❞ كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر المجلد الرابع ❝ ⏤ المسعودي
مروج الذهب ومعادن الجوهر كتاب في التاريخ للمسعودي، يبدأ بالخليقة وينتهي بعهد الخليفة العباسي المطيع لله 973.
أوَّله: (الحمد لله أهل الحمد، ومستوجب الثناء والمجد ... الخ) . ذكر فيه: أنه صنف أولاً، كتاباً كبيراً. سمَّاه: (أخبار الزمان) . ثم اختصره. وسمَّاه: (الأوسط). ثم أراد إجمال ما بسطه، واختصار ما وسطه في هذا الكتاب. وقال: نودعه لُمَع ما في ذينك الكتابين، مما ضمناهما، وغير ذلك من أنواع العلوم، وأخبار الأمم.
ثم قال: كنا قد أتينا على جميع تسمية أهل الأعصار، من رواة حملة الآثار، ونقلة السير والأخبار، وطبقات أهل العلم من عصر الصحابة. ثم من تلاهم: إلى سنة 332، اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. في كتابنا: (أخبار الزمان) . وفي: (الأوسط) . وقد وسمت كتابي هذا بكتاب: (مروج الذهب) .
لنفاسة ما حواه. وجعلته: (تحفة الأشراف) . لما قد ضمنته من جمل ما تدعو الحاجة إليه، وتنازع النفوس إلى علمه.
ولم نترك نوعا من العلوم، ولا فنا من الأخبار، إلا أوردناه فيه: مفصلا، أو مجملا. فمن حرف شيئا من معناه، أو أزال ركنا من مبناه، أو طمس واضحة من معالمه، أو لبس شيئا من تراجمه، أو غيره، أو بدله، أو انتخبه، أو اختصره، أو نسبه إلى غيرنا، أو أضافه إلى سوانا، فوافاه من غضب الله، ووقوع نقمه، وقوادح بلاياه، ما يعجز عنه صبره،
ويحار فكره، وجعله مثلة للعالمين، وعبرة للمعتبرين، وآية للمتوسمين، وسلبه الله - تعالى - ما أعطاه، وحال بينه وبين ما أنعم به عليه من قوة، ونعمة مبتدع السموات والأرض، من أي ملل كان، إنه على كل شيء قدير. جعلت هذا التخويف، في أول كتابي، وآخره، ليكون رادعا لمن ميله هوى، أو غلبه شقاء، فليراقب أمر ربه، وليحاذر سوء منقلبه، فالمدة يسيرة، والمسافة قصيرة.
أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي (حوالي 896 -956 م، و 283 -345 هـ) مؤرخ وجغرافي عربي، اشتهر باسم "هيرودوت العرب".
لقد كان من العلماء الأوائل الذين جمعوا التاريخ والعلوم الجغرافية في عمل شامل. مروج الذهب ومعادن الجوهر كتاب حول تاريخ العالم يجمع نسختين معدَّلتين من عملين سابقَين للمسعودي. ويُعد النصف الأول من الكتاب ذو قيمة هائلة، على الرغم من أنه يبدو في بعض الأماكن ممعِناً في سرده وغير واضح التقسيم.
ويبدأ الكتاب بالحديث عن خلق العالم والتاريخ اليهودي. ونجد في الفصول التالية وصفاً للتاريخ والجغرافيا والحياة الاجتماعية والعادات الدينية للأراضي غير الإسلامية، مثل الهند واليونان وروما.
ويشمل العمل أيضًا حسابات المحيطات وحساب تقويمات الأمم المختلفة والمناخ والنظام الشمسي والمعابد الكبيرة. وهناك أقسام مثيرة ونادرة تم تكريسها للغوص بحثاً عن اللؤلؤ في قاع الخليج الفارسي، والكهرمان في شرق أفريقيا، والعادات الهندية لدفن الموتى، والطريق البرية التي تؤدي إلى الصين، والملاحة البحرية ومخاطرها المختلفة مثل العواصف والأعاصير. بالإضافة إلى توضيح خصائص ومواقع البحار بالنسبة إلى بعضها البعض.
