استريد ليندجرين (1907 - 2002م) (بالإنجليزية: Astrid Lindggren) كاتبة أطفال سويدية شهيرة ولدت في 14 نوفمبر 1907 في مدينة فيمربي بوسط السويد، نشأت الفتاة في بيئة تمجد القراءة، لذلك تعرفت مبكرا على القصص والروايات الخيالية، وهو ما أهلها للعمل في مجال الصحافة وهي في سن صغيرة.
❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الأخوان ❝ الناشرين : ❞ دار المنى للنشر والتوزيع ❝ ❱
1907 م - 2002 م.
تم إيجاد لها: كتاب واحد.
حياتها
تعلقت ليندغرين بالقراءة في سن مبكرة حيث ان جارتها كريستين كانت تقص عليها القصص الخرافية مثل العملاق بام بام واسطورة فيريبوندا.حين تعلمت ليندغرين القراءة أصبحت تبحث عن الكتب وتذكر ليندغرين بان أول قصة قرأتها كانت بياض الثلج والاقزام السبعة وكان غلاف الكتاب من تصميم جيني نيستروم.في 7 آب 1914 بدات استريد ليندغرين في مدرسة فيمربي الابتدائية وغالبا ما كانت معلمتها تقرأ قصص ليندغرين بصوت عال للصف.
في سنة 1920 حيث كان عمر ليندغرين 13 سنة نشرت صحيفة فيمربي إحدى مواضيعها الإنشائية. أنهت ليندغرين دراستها بشكل جيد جدآ وحازت على نقاط عالية في الدراسة. بعد حصولها على أعلى درجة في الللغة السويدية عملت ليندغرين كمدققة لغوية في صحيفة فيمربي.هناك عملت عامين قبل ان تنتقل إلى ستوكهولم عام1926 وتعلمت الكتابة والاختزال. بدأت استريد في كتابة القصص عند سن 37 وكانت قصة اليتيمة المتمردة “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” أول وأشهر كتبها التي بلغت سبعة ملايين نسخة ثم تحولت بعد ذلك إلى دراما، وترجمت إلى جميع لغات العالم، وبلغ عدد كتبها أكثر من 100 قصة وكتاب، ترجمت غالبيتها إلى 101 لغة من لغات العالم المعروفة، وتم بيع ملايين النسخ منها حول العالم.
لقبت استريد بـ (معلمة الأجيال) السويدية، والغريب أن انطلاقتها كانت مجرد نتيجة للحظة طفولية بريئة تقول عنها في إحدى التصريحات: “بدايتي الحقيقية، ككاتبة أطفال بدأت في عام 1941 عندما أصيبت ابنتي كارين بمرض التهاب الرئة وهي في السابعة من عمرها، في كل يوم، وأنا أجلس بجانب سريرها، كانت تلح علي لقص حكايات لها، وفي إحدى المرات سألتها: أي الحكايات تريدين؟ فأجابت: حكاية بيبي ذات الجوارب الطويلة، لقد اخترعت هي هذا الاسم في لمح البصر، لهذا لم أسألها أي شيء، فقط بدأت بسرد القصة، ولأن الاسم غريب فقد سردت حكاية غريبة أيضا، بعد وقت أحبت ابنتي هذه الحكاية وأحبها أصدقاؤها، وبقيت ولسنوات أحكي لهم حكايات بيبي”.
قامت ليندجرين بتعليم الأطفال من خلال ما كتبته من قصص لهم القدرة على التفكير واتخاذ القرار وحتى التمرد الإيجابي، ولكن المشحون بالأحاسيس النبيلة والتضامن أيضا، ما أسهم في تربية أجيال من الناس ذوي شخصية قوية ومؤثرة. فالأطفال الذين قرأوا قصة “جنان ذات الجورب الطويل” في الأربعينات واستمدوا منها الشجاعة والمروءة يعيدون قراءتها اليوم على أحفادهم، ليتواصل تأثير الكاتبة على الأجيال.
ويعد وصول حكاية “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” للنشر في حد ذاته رسالة كفاح، حيث فكرت استريد في البداية بطبعها في شكل كتاب لتقدمه كهدية لابنتها في عيد ميلادها، ولما اتصلت بإحدى دور النشر، رفضت الدار نشر الكتاب، فحاولت الكاتبة مرة ثانية وراسلت دار نشر أخرى أقامت مسابقة لقصص الأطفال، وبعد فترة اتصلوا بها ليخبروها بفوز قصصها والموافقة على نشرها.
ولعل انطلاقة الكاتبة تكمن أيضا في مواقفها الإنسانية وفي إيمانها بحقوق الطفل والحيوان، وبسبب إسهاماتها في تثبيت حقوق الأطفال في القانون السويدي، تم تأسيس منظمة “بريس” – انطلاقاً من فكرتها – لضمان حقوق الأطفال في المجتمع. ويُذكر في هذا الصدد أيضا مساهمتها في إنشاء أول مكتبة عالمية في أوروبا تحتوي على أكثر من مليون كتاب ولغات العالم المختلفة، وتعد حصة اللغة العربية منها الأكبر، حيث تجاوز عددها 17 ألف كتاب.
تتميز استريد بمخيلة إبداعية استثنائية، كما أنها تملك قدرة قوية على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة، إن قارئ أعمالها يحس لا محالة بروح طفولية نابضة وحية، وهذا يدل على صدق تجربة استريد في طفولتها، وكونها بالفعل عاشت طفولة مليئة بالجمال والأحداث الممتعة، تقول ليندجرين في إحدى تصريحاتها: “أنا لم أبدع قصصي من خيال أطفالي، أنا بسهولة كتبت عن طفولتي، وأنا لا أصغي إلا لصوت الطفل الذي في داخلي”.
يلقب السويديون مدينة فيمربي مسقط رأس الكاتبة، بمدينة استريد ليندجرين، وهناك بعد وفاتها تم بناء ساحة كبيرة بجانب منزلها حيث يلتقي فيها الزائرون على مدار العام بشخوص أبطال قصصها بكامل ملابسهم والأدوات التي يتعاملون بها.
وهكذا تحولت تجربة مبدعة في مجال أدب الطفل، إلى حراك إبداعي عالمي وعمل معرفي منظم هدفه خدمة الطفولة وإسعادها.
أقرأ المزيد..
مناقشات واقتراحات حول صفحة أستريد ليندجرين: