❞ كتاب الخمر في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة ❝  ⏤ د. فكري أحمد عكاز

❞ كتاب الخمر في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة ❝ ⏤ د. فكري أحمد عكاز

خمر وهو كل ما خَمَّرَ العقل، وكل مسكر خمر. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: «وَسُمِّيَتِ الْخَمْرُ خَمْرًا لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ، واخْتِمارُها تَغَيُّرُ رِيحِهَا؛ وَيُقَالُ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمُخَامَرَتِهَا الْعَقْلَ». وَرَوَى الأَصمعي عَنْ مَعْمَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ:«لَقِيتُ أَعرابياً فَقُلْتُ: مَا مَعَكَ؟ قَالَ: خَمْرٌ. والخَمْرُ: مَا خَمَر العَقْلَ، وَهُوَ الْمُسْكِرُ مِنَ الشَّرَابِ، وَهِيَ خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَتُمُورٍ». وقد حرم الإسلام الخمر، فإنه قد ثبت بالنقول الصحيحة أن الخمر لما حرمت بالمدينة النبوية وكان تحريمها بعد غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة لم يكن من عصير العنب شيء، فإن المدينة ليس فيها شجر عنب وإنما كانت خمرهم من التمر، فلما حرمها الله عليهم أراقوها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. بل وكسروا أوعيتها وشقوا ظروفها، وكانوا يسمونها خمرًا، فعلم أن اسم الخمر في كتاب الله عام لا يختص بعصير العنب.

فروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر

رضي الله تعالى عنهما.png قال :«نزل تحريم الخمر وإنا بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة، ما منها شراب العنب». وقد استفاضت الأحاديث عن النبي ﷺ بأن كل مسكر خمر، وهو حرام كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع وهو نبيذ العسل، وكان أهل اليمن يشربونه، فقال: «كل شراب أسكر فهو حرام».». وعن ابن عمر عن النبي ﷺ قال : «ما أسكر كثيره فقليله حرام».
حد شارب الخمر
حد شارب الخمر في الإسلام هو أربعون جلدة، وما زاد منه هو تعزير حسب ما تقتضيه الحاجة، وقد يصل إلى ثمانين جلدة كم فعل عمر بن الخطاب، ففي صحيح مسلم أن عليًا أمر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أن يجلد الوليد بن عقبة فجلده، وعلي يعد حتى بلغ أربعين، فقال أمسك، وجلد النبي أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين جلدة. وكان يضرب في الخمر بالنعال والجريد. ذهب الأحناف ومالك إلى أنه ثمانون جلدة، وذهب الشافعي إلى أنه أربعون، وعن أحمد بن حنبل الروايتان.

وقد روى أبو داود في سننه عن جابر بن عبد الله عن النبي قال: «إِنَّ مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ»، قال: ثم أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك برجل قد شرب الخمر في الرابعة فضربه ولم يقتله. وقد أجمع الفقهاء أن الأمر بقاتل شارب الخمر للمرة الرابعة منسوخ؛ لقول النبي: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة.». قال محمد بن إدريس الشافعي: "والقتل منسوخ بهذا الحديث وغيره وهذا ممّا لا اختلاف فيه بين أحد من أهل العلم علمته".

يشترط في إقامة الحد أن يكون شارب الخمر مُسلما بالغًا عاقلًا مختارًا؛ غير مكره عليها، ولا مضطرًا. يثبت حد شرب الخمر على شاربه بأحد أمرين، إما أن يقر بالشرب، ويعترف بأنه شرب الخمر مختارًا، وإما بالبيِّنة، وهي شهادة رجلين عدلين مسلمين عليه. كأن رأوه قد شرب الخمر أو تقيأها، وفي حديثٍ عن حصين بن المنذر أبي ساسان قال: «شهدت عثمان بن عفان، وأوتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان أحدهما حمران أنه شرب الخمر، وشهد آخر أنه يتقيأ، فقال عثمان رضي الله عنه: إنه لم يتقيأ حتى شربها، فقال: يا علي قم فاجلده، فقال عليٌّ: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا، فكأنه وجد عليه، فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده، وعليٌّ يعد، حتى بلغ أربعين، فقال: أمسك، ثم قال: جلد النبي ﷺ أربعين، وأبو بكرٍ أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌّ سُنَّة، وهذا أحب إلي».

