب هذه العبادة في زمرة المتقين؛ لأن الصوم شعارهم.

قال ابن كثير في تفسيره: «لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة. وفيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان؛ ولهذا ثبت في الصحيحين: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»».

في هذا الكتاب تتعرف أكثر عن الفوائد الفقهية والإنسانية المكنونة داخل التشريع الإسلامي للصوم.. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

حقيقة الصيام من الفقه العام

الصَّوْمُ في الإسلام نوع من العبادات الهامة، وأصل الصَّوْمُ (ص و مـ)، يقال: صام صَوْمًا وصِيامًا أيضًا، في اللغة: مطلق الإمساك، أو الكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى حكاية عن مريم: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا..﴾ أي: إمساكاً عن الكلام. والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى: «الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية». 

ولا يقتصر على صوم شهر رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو صوم شهر رمضان من كل عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم القضاء أو النذر أو الكفارة. وإما تطوع ويشمل: المسنون المؤكد، والمندوب (المستحب) والنفل المطلق، ومن الصوم أيضا ما يشرع تركه وهو الصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك، ويحرم صوم يوم عيدي الفطر والأضحى.

والصوم في الإسلام هو عبادة يتفق المسلمون على اتباع نهج النبي في تحديد ماهيتها وأساسياتها، فهو بمعنى: «الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية»، كما أن صوم شهر رمضان من كل عام: فرض بإجماع المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفضائله متعددة، ويشرع قيام لياليه، وخصوصاً العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر، وتتعلق به زكاة الفطر، وهو عند المسلمين موعد للفرحة، والبر والصلة، وعوائد الخير. وفرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، بأدلة منها قول الله تعالى: ﴿ْكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامَُ﴾، وقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..﴾

 وحديث: «بني الإسلام على خمس..» وذكر منها: صوم رمضان، وحديث الأعرابي السائل عن شرائع الدين، قال: هل علي غيره؟ أي: صوم رمضان، قال في الحديث: «لا، إلا أن تطوع شيئا». وصوم شهر رمضان من كل عام: فرض على كل مسلم مكلف مطيق للصوم غير مترخص بسبب المرض أو السفر، ولا يصح الصوم إلا من مسلم عاقل مع خلو المرأة من الحيض والنفاس.

 وللصوم أحكام مفصلة في علم فروع الفقه، ومنها وجوب الصوم، وأركانه، وشروطه، ومبطلاته، ومستحباته، ومكروهاته، وأحكام الفطر، والأعذار الشرعية المبيحة للفطر، ومواقيت الصوم، لدخول الشهر وخروجه، ووقت الإمساك، والتسحر، والإفطار، والقضاء والأداء وغير ذلك.

وللصوم فوائد حسية ومعنوية إذ أن فية تهذيب السلوك النفسي وتقويم اعوجاج النفس، وتغيير النمط الذي اعتاد الشخص عليه في حياته اليومية، وفي هذا تعليم لمعنى الطاعة والامتثال في عبادة الله، وتخليص النفس من قيود الهوى وتزكيتها وتهذيبها، وتعليم النفس معنى الصبر بالامتناع عن المفطرات، حتى يشعر الإنسان بحال الجائع والبائس الفقير، لتحصيل العطف والمودة والتراحم بين المجتمع. وفي الحديث: «وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ». بمعنى: أنه وقاية من النار، كما أن من فوائد الصوم في الإسلام أنه يعين على تهذيب النفس وكسر الشهوة لمن خاف على نفسه العزوبة، ويدل على هذا حديث: "عن إبراهيم عن علقمة قال بينا أنا أمشي مع عبد الله رضى الله تعالى عنه، فقال: كنا مع النبي ﷺ فقال: «من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»". فالزواج مستحب لمن يقدر عليه، ومن لم يقدر عليه فعليه بالصوم فإنه يكون له كالوجاء في كسر الشهوة، ولا وسيلة لذلك غير الصوم.

