❞ كتاب زكاة الزروع ❝ ⏤ حامد محمود اسماعيل

الحمد الله رب العالمین والصلاة والسلام على سیدنا محمد سید الأنبیاء والمرسلین وعلى آله وصحبة ومن اهتدى
بهدیة إلى یوم الدین وبعد: فهذا بحث في "زكاة الزروع والثمار" قمت بإعداده بناء على تكلیف من "الهیئة
الشرعیة العالمیة للزكاة" في الكویت لیكون ضمن البحوث التي ستطرح في الندوة الثامنة لقضایا الزكاة المعاصرة.
ً الاستفادة من ملاحظات الأخوة
ً، آملا
ً مخلا
ً، ولا مختصرا
ً مملا
وقد حرصت ما أمكن أن لا یكون طویلا
المشاركین.

ً المطالب التالیة:

هذا وقد جاء البحث متضمنا
المطلب الأ ول: أدلة مشروعیة زكاة الزروع والثمار.
المطلب الثاني: الأصناف التي تؤخذ منها زكاة الزروع والثمار.
المطلب الثالث: نصاب زكاة الزروع والثمار.
المطلب الرابع: مقدار نصاب الزروع والثمار بالأوزان الحدیثة.
ً المطلب الخامس: للنصاب.
ضم المزروعات المختلفة تكمیلا
المطلب السادس: أثر الخلطة في الزروع والثمار على الزكاة.
المطلب السابع: زكاة العسل.
المطلب الثامن: الخرص في الثمار.
المطلب التاسع: تأثیر النفقات والدیون على زكاة الزروع والثمار.
المطلب العاشر: إخراج القیمة في زكاة الزروع والثمار.
المطلب الحادي عشر: زكاة الأرض الز راعیة المستأجرة.
المطلب الثاني عشر: زكاة الشركات التي تتاجر بالمحاصیل الزراعیة والشركات التي تنتج المحاصیل وتبیعها.
أسأل االله أن یجنبنا الزلل وأن یوفقنا لصالح الأقوال والأفعال.
المطلب الأول
أدلة مشروعیة زكاة الزروع والثمار
ثبتت مشروعیة زكاة الزروع والثمار بالكتاب والسنة.
ً: من الكتاب:
أولا
أ- قوله تعالى: "یا أیها الذین آمنوا أنفقوا من طیبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض، ولا تیمموا
الخبیث منه تنفقون، ولستم بآخذیه إلا أن تغمضوا فیه" سورة البقرة آیة (267.

والشاهد في هذه الآیة الكریمة هو أن الأمر بالإنفاق یفید الوجوب، وأن النهي عن إخراج الرديء مخصوص
بالفرض وهذان الأمران متعلقان بالزكاة ولذلك روى عن علي بن أبي طالب وابن سیرین وغیرهما إلى أن الأمر
بالإنفاق في الآیة یعني الأمر بالزكاة (1.(
والأمر بالزكاة شامل لزكاة الزروع والثمار لقولة تعالى: (ومما أخرجنا لكم من الأرض).

ً أكله والزیتون والرمان

ب-قوله تعالى: (هو الذي أنشأ جنات معروشات وغیر معروشات، والنخل والزرع مختلفا
ً وغیر متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه یوم حصاده). سورة الأنعام آیة (41.(
متشابها
والشاهد في هذه الآیة هو في قوله تعالى: (وآتوا حقه یوم حصاده) فالحق الذي أشارت إلیه هو الزكاة (2 (حیث
روى عن أنس بن مالك وابن عباس أنهما قالا في قوله تعالى: (وآتوا حقه یوم حصاده) أنه الزكاة المفروضة وكذا
نقل عن سعید بن المسیب.
وقد روى المزني عن الشافعي أنه قال في قوله تعالى: (وآتوا حقه یوم حصاده) دلالة على أنه جعل الزكاة على
الزرع .(3(
ً: من السنة:
ثانیا
وردت أحادیث عدة تدل على وجوب الزكاة في ناتج الأرض نذكر منها ما یلي:
أ-ما رواه أبو سعید الخدري عن النبي صلى االله علیه وسلم أنه قال: "لیس فیما دون خمسة أوسق ولا فیما دون
خمس ذود صدقة ولا فیما دون خمس أواق صدقة" . (4(
وعند النسائي: "لیس فیما دون خمسة أوساق من حب أو تمر صدقة" . (5(

ً العشر
ب-ما رواه ابن عمر عن النبي صلى االله علیه وسلم أنه قال: "فیما سقت السماء والعیون أو كان عثریا
ً من عثریا. (6(

وفیما سقى بالنضح نصف العشر" ، وفي روایة عند النسائي وغیره (بعلا) بدلا
وهذان الحدیثان واضحا الدلالة على زكاة الزروع والثمار كما أنهما واضحا الدلالة على اشتراط النصاب.
المطلب الثاني
الأصناف التي تؤخذ منها زكاة الزروع والثمار
اختلفت أقوال الفقهاء في أنواع الزروع والثمار التي تؤخذ منها الزكاة على النحو التالي:
ً: قو ل الحنفیة:
أولا

ذهب الإمام أبو حنیفة إلى القول بزكاة جمیع ما ینتج من زروع وثمار وخضروات وما قصد استنباته من حطب
وحشیش اعتمادا على عموم النصوص الواردة في الموضوع كقولة تعلى: (یا أیها الذین آمنوا أنفقوا من طیبات ما
كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض) ، وقولة صلى االله علیه وسلم: (فیما سقته السماء العشر).
وذهب الصاحبان إلى القول بزكاة ما ینتج من الأرض وله ثمرة باقیة فلا زكاة عندهما في الخضراوات (7(
اعتمادا (8 ً

 كتاب للمؤلف :