📘 قراءة كتاب غزوة أحد دروس وعبر .. أونلاين
في شهر شوال من العام الثالث من الهجرة وقعت غزوة أحد، حيث أرادت قريش أن تمسح عار الهزيمة التي منيت بها في بدر الكبرى، فعزمت على استئصال المسلمين والقضاء على الإسلام قبل أن ينتشر نوره في ربوع الأرض وساعتها تسقط الهيمنة الشركية ويكون الدين لله، وهذا ما يقلق أسياد قريش الذين لا يريدون تحقيق العدالة في أرض الله؛ لأن ذلك سيساوي بينهم وبين عامة الناس، فيصبح الجميع سواسية كأسنان المشط.
إن غزوة أحد مليئة بالدروس والعبر المهمة للأمة كلها، وهذا يحتم على العلماء، والمفكرين والمثقفين وغيرهم أن يقفوا وقفة واعية عند هذه الدروس والعبر؛ كي تكون لهم منهجاً ومسلكاً، ومن أهم الدروس والعبر في هذه الغزوة:
الأعداء يهابون المسلمين ويخشون لقاءهم:
جمع الأعداء في غزوة أحد قريباً من ثلاثة آلاف من قريش، والحلفاء والأحابيش، وجاءوا بنسائهم لئلا يفروا! وهذا يظهر الخوف الذي في قلوبهم، وأنه كلما قوي المسلمون إيماناً واتباعاً للمنهج الإلهي لن تستطيع قوة على الأرض أن تنال منهم، والأعداء يعلمون ذلك جيداً؛ من أجل ذلك يحاولون - بكل ما يملكون - أن يجعلوا الأمة الإسلامية غثاء كغثاء السيل، وللأسف فقد حقق العدو ما أراد، وحرشوا بين المسلمين وجعلوهم يتقاتلون ويسفك بعضهم دماء بعض دون رحمة، وأعداؤنا يقفون وقفة المتفرج، يتلذذون بأشلاء الأطفال ودماء الشباب والشيوخ، وبالخراب الذي حل بالمسلمين.. فمتى نفيق ونكون يداً واحدة، فإن يد الله مع الجماعة وإن الشيطان مع من فارق الجماعة[1].
المكانة النبوية لا تمنع المشاركة والمشاورة:
رسولنا صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأى رؤيا ظاهرها أن هناك أحداثاً جساماً سيتعرض لها المسلمون في غزوة أحد، وأن بقاء المسلمين في المدينة هو الأفضل، وبرغم ذلك شاور صلى الله عليه وسلم أصحابه فأشار عليه عدد منهم بالخروج لقتالهم، بينما أشار عليه بعضهم بالتحصن في المدينة، إلا إن الغالبية تحمست لفكرة الخروج لملاقاة الأعداء، فنزل صلى الله عليه وسلم على رأي الأغلبية احتراماً للمشورة وإرساء لمبدأ التشاور في الأمة، فالمشورة واجبة؛ لقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْـمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]. والمشورة من صفات المؤمنين، وقد جاءت هذه الصفة بين أعظم ركنين بعد الشهادة، الصلاة، والزكاة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [الشورى: 38].
وقد كان صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في تنفيذ هذا الأمر الإلهي، وأصحابه، والأمة كلها تشهد بذلك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما رأيت أحداً قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله[2]. وكان صلى الله عليه وسلم إذا شاور وعزم على الأمر لا يتراجع ولا يتردد، فعندما شاور أصحابه ولبس لأمته وعزم على الخروج للقتال قال له بعض الصحابة: أقم، فلم يمل إليهم بعد العزم، وقال: «لا ينبغي لنبي يلبس لأمته فيضعها حتى يحكم الله»[3].
المنافقون هم أساس البلاء في كل زمان:
عندما جهز صلى الله عليه وسلم الجيش، رجع زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول من منتصف الطريق بثلاثمئة مقاتل، وبقي سبعمئة مقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو مسلك أهل النفاق في كل عصر، فهم لا يبحثون إلا عن مصالحهم، وهدفهم الأساسي تخذيل المسلمين والعمل على تفريق شملهم وإضعاف وحدتهم، فهم العدو الحقيقي للأمة المسلمة، فالحذر منهم واجب؛ لذا قال عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: ٤].
تنقية صفوف المسلمين من المنافقين فضل ونعمة من الله:
في أغلب الغزوات التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم ضد أعدائه نرى انسحاب المنافقين من الجيش، وقد يظن البعض ذلك الانسحاب شراً على المسلمين، والحقيقة خلاف ذلك؛ لأن تنقية صفوف المسلمين من المنافقين فضل ونعمة من الله.
حجم الكتاب عند التحميل : 540 كيلوبايت .
نوع الكتاب : ppt.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات ppt
يمكن تحميلة من هنا 'http://www.microsoftstore.com/store/msmea/ar_EG/pdp/Office-365-Personal/productID.299498600'