❞ كتاب معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره ❝  ⏤ علي محمد الصلابي

❞ كتاب معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره ❝ ⏤ علي محمد الصلابي

أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، من أصحاب الرسول محمد وأحد كتّاب الوحي. سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام وأوّل خلفائها. ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب، وأسلم قبل فتح مكة، ولما استُخلف أبو بكر الصدّيق ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت. ولما استُخلف عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن، ثم ولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه) ثم ولّاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له. وبعد حادثة مقتل عثمان أصبح علي بن أبي طالب الخليفة فنشب خلاف بينه وبين معاوية حول التصرف الواجب عمله بعد مقتل الخليفة عثمان إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي عليًا فتولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثم تنازل عنها لمعاوية عام 41 هـ وفق عهد بينهما، فأسس معاوية الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمةً له.

نسبه
هو: معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وأمّه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية القرشية.

يلتقي نسبه بنسب الرسول محمد في عبد مناف.

نشأته
ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل: بثلاث عشرة، والأول أشهر. وقد تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروي أن أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال: «إن إبني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه»، فقالت هند: «قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.» وعن أبان بن عثمان قال: «كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمه هند فعثر فقالت قم لا رفعك الله وأعرابي ينظر إليه فقال لم تقولين له فوالله إني لأظنه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه.»

له من الأخوة: يزيد بن أبي سفيان، وعتبة بن أبي سفيان، وعنبسة بن أبي سفيان. ومن الأخوات: أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأم الحكم بنت أبي سفيان، وعزة بنت أبي سفيان، وأميمة بنت أبي سفيان.

أسرته
تزوّج ميسون بنت بحدل وأنجبت له يزيد. وقد طلّقها.
وفاختة بنت قرظة وأنجبت له عبد الله وعبد الرحمن.
كنود بنت قَرَظة، تزوّجها بعد أن طلّق اختها فاختة.
ونائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها.
ومن بناته: رملة تزوجها عمرو بن عثمان بن عفان. وهند تزوجها عبد الله بن عامر. وعائشة وعاتكة وصفية.

إسلامه
قيل أنه أسلم هو وأبوه وأمه وأخوه يزيد يوم فتح مكة، وقيل أنه أسلم قبل الفتح وبقي يخفي إسلامه حتى عام الفتح، قال الذهبي: «أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أبيه.» وروي عن معاوية أنه قال:«لما كان عام الحديبية صدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة فقالت: إياك أن تخالف أباك، أو أن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إني مصدق به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعلم أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوما: لكن أخوك خير منك، فهو على ديني، قلت: لم آل نفسي خيرا. وقال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح فأظهرت إسلامي ولقيته فرحب بي.»

صفاته الخَلقيّة والخُلقيّة
ذكر ابن أبي الدنيا، وغيره: أن معاوية كان طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب.

كان كريما سخيا خاصة مع أهل البيت والصحابة ولذلك شواهد منها:

بعث مرة إلى عائشة بمائة ألف درهم، فوالله ما أمست حتى فرقتها
كان معاوية إذا تلقى الحسن بن علي قال له مرحبا وأهلا بابن رسول الله وإذا تلقى عبد الله بن الزبير قال له مرحبا بابن عمة رسول الله وأمر للحسن بن علي بثلاثمائة ألف وعبد الله بن الزبير بمائة ألف.
روى الإمام أحمد عن علي بن أبي حملة عن أبيه قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع.
عن يونس بن ميسر الحميري الزاهد ـ وهو من شيوخ الأوزاعي ـ قال: «رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مُرْدِفٌ وراءَه وصيفًا، وعليه قميص مرقوع الجَيْب يسير في أسواق دمشق.
قال ابن عمر عن حلم معاوية:(معاوية من أحلم الناس قالوا يا أبا عبد الرحمن وأبو بكر قال أبو بكر خير من معاوية ومعاوية من أحلم الناس).
قال قبيصة بن جابر :(صحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة منه).
أعماله
أعماله في خلافة أبي بكر
تولى قيادة جيش إمداد لأخيه الصحابي يزيد بن أبي سفيان في خلافة أبي بكر ، وأمره أبو بكر بأن يلحق به فكان غازيا تحت إمرة أخيه، وقاتل المرتدين في معركة اليمامة، ومن بعد ذلك أرسلهُ الخليفة أبو بكر مع أخيهِ يزيد لفتح الشام وكان معه يوم فتح صيدا وعرقة وجبل وبيروت وهم من سواحل الشام.

