❞ كتاب تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير ❝  ⏤ عبد الله بن محسن العزب

❞ كتاب تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير ❝ ⏤ عبد الله بن محسن العزب

نبذة عن الكتاب :


اليمن تحتَ الحكم العثماني هي الفترة التي بسطت فيها الدولة العثمانية سلطتها على بلاد اليمن وتنقسم إلى فترتين، الأولى وهي فترة إيالة اليمن من عام 1539 وحتى 1634 والثانية وهي ولاية اليمن من عام 1872 وحتى 1911. كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا طيلة فترة وجودهم أما المرتفعات الشمالية، فلم تكن مستقرة وتعرض العثمانيون لهجمات متكررة من الأئمة الزيدية والقبائل.

دخلت اليمن مرحلة من الفوضى وغياب السلطة المركزية وبقيت عدن وحيدة بيد الملك عامر بن داوود آخر ملوك الطاهريين. إذ استغلت فصائل جديدة ضعف الطاهريين لإسقاطهم مثل آل كثير الذين سيطروا على الشحر من بني طاهر. واستمرت هجمات البرتغاليين فهاجموا الشحر بحضرموت عام 1528 بقيادة أنتونيو دي ميراندا دي أزفيدو. اقتحم خادم سليمان باشا مدينة عدن عام 1538 وصلب عامر بن داوود وشرع عسكره بنهب المدينة وقد يكون تجنيا على سليمان باشا كون مصادر التاريخ العثماني في اليمن كانت متحيزة لقائد دون آخر. ولكن كان خادم سليمان باشا مدركًا للحلف الذي أُقيم بين عامر بن داؤود والبرتغاليين كان خادم سليمان باشا وراء القرار العثماني باحتلال اليمن بعد مصر وقال عن اليمن:

«اليمن بلد بلا حاكم، مقاطعة خالية. لن يكون احتلالها ممكنًا فحسب بل سهل وعندما نسيطر عليها، ستصبح سيدة أراضي الهند ترسل كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات لإسطنبول»
بسطت الدولة العثمانية سلطتها على عدن وسائر تهامة واتُخذ من زبيد مقرًا إداريًا للسلطة العثمانية.

حاول العثمانيون ضم باقي اليمن وخلال الفترة ما بين 1538 و1547 أرسل العثمانيون ثمانين ألف جندي إلى اليمن، بقي منهم سبعة آلاف كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا وعدن طيلة فترة وجودهم ويقول أحمد حلبي، دفتردار مصر خلال تلك الفترة :

«ما رأينا مسبكًا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا إليها عسكرًا ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه إلا الفرد النادر»
أرسل العثمانيون أويس باشا عام 1547 إلى زبيد وكانت المرتفعات الشمالية مستقلة عليها الإمام الزيدي يحيى شرف الدين، وكان الإمام الزيدي قد اختار ابنه علي ليكون إمامًا من بعده وتجاهل ابنه المطهر بن يحيى شرف الدين لأنه أعرج لا يستطيع المشي باستقامة فحزًّ ذلك في نفس المطهر بن يحيى شرف الدين وتوجه إلى زبيد وأبدى استعداده لمعاونة أويس باشا للسيطرة على المرتفعات. وبالفعل اقتحمت قوات أويس باشا وأنصار المطهر بن يحيى شرف الدين تعز وتوجهت شمالًا نحو صنعاء وسيطر عليها عام 1547 وأعطى العثمانيون المطهر بن يحيى شرف الدين لقب بك واعترفوا به إمامًا على عمران وقاعدته ثلا أُغتيل أويس باشا في زبيد نفس السنة وعاد المطهر بن يحيى شرف الدين إلى صنعاء، فأرسل العثمانيون أزدمر باشا الذي استعاد صنعاء وانسحب المطهر إلى عمران.