يفصل هذا الكتاب الماتع في فصوله مسألة الخمر في الفقه الإسلامي، فيبدأ المؤلف في الفصل الأول بالحديث عن الضرورات الخمس وملحقاتها ومحافظة الشريعة على مقاصدها، والفصل الثاني من الكتاب يبدأ المؤلف في التعريف بالخمر والأشربة، في لغة العرب وفي علم الكيمياء وفي الفقه، والسكر المعتبر شرعًا وغير ذلك، وفي الفصل الثالث يناقش حكم الخمر، ويخصص الفصل الرابع للحديث عن وسائل اثبات جريمة الشرب والشروط الواجب توافرها، والفصل الخامس لمناقشة عقوبة جريمة الشرب، والفصل الأخير من الكتاب للحديث عن حكمة تحريم الخمر.
د. فكري أحمد عكاز - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الخمر في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة ❝ الناشرين : ❞ دار عكاظ للطباعة و النشر و التوزيع ❝ ❱
من كتب الفقه العام الفقه الإسلامي - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الخمر في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة

1982م - 1446هـ
خمر وهو كل ما خَمَّرَ العقل، وكل مسكر خمر. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: «وَسُمِّيَتِ الْخَمْرُ خَمْرًا لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ، واخْتِمارُها تَغَيُّرُ رِيحِهَا؛ وَيُقَالُ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمُخَامَرَتِهَا الْعَقْلَ». وَرَوَى الأَصمعي عَنْ مَعْمَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ:«لَقِيتُ أَعرابياً فَقُلْتُ: مَا مَعَكَ؟ قَالَ: خَمْرٌ. والخَمْرُ: مَا خَمَر العَقْلَ، وَهُوَ الْمُسْكِرُ مِنَ الشَّرَابِ، وَهِيَ خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَتُمُورٍ». وقد حرم الإسلام الخمر، فإنه قد ثبت بالنقول الصحيحة أن الخمر لما حرمت بالمدينة النبوية وكان تحريمها بعد غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة لم يكن من عصير العنب شيء، فإن المدينة ليس فيها شجر عنب وإنما كانت خمرهم من التمر، فلما حرمها الله عليهم أراقوها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. بل وكسروا أوعيتها وشقوا ظروفها، وكانوا يسمونها خمرًا، فعلم أن اسم الخمر في كتاب الله عام لا يختص بعصير العنب.

فروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر

رضي الله تعالى عنهما.png قال :«نزل تحريم الخمر وإنا بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة، ما منها شراب العنب». وقد استفاضت الأحاديث عن النبي ﷺ بأن كل مسكر خمر، وهو حرام كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع وهو نبيذ العسل، وكان أهل اليمن يشربونه، فقال: «كل شراب أسكر فهو حرام».». وعن ابن عمر عن النبي ﷺ قال : «ما أسكر كثيره فقليله حرام».
حد شارب الخمر
حد شارب الخمر في الإسلام هو أربعون جلدة، وما زاد منه هو تعزير حسب ما تقتضيه الحاجة، وقد يصل إلى ثمانين جلدة كم فعل عمر بن الخطاب، ففي صحيح مسلم أن عليًا أمر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أن يجلد الوليد بن عقبة فجلده، وعلي يعد حتى بلغ أربعين، فقال أمسك، وجلد النبي أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين جلدة. وكان يضرب في الخمر بالنعال والجريد. ذهب الأحناف ومالك إلى أنه ثمانون جلدة، وذهب الشافعي إلى أنه أربعون، وعن أحمد بن حنبل الروايتان.

وقد روى أبو داود في سننه عن جابر بن عبد الله عن النبي قال: «إِنَّ مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ»، قال: ثم أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك برجل قد شرب الخمر في الرابعة فضربه ولم يقتله. وقد أجمع الفقهاء أن الأمر بقاتل شارب الخمر للمرة الرابعة منسوخ؛ لقول النبي: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة.». قال محمد بن إدريس الشافعي: "والقتل منسوخ بهذا الحديث وغيره وهذا ممّا لا اختلاف فيه بين أحد من أهل العلم علمته".