ولاية الشام
تولى معاوية بن أبي سفيان ولاية الأردن في الشام سنة 21 هـ في عهد عمر بن الخطاب. وبعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان من طاعون عمواس، ولاه عمر بن الخطاب ولاية دمشق وما يتبع لها من البلاد، ثم جمع له الخليفة عثمان بن عفان على ولاية الشام كلها، فكان من ولاة أمصارها. وبعد موت عثمان بن عفان سنة 35 هـ نادى بأخذ الثأر من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وحرض على قتالهم. وقبل ذلك وقعت موقعة الجمل حيث كانت عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد في جيش يقاتل للقصاص من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وكان في قيادة الجيش طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وكانوا خرجوا جميعا لأخذ الثأر من قتلة عثمان بن عفان ، وبعد موقعة الجمل قاد معاوية جيشاً ضد خليفة المسلمين علي بن أبي طالب وكانت موقعة صفين التي انتهت بالتحكيم الجبري، وبعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تولى الحسن بن علي الخلافة فثار معاوية على الحسن وحاربه فما كان من الحسن إلا أن حقن دماء المسلمين وأقام عهداً مع معاوية ينص على أنه يبايع معاوية على مابايع المسلمون عليه أبابكر وعمر وان يسير بسيرتهم وان الأمر يعود للمسلمين لاختيار خليفتهم بعد وفاة معاوية وهذا ما لم يحدث، وبموجب ذلك العهد تسلم معاوية الحكم فأصبح خليفة المسلمين في دمشق عاصمة دولة الخلافة الإسلامية.


هذا الكتاب جزء من كتاب " الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار" أفرده المؤلف لإظهار شخصية الخليفة معاوية بن أبي سفيان الفذة التي أسست الدولة الأموية .

تحدث فيه المؤلف عن الجذور التاريخية للأسرة الأموية تمهيداً للتعريف بمعاوية بن أبي سفيان محور الكتاب .

ذكر فيه نسبه وكنيته وأسرته ، ثم ذكر استلام معاوية وشيء من فضائله ، ثم بداية أعماله السياسية عند ولايته دمشق وبعلبك والبلقان في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .

وسرد المؤلف قضية مقتل الخليفة عثمان بن عفان إلى نشوب القتال بين الإمام علي كرم الله وجهه ، الذي بايعه أهل المدينة ومكة وبين معاوية الذي بايعه أهل الشام وصولاً إلى قصة التحكيم المشهورة وبيان بطلانها ، ثم تغيير الموازيين لصالح معاوية .

ثم ذكر استشهاد الإمام علي كرم الله وجهه ، وتنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية مع الإشارة إلى مراحل الصلح وشروطه وأسبابه ومعوقاته ونتائجه .

ثم تحدث عن بناء الدولة الأموية على يد معاوية بعد ذكر فضائله، وأشار إلى دخول دولة بنى أمية خير القرون لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) .

ثم ابتدأ المؤلف في سرد سياسة معاوية ، ففي السياسة الداخلية فقد أحسن إلى كبار الشخصيات من شيوخ الصحابة وأبنائهم ، وحسَّن علاقته بالحسن والحسين ... إلخ

ثم تكلم عن علاقته بالخوراج وتحجيم دورهم وإضعافهم .

ثم بيّن المؤلف النظام المالي ، ومصادر الدولة كالزكاة والجزية والخراج والعشور والصوافي والغنائم ، كما بيّن النفقات العسكرية والإدارية والاجتماعية ، وتكلم عن اهتمامه بالزراعة والتجارة الداخلية والخارجية والحرف والصناعات.

ثم تكلم عن القضاء ، وتخلّي الخلفاء عن القضاء ، وفصل السلطات، ومرتبات القضاة، وتسجيل الأحكام والإشهاد عليها، وأعوان القضاة .
ثم تكلم عن مؤسسة الشرطة في عهده وواجباتها ، وعن قوات ومؤسسات أخرى وعلاقتها بالشرطة كالحرس والعرفاء...إلخ .

وذكر المؤلف سياسة معاوية الإدارية ، وأشار إلى أهم الأقاليم التابعة لدولة الأمويين وأشهر الولاة وأهم أعمالهم .

وعند ذكر إقليم المدينة على ساكنها أفضل السلام، ترجم المؤلف لشخصية أبي هريرة راوي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي عاش في عهد معاوية 18 عاماً تقريباً، والذي تعرض لهجمة ظالمة من قبل أعداء الصحابة في القديم والحديث ، والتي هدفها التشكيك في ما وصل إلينا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم انتقل المؤلف إلى حركة الفتوحات ، وذكر ما قام به معاوية من حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية ، واهتمامه بفتح القسطنطينية وحصارها ، وقد توفي الصحابي أبو أيوب الأنصاري أثناء هذا الحصار ، وقد أوصى بأن يدفن في أقصى ما يمكن من أرض العدو .

وبعد عدة حملات على القسطنطينية دون فتحها ، دخل معاوية في علاقات سلمية مع هذه الدولة ، وتمّ تبادل السفراء.

ثم واصل معاوية فتوحاته في الشمال الإفريقي ، وبرز اسم عقبة بن نافع في تلك الفتوحات حيث بنى مدينة القيروان بتونس .

كما تابع فتوحاته في خراسان وسجستان وما وراء النهر شرقاً ، وفتحت السند في عهده .

لقد كانت الفتوحات الكبرى في عهد معاوية والدولة الأموية دليلاً ملموساً على حيوية الأمة وتفاعلها مع دين الله وحرصها على هداية الشعوب.
علي محمد الصلابي - علي محمد محمد الصلابي (مواليد 1963، بنغازي بليبيا)، فقيه، وكاتب، ومؤرخ، ومحلل سياسي ليبي. له العديد من المؤلفات. شارك بلجنة المراجعة التاريخية وتدقيق النص بمسلسل عمر.

وضع علي الصلابي وشقيقه إسماعيل على قوائم الإرهاب في كل من السعودية وليبيا والإمارات ومصر والبحرين.



❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عصر الدولتين الأموية والعباسية وظهور فكر الخوارج ❝ ❞ فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، شخصيته وعصره ❝ ❞ غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم دروس وعبر وفوائد ❝ ❞ الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ❝ ❞ الدولة الفاطمية ❝ ❞ فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح ❝ ❞ دولة الموحدين ❝ ❞ السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث ❝ ❞ معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره ❝ الناشرين : ❞ دار المعرفة للطباعة والنشر ❝ ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ المكتبة العصرية ❝ ❞ دار ابن كثير ❝ ❞ مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ دار التوزيع والنشر ❝ ❞ مكتبة الصحابة ❝ ❞ دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الكتاب الحديث ❝ ❞ الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع ❝ ❞ مبرة الآل والأصحاب ❝ ❞ دار البيارق ❝ ❱
من عصر الخلافة الإسلامية كتب التاريخ الإسلامي - مكتبة كتب التاريخ.


اقتباسات من كتاب معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره

نبذة عن الكتاب:
معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره

2008م - 1446هـ
أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، من أصحاب الرسول محمد وأحد كتّاب الوحي. سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام وأوّل خلفائها. ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب، وأسلم قبل فتح مكة، ولما استُخلف أبو بكر الصدّيق ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت. ولما استُخلف عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن، ثم ولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه) ثم ولّاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له. وبعد حادثة مقتل عثمان أصبح علي بن أبي طالب الخليفة فنشب خلاف بينه وبين معاوية حول التصرف الواجب عمله بعد مقتل الخليفة عثمان إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي عليًا فتولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثم تنازل عنها لمعاوية عام 41 هـ وفق عهد بينهما، فأسس معاوية الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمةً له.

نسبه
هو: معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وأمّه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية القرشية.

يلتقي نسبه بنسب الرسول محمد في عبد مناف.

نشأته
ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل: بثلاث عشرة، والأول أشهر. وقد تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروي أن أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال: «إن إبني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه»، فقالت هند: «قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.» وعن أبان بن عثمان قال: «كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمه هند فعثر فقالت قم لا رفعك الله وأعرابي ينظر إليه فقال لم تقولين له فوالله إني لأظنه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه.»