عندما توجه أزدمر باشا إلى صنعاء انتهز شيخ قبلي من أبين يدعى علي بن سليمان الفضلي الفرصة فهاجم عدن وأخرج الأتراك وعسكرهم منها ونصَّب نفسه أميرًا عليها، وفعل أمير محلي من زبيد الفعلة ذاتها فأرسل أزدمر باشا قوة إلى زبيد قتلت أمير التمرد، وقتل علي بن سليمان عام 1548 تولى محمود باشا أمور الإيالة وكان ظالمًا قتل كل عسكري من قادته لا يوافقه رأيه، واتخذ لنفسه قصراً في تعز اسمه قصر السعادة كان مقرًا لملوك بني رسول. علم أن في إب حصن اسمه حب يملكه الفقيه علي بن عبد الرحمن النظاري فأراد الإستيلاء عليه طمعًا ولفَّق التهم على النظاري وقتل محمود باشا قادته العسكريين الذين رفضوا الانصياع لأوامره. حاصر حصن حب في إب لثمانية أشهر حتى توسط الأمير الإسماعيلي عبد الله الداعي بينهما، فتعهد محمود باشا بعدم التعرض لعلي بن عبد الرحمن النظاري وأن يعطيه سنجقًا وفق اختياره، فوافق النظاري ولكنه أُغتيل فور دخوله على مخيم محمود باشا المؤرخ العثماني المقرب من سنان باشا زعم أن هذه الحادثة أفرحت الزيدية لأن الفقيه النظاري كان سنيًا ويكره الإمام المطهر بن يحيى شرف الدين استهتار محمود باشا وعدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن، جعل اليمنيين يتناسون خلافاتهم ويتوحدون ضد الأتراك ولي رضوان باشا إيالة اليمن عام 1564م وأصبح محمود باشا حاكمًا لمصر وهو من بنى مسجد المحمودية الذي لا يزال قائمًا في القاهرة.

عندما تولى رضوان باشا أمور الإيالة، أخذ بعرض مساوئ سلفه محمود باشا على الباب العالي في إسطنبول، فبرر محمود باشا اخفاقاته بأن اليمن بلاد واسعة وبحاجة إلى بكلربكيان ولا يكفيها واحد، وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافق الباب العالي وأرسلوا مراد باشا ليتولى تهامة وولوا رضوان باشا أمر المرتفعات. وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين، كون القبائل أشرس وأصعب مراًسا في المرتفعات الشمالية لليمن بالإضافة لكونها مقرًا للأئمة الزيدية تظاهر المطهر بن يحيى شرف الدين بموالاته لمراد باشا المسيطر على التهائم فتوقف الأخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات، وتزايدت الخلافات بينهم لدهاء الإمام الزيدي المطهر فعُزل رضوان باشا وعُين حسن باشا بديلًا عنه عام 1567. انتهز المطهر الفرصة ليجتاح صنعاء وساندته قبائل الجوف البدوية وراسل المطهر أمير بعدان فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا في ذمار. تمكن مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وجردته وعسكره من ثيابهم وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلى المطهر بن يحيى شرف الدين في صنعاء عام 1567
ويمثل كتاب تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير مرجعًا قيمًا لباحثي العلوم التاريخية بصورة خاصة والآثار والجغرافيا ومعظم تخصصات العلوم الإنسانية على نحو عام حيث يركز كتاب تاريخ اليمن الحديث ,


فترة خروج العثمانيين الأخير على بعض الموضوعات التاريخية الهامة والتي تشغل اهتمام المؤرخين وباحثي التاريخ من مختلف الاتجاهات الفكرية.
عبد الله بن محسن العزب - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير ❝ الناشرين : ❞ دار التنوير للطباعة والنشر ❝ ❱
من كتب التاريخ الإسلامي - مكتبة كتب التاريخ.

نبذة عن الكتاب:
تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير

1986م - 1446هـ
نبذة عن الكتاب :


اليمن تحتَ الحكم العثماني هي الفترة التي بسطت فيها الدولة العثمانية سلطتها على بلاد اليمن وتنقسم إلى فترتين، الأولى وهي فترة إيالة اليمن من عام 1539 وحتى 1634 والثانية وهي ولاية اليمن من عام 1872 وحتى 1911. كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا طيلة فترة وجودهم أما المرتفعات الشمالية، فلم تكن مستقرة وتعرض العثمانيون لهجمات متكررة من الأئمة الزيدية والقبائل.

