❞ كتاب رسالة آداب المعلمين  ❝  ⏤ محمد ابن سحنون

❞ كتاب رسالة آداب المعلمين ❝ ⏤ محمد ابن سحنون

إِن أَقدَم كُتُب التَربية الاِسلامِية هوَ كِتاب «آداب المُعَلّمين» مِمّا دَوَّنَهُ الإِمام المُرَبّي الفَقيه و شَيخ مَشايخ المغرب مُحَمد ابن سَحنون المَغرِبي (ت٢٢٦هـ) عَن أَبِيه شَيخُ مَشايخ المَغرِب الإمام سَحنون(رحمهما الله).

وهو كِتاب لَطيف الحَجم ألَّفه مُحَمد في سياسة الأطفال وتَعليم الصبيان وتأديبهم، وبحْث شيء من قواعد التربية وآدابها عند المسلمين.

ظلَّ ميدان التربية والتعليم لمدة ألف ومئتي عام بعيدا عن يد السلطات السياسة في العالم الإسلامي، يقوم على شَأنه وتَطويره وتَوثيقه ووضع قواعده ومناهجه النخبة المدنية من العلماء والقضاة والمدرسين وغيرهم من أبناء الحضارة الإسلامية، وهؤلاء كانوا يعتمدون في استمرار عملهم في تربية الأطفال والمراهقين بل وفي التعليم العالي والتخصص على الأوقاف والتبرعات والصدقات والمرتبات الشهرية التي كان يُقدِّمها أهل الخير من الخلفاء والسلاطين إلى عامة الناس بكل فئاتهم.

لم تتدخل السلطات في ذلك الشأن، وكانت منظومة التعليم والتربية تتطور بمرور الزمن، هذا التطور لاحظه العلامة ابن خلدون (ت 808هـ) من الناحية التاريخية والاجتماعية ذاكرا أن العلم في بواكير الإسلام كان نقلا لما سُمع من القرآن والأحاديث النبوية، وقد قام به أهل الأنساب والعصبية، "على معنى التعليم الخبري لا على وجه التعليم الصناعي، أي النقل دون التأويل والاستنباط.

لكن مع انشغال أهل العصبية والأنساب بمسائل السياسة والفتوحات كما يقول ابن خلدون "استقرّ الإسلام ووشجت عروق الملّة حتّى تناولها الأمم البعيدة من أيدي أهلها وتحوّلت بمرور الأيّام أحوالها، وكثر استنباط الأحكام الشّرعيّة من النّصوص لتعدّد الوقائع وتلاحقها، فاحتاج ذلك لقانون يحفظه من الخطأ، فدُفع للعلم مَن قام به، وأصبح حرفة للمعاش.

وبدأ أهل الأقطار، والمؤمنون الصادقون الذين يرون في التربية والتعليم لأبناء المسلمين أهمية قصوى لربطهم بدينهم وشريعتهم وأخلاقهم ومرجعيتهم الدينية والقيمية، بدؤوا في تحمُّل عبء هذه المهمة، بدءا من تأديب الأطفال في الكتاتيب بتحفيظهم القرآن والأحاديث والكتابة والخط، أو للمراحل العليا في علوم الفقه والشريعة واللغة أو العلوم التطبيقية من الطب والصيدلة والهندسة وغيرها.

لكنّ بعضا من الفقهاء والعلماء بدؤوا في الانتباه إلى آلية سير هذه "المنظومة" الكاملة وعملها، وأرادوا أن يكون لها مناهج وطرائق وآداب وقواعد تكون للمشتغلين في هذا المضمار نورا يهتدون به، ويحققون من خلاله أفضل النتائج مع التلاميذ والمُتعلِّمين في مراحلهم المختلفة، وقد برز في المشرق والمغرب جمهرة من هؤلاء، لعل من أشهرهم في تونس والمغرب العلامة ابن سحنون المالكي، أحد مشاهير فقهاء المذهب المالكي في النصف الأول من القرن الثالث الهجري قبل ألف ومئتي عام.