قال أبو جعفر الطبري: وأما تأويل قوله: ﴿لعلكم تتقون﴾ فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه، يقول: فرضت عليكم الصوم والكف عما تكونون بترك الكف عنه مفطرين، لتتقوا ما يفطركم في وقت صومكم. وبمثل الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

قال فخر الدين الرازي: في تفسير قوله تعالى: ﴿لعلكم تتقون﴾: أنه سبحانه بين بهذا الكلام أن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا ورياستها، وذلك؛ لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين وخفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعا له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم، ولما اختص الصوم بهذه الخاصية حسن منه تعالى أن يقول عند إيجابها: ﴿لعلكم تتقون﴾ منها بذلك على وجه وجوبه؛ لأن ما يمنع النفس عن المعاصي لا بد وأن يكون واجبا.

وذكر في معنى «لعل»: المعنى ينبغي لكم بالصوم أن يقوى وجاؤكم في التقوى وهذا معنى «لعل» في سياق الآية، والمعنى: ﴿لعلكم تتقون﴾ الله بصومكم وترككم للشهوات، فإن الشيء كلما كانت الرغبة فيه أكثر كان الاتقاء عنه أشق، والرغبة في المطعوم والمنكوح أشد من الرغبة في سائر الأشياء، فإذا سهل عليكم اتقاء الله بترك المطعوم والمنكوح؛ كان اتقاء الله بترك سائر الأشياء أسهل وأخف. ورابعها: المراد ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ إهمالها وترك المحافظة عليها بسبب عظم درجاتها وأصالتها. وخامسها: لعلكم تنتظمون بسبب هذه العبادة في زمرة المتقين؛ لأن الصوم شعارهم.

قال ابن كثير في تفسيره: «لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة. وفيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان؛ ولهذا ثبت في الصحيحين: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»».

في هذا الكتاب تتعرف أكثر عن الفوائد الفقهية والإنسانية المكنونة داخل التشريع الإسلامي للصوم..

أما بعد :
قال الله سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].

فرض الله علينا الصوم من أجل أن نحقق حقيقة الصوم وهي التقوى ونحيي روحها في نفوسنا فتحيى الحياة الطيبة السعيدة وتتنعم بألذ ما في الدنيا من نعيم ! نعيم الطاعة والقرب من الله.
أيها الصائمون: عندما نتأمل في أحاديث الرسول في الصيام ندرك بسهولة حقيقة الصوم وروحه من فقه هذه الأحاديث النبوية الشريفة.

ومنها على سبيل الإجاز: 

1 - رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة العظيمة
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ. البخاري.
فقوله ( بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ ) وذكر منها الصوم، وهذا يبين أهمية الصيام وأنه ركن عظيم  يُنّبَني عليه دين المسلم ويقوم عليه وأن ترك الصيام هدم لركن الدين والخلل في الصيام خلل في بنيان الدين!  فانتبه يا صائماً لدينك.

2 - من صام رمضان إيمانيا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ومَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. البخاري.
فمن صام طلبا للأجر غير ذاهلا ولا غافلا عن نية احتساب صيامه لله غفر له ما تقدم من ذنبه.
قال الخطابي : قوله : " إيمانا واحتسابا " أي : نية وعزيمة ، وهو أن يصومه على التصديق به ، والرغبة في ثوابه طيبة نفسه غير كارهة له ، ولا مستثقل لصيامه ، ولا مستطيل لأيامه ، لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب. أهـ.
وهذا الحديث يؤكد أهمية الإخلاص والحذر من الرياء أو العمل لأجل أي غرض أخر.
فهل ما يفعله بعض الصائمين في رمضان من ضياع للأوقات ولهو وعبث وانشغال بما يضر ولا ينفع يدل على أنهم صاموا إيمانا واحتسابا!!!

3 - رمضان إلى رمضان مكفر لما بينهما بشرط اجتناب الكبائر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ. مسلم.
وهذا الحديث يقيد قوله (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ  ) أن المغفرة مشروطة باجتناب الكبائر كما هو واضح في قوله (إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)
وبناء على هذا فلا بد من التوبة النصوح حتى تغفر الكبائر كما في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الفرقان: 68 - 70].
وقوله تعالى : (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) [مريم:59-60].
فحقيقة الصوم تطهير الصائم من الذنوب التي هي سبب كل شر.

4 - من أفطر في رمضان فقد دينه فحافظ على الصيام بعزيمة المؤمن الصادق المخلص
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ قَالَ أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَتَمْكُثُ اللَّيَالِي مَا تُصَلِّي وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ. مسلم.