دخلت اليمن مرحلة من الفوضى وغياب السلطة المركزية وبقيت عدن وحيدة بيد الملك عامر بن داوود آخر ملوك الطاهريين. إذ استغلت فصائل جديدة ضعف الطاهريين لإسقاطهم مثل آل كثير الذين سيطروا على الشحر من بني طاهر. واستمرت هجمات البرتغاليين فهاجموا الشحر بحضرموت عام 1528 بقيادة أنتونيو دي ميراندا دي أزفيدو. اقتحم خادم سليمان باشا مدينة عدن عام 1538 وصلب عامر بن داوود وشرع عسكره بنهب المدينة وقد يكون تجنيا على سليمان باشا كون مصادر التاريخ العثماني في اليمن كانت متحيزة لقائد دون آخر. ولكن كان خادم سليمان باشا مدركًا للحلف الذي أُقيم بين عامر بن داؤود والبرتغاليين كان خادم سليمان باشا وراء القرار العثماني باحتلال اليمن بعد مصر وقال عن اليمن:

«اليمن بلد بلا حاكم، مقاطعة خالية. لن يكون احتلالها ممكنًا فحسب بل سهل وعندما نسيطر عليها، ستصبح سيدة أراضي الهند ترسل كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات لإسطنبول»
بسطت الدولة العثمانية سلطتها على عدن وسائر تهامة واتُخذ من زبيد مقرًا إداريًا للسلطة العثمانية.

حاول العثمانيون ضم باقي اليمن وخلال الفترة ما بين 1538 و1547 أرسل العثمانيون ثمانين ألف جندي إلى اليمن، بقي منهم سبعة آلاف كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا وعدن طيلة فترة وجودهم ويقول أحمد حلبي، دفتردار مصر خلال تلك الفترة :

«ما رأينا مسبكًا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا إليها عسكرًا ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه إلا الفرد النادر»
أرسل العثمانيون أويس باشا عام 1547 إلى زبيد وكانت المرتفعات الشمالية مستقلة عليها الإمام الزيدي يحيى شرف الدين، وكان الإمام الزيدي قد اختار ابنه علي ليكون إمامًا من بعده وتجاهل ابنه المطهر بن يحيى شرف الدين لأنه أعرج لا يستطيع المشي باستقامة فحزًّ ذلك في نفس المطهر بن يحيى شرف الدين وتوجه إلى زبيد وأبدى استعداده لمعاونة أويس باشا للسيطرة على المرتفعات. وبالفعل اقتحمت قوات أويس باشا وأنصار المطهر بن يحيى شرف الدين تعز وتوجهت شمالًا نحو صنعاء وسيطر عليها عام 1547 وأعطى العثمانيون المطهر بن يحيى شرف الدين لقب بك واعترفوا به إمامًا على عمران وقاعدته ثلا أُغتيل أويس باشا في زبيد نفس السنة وعاد المطهر بن يحيى شرف الدين إلى صنعاء، فأرسل العثمانيون أزدمر باشا الذي استعاد صنعاء وانسحب المطهر إلى عمران.

عندما توجه أزدمر باشا إلى صنعاء انتهز شيخ قبلي من أبين يدعى علي بن سليمان الفضلي الفرصة فهاجم عدن وأخرج الأتراك وعسكرهم منها ونصَّب نفسه أميرًا عليها، وفعل أمير محلي من زبيد الفعلة ذاتها فأرسل أزدمر باشا قوة إلى زبيد قتلت أمير التمرد، وقتل علي بن سليمان عام 1548 تولى محمود باشا أمور الإيالة وكان ظالمًا قتل كل عسكري من قادته لا يوافقه رأيه، واتخذ لنفسه قصراً في تعز اسمه قصر السعادة كان مقرًا لملوك بني رسول. علم أن في إب حصن اسمه حب يملكه الفقيه علي بن عبد الرحمن النظاري فأراد الإستيلاء عليه طمعًا ولفَّق التهم على النظاري وقتل محمود باشا قادته العسكريين الذين رفضوا الانصياع لأوامره. حاصر حصن حب في إب لثمانية أشهر حتى توسط الأمير الإسماعيلي عبد الله الداعي بينهما، فتعهد محمود باشا بعدم التعرض لعلي بن عبد الرحمن النظاري وأن يعطيه سنجقًا وفق اختياره، فوافق النظاري ولكنه أُغتيل فور دخوله على مخيم محمود باشا المؤرخ العثماني المقرب من سنان باشا زعم أن هذه الحادثة أفرحت الزيدية لأن الفقيه النظاري كان سنيًا ويكره الإمام المطهر بن يحيى شرف الدين استهتار محمود باشا وعدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن، جعل اليمنيين يتناسون خلافاتهم ويتوحدون ضد الأتراك ولي رضوان باشا إيالة اليمن عام 1564م وأصبح محمود باشا حاكمًا لمصر وهو من بنى مسجد المحمودية الذي لا يزال قائمًا في القاهرة.