الكتاب تحقيق وتقديم: دانا البرزنجي
محمد ابن سحنون - أحد أشهر فقهاء المذهب المالكي في النصف الأول من القرن الثالث الهجري. ولد في مدينة القيروان عاصمة أفريقية (تونس اليوم) ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ رسالة آداب المعلمين ❝ ❱
من الآداب والأدب كتب الزهد والتصوف وتزكية النفس - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
رسالة آداب المعلمين

إِن أَقدَم كُتُب التَربية الاِسلامِية هوَ كِتاب «آداب المُعَلّمين» مِمّا دَوَّنَهُ الإِمام المُرَبّي الفَقيه و شَيخ مَشايخ المغرب مُحَمد ابن سَحنون المَغرِبي (ت٢٢٦هـ) عَن أَبِيه شَيخُ مَشايخ المَغرِب الإمام سَحنون(رحمهما الله).

وهو كِتاب لَطيف الحَجم ألَّفه مُحَمد في سياسة الأطفال وتَعليم الصبيان وتأديبهم، وبحْث شيء من قواعد التربية وآدابها عند المسلمين.

ظلَّ ميدان التربية والتعليم لمدة ألف ومئتي عام بعيدا عن يد السلطات السياسة في العالم الإسلامي، يقوم على شَأنه وتَطويره وتَوثيقه ووضع قواعده ومناهجه النخبة المدنية من العلماء والقضاة والمدرسين وغيرهم من أبناء الحضارة الإسلامية، وهؤلاء كانوا يعتمدون في استمرار عملهم في تربية الأطفال والمراهقين بل وفي التعليم العالي والتخصص على الأوقاف والتبرعات والصدقات والمرتبات الشهرية التي كان يُقدِّمها أهل الخير من الخلفاء والسلاطين إلى عامة الناس بكل فئاتهم.

لم تتدخل السلطات في ذلك الشأن، وكانت منظومة التعليم والتربية تتطور بمرور الزمن، هذا التطور لاحظه العلامة ابن خلدون (ت 808هـ) من الناحية التاريخية والاجتماعية ذاكرا أن العلم في بواكير الإسلام كان نقلا لما سُمع من القرآن والأحاديث النبوية، وقد قام به أهل الأنساب والعصبية، "على معنى التعليم الخبري لا على وجه التعليم الصناعي، أي النقل دون التأويل والاستنباط.

لكن مع انشغال أهل العصبية والأنساب بمسائل السياسة والفتوحات كما يقول ابن خلدون "استقرّ الإسلام ووشجت عروق الملّة حتّى تناولها الأمم البعيدة من أيدي أهلها وتحوّلت بمرور الأيّام أحوالها، وكثر استنباط الأحكام الشّرعيّة من النّصوص لتعدّد الوقائع وتلاحقها، فاحتاج ذلك لقانون يحفظه من الخطأ، فدُفع للعلم مَن قام به، وأصبح حرفة للمعاش.

وبدأ أهل الأقطار، والمؤمنون الصادقون الذين يرون في التربية والتعليم لأبناء المسلمين أهمية قصوى لربطهم بدينهم وشريعتهم وأخلاقهم ومرجعيتهم الدينية والقيمية، بدؤوا في تحمُّل عبء هذه المهمة، بدءا من تأديب الأطفال في الكتاتيب بتحفيظهم القرآن والأحاديث والكتابة والخط، أو للمراحل العليا في علوم الفقه والشريعة واللغة أو العلوم التطبيقية من الطب والصيدلة والهندسة وغيرها.

لكنّ بعضا من الفقهاء والعلماء بدؤوا في الانتباه إلى آلية سير هذه "المنظومة" الكاملة وعملها، وأرادوا أن يكون لها مناهج وطرائق وآداب وقواعد تكون للمشتغلين في هذا المضمار نورا يهتدون به، ويحققون من خلاله أفضل النتائج مع التلاميذ والمُتعلِّمين في مراحلهم المختلفة، وقد برز في المشرق والمغرب جمهرة من هؤلاء، لعل من أشهرهم في تونس والمغرب العلامة ابن سحنون المالكي، أحد مشاهير فقهاء المذهب المالكي في النصف الأول من القرن الثالث الهجري قبل ألف ومئتي عام.