فإذا كانت المرأة التي تفطر بسبب العادة الشهرية ينقص دينها بسبب ذلك الفطر الذي قد أذن الله لها به ورفع عنها الحرج وهو شيء قد قدر عليها ولا قدرة لها على تغييره أو تأخيره ، فكيف بمن يفطر رمضان بغير عذر وينتهك حرمة الصوم باختياره ؟!!
فمن فعل ذلك فهو أقرب إلى فقد دينه من نقصه.
وإذا كانت المرأة التي تفطر بسبب العادة الشهرية ينقص دينها وهي لم ترتكب جريمة ولا محرما بل فعلت ما أباح الله لها وتقضي ما عليها من صوم بعد ذلك، فكيف بمن ينشر المعاصي بين الصائمين !! وما حال دين من يتلقف هذا الطوفان من المعاصي عبر الفضاء وعبر الاتصال بالانترنت !!
فالصيام فُرِضَ لتمام الدين وكماله وإحكام بنيانه لا لنقصه وزواله.

5 - رمضان فرصة ذهبية للتغير للأفضل والقرب من الله والاجتهاد فيما ينفع
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. البخاري.
 فرمضان شهر القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185].
وليس شهر اللهو والفسق والضياع وملء أوقات رمضان بما ينشره أصحاب قنوات الفساد من المعاصي التي أفسدوا بها حقيقة صوم المشاهدين.
فهاهو أفضل أهل السماء – جبريل – وأفضل أهل الأرض يتدارسان القرآن لتقتدوا بهما أيها الصائمون وتعلمون أنكم بالمدارسة أولى وأحوج منهما.

6 – استشعر دائما إنك صائم لله وإن الله هو الذي يجازيك على صيامك.
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَالصَّوْمُ لي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَإِنْ جَهِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ جَاهِلٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيَقُلْ إِنِّى صَائِمٌ » الترمذي.
فالله يقول : (وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ) فانتبه أيها الصائم من صيام ملوث بالمعاصي وفاقد زينته وهي التقوى شرط قبوله وسبب فرضه.
فهل تريد أن تقدم لله صوما ملوثا ناقصا قد خالطه خبث المعاصي.
والصوم جنة أي وقاية ، فهو وقاية من المعاصي ومن يسلم من المعاصي ينجو من النار. 
والصائم مأمور بأن يقابل الإساءة والظلم من الناس بالإعراض والعفو وليقل إني صائم ، فكيف يصح ويستقيم أن يسيء الصائم لنفسه بالمعاصي ويقتل روح صومه ويهلك حقيقته ؟!!

7 - حرم الله علينا أثناء الصيام المباحات لنعلم أن حرمة المعاصي أشد وأعظم
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » 
قال السعدي : فيتقرَّبُ العَبدُ إِلَى اللَّهِ بِتَركِ المحرَّمَاتِ مُطلقًا ، وهِيَ :
قَولُ الزُّورِ ، وَهُوَ كُلُّ كَلامٍ محرَّمٍ .
والعَمَل بالزَّورِ ، وَهُوَ كُلُّ فِعْلٍ محرَّمٍ .
وبتَركِ المحرَّمَاتِ لِعَارضِ الصَّوم وَهِيَ المفطِرَاتُ.أ . هـ.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن المعاصي تبطل الصوم .
ولكن جمهور أهل العلم على أن المعاصي لا تبطل الصوم وإنما تذهب بحقيقته وينقص أجره على قدر المعصية.
فاتق الله أيها الصائم في صيامك ولا تفسده بالمعاصي ولا تزهق روحه بالذنوب ولا تنتهك حرمة الشهر بارتكاب ما نهى الله عنه.

8 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ » الترمذي
قوله صُفِّدَت الشَّيَاطِينُ أي شُدَّت وَأُوثِقَتْ بالأَغْلاَلِ.

فالله يكرمنا ويرحمنا بإعانتنا على عدونا الشيطان ويصفده والكثير من المسلمين يستقبلون في بيتهم ما هو أخطر من إبليس وهم شياطين الإنسان عبر شاشات الفضائيات الفاسدة المفسدة وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة التي أصبحت مصدر فساد وإفساد للكثير.