يشترط في إقامة الحد أن يكون شارب الخمر مُسلما بالغًا عاقلًا مختارًا؛ غير مكره عليها، ولا مضطرًا. يثبت حد شرب الخمر على شاربه بأحد أمرين، إما أن يقر بالشرب، ويعترف بأنه شرب الخمر مختارًا، وإما بالبيِّنة، وهي شهادة رجلين عدلين مسلمين عليه. كأن رأوه قد شرب الخمر أو تقيأها، وفي حديثٍ عن حصين بن المنذر أبي ساسان قال: «شهدت عثمان بن عفان، وأوتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان أحدهما حمران أنه شرب الخمر، وشهد آخر أنه يتقيأ، فقال عثمان رضي الله عنه: إنه لم يتقيأ حتى شربها، فقال: يا علي قم فاجلده، فقال عليٌّ: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا، فكأنه وجد عليه، فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده، وعليٌّ يعد، حتى بلغ أربعين، فقال: أمسك، ثم قال: جلد النبي ﷺ أربعين، وأبو بكرٍ أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌّ سُنَّة، وهذا أحب إلي».

يفصل هذا الكتاب الماتع في فصوله مسألة الخمر في الفقه الإسلامي، فيبدأ المؤلف في الفصل الأول بالحديث عن الضرورات الخمس وملحقاتها ومحافظة الشريعة على مقاصدها، والفصل الثاني من الكتاب يبدأ المؤلف في التعريف بالخمر والأشربة، في لغة العرب وفي علم الكيمياء وفي الفقه، والسكر المعتبر شرعًا وغير ذلك، وفي الفصل الثالث يناقش حكم الخمر، ويخصص الفصل الرابع للحديث عن وسائل اثبات جريمة الشرب والشروط الواجب توافرها، والفصل الخامس لمناقشة عقوبة جريمة الشرب، والفصل الأخير من الكتاب للحديث عن حكمة تحريم الخمر.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

خمر وهو كل ما خَمَّرَ العقل، وكل مسكر خمر. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: «وَسُمِّيَتِ الْخَمْرُ خَمْرًا لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ، واخْتِمارُها تَغَيُّرُ رِيحِهَا؛ وَيُقَالُ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمُخَامَرَتِهَا الْعَقْلَ». وَرَوَى الأَصمعي عَنْ مَعْمَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ:«لَقِيتُ أَعرابياً فَقُلْتُ: مَا مَعَكَ؟ قَالَ: خَمْرٌ. والخَمْرُ: مَا خَمَر العَقْلَ، وَهُوَ الْمُسْكِرُ مِنَ الشَّرَابِ، وَهِيَ خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَتُمُورٍ». وقد حرم الإسلام الخمر، فإنه قد ثبت بالنقول الصحيحة أن الخمر لما حرمت بالمدينة النبوية وكان تحريمها بعد غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة لم يكن من عصير العنب شيء، فإن المدينة ليس فيها شجر عنب وإنما كانت خمرهم من التمر، فلما حرمها الله عليهم أراقوها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. بل وكسروا أوعيتها وشقوا ظروفها، وكانوا يسمونها خمرًا، فعلم أن اسم الخمر في كتاب الله عام لا يختص بعصير العنب.

فروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر

رضي الله تعالى عنهما.png قال :«نزل تحريم الخمر وإنا بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة، ما منها شراب العنب». وقد استفاضت الأحاديث عن النبي ﷺ بأن كل مسكر خمر، وهو حرام كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع وهو نبيذ العسل، وكان أهل اليمن يشربونه، فقال: «كل شراب أسكر فهو حرام».». وعن ابن عمر عن النبي ﷺ قال :  «ما أسكر كثيره فقليله حرام».
حد شارب الخمر
حد شارب الخمر في الإسلام هو أربعون جلدة، وما زاد منه هو تعزير حسب ما تقتضيه الحاجة، وقد يصل إلى ثمانين جلدة كم فعل عمر بن الخطاب، ففي صحيح مسلم أن عليًا أمر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أن يجلد الوليد بن عقبة فجلده، وعلي يعد حتى بلغ أربعين، فقال أمسك، وجلد النبي أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين جلدة. وكان يضرب في الخمر بالنعال والجريد. ذهب الأحناف ومالك إلى أنه ثمانون جلدة، وذهب الشافعي إلى أنه أربعون، وعن أحمد بن حنبل الروايتان.

وقد روى أبو داود في سننه عن جابر بن عبد الله عن النبي قال: «إِنَّ مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ»، قال: ثم أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك برجل قد شرب الخمر في الرابعة فضربه ولم يقتله. وقد أجمع الفقهاء أن الأمر بقاتل شارب الخمر للمرة الرابعة منسوخ؛ لقول النبي: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة.». قال محمد بن إدريس الشافعي: "والقتل منسوخ بهذا الحديث وغيره وهذا ممّا لا اختلاف فيه بين أحد من أهل العلم علمته".

يشترط في إقامة الحد أن يكون شارب الخمر مُسلما بالغًا عاقلًا مختارًا؛ غير مكره عليها، ولا مضطرًا. يثبت حد شرب الخمر على شاربه بأحد أمرين، إما أن يقر بالشرب، ويعترف بأنه شرب الخمر مختارًا، وإما بالبيِّنة، وهي شهادة رجلين عدلين مسلمين عليه. كأن رأوه قد شرب الخمر أو تقيأها، وفي حديثٍ عن حصين بن المنذر أبي ساسان قال: «شهدت عثمان بن عفان، وأوتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان أحدهما حمران أنه شرب الخمر، وشهد آخر أنه يتقيأ، فقال عثمان رضي الله عنه: إنه لم يتقيأ حتى شربها، فقال: يا علي قم فاجلده، فقال عليٌّ: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا، فكأنه وجد عليه، فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجلده، وعليٌّ يعد، حتى بلغ أربعين، فقال: أمسك، ثم قال: جلد النبي ﷺ أربعين، وأبو بكرٍ أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌّ سُنَّة، وهذا أحب إلي».

يفصل هذا الكتاب الماتع في فصوله مسألة الخمر في الفقه الإسلامي، فيبدأ المؤلف في الفصل الأول بالحديث عن الضرورات الخمس وملحقاتها ومحافظة الشريعة على مقاصدها، والفصل الثاني من الكتاب يبدأ المؤلف في التعريف بالخمر والأشربة، في لغة العرب وفي علم الكيمياء وفي الفقه، والسكر المعتبر شرعًا وغير ذلك، وفي الفصل الثالث يناقش حكم الخمر، ويخصص الفصل الرابع للحديث عن وسائل اثبات جريمة الشرب والشروط الواجب توافرها، والفصل الخامس لمناقشة عقوبة جريمة الشرب، والفصل الأخير من الكتاب للحديث عن حكمة تحريم الخمر.