عندما تولى رضوان باشا أمور الإيالة، أخذ بعرض مساوئ سلفه محمود باشا على الباب العالي في إسطنبول، فبرر محمود باشا اخفاقاته بأن اليمن بلاد واسعة وبحاجة إلى بكلربكيان ولا يكفيها واحد، وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافق الباب العالي وأرسلوا مراد باشا ليتولى تهامة وولوا رضوان باشا أمر المرتفعات. وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين، كون القبائل أشرس وأصعب مراًسا في المرتفعات الشمالية لليمن بالإضافة لكونها مقرًا للأئمة الزيدية تظاهر المطهر بن يحيى شرف الدين بموالاته لمراد باشا المسيطر على التهائم فتوقف الأخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات، وتزايدت الخلافات بينهم لدهاء الإمام الزيدي المطهر فعُزل رضوان باشا وعُين حسن باشا بديلًا عنه عام 1567. انتهز المطهر الفرصة ليجتاح صنعاء وساندته قبائل الجوف البدوية وراسل المطهر أمير بعدان فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا في ذمار. تمكن مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وجردته وعسكره من ثيابهم وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلى المطهر بن يحيى شرف الدين في صنعاء عام 1567
ويمثل كتاب تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير مرجعًا قيمًا لباحثي العلوم التاريخية بصورة خاصة والآثار والجغرافيا ومعظم تخصصات العلوم الإنسانية على نحو عام حيث يركز كتاب تاريخ اليمن الحديث ,


فترة خروج العثمانيين الأخير على بعض الموضوعات التاريخية الهامة والتي تشغل اهتمام المؤرخين وباحثي التاريخ من مختلف الاتجاهات الفكرية. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذة عن الكتاب :


اليمن تحتَ الحكم العثماني هي الفترة التي بسطت فيها الدولة العثمانية سلطتها على بلاد اليمن وتنقسم إلى فترتين، الأولى وهي فترة إيالة اليمن من عام 1539 وحتى 1634 والثانية وهي ولاية اليمن من عام 1872 وحتى 1911. كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا طيلة فترة وجودهم أما المرتفعات الشمالية، فلم تكن مستقرة وتعرض العثمانيون لهجمات متكررة من الأئمة الزيدية والقبائل.

دخلت اليمن مرحلة من الفوضى وغياب السلطة المركزية وبقيت عدن وحيدة بيد الملك عامر بن داوود آخر ملوك الطاهريين. إذ استغلت فصائل جديدة ضعف الطاهريين لإسقاطهم مثل آل كثير الذين سيطروا على الشحر من بني طاهر. واستمرت هجمات البرتغاليين فهاجموا الشحر بحضرموت عام 1528 بقيادة أنتونيو دي ميراندا دي أزفيدو. اقتحم خادم سليمان باشا مدينة عدن عام 1538 وصلب عامر بن داوود وشرع عسكره بنهب المدينة  وقد يكون تجنيا على سليمان باشا كون مصادر التاريخ العثماني في اليمن كانت متحيزة لقائد دون آخر. ولكن كان خادم سليمان باشا مدركًا للحلف الذي أُقيم بين عامر بن داؤود والبرتغاليين  كان خادم سليمان باشا وراء القرار العثماني باحتلال اليمن بعد مصر وقال عن اليمن:

«اليمن بلد بلا حاكم، مقاطعة خالية. لن يكون احتلالها ممكنًا فحسب بل سهل وعندما نسيطر عليها، ستصبح سيدة أراضي الهند ترسل كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات لإسطنبول»
بسطت الدولة العثمانية سلطتها على عدن وسائر تهامة واتُخذ من زبيد مقرًا إداريًا للسلطة العثمانية.