فيأيها الصائم قد صفد الله الشياطين ليعينك على طاعته فاحذر من شياطين الإنس فإنهم أضر وأشر  وقد أغلق الله أبواب النار فلا تفتحها بالمعاصي من الأقوال والأفعال ، وقد فتح الله لك أبواب الجنة فسارع إليها بصالح الأعمال ولا تؤخرك عنها المعاصي ، ولله كل ليلة عتقاء من النار فأعلم أن المؤهلات للعتق من النار هي اغتنام الفرصة بالتزود والإكثار من الأعمال الصالحات والتوبة الصادقة النصوح من المعاصي والسيئات.

أيها الصائمون : حقيقة الصوم وروحه ليس هو الإمساك عن شهوتَي البطن والفَرْج ، وما يقوم مقامَهما من الفجر إلى الغروب ، مع إرسال الجوارح في الزلاَّت ، وإهمال القلب في الغفلات . وصاحبُ هذا الصوم ليس له من صومه إلا الجوع ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزُور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أنْ يدع طعامَه وشرابَه » فالصوم  : هو إمساك الجوارح كلَّها عن الفَضول ، وهو كل ما يشغل العبد عن الوصول إلى مرضاة الله ، وحفظ الجوارح الظاهرة والباطنة عن الاشتغال بما لا يَعْنِي ولا ينفع.

فيا مطلقي النّواظر في محرّمات المنظور، قد أقبل خيرُ الشّهور، فحذارِ حذار من انتهاكِ حرمتِه، وتدنيس شرفِه، وانتقاصِ مكانتِه، يقول رسول الهدى :(من لم يَدَع قولَ الزّور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه وشرابه)

يا طليقًا برَأي العَين وهو أسير، يا مُسامًا حياضَ الرّدى وهو ضرير، يا مَن رضي عن الصّفا بالأكدار، وقضى الأسحار في العارِ والشّنار، وكلَّ يومٍ يقوم عن مثل جيفةِ حِمار، عجَبًا كيف تجتنب الطريقَ الواضح، وتسلك مسالكَ الرّدى والقبائِح؟! ما بالُ سمعك عليه سُتور؟! ما بال بصرِك لا يَرى النّور؟! وأنت في دبور، وغفلة وغرور، وما أنت في ذلك بمعذور. فبادِر لحظاتِ الأعمار، واحذَر رقدات الأغمار.

فطوبى لمَن تركوا شهوةً حاضِرة لموعدِ غيبٍ في الآخرة، لم يرَوه ولكنهم صدَّقوا به، ( وَالَّذِى جَاء بِالصّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء  الْمُحْسِنِينَ لِيُكَفّرَ للَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ لَّذِى عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ لَّذِى كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الزمر:33-35].

حقيقة الصيام
حقيقة الصيام لشيخ الإسلام
كتاب حقيقة الصيام لابن تيمية
هل كان الصيام موجود قبل الاسلام
حقيقة الصيام في الاسلام
رسالة حقيقة الصيام
حقيقة الصيام لشيخ الاسلام
 



سنة النشر : 1980م / 1400هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.3 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة حقيقة الصيام

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل حقيقة الصيام
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني - Abu Elabbas Ahmed Bn Abd Elsalam Bn Abd Elsalam Bn Taymya Elharany