كثرت الكتابات العربية في مجال الرحلات والبلدان بصورة واسعة لدرجة أنها أصبحت أحد المجالات الرائجة للمؤلفين في مختلف العصور، ويعود ذلك إلى عاملين أساسين، الأول، يتعلق بالمساحة الشاسعة التي امتدت عليها الدول الإسلامية المختلفة، وشكلت معظم المنطقة الحيوية والمركزية من العالم القديم، وكان الارتحال من ضفاف الأطلسي إلى أواسط آسيا وتخوم الصين يجري ضمن أراض إسلامية، وبما يعني توفير الحد الأدنى من الأمن والتفاهم للرحالة وهو ما كان عاملا مشجعا على التنقل والسفر، كما أن المحيط الهندي بأكمله كان آمنا لتنقل السفن التي حملت تجارة المنطقة من وإلى شرق آسيا، وكان له دور كبير في انتشار الإسلام في جزر أندونيسيا وماليزيا، أما العامل الثاني، فيتعلق أصلا بنزعة المبالغة والميل إلى السرد الطويل والمطنب وهو ما يوفره أدب الرحلات بشكل عام،
إلا أن كتابا مثل مروج الذهب إذ يستفيد من العامل الأول إلى حد بعيد، فإنه يخضع العامل الثاني لكثير من النقد والتمحيص، فهو لا يأخذ بالأقوال على علاتها وإنما يحاورها ويناقشها ويتبنى الأكثر رجحانا منها، ففي مسألة مثل كروية الأرض التي كانت مطروحة نظريا من العصر الإغريقي فإن مروج الذهب ينحاز لهذه الفكرة بصورة صريحة بناء على تأمله في الأدلة العقلية التي طرحها أرسطو، كما لا يكتفي الكتاب بتحليل الآراء وتقييمها، ولكنه يذهب إلى نقد المناهج التي ألف على أساسها المتقدمون، فيمتدح منهجية الطبري في الكتابة التاريخية، حيث أن كتاب مروج الذهب يجمع بين التاريخ والجغرافيا، وينتقد منهجية ثابت بن قرة ويتفحص دقته في عرض الحوادث والآراء واختيار المصادر.
مروج الذهب كتاب يقدم صورة واسعة للعالم في عصر المسعودي، ويخالط التاريخ والجغرافيا بصورة تعبر عن وعي متقدم على شروط عصره، حيث يرى أن المجتمعات الإنسانية، في وضعها الاجتماعي والسياسي، هي محصلة لتفاعل التراكم التاريخي والواقع الجغرافي، فهو لا يصف أماكن مصمتة أو مجرد معالم جغرافية، ولكنه يتعرض لواقع البلدان القائمة في عصره وتأثرها بالمعطيات التاريخية والجغرافية، وعلى نفس الطريقة التي اعتمد عليها كثير من المؤلفين المسلمون في العصور الوسطى، فإن المسعودي يبدأ رحلته من آدم عليه السلام متتبعا توزع البشرية في مجموعات عرقية مختلفة،
ويعرض للتاريخ من جانبه السياسي المرتبط بالملوك والدول، إلا أنه يضيف لمسة من التأمل في السمات الثقافية للمجتمع العربي بناء على تراثه التاريخي، بما يمكن استشعار مقدمة لفكر اجتماعي لا يمكن وصفه بالناضج أو الواضح، ولكنه على الأقل يهتم بالإنسان الذي يعيش في مكانه وزمانه بوصفه محصلة لتفاعلات التاريخ والجغرافيا.
المسعودي - أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (~283 هـ - 346 هـ / ~896 - 957 م) مؤرخ، جغرافي ورائد نظرية الانحراف الوراثي. من أشهر العلماء العرب. والمعروف بهيرودوتس العرب. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أخبار الزمان ❝ ❞ مروج الذهب ومعادن الجوهر المجلد الاول ❝ ❞ مروج الذهب ومعادن الجوهر المجلد الرابع ❝ ❞ مروج الذهب ومعادن الجوهر المجلد الخامس ❝ ❞ مروج الذهب ومعادن الجوهر المجلد الثاني ❝ ❞ التنبيه والإشراف ❝ ❞ مروج الذهب ومعادن الجوهر المجلد الثالث ❝ ❞ التنبيه والإشراف ❝ ❞ مروج الذهب ومعادن الجوهر ❝ الناشرين : ❞ دار إحياء التراث العربي ❝ ❞ دار صادر ❝ ❱
من كتب التاريخ الإسلامي - مكتبة كتب التاريخ.