حاول العثمانيون ضم باقي اليمن وخلال الفترة ما بين 1538 و1547 أرسل العثمانيون ثمانين ألف جندي إلى اليمن، بقي منهم سبعة آلاف  كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا وعدن طيلة فترة وجودهم ويقول أحمد حلبي، دفتردار مصر خلال تلك الفترة :

«ما رأينا مسبكًا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا إليها عسكرًا ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه إلا الفرد النادر»
أرسل العثمانيون أويس باشا عام 1547 إلى زبيد وكانت المرتفعات الشمالية مستقلة عليها الإمام الزيدي يحيى شرف الدين، وكان الإمام الزيدي قد اختار ابنه علي ليكون إمامًا من بعده وتجاهل ابنه المطهر بن يحيى شرف الدين لأنه أعرج لا يستطيع المشي باستقامة فحزًّ ذلك في نفس المطهر بن يحيى شرف الدين وتوجه إلى زبيد وأبدى استعداده لمعاونة أويس باشا للسيطرة على المرتفعات. وبالفعل اقتحمت قوات أويس باشا وأنصار المطهر بن يحيى شرف الدين تعز وتوجهت شمالًا نحو صنعاء وسيطر عليها عام 1547 وأعطى العثمانيون المطهر بن يحيى شرف الدين لقب بك واعترفوا به إمامًا على عمران وقاعدته ثلا  أُغتيل أويس باشا في زبيد نفس السنة وعاد المطهر بن يحيى شرف الدين إلى صنعاء، فأرسل العثمانيون أزدمر باشا الذي استعاد صنعاء وانسحب المطهر إلى عمران.

عندما توجه أزدمر باشا إلى صنعاء انتهز شيخ قبلي من أبين يدعى علي بن سليمان الفضلي الفرصة فهاجم عدن وأخرج الأتراك وعسكرهم منها ونصَّب نفسه أميرًا عليها، وفعل أمير محلي من زبيد الفعلة ذاتها فأرسل أزدمر باشا قوة إلى زبيد قتلت أمير التمرد، وقتل علي بن سليمان عام 1548  تولى محمود باشا أمور الإيالة وكان ظالمًا قتل كل عسكري من قادته لا يوافقه رأيه، واتخذ لنفسه قصراً في تعز اسمه قصر السعادة كان مقرًا لملوك بني رسول. علم أن في إب حصن اسمه حب يملكه الفقيه علي بن عبد الرحمن النظاري فأراد الإستيلاء عليه طمعًا ولفَّق التهم على النظاري وقتل محمود باشا قادته العسكريين الذين رفضوا الانصياع لأوامره. حاصر حصن حب في إب لثمانية أشهر حتى توسط الأمير الإسماعيلي عبد الله الداعي بينهما، فتعهد محمود باشا بعدم التعرض لعلي بن عبد الرحمن النظاري وأن يعطيه سنجقًا وفق اختياره، فوافق النظاري ولكنه أُغتيل فور دخوله على مخيم محمود باشا  المؤرخ العثماني المقرب من سنان باشا زعم أن هذه الحادثة أفرحت الزيدية لأن الفقيه النظاري كان سنيًا ويكره الإمام المطهر بن يحيى شرف الدين استهتار محمود باشا وعدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن، جعل اليمنيين يتناسون خلافاتهم ويتوحدون ضد الأتراك ولي رضوان باشا إيالة اليمن عام 1564م وأصبح محمود باشا حاكمًا لمصر وهو من بنى مسجد المحمودية الذي لا يزال قائمًا في القاهرة.

عندما تولى رضوان باشا أمور الإيالة، أخذ بعرض مساوئ سلفه محمود باشا على الباب العالي في إسطنبول، فبرر محمود باشا اخفاقاته بأن اليمن بلاد واسعة وبحاجة إلى بكلربكيان ولا يكفيها واحد، وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافق الباب العالي وأرسلوا مراد باشا ليتولى تهامة وولوا رضوان باشا أمر المرتفعات. وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين، كون القبائل أشرس وأصعب مراًسا في المرتفعات الشمالية لليمن بالإضافة لكونها مقرًا للأئمة الزيدية  تظاهر المطهر بن يحيى شرف الدين بموالاته لمراد باشا المسيطر على التهائم فتوقف الأخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات، وتزايدت الخلافات بينهم لدهاء الإمام الزيدي المطهر فعُزل رضوان باشا وعُين حسن باشا بديلًا عنه عام 1567. انتهز المطهر الفرصة ليجتاح صنعاء وساندته قبائل الجوف البدوية وراسل المطهر أمير بعدان فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا في ذمار. تمكن مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وجردته وعسكره من ثيابهم وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلى المطهر بن يحيى شرف الدين في صنعاء عام 1567
ويمثل كتاب تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير مرجعًا قيمًا لباحثي العلوم التاريخية بصورة خاصة والآثار والجغرافيا ومعظم تخصصات العلوم الإنسانية على نحو عام حيث يركز كتاب تاريخ اليمن الحديث , 


فترة خروج العثمانيين الأخير على بعض الموضوعات التاريخية الهامة والتي تشغل اهتمام المؤرخين وباحثي التاريخ من مختلف الاتجاهات الفكرية. 