له من الأخوة: يزيد بن أبي سفيان، وعتبة بن أبي سفيان، وعنبسة بن أبي سفيان. ومن الأخوات: أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأم الحكم بنت أبي سفيان، وعزة بنت أبي سفيان، وأميمة بنت أبي سفيان.

أسرته
تزوّج ميسون بنت بحدل وأنجبت له يزيد. وقد طلّقها.
وفاختة بنت قرظة وأنجبت له عبد الله وعبد الرحمن.
كنود بنت قَرَظة، تزوّجها بعد أن طلّق اختها فاختة.
ونائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها.
ومن بناته: رملة تزوجها عمرو بن عثمان بن عفان. وهند تزوجها عبد الله بن عامر. وعائشة وعاتكة وصفية.

إسلامه
قيل أنه أسلم هو وأبوه وأمه وأخوه يزيد يوم فتح مكة، وقيل أنه أسلم قبل الفتح وبقي يخفي إسلامه حتى عام الفتح، قال الذهبي: «أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أبيه.» وروي عن معاوية أنه قال:«لما كان عام الحديبية صدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة فقالت: إياك أن تخالف أباك، أو أن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إني مصدق به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعلم أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوما: لكن أخوك خير منك، فهو على ديني، قلت: لم آل نفسي خيرا. وقال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح فأظهرت إسلامي ولقيته فرحب بي.»

صفاته الخَلقيّة والخُلقيّة
ذكر ابن أبي الدنيا، وغيره: أن معاوية كان طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب.

كان كريما سخيا خاصة مع أهل البيت والصحابة ولذلك شواهد منها:

بعث مرة إلى عائشة بمائة ألف درهم، فوالله ما أمست حتى فرقتها
كان معاوية إذا تلقى الحسن بن علي قال له مرحبا وأهلا بابن رسول الله وإذا تلقى عبد الله بن الزبير قال له مرحبا بابن عمة رسول الله وأمر للحسن بن علي بثلاثمائة ألف وعبد الله بن الزبير بمائة ألف.
روى الإمام أحمد عن علي بن أبي حملة عن أبيه قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع.
عن يونس بن ميسر الحميري الزاهد ـ وهو من شيوخ الأوزاعي ـ قال: «رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مُرْدِفٌ وراءَه وصيفًا، وعليه قميص مرقوع الجَيْب يسير في أسواق دمشق.
قال ابن عمر عن حلم معاوية:(معاوية من أحلم الناس قالوا يا أبا عبد الرحمن وأبو بكر قال أبو بكر خير من معاوية ومعاوية من أحلم الناس).
قال قبيصة بن جابر :(صحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة منه).
أعماله
أعماله في خلافة أبي بكر
تولى قيادة جيش إمداد لأخيه الصحابي يزيد بن أبي سفيان في خلافة أبي بكر ، وأمره أبو بكر بأن يلحق به فكان غازيا تحت إمرة أخيه، وقاتل المرتدين في معركة اليمامة، ومن بعد ذلك أرسلهُ الخليفة أبو بكر مع أخيهِ يزيد لفتح الشام وكان معه يوم فتح صيدا وعرقة وجبل وبيروت وهم من سواحل الشام.

ولاية الشام
تولى معاوية بن أبي سفيان ولاية الأردن في الشام سنة 21 هـ في عهد عمر بن الخطاب. وبعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان من طاعون عمواس، ولاه عمر بن الخطاب ولاية دمشق وما يتبع لها من البلاد، ثم جمع له الخليفة عثمان بن عفان على ولاية الشام كلها، فكان من ولاة أمصارها. وبعد موت عثمان بن عفان سنة 35 هـ نادى بأخذ الثأر من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وحرض على قتالهم. وقبل ذلك وقعت موقعة الجمل حيث كانت عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد في جيش يقاتل للقصاص من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وكان في قيادة الجيش طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وكانوا خرجوا جميعا لأخذ الثأر من قتلة عثمان بن عفان ، وبعد موقعة الجمل قاد معاوية جيشاً ضد خليفة المسلمين علي بن أبي طالب وكانت موقعة صفين التي انتهت بالتحكيم الجبري، وبعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تولى الحسن بن علي الخلافة فثار معاوية على الحسن وحاربه فما كان من الحسن إلا أن حقن دماء المسلمين وأقام عهداً مع معاوية ينص على أنه يبايع معاوية على مابايع المسلمون عليه أبابكر وعمر وان يسير بسيرتهم وان الأمر يعود للمسلمين لاختيار خليفتهم بعد وفاة معاوية وهذا ما لم يحدث، وبموجب ذلك العهد تسلم معاوية الحكم فأصبح خليفة المسلمين في دمشق عاصمة دولة الخلافة الإسلامية.