كتب أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ النُّمَيْرِيُّ الْحَرَّانِيُّ (661هـ - 728هـ / 1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيميَّة. هو فقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف ومتكلم وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ التفسير الكبير ❝ ❞ من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ❝ ❞ علم الحديث (ت: ابن تيمية) ❝ ❞ تزكية النفس لابن تيمية ❝ ❞ حقيقة الصيام ❝ ❞ الإيمان _ شيخ الإسلام ❝ ❞ طب القلوب ❝ ❞ اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ❝ ❞ فتاوى الزواج وعشرة النساء ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الكتاب العربي ❝ ❞ الدار المصرية اللبنانية ❝ ❞ المكتبة العصرية ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفكر العربي بمصر ❝ ❞ دار إحياء التراث العربي ❝ ❞ عالم الكتب ❝ ❞ مركز دراسات الوحدة العربية ❝ ❞ دار طيبة للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة الرشد ❝ ❞ مجمع الملك فهد ❝ ❞ دار المنهاج للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ❝ ❞ دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار العاصمة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والعلاقات العامة ❝ ❞ دار القاسم للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفضيلة ❝ ❞ مكتبة التراث الاسلامي ❝ ❞ دار مكتبة الحياة ❝ ❞ مكتبة العلوم والحكم ❝ ❞ دار الصحابة للتراث بطنطا ❝ ❞ دار هجر للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الصميعي للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة ابن تيمية ❝ ❞ دار كنوز إشبيليا ❝ ❞ مكتبه المنار ❝ ❞ دار أضواء السلف ❝ ❞ مكتبة دار البيان ❝ ❞ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ❝ ❞ دار الفكر اللبناني ❝ ❞ الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ❝ ❞ المكتبة السلفية ❝ ❞ دار الكتب السلفية ❝ ❞ مكتبة الإيمان ❝ ❞ دار الكتاب الجديد المتحدة ❝ ❞ مكتبة التوبة ❝ ❞ دار الفتح ❝ ❞ الذهبية ❝ ❞ دار الوطن ❝ ❞ مجمع الفقه الاسلامي _بجدة ❝ ❞ مؤسسة الدرر السنية ❝ ❞ دار الهجرة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الريان للتراث ❝ ❞ مؤسسة قرطبة ❝ ❞ دار المسلم ❝ ❞ دار الأنصار ❝ ❞ دار السلام للنشر والتوزيع-الرياض ❝ ❞ دار المدني ❝ ❞ دار علم الفوائد للنشر و التوزيع ❝ ❞ المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ❝ ❞ توزيع الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ❝ ❞ دار المجتمع للنشر والتوزيع - جدة ❝ ❞ مكتبة الحرمين بالرياض ❝ ❞ دار ابن تيمية ❝ ❞ دار الفجر للتراث ❝ ❞ المطبعة الرحمانية بمصر ❝ ❞ دار الطباعة المحمدية ❝ ❞ دار أصالة للنشر ❝ ❞ دار البيان العربي ❝ ❞ مكتبة التوعية الإسلامية ❝ ❞ مكتبة الصديق ❝ ❞ إدارة الطباعة المنيرية ❝ ❞ دار الأصالة للثقافة والنشر ❝ ❞ شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار التراث العربي ❝ ❞ مكتبة الطرفين للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الكتاب الأسلامي ❝ ❞ دار البيان - مؤسسة علوم القرأن ❝ ❞ الرئاسة العامة للبحوث والافتاء ❝ ❞ مكتبة المورد ❝ ❞ مطبعة الحكومة-بدمشق- ❝ ❞ مكتبة الحافظ الذهبي ❝ ❞ دار المكر اللبنانى ❝ ❞ دار القبلة - جدة ❝ ❞ مطابع الصفا ❝ ❞ صهيب الدين وأخوانه ❝ ❞ دار الافتاء الرياض ❝ ❞ مكتبة حميدو ❝ ❱. المزيد..