سنة النشر : 1986م / 1406هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.1 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
عبد الله بن محسن العزب - Abdullah bin Mohsen Al Azab

كتب عبد الله بن محسن العزب ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير ❝ الناشرين : ❞ دار التنوير للطباعة والنشر ❝ ❱. المزيد..

كتب عبد الله بن محسن العزب
الناشر:
دار التنوير للطباعة والنشر
كتب دار التنوير للطباعة والنشر ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ فن اللامبالاة ❝ ❞ اليمن الانسان والحضارة ❝ ❞ الهرطقة في المسيحية؛ تاريخ البدع الدينية المسيحية ❝ ❞ ربما عليك أن تكلم أحدا ❝ ❞ عاصفة السيوف ( الكتاب الثالث من أغنية الجليد والنار ) ❝ ❞ الذات تصف نفسها ❝ ❞ الفراشة ❝ ❞ عزاءات الفلسفة ❝ ❞ لعبة العروش ❝ ❞ دروس الحب ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ فيودور دوستويفسكي ❝ ❞ مارك مانسون ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ تشارلز ديكنز ❝ ❞ غابرييل غارسيا ماركيز ❝ ❞ أفلاطون ❝ ❞ فريدريك نيتشه ❝ ❞ هيجل ❝ ❞ آلان دو بوتون ❝ ❞ مصطفى حجازى ❝ ❞ جورج مارتن ❝ ❞ جان بول سارتر ❝ ❞ لوري غوتليب ❝ ❞ ميشيل فوكو ❝ ❞ عمرو الجندي ❝ ❞ ستيفن هوكينج ❝ ❞ كيونغ سوك شين ❝ ❞ أحمد عبد الحليم عطية ❝ ❞ لويس كارول ❝ ❞ جوردان بيترسون ❝ ❞ باروخ سبينوزا ❝ ❞ ماهر عبد القادر محمد علي ❝ ❞ إبراهيم الكوني ❝ ❞ حجي جابر ❝ ❞ ياسر ثابت ❝ ❞ ايفان تورغينيف ❝ ❞ د. إمام عبد الفتاح إمام ❝ ❞ هنري شاريير ❝ ❞ أندريه مالرو ❝ ❞ عبد الله ناصر ❝ ❞ شكري المبخوت ❝ ❞ ياسوناري كاواباتا ❝ ❞ فريدريك لونوار ❝ ❞ جايسون فانغ ❝ ❞ سعيد ناشيد ❝ ❞ عبدالرحمن منيف ❝ ❞ جوديث بتلر ❝ ❞ ج ويلتر ❝ ❞ ف.ج. زيبالد ❝ ❞ برايان غرين ❝ ❞ عبدالله الشماحي ❝ ❞ حسن حنفي ❝ ❞ وليم بيتر بلاتي ❝ ❞ ريتشارد دوكنز ❝ ❞ عمر بن عبد الكريم الجيدي ❝ ❞ George R.R. Martin ❝ ❞ عبد الجبار الرفاعى ❝ ❞ ساندور ماراي ❝ ❞ عزيز محمد ❝ ❞ هنرى بوانكاريه ❝ ❞ هاينريش هاينه ❝ ❞ الفت كمال الروبي ❝ ❞ ماثيو ووكر ❝ ❞ د. صلاح قنصوة ❝ ❞ أمل مبروك ❝ ❞ مصطفى صفوان ❝ ❞ شريف يونس ❝ ❞ د. عبدالله إبراهيم ❝ ❞ ياسوناري كاوباتا ❝ ❞ مرتضى كزار ❝ ❞ لوك فيري ❝ ❞ جاك لاكان ❝ ❞ طاهر الزهراني ❝ ❞ شونمبو ماسونو ❝ ❞ سكارت توماس ❝ ❞ سيدهارتا موكرجي ❝ ❞ د. وليد الماجد ❝ ❞ عبد الله بن محسن العزب ❝ ❞ شيتشيرو فوكازاوا ❝ ❞ خوسيه كارلوس سموثا ❝ ❞ دايفد هيوم ❝ ❞ محمد فتحي خضر ❝ ❞ غادة العبسي ❝ ❞ إيهاب عبد الحميد ❝ ❞ يورجين هابرماس ❝ ❞ أحمد سامح الخالدى ❝ ❞ كاتى ميلكمان ❝ ❞ دونا تارت ❝ ❞ توماس بيكيتي ❝ ❞ سكلير لويس ❝ ❞ زيد عباس كريم ❝ ❞ هند السليمان ❝ ❞ فريدريك شلاير ماخر ❝ ❞ سول بيلو ❝ ❞ نصير فليح ❝ ❞ مليكة أوفقير ❝ ❞ فيليب بولمان ❝ ❞ لارا بريسكوت ❝ ❞ ستيفن نادلر ❝ ❞ اولغا توكارتشوك ❝ ❞ هان كانغ ❝ ❞ زوي أستون ❝ ❞ خيرية بوبطان ❝ ❞ دو بوتن ❝ ❞ ستيفن فراي ❝ ❞ روتجر بريجمان ❝ ❞ آنا بارنز‎ ❝ ❞ محمد نجاتي طيارة ❝ ❞ شفق يوسف جدوع ❝ ❞ صبحي حديدي ❝ ❞ كارلو روفيللي ❝ ❞ وليم كلي رايت ❝ ❞ الحارس النبهان ❝ ❞ مارك جمال ❝ ❞ محمد إبراهيم الجندي ❝ ❞ محمود سيد أحمد ❝ ❞ محمود عبد الغفار ❝ ❞ وائل جمال ❝ ❞ جيفري ساكس ❝ ❞ شون كارول ❝ ❞ سوار احمد قادرة ❝ ❞ ديفيد كريستيان ❝ ❞ صالح علماني ❝ ❞ خلدون النبواتي ❝ ❞ ربيع وهبه ❝ ❞ آمال ن. الحلبى ❝ ❞ منيرة محمد البيشى ❝ ❱.المزيد.. كتب دار التنوير للطباعة والنشر

كتب شبيهة بـ تاريخ اليمن الحديث , فترة خروج العثمانيين الأخير:

قراءة و تحميل كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث PDF

تاريخ الجزائر في القديم والحديث PDF

قراءة و تحميل كتاب تاريخ الجزائر في القديم والحديث PDF مجانا

قراءة و تحميل كتاب تاريخ أوربا الحديث PDF

تاريخ أوربا الحديث PDF

قراءة و تحميل كتاب تاريخ أوربا الحديث PDF مجانا

قراءة و تحميل كتاب تاريخ اليمن المعاصر 1917- 1982 م PDF

تاريخ اليمن المعاصر 1917- 1982 م PDF

قراءة و تحميل كتاب تاريخ اليمن المعاصر 1917- 1982 م PDF مجانا

قراءة و تحميل كتاب تاريخ افريقيا الحديث والمعاصرpdf PDF

تاريخ افريقيا الحديث والمعاصرpdf PDF

قراءة و تحميل كتاب تاريخ افريقيا الحديث والمعاصرpdf PDF مجانا

قراءة و تحميل كتاب تجارة العراق قديما وحديثا - بحث تاريخى إقتصادى - الطبعة  الأولى - 1922 PDF

تجارة العراق قديما وحديثا - بحث تاريخى إقتصادى - الطبعة الأولى - 1922 PDF

قراءة و تحميل كتاب تجارة العراق قديما وحديثا - بحث تاريخى إقتصادى - الطبعة الأولى - 1922 PDF مجانا

قراءة و تحميل كتاب محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث PDF

محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث PDF

قراءة و تحميل كتاب محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث PDF مجانا

قراءة و تحميل كتاب تاريخ الفكر الأروبي الحديث PDF

تاريخ الفكر الأروبي الحديث PDF

قراءة و تحميل كتاب تاريخ الفكر الأروبي الحديث PDF مجانا

قراءة و تحميل كتاب جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين دراسة وصفية تحليلية لأحداث تلك الفترة PDF

جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين دراسة وصفية تحليلية لأحداث تلك الفترة PDF

قراءة و تحميل كتاب جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين دراسة وصفية تحليلية لأحداث تلك الفترة PDF مجانا