هذا الكتاب جزء من كتاب " الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار" أفرده المؤلف لإظهار شخصية الخليفة معاوية بن أبي سفيان الفذة التي أسست الدولة الأموية .

تحدث فيه المؤلف عن الجذور التاريخية للأسرة الأموية تمهيداً للتعريف بمعاوية بن أبي سفيان محور الكتاب .

ذكر فيه نسبه وكنيته وأسرته ، ثم ذكر استلام معاوية وشيء من فضائله ، ثم بداية أعماله السياسية عند ولايته دمشق وبعلبك والبلقان في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .

وسرد المؤلف قضية مقتل الخليفة عثمان بن عفان إلى نشوب القتال بين الإمام علي كرم الله وجهه ، الذي بايعه أهل المدينة ومكة وبين معاوية الذي بايعه أهل الشام وصولاً إلى قصة التحكيم المشهورة وبيان بطلانها ، ثم تغيير الموازيين لصالح معاوية .

ثم ذكر استشهاد الإمام علي كرم الله وجهه ، وتنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية مع الإشارة إلى مراحل الصلح وشروطه وأسبابه ومعوقاته ونتائجه .

ثم تحدث عن بناء الدولة الأموية على يد معاوية بعد ذكر فضائله، وأشار إلى دخول دولة بنى أمية خير القرون لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) .

ثم ابتدأ المؤلف في سرد سياسة معاوية ، ففي السياسة الداخلية فقد أحسن إلى كبار الشخصيات من شيوخ الصحابة وأبنائهم ، وحسَّن علاقته بالحسن والحسين ... إلخ

ثم تكلم عن علاقته بالخوراج وتحجيم دورهم وإضعافهم .

ثم بيّن المؤلف النظام المالي ، ومصادر الدولة كالزكاة والجزية والخراج والعشور والصوافي والغنائم ، كما بيّن النفقات العسكرية والإدارية والاجتماعية ، وتكلم عن اهتمامه بالزراعة والتجارة الداخلية والخارجية والحرف والصناعات.

ثم تكلم عن القضاء ، وتخلّي الخلفاء عن القضاء ، وفصل السلطات، ومرتبات القضاة، وتسجيل الأحكام والإشهاد عليها، وأعوان القضاة .
ثم تكلم عن مؤسسة الشرطة في عهده وواجباتها ، وعن قوات ومؤسسات أخرى وعلاقتها بالشرطة كالحرس والعرفاء...إلخ .

وذكر المؤلف سياسة معاوية الإدارية ، وأشار إلى أهم الأقاليم التابعة لدولة الأمويين وأشهر الولاة وأهم أعمالهم .

وعند ذكر إقليم المدينة على ساكنها أفضل السلام، ترجم المؤلف لشخصية أبي هريرة راوي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي عاش في عهد معاوية 18 عاماً تقريباً، والذي تعرض لهجمة ظالمة من قبل أعداء الصحابة في القديم والحديث ، والتي هدفها التشكيك في ما وصل إلينا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم انتقل المؤلف إلى حركة الفتوحات ، وذكر ما قام به معاوية من حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية ، واهتمامه بفتح القسطنطينية وحصارها ، وقد توفي الصحابي أبو أيوب الأنصاري أثناء هذا الحصار ، وقد أوصى بأن يدفن في أقصى ما يمكن من أرض العدو .

وبعد عدة حملات على القسطنطينية دون فتحها ، دخل معاوية في علاقات سلمية مع هذه الدولة ، وتمّ تبادل السفراء.

ثم واصل معاوية فتوحاته في الشمال الإفريقي ، وبرز اسم عقبة بن نافع في تلك الفتوحات حيث بنى مدينة القيروان بتونس .

كما تابع فتوحاته في خراسان وسجستان وما وراء النهر شرقاً ، وفتحت السند في عهده .