الخمر في الفقه الإسلامي من كتب إسلامية

الخمر في الفقه الإسلامي من كتب إسلامية 

حكم شرب الخمر يمكن القول أنّ شرب الخمر حرامٌ بدليلٍ من القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، وإجماع الأمّة، ومن الجدير بالذكر؛ أنّ تحريم الخمر كان بالتدرّج؛ لأنّ العرب كانوا مولعين بها، فأول ما نزل بالنسبة لتحريم الخمر، قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ)،[٤] فأقلع جزءٌ من الناس عن شرب الخمر؛ لأنّ فيها إثماً كبيراً، واستمرّ جزءٌ آخر في شربها، وقالوا: (نأخذ منفعتها ونترك إثمها)، ثمّ نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)،[٥] فتركها جزءٌ كبيرٌ من الناس؛ حتى لا تشغلهم عن الصلاة، واستمرّ آخرون في شربها في غير أوقات الصلاة، حتى نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)؛[٦] فحرمت تحريماً نهائياً في المدينة المنورة في العام الثالث للهجرة، حتى قال بعض الصحابة رضي الله عنهم: (ما حرّم الله تعالى شيئاً أشدّ من الخمر)؛ إذ إنّ الله تعالى أكّد تحريمها بتصدير الجملة بإنّما، ثمّ جعلها من عمل الشيطان الذي لا يأتي منه إلا كلّ شرٍ، وجعلها رجساً، وقرنها بعبادة الأصنام، ثمّ أمر باجتنابها وقرن اجتنابها بالفلاح، أي إنّ في ارتكابها خيبةٌ، وذكر ما يقع نتيجةً لها من التباغض والعداوة بين الناس، والصدّ عن سبيل الله تعالى، وتضييع الصلاة، وأمّا أدلة تحريم الخمر من السنة النبوية فهي كثيرةٌ، ومنها قول النبي عليه الصّلاة والسّلام: (لا يزني الزَّاني حينَ يزني وَهوَ مؤمنٌ ولا يشرَبُ الخمرَ حينَ يشرَبُ وَهوَ مؤمنٌ ولا يسرقُ حينَ يسرقُ وَهوَ مؤمنٌ ولا ينتَهبُ نُهبةً يرفعُ النَّاسُ إليْهِ فيها أبصارَهم حين ينتهِبُها وَهوَ مؤمنٌ)، [٧] وقوله عليه الصّلاة والسّلام:(لُعِنتِ الخمرُ على عشرةِ أوجُهٍ: بعينِها، وعاصرِها، ومعتَصرِها، وبائعِها، ومُبتاعِها، وحاملِها، والمحمولةِ إليهِ، وآكِلِ ثمنِها، وشاربِها، وساقيها).



سنة النشر : 1982م / 1402هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 5 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الخمر في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الخمر في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
د. فكري أحمد عكاز - D. FKRI AHMD AKAZ

كتب د. فكري أحمد عكاز ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الخمر في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة ❝ الناشرين : ❞ دار عكاظ للطباعة و النشر و التوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب د. فكري أحمد عكاز
الناشر:
دار عكاظ للطباعة و النشر و التوزيع
كتب دار عكاظ للطباعة و النشر و التوزيع منذ 1981، تاريخ إنشائها، تقوم منشورات عكاظ بتوزيع موسوعات رفيعة المستوى، و ذلك بشراكة مع دور النشر العالمية الكبرى، في أوروبا وأمريكا (هاشيت، بورداس، لاروس، أوزو، رومبالدي، وورلد بوك، لوليفر دو باري ...) في الخارج، يتم توزيع موسوعاتنا في العديد من بلدان أفريقيا وأوروبا وأوقيانيا. في المغرب، يقوم وكلاؤنا التجاريون المتنقلون بتغطية جميع مناطق المملكة، لتزويد القارئ، حيثما كان، بموسوعات متنوعة و متكاملة، في المجال البيداغوجي و الثقافي. الموسوعات البيداغوجية التي نوزعها، و التي يشرف عليها كبار المتخصصين، تتوجه إلى الطفل في مختلف أطواره الدراسية، و تضمن له التفوق في دراسته. أما الموسوعات الثقافية، فهي موجهة لمختلف الأعمار. و هي تزود القارئ بالمعارف و المعلومات الأساسية في عالم اليوم، و تعلمه كيف يرتب هده المعارف والمعلومات في ذهنه وكيف يستعملها ويستفيد منها على أفضل وجه في حياته اليومية. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الشرطة في الإسلام وتطورها في القرن الرابع عشر ❝ ❞ الخمر في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة ❝ ❞ ومن كل شئ خلقنا زوجين ❝ ❞ عبقريات ابن خلدون ❝ ❞ أثر الإقطاع في تاريخ الأندلس السياسي من منتصف القرن الثالث الهجري حتى ظهور الخلافة ❝ ❞ اللغة و المجتمع ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ علي عبد الواحد وافي ❝ ❞ د. عبد المحسن صالح ❝ ❞ إبراهيم القادري بوتشيش ❝ ❞ د. فكري أحمد عكاز ❝ ❞ يحي عبد الله المعلمي ❝ ❱.المزيد.. كتب دار عكاظ للطباعة و النشر و التوزيع