كتب أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني
الناشر:
المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
كتب  المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ التاريخ الإسلامي الجزء الأول: قبل البعثة ❝ ❞ السيرة النبوية دروس وعبر ❝ ❞ هكذا علمتني الحياة ❝ ❞ سلسلة التاريخ الإسلامى الخلفاء الراشدون ❝ ❞ عنترة تحقيق ودراسة ❝ ❞ تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير ❝ ❞ حقيقة الصيام ❝ ❞ أحكام الخلع في الإسلام ❝ ❞ بلاد العراق محمود شاكر ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ علي الطنطاوي ❝ ❞ محمد ناصر الدين الألباني ❝ ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ جلال الدين السيوطي ❝ ❞ محمود شاكر ❝ ❞ محمود مهدي الاستانبولي ❝ ❞ أنور الجندي ❝ ❞ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ❝ ❞ أحمد بن علي بن ثابت ❝ ❞ مصطفى السباعي ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ ابن حجر العسقلاني ❝ ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ محمود شاكر شاكر الحرستاني أبو أسامة ❝ ❞ صالح أحمد الشامي ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن السخاوي شمس الدين ❝ ❞ ابن رجب الحنبلي ❝ ❞ محمد علي قطب ❝ ❞ موريس بوكاي ❝ ❞ محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني ❝ ❞ بكر بن عبدالله أبو زيد ❝ ❞ الطبراني ❝ ❞ عماد الدين خليل ❝ ❞ محمد رشيد رضا ❝ ❞ عنترة بن شداد ❝ ❞ محمد عزة دروزة ❝ ❞ أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي السيوطي ❝ ❞ الحافظ المِزِّي ❝ ❞ محمود شاكر أبو فهر ❝ ❞ محمد جمال الدين القاسمي ❝ ❞ سعيد الأفغاني ❝ ❞ علي علي منصور ❝ ❞ أحمد بن حنبل عبد الله بن أحمد بن حنبل ❝ ❞ شهاب الدين القسطلاني ❝ ❞ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الديالكتبي أبو محمد ❝ ❞ بدر الدين الزركشي ❝ ❞ أبو حيان الأندلسي ❝ ❞ تقي الدين الهلالي ❝ ❞ محمد الزرقاني ❝ ❞ محمود محمد شاكر ❝ ❞ محمد بن لطفي الصباغ ❝ ❞ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي ❝ ❞ برهان الإسلام الزرنوجي ❝ ❞ أحمد العلاونة ❝ ❞ محمد ناصر الدين الألباني ❝ ❞ محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي ❝ ❞ سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني أبو داود ❝ ❞ ابن خزيمة ❝ ❞ ابن ضويان ❝ ❞ مرعي بن يوسف الكرمي ❝ ❞ إسماعيل بن إسحاق القاضي ❝ ❞ ابن أبي العز ❝ ❞ د.محمد أديب صالح ❝ ❞ محمود شاكر شاكر الحرستاني أبو أسامة محمد يحيى صالح التشامبي ❝ ❞ عبد الله التل ❝ ❞ عثمان بن سعيد الدارمي أبو سعيد ❝ ❞ محمد مصطفى الأعظمي ❝ ❞ أسامة بن منقذ ❝ ❞ أحمد بن محمد القسطلاني ❝ ❞ إسماعيل الكيلاني ❝ ❞ همام بن منبه ❝ ❞ علي حسن الحلبي الأَثريُّ ❝ ❞ علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر ❝ ❞ سعد الدين بن محمد الكبي ❝ ❞ سليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب ❝ ❞ محمد بن أحمد السفاريني ❝ ❞ محمد الصباغ ❝ ❞ أبوالبقاء عبدالله بن الحسين العكبري ❝ ❞ العز بن عبد السلام عثمان بن عبد الرحمن تقي الدين ابن الصلاح أبو عمرو ❝ ❞ محمد ناصر الدين الألباني زهير الشاويش ❝ ❞ عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي العتمي اليماني ❝ ❞ محمد جمال الدين القاسمي محمد ناصر الدين الألباني ❝ ❞ عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبي شيبة العبسي أبو بكر ❝ ❞ عبد السلام علوش ❝ ❞ د. عبدالكريم الأشتر ❝ ❞ الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي أبو محمد ❝ ❞ أبو جعفر الطحاوي الحنفي ❝ ❞ إسماعيل بن يحيى المزني ❝ ❞ عبد الله بن محمد الشنشوري ❝ ❞ عمر بن بدر الموصلي أبو حفص ❝ ❞ ناصر الدين ابن المنيّر ❝ ❞ أحمد بن حمدان الحراني الحنبلي ❝ ❞ العز عبد العزيز بن عبد السلام السلمي ❝ ❞ إبراهيم بن محمد بن ضويان ❝ ❞ عبد الله بن سليمان المنيع ❝ ❞ عبد القادر بن أحمد بدران ❝ ❞ علي بن محمد التغلبي الآمدي سيف الدين أبو الحسن ❝ ❞ محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي ❝ ❞ عمر بن حسن بن دحية أبو الخطاب ❝ ❞ ابن دراج القسطلي ❝ ❞ أحمد بن محمد المنقور التميمي النجدي ❝ ❞ محمد حسني الزين ❝ ❞ حسن عبد الحميد صالح ❝ ❞ أ.د. عمر يوسف عبدالغني حمدان ❝ ❞ محمود مهدي الاستانبولي ❝ ❞ خليل سليمان ❝ ❞ محمد بن أحمد سيد أحمد ❝ ❞ بولس حنا مسعد ❝ ❞ علي سلطان محمد القاري ❝ ❞ عبد السلام بن محمد بن عمر علوش ❝ ❞ احمد فريد احمد ❝ ❞ عثمان بن عبد القادر الصافي ❝ ❱.المزيد.. كتب المكتب الإسلامي للطباعة والنشر