لقد كانت الفتوحات الكبرى في عهد معاوية والدولة الأموية دليلاً ملموساً على حيوية الأمة وتفاعلها مع دين الله وحرصها على هداية الشعوب.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، من أصحاب الرسول محمد وأحد كتّاب الوحي. سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام وأوّل خلفائها. ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب،  وأسلم قبل فتح مكة،  ولما استُخلف أبو بكر الصدّيق ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت. ولما استُخلف عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن، ثم ولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه) ثم ولّاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له. وبعد حادثة مقتل عثمان أصبح علي بن أبي طالب الخليفة فنشب خلاف بينه وبين معاوية حول التصرف الواجب عمله بعد مقتل الخليفة عثمان إلى أن اغتال ابن ملجم الخارجي عليًا فتولى ابنه الحسن بن علي الخلافة ثم تنازل عنها لمعاوية عام 41 هـ وفق عهد بينهما، فأسس معاوية الدولة الأموية واتخذ دمشق عاصمةً له.

نسبه
هو: معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وأمّه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية القرشية.

يلتقي نسبه بنسب الرسول محمد في عبد مناف.

نشأته
ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل: بثلاث عشرة، والأول أشهر. وقد تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروي أن أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال: «إن إبني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه»، فقالت هند: «قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.» وعن أبان بن عثمان قال: «كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمه هند فعثر فقالت قم لا رفعك الله وأعرابي ينظر إليه فقال لم تقولين له فوالله إني لأظنه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه.»

له من الأخوة: يزيد بن أبي سفيان، وعتبة بن أبي سفيان، وعنبسة بن أبي سفيان. ومن الأخوات: أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأم الحكم بنت أبي سفيان، وعزة بنت أبي سفيان، وأميمة بنت أبي سفيان.

أسرته
تزوّج ميسون بنت بحدل وأنجبت له يزيد. وقد طلّقها.
وفاختة بنت قرظة وأنجبت له عبد الله وعبد الرحمن.
كنود بنت قَرَظة، تزوّجها بعد أن طلّق اختها فاختة.
ونائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها.
ومن بناته: رملة تزوجها عمرو بن عثمان بن عفان. وهند تزوجها عبد الله بن عامر. وعائشة وعاتكة وصفية.

إسلامه
قيل أنه أسلم هو وأبوه وأمه وأخوه يزيد يوم فتح مكة،  وقيل أنه أسلم قبل الفتح وبقي يخفي إسلامه حتى عام الفتح، قال الذهبي: «أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أبيه.» وروي عن معاوية أنه قال:«لما كان عام الحديبية صدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة فقالت: إياك أن تخالف أباك، أو أن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إني مصدق به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعلم أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوما: لكن أخوك خير منك، فهو على ديني، قلت: لم آل نفسي خيرا. وقال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح فأظهرت إسلامي ولقيته فرحب بي.»

صفاته الخَلقيّة والخُلقيّة
ذكر ابن أبي الدنيا، وغيره: أن معاوية كان طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب.

كان كريما سخيا خاصة مع أهل البيت والصحابة ولذلك شواهد منها:

بعث مرة إلى عائشة بمائة ألف درهم، فوالله ما أمست حتى فرقتها
كان معاوية إذا تلقى الحسن بن علي قال له مرحبا وأهلا بابن رسول الله وإذا تلقى عبد الله بن الزبير قال له مرحبا بابن عمة رسول الله وأمر للحسن بن علي بثلاثمائة ألف وعبد الله بن الزبير بمائة ألف.
روى الإمام أحمد عن علي بن أبي حملة عن أبيه قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع.
عن يونس بن ميسر الحميري الزاهد ـ وهو من شيوخ الأوزاعي ـ قال: «رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مُرْدِفٌ وراءَه وصيفًا، وعليه قميص مرقوع الجَيْب يسير في أسواق دمشق.
قال ابن عمر عن حلم معاوية:(معاوية من أحلم الناس قالوا يا أبا عبد الرحمن وأبو بكر قال أبو بكر خير من معاوية ومعاوية من أحلم الناس).
قال قبيصة بن جابر :(صحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيت رجلا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة منه).
أعماله
أعماله في خلافة أبي بكر
تولى قيادة جيش إمداد لأخيه الصحابي يزيد بن أبي سفيان في خلافة أبي بكر ، وأمره أبو بكر بأن يلحق به فكان غازيا تحت إمرة أخيه، وقاتل المرتدين في معركة اليمامة، ومن بعد ذلك أرسلهُ الخليفة أبو بكر مع أخيهِ يزيد لفتح الشام وكان معه يوم فتح صيدا وعرقة وجبل وبيروت وهم من سواحل الشام.