الكتاب تحقيق وتقديم: دانا البرزنجي .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

  إِن أَقدَم كُتُب التَربية الاِسلامِية هوَ كِتاب «آداب المُعَلّمين» مِمّا دَوَّنَهُ الإِمام المُرَبّي الفَقيه و شَيخ مَشايخ المغرب مُحَمد ابن سَحنون المَغرِبي (ت ٢٢٦هـ) عَن أَبِيه شَيخُ مَشايخ المَغرِب الإمام سَحنون(رحمهما الله). 

  وهو كِتاب لَطيف الحَجم ألَّفه مُحَمد في سياسة الأطفال وتَعليم الصبيان وتأديبهم، وبحْث شيء من قواعد التربية وآدابها عند المسلمين.

  ظلَّ ميدان التربية والتعليم لمدة ألف ومئتي عام بعيدا عن يد السلطات السياسة في العالم الإسلامي، يقوم على شَأنه وتَطويره وتَوثيقه ووضع قواعده ومناهجه النخبة المدنية من العلماء والقضاة والمدرسين وغيرهم من أبناء الحضارة الإسلامية، وهؤلاء كانوا يعتمدون في استمرار عملهم في تربية الأطفال والمراهقين بل وفي التعليم العالي والتخصص على الأوقاف والتبرعات والصدقات والمرتبات الشهرية التي كان يُقدِّمها أهل الخير من الخلفاء والسلاطين إلى عامة الناس بكل فئاتهم.

  لم تتدخل السلطات في ذلك الشأن، وكانت منظومة التعليم والتربية تتطور بمرور الزمن، هذا التطور لاحظه العلامة ابن خلدون (ت 808هـ) من الناحية التاريخية والاجتماعية ذاكرا أن العلم في بواكير الإسلام كان نقلا لما سُمع من القرآن والأحاديث النبوية، وقد قام به أهل الأنساب والعصبية، "على معنى التعليم الخبري لا على وجه التعليم الصناعي، أي النقل دون التأويل والاستنباط.

  لكن مع انشغال أهل العصبية والأنساب بمسائل السياسة والفتوحات كما يقول ابن خلدون "استقرّ الإسلام ووشجت عروق الملّة حتّى تناولها الأمم البعيدة من أيدي أهلها وتحوّلت بمرور الأيّام أحوالها، وكثر استنباط الأحكام الشّرعيّة من النّصوص لتعدّد الوقائع وتلاحقها، فاحتاج ذلك لقانون يحفظه من الخطأ، فدُفع للعلم مَن قام به، وأصبح حرفة للمعاش.

    وبدأ أهل الأقطار، والمؤمنون الصادقون الذين يرون في التربية والتعليم لأبناء المسلمين أهمية قصوى لربطهم بدينهم وشريعتهم وأخلاقهم ومرجعيتهم الدينية والقيمية، بدؤوا في تحمُّل عبء هذه المهمة، بدءا من تأديب الأطفال في الكتاتيب بتحفيظهم القرآن والأحاديث والكتابة والخط، أو للمراحل العليا في علوم الفقه والشريعة واللغة أو العلوم التطبيقية من الطب والصيدلة والهندسة وغيرها.

  لكنّ بعضا من الفقهاء والعلماء بدؤوا في الانتباه إلى آلية سير هذه "المنظومة" الكاملة وعملها، وأرادوا أن يكون لها مناهج وطرائق وآداب وقواعد تكون للمشتغلين في هذا المضمار نورا يهتدون به، ويحققون من خلاله أفضل النتائج مع التلاميذ والمُتعلِّمين في مراحلهم المختلفة، وقد برز في المشرق والمغرب جمهرة من هؤلاء، لعل من أشهرهم في تونس والمغرب العلامة ابن سحنون المالكي، أحد مشاهير فقهاء المذهب المالكي في النصف الأول من القرن الثالث الهجري قبل ألف ومئتي عام.



نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة رسالة آداب المعلمين

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل رسالة آداب المعلمين
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمد ابن سحنون - mohamed ebn sahnon

كتب محمد ابن سحنون أحد أشهر فقهاء المذهب المالكي في النصف الأول من القرن الثالث الهجري. ولد في مدينة القيروان عاصمة أفريقية (تونس اليوم)❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ رسالة آداب المعلمين ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد ابن سحنون