ولاية الشام
تولى معاوية بن أبي سفيان ولاية الأردن في الشام سنة 21 هـ في عهد عمر بن الخطاب. وبعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان من طاعون عمواس، ولاه عمر بن الخطاب ولاية دمشق وما يتبع لها من البلاد، ثم جمع له الخليفة عثمان بن عفان على ولاية الشام كلها، فكان من ولاة أمصارها. وبعد موت عثمان بن عفان سنة 35 هـ نادى بأخذ الثأر من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وحرض على قتالهم. وقبل ذلك وقعت موقعة الجمل حيث كانت عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد في جيش يقاتل للقصاص من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وكان في قيادة الجيش طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وكانوا خرجوا جميعا لأخذ الثأر من قتلة عثمان بن عفان ، وبعد موقعة الجمل قاد معاوية جيشاً ضد خليفة المسلمين علي بن أبي طالب وكانت موقعة صفين التي انتهت بالتحكيم الجبري، وبعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تولى الحسن بن علي الخلافة فثار معاوية على الحسن وحاربه فما كان من الحسن إلا أن حقن دماء المسلمين وأقام عهداً مع معاوية ينص على أنه يبايع معاوية على مابايع المسلمون عليه أبابكر وعمر وان يسير بسيرتهم وان الأمر يعود للمسلمين لاختيار خليفتهم بعد وفاة معاوية وهذا ما لم يحدث، وبموجب ذلك العهد تسلم معاوية الحكم فأصبح خليفة المسلمين في دمشق عاصمة دولة الخلافة الإسلامية.


هذا الكتاب جزء من كتاب " الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار" أفرده المؤلف لإظهار شخصية الخليفة معاوية بن أبي سفيان الفذة التي أسست الدولة الأموية . 

تحدث فيه المؤلف عن الجذور التاريخية للأسرة الأموية تمهيداً للتعريف بمعاوية بن أبي سفيان محور الكتاب . 

ذكر فيه نسبه وكنيته وأسرته ، ثم ذكر استلام معاوية وشيء من فضائله ، ثم بداية أعماله السياسية عند ولايته دمشق وبعلبك والبلقان في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب . 

وسرد المؤلف قضية مقتل الخليفة عثمان بن عفان إلى نشوب القتال بين الإمام علي كرم الله وجهه ، الذي بايعه أهل المدينة ومكة وبين معاوية الذي بايعه أهل الشام وصولاً إلى قصة التحكيم المشهورة وبيان بطلانها ، ثم تغيير الموازيين لصالح معاوية .

ثم ذكر استشهاد الإمام علي كرم الله وجهه ، وتنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية مع الإشارة إلى مراحل الصلح وشروطه وأسبابه ومعوقاته ونتائجه . 

ثم تحدث عن بناء الدولة الأموية على يد معاوية بعد ذكر فضائله، وأشار إلى دخول دولة بنى أمية خير القرون لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) . 

ثم ابتدأ المؤلف في سرد سياسة معاوية ، ففي السياسة الداخلية فقد أحسن إلى كبار الشخصيات من شيوخ الصحابة وأبنائهم ، وحسَّن علاقته بالحسن والحسين ... إلخ 

ثم تكلم عن علاقته بالخوراج وتحجيم دورهم وإضعافهم . 

ثم بيّن المؤلف النظام المالي ، ومصادر الدولة كالزكاة والجزية والخراج والعشور والصوافي والغنائم ، كما بيّن النفقات العسكرية والإدارية والاجتماعية ، وتكلم عن اهتمامه بالزراعة والتجارة الداخلية والخارجية والحرف والصناعات. 

ثم تكلم عن القضاء ، وتخلّي الخلفاء عن القضاء ، وفصل السلطات، ومرتبات القضاة، وتسجيل الأحكام والإشهاد عليها، وأعوان القضاة . 
ثم تكلم عن مؤسسة الشرطة في عهده وواجباتها ، وعن قوات ومؤسسات أخرى وعلاقتها بالشرطة كالحرس والعرفاء...إلخ .

وذكر المؤلف سياسة معاوية الإدارية ، وأشار إلى أهم الأقاليم التابعة لدولة الأمويين وأشهر الولاة وأهم أعمالهم . 

وعند ذكر إقليم المدينة على ساكنها أفضل السلام، ترجم المؤلف لشخصية أبي هريرة راوي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي عاش في عهد معاوية 18 عاماً تقريباً، والذي تعرض لهجمة ظالمة من قبل أعداء الصحابة في القديم والحديث ، والتي هدفها التشكيك في ما وصل إلينا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . 

ثم انتقل المؤلف إلى حركة الفتوحات ، وذكر ما قام به معاوية من حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية ، واهتمامه بفتح القسطنطينية وحصارها ، وقد توفي الصحابي أبو أيوب الأنصاري أثناء هذا الحصار ، وقد أوصى بأن يدفن في أقصى ما يمكن من أرض العدو . 

وبعد عدة حملات على القسطنطينية دون فتحها ، دخل معاوية في علاقات سلمية مع هذه الدولة ، وتمّ تبادل السفراء. 

ثم واصل معاوية فتوحاته في الشمال الإفريقي ، وبرز اسم عقبة بن نافع في تلك الفتوحات حيث بنى مدينة القيروان بتونس . 

كما تابع فتوحاته في خراسان وسجستان وما وراء النهر شرقاً ، وفتحت السند في عهده . 

لقد كانت الفتوحات الكبرى في عهد معاوية والدولة الأموية دليلاً ملموساً على حيوية الأمة وتفاعلها مع دين الله وحرصها على هداية الشعوب.

معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره

التراجم والأعلام

معاوية بن أبي سفيان عند الشيعة

قبر معاوية بن أبي سفيان

أقوال العلماء في معاوية بن أبي سفيان

قصة معاوية بن أبي سفيان وعلى بن أبي طالب

كتاب في مجلس معاوية pdf

كتاب معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره

أهم انجازات معاوية بن أبي سفيان

هل بايع معاوية علي بن أبي طالب



سنة النشر : 2008م / 1429هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 9.8 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
علي محمد الصلابي - Ali Muhammad AlSallabi

كتب علي محمد الصلابي علي محمد محمد الصلابي (مواليد 1963، بنغازي بليبيا)، فقيه، وكاتب، ومؤرخ، ومحلل سياسي ليبي. له العديد من المؤلفات. شارك بلجنة المراجعة التاريخية وتدقيق النص بمسلسل عمر. وضع علي الصلابي وشقيقه إسماعيل على قوائم الإرهاب في كل من السعودية وليبيا والإمارات ومصر والبحرين. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عصر الدولتين الأموية والعباسية وظهور فكر الخوارج ❝ ❞ فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، شخصيته وعصره ❝ ❞ غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم دروس وعبر وفوائد ❝ ❞ الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ❝ ❞ الدولة الفاطمية ❝ ❞ فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح ❝ ❞ دولة الموحدين ❝ ❞ السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث ❝ ❞ معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره ❝ الناشرين : ❞ دار المعرفة للطباعة والنشر ❝ ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ المكتبة العصرية ❝ ❞ دار ابن كثير ❝ ❞ مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ دار التوزيع والنشر ❝ ❞ مكتبة الصحابة ❝ ❞ دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الكتاب الحديث ❝ ❞ الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع ❝ ❞ مبرة الآل والأصحاب ❝ ❞ دار البيارق ❝ ❱. المزيد..

كتب علي محمد الصلابي
الناشر:
الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع
كتب الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره ❝ ❞ المغول ( التتار ) بين الإنتشار والإنكسار ❝ ❞ النوازل الكبرى في التاريخ الإسلامي ❝ ❞ جعلناه نورًا ❝ ❞ إستجابات إسلامية لصرخات أندلسية ❝ ❞ عظمة الله تعالى ❝ ❞ رسالة إلى أخى فى الله ❝ ❞ الغروب الدافئ ❝ ❞ سباق نحو الجنان ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ علي محمد الصلابي ❝ ❞ خالد أبو شادى ❝ ❞ مجدي الهلالي ❝ ❞ منير لطفى ❝ ❞ محمد بن حسن بن عقيل موسى الشريف ❝ ❞ محمد بن موسى الشريف ❝ ❞ د. فتحي زغروت ❝ ❞ خالد ابوشادى ❝ ❱.المزيد.. كتب الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع