🏆 💪 أكثر الكتب تحميلاً في كتب ابو الحسن الاشعري:
مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (ت: ريتر) PDF
قراءة و تحميل كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (ت: ريتر) PDF مجانا
مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين/ جـ1 (ت: عبد الحميد) PDF
قراءة و تحميل كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين/ جـ1 (ت: عبد الحميد) PDF مجانا
ابو الحسن الاشعري
أبو الحسن الأشعري (260هـ - 324هـ = 874م - 936م) أحد أعلام أهل السنة والجماعة، وإليه ينسب المذهب الأشعري، وكنيته أبو الحسن ويلقب بناصر الدين، وينتهي نسبه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري. كان من كبار الأئمة المجتهدين والمجددين الذين حافظوا على عقيدة المسلمين واضحة نقيَّة، وتبعه جماهير العلماء على مرِّ العصور حتى يومنا الحاضر. وكان في أول حياته على مذهب الاعتزال، ثم تاب وتراجع بعد ذلك، وتبرَّأ من الأقوال التي كان يقولها المعتزلة، من القول بخلق القرآن وأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين منزلتين وغير ذلك من أقوالهم، وأصبح أهل السنة ينتسبون إليه، حتى لقب بإمام أهل السنة والجماعة.[] وقد نبغ الأشعري في العلوم العقلية، واشتهر بقوة الجدال والمناظرة بجانب محافظته على النقل. وبجانب براعته في علم الكلام كان أيضاً فقيهاً وعالماً ومحدثاً، يميل كثيراً إلى حياة الزهد والبساطة، وكان متصوفاً في أغلب سلوكه وقد بلغت مؤلفاته نحو مائتي كتاب.[ وقيل: بلغت مصنفاته ثلاثمائة كتاب. جعل هدفه الأسمى توحيد كلمة المسلمين على المنهج الوسطي المعتدل ورفض التطرف بكل أنواعه، تطرف المعتزلة الذي أدى بهم إلى رد كثير من نصوص السنة الصحيحة، كما رفض تطرف الجهة الأخرى وهي جهة المجسمة المشبهة[ملحوظة 1] الذين غالوا في إثبات ظواهر نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية حتى وصلوا إلى التشبيه والتجسيم، كما تلقفوا من الأخبار كل سقيم وضعيف، فوصلوا إلى عقيدة أقرب إلى الوثنية. ولما كانت الوسطية أهم سمات الإسلام -وهي السمة التي ساعدته على البقاء والاستمرار- استمر مذهب الإمام الأشعري على نفس الوسطية، فأعترف بالعقل الذي انتصر له المعتزلة وآمن به وجعله مساعداً لفهم للنص ورديفاً له لا بديلاً عنه، كما آمن بالنص الذي زعم الحشوية[ملحوظة 2] التمسك به، لكنه أعمل النص في مجاله والعقل في مجاله دون أن يجحف بحق واحد منهما حين يدخله في غير مجاله، وبذلك دان جمهور المسلمين بهذا المذهب.[ اسمه ونسبه هو: علي بن إسماعيل بن أبي بشر؛ واسمه: إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وكنيته أبو الحسن. مؤلفاته كتاب: (اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع) وفي آخره (رسالة في استحسان الخوض في علم الكلام). كتاب يدرس حياة أبي الحسن الأشعري وعلومه وأهميته ومؤلفاته وتلامذته ومذهبه الكلامي ومنهجه، وانتشار المذهب الأشعري. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين/ جـ1 (ت: عبد الحميد) ❝ ❞ مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (ت: ريتر) ❝ ❞ شجرة اليقين ❝ ❞ РАЗЪЯСНЕНИЕ ОСНОВ ВЕРОИСПОВЕДАНИЯ ❝ الناشرين : ❞ المكتبة العصرية ❝ ❞ دار الآفاق العربية ❝ ❞ دار فرانز شتايز، بمدينة فيسبادن (ألمانيا) ❝ ❱874 م - 936 م.
تم إيجاد له: 4 كتب.
أبو الحسن الأشعري (260هـ - 324هـ = 874م - 936م) أحد أعلام أهل السنة والجماعة، وإليه ينسب المذهب الأشعري، وكنيته أبو الحسن ويلقب بناصر الدين، وينتهي نسبه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري.
كان من كبار الأئمة المجتهدين والمجددين الذين حافظوا على عقيدة المسلمين واضحة نقيَّة، وتبعه جماهير العلماء على مرِّ العصور حتى يومنا الحاضر. وكان في أول حياته على مذهب الاعتزال، ثم تاب وتراجع بعد ذلك، وتبرَّأ من الأقوال التي كان يقولها المعتزلة، من القول بخلق القرآن وأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين منزلتين وغير ذلك من أقوالهم، وأصبح أهل السنة ينتسبون إليه، حتى لقب بإمام أهل السنة والجماعة.[] وقد نبغ الأشعري في العلوم العقلية، واشتهر بقوة الجدال والمناظرة بجانب محافظته على النقل. وبجانب براعته في علم الكلام كان أيضاً فقيهاً وعالماً ومحدثاً، يميل كثيراً إلى حياة الزهد والبساطة، وكان متصوفاً في أغلب سلوكه وقد بلغت مؤلفاته نحو مائتي كتاب.[ وقيل: بلغت مصنفاته ثلاثمائة كتاب.
جعل هدفه الأسمى توحيد كلمة المسلمين على المنهج الوسطي المعتدل ورفض التطرف بكل أنواعه، تطرف المعتزلة الذي أدى بهم إلى رد كثير من نصوص السنة الصحيحة، كما رفض تطرف الجهة الأخرى وهي جهة المجسمة المشبهة[ملحوظة 1] الذين غالوا في إثبات ظواهر نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية حتى وصلوا إلى التشبيه والتجسيم، كما تلقفوا من الأخبار كل سقيم وضعيف، فوصلوا إلى عقيدة أقرب إلى الوثنية. ولما كانت الوسطية أهم سمات الإسلام -وهي السمة التي ساعدته على البقاء والاستمرار- استمر مذهب الإمام الأشعري على نفس الوسطية، فأعترف بالعقل الذي انتصر له المعتزلة وآمن به وجعله مساعداً لفهم للنص ورديفاً له لا بديلاً عنه، كما آمن بالنص الذي زعم الحشوية[ملحوظة 2] التمسك به، لكنه أعمل النص في مجاله والعقل في مجاله دون أن يجحف بحق واحد منهما حين يدخله في غير مجاله، وبذلك دان جمهور المسلمين بهذا المذهب.[
اسمه ونسبه
هو: علي بن إسماعيل بن أبي بشر؛ واسمه: إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وكنيته أبو الحسن.
إذن فنسبه ينتهي إلى الصحابي أبي موسى الأشعري الذي هو من كبار الصحابة فضلاً وعلماً. وقد أثنى الرسول Mohamed peace be upon him.svg على أبي موسى الأشعري وعلى قومه الأشعريين في عدد من الأحاديث النبوية، فعن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم. أخرجه الإمام البخاري في صحيحه. وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون الليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلو ا بالنهار. أخرجه الإمام البخاري في صحيحه. وقد خصهم الرسول Mohamed peace be upon him.svg دون غيرهم من الناس بأن قسم لهم من غنائم خيبر دون أن يشهدوا فتحها، فعن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن افتتح خيبر، فقسم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا. أخرجه الإمام البخاري في صحيحه. ولما نزل قوله تعالى: ﴿فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه﴾ (سورة المائدة: 54) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم قومك يا أبا موسى، وأومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى أبي موسى الأشعري. رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم، قالوا: بشرتنا فأعطنا! فدخل ناس من أهل اليمن فقال: اقبلو البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم! قالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء. أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
قال الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري بعد أن ذكر أمر النبي Mohamed peace be upon him.svg للأشعريين أن يعلموا جيرانهم ويفقهوهم في الدين: (فالأشعريون بالفقه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم موصوفون، وبالعلم عند الأعلام من الصحابة رضي الله عنهم معروفون، وأشهرهم بالفقه والعلم في ذلك الزمن أبو موسى الأشعري جد الإمام أبي الحسن، وكفاه بذلك عن العلماء شرفاً وفضلاً، وما أسعد من كان أبو موسى له سلفاً واصلاً؛ فالفضل من ذلك الوجه أتاه، وما ظلم من أشبه أباه). ويذكر الإمام الشهرستاني في الملل والنحل أن طريقة أبي الحسن الأشعري هي طريقة جده الصحابي أبي موسى الأشعري في جدله مع عمرو بن العاص.[17]
مولده
ولد بالبصرة في العراق سنة 260هـ على أرجح الروايتين، وقيل سنة 270هـ، ودرس فيها، ثم تابع دراسته في بغداد. قال عنه ابن عساكر في كتابه "تبيين كذب المفتري": "وهو بصري، سكن بغداد إلى أن توفي بها سنة ثلاثمائة وأربع وعشرين هجرية، على الأرجح، وكان يجلس أيام الجمعات في حلقة أبي إسحاق المروزي الفقيه من جامع المنصور".[3]
شيوخه
تتلمذ الأشعري على يد أبو علي الجبائي شيخ المعتزلة، وآخرين منهم، ودرس فقه الإمام الأعظم أبي حنيفة شأنه شأن المعتزلة فمعظمهم كانوا حنفية وبعضهم كان شافعياً. وقد ظل على مذهب الاعتزال لا يفارقه أربعين سنة، وقيل أن هذا الرقم مشكوك في صحته ومبالغ فيه.[18] أما بعد تحوله إلى مذهب أهل السنة والجماعة فأخذ العلم عن بعض شيوخ أهل السنة والحديث، وهم:[19][20]
عبد الرحمن بن خلف الضبي البصري: يعرف بأبي رويق، وكنيته أبو محمد (ت 279 هـ) ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد. سمع منه أبو الحسن، وروى عنه في تفسيره.
أبو خليفة الجمحي: هو الفضل بن الحباب الجمحي البصري، كان محدثاً عالماً، روى عن مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب وطبقتهما، وتوفي عام (305 هـ). قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: "وكان ثقة صادقاً مأموناً، أديباً فصيحاً مفوهاً، رحل إليه من الآفاق، وعاش مائة عام سوى أشهر".[21]
ابن سريج: هو شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي (ت 306 هـ) إمام أصحاب الشافعي في وقته، شرح المذهب ولخصه، وحدث شيئاً يسيراً عن الحسن بن محمد الزعفراني تلميذ الشافعي، وعباس بن محمد الدوري، وأبي داود السجستاني صاحب السنن المعروفة باسمه وإحدى كتب الحديث الستة المشهورة، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، والحسن بن مكرم ونحوهم.[22]
زكريا بن يحيى الساجي: هو الإمام الحافظ محدث البصرة أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن الساجي (ت 307 هـ) وعنه أخذ الأشعري تحرير مقالة أهل الحديث والسلف، وروى عنه بعض الأحاديث.[23] قال الذهبي في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام: "سمع منه الأشعري وأخذ عنه مذهب أهل الحديث. ولزكريا الساجي كتاب جليل في العلل يدل على تبحره وإمامته".
محمد بن يعقوب المقرئ: هو أبو العباس محمد بن يعقوب بن الحجاج التيمي البصري المقرئ (ت بعد سنة 330 هـ، تخميناً لا يقيناً). قرأ على: محمد بن وهب الثقفي، وأبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس، وغيرهما. وحدث عن: أبي داود السجستاني. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن أشته، وعلي بن محمد بن خشنام المالكي، وأبو أحمد السامري، وآخرون. وانفرد بالإقامة في بلده. وكان بصيراً بقراءة يعقوب الحضرمي، عدلاً حجةً مشهوراً. سمع منه أبو الحسن، وروى عنه في تفسيره.
أبو إسحاق المروزي: هو أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي (ت 340 هـ) شيخ الشافعية في عصره، أخذ الفقه عن أبي العباس بن سريج وبرع فيه وانتهت إليه الرئاسة بالعراق بعد ابن سريج.
وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء أن أبا الحسن أخذ عن: أبي خليفة الجمحي، وأبي علي الجبائي، وزكريا الساجي وسهل بن نوح، وطبقتهم، يروي عنهم بالإسناد في تفسيره كثيرا.[24]
تلاميذه
إن أبا الحسن الأشعري قد رزق اتباعاً كثيرين من العلماء الأقوياء من شافعية ومالكية وحنفية وحنبلية. ولقد اهتم الحافظ ابن عساكر من بين المؤرخين الذين كتبوا عن الأشعري بالحديث عن تلامذته والآخذين منه، واستدل بذلك على عظم منزلته وجلالة قدره، وقد قسم ابن عساكر الآخذين عن الأشعري إلى خمس طبقات بدأ فيها بأصحابه الذين أخذوا منه وأدركوه واعتبرهم الطبقة الأولى ثم أتبع ذلك بمن أخذ عن تلامذة الأشعري واعتبرهم الطبقة الثانية، وهكذا إلى أن وصل إلى الطبقة الخامسة.
سعة علمه
كان الإمام الأشعري واسع العلم غزير المعرفة ويشهد له كثرة تآليفه في شتى أنواع العلوم الإسلامية، واتباع جماهير الأمة الإسلامية لطريقته بما فيها من علماء وصالحين وأتقياء وأولياء، وهؤلاء لا يجتمعون على ضلالة؛ لأنهم نخبة هذه الأمة، والمنفي عنهم الاجتماع على الضلالة بنص الحديث المشهور: لا تجتمع أمتي على الضلالة. وقد كان الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني الفقيه الشافعي المشهور يقول: «كنت في جنب الشيخ أبي الحسن الباهلي كقطرة في البحر، وسمعت الشيخ أبا الحسن الباهلي، قال: كنت أنا في جنب الشيخ الأشعري، كقطرة في جنب البحر». وقد قيل للقاضي أبي بكر الباقلاني: كلامك أفضل وأبين من كلام أبي الحسن الأشعري رحمه الله، فقال: «والله إن أفضل أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن رحمه الله».[45]
زهده وعبادته
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الزهد في الإسلام
جزء من سلسلة مقالات
التصوف
M
المفاهيم
˂
الممارسات
˂
أعلام التصوف
˂
كتب التصوف
˂
طرق صوفية
˂
مصطلحات علم التصوف
˂
تصوف
عنت
كان الإمام الأشعري إماماً من أئمة السلف الصالح عاش معظم عمره في القرن الثالث الهجري، وهو من القرون التي شهد لها الرسول Mohamed peace be upon him.svg بالخيرية، وبنهايتها انتهى عصر السلف الصالح. وقد كان الإمام الأشعري متقللاً من الدنيا، يعيش فيها عيشة الكفاف مكتفياً بما يسد رمقه؛ فقد كان يأكل من غلة ضيعة وقفها جده بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري على عقبه، وكانت نفقته في كل سنة سبعة عشر درهماً! وهذا يعني أن حياته كانت حياة زهد وتقشف وعفاف وحلال. فيقول ابن عساكر نقلاً عن بندار بن الحسين الشيرازي، وهو عالم صوفي أورده أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه: (طبقات الصوفية)، وقد كان خادماً للإمام الأشعري بالبصرة. قال: كان أبو الحسن يأكل من غلة ضيعة وقفها جده بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري على عقبه، قال: وكانت نفقته في كل سنة سبعة عشر درهما.
أما عبادته لله فقد كان كثير القيام للّيل، بقي قريباً من عشرين سنة يصلي صلاة الصبح بوضوء العشاء، وكان يخفي عبادته عن الناس خشية الرياء ولا يحكي عن اجتهاده فيها شيئاً إلى أحد. كما كان ورعاً تقياً شديد الحياء، شديد الغض لطرفه عن محارم الله تعالى، نشيطاً في أمور الآخرة مقبلاً على ربه عز وجل، فيقول ابن عساكر نقلاً عن أبي الحسين السَّروي: "كان الشيخ أبو الحسن، يعني الأشعري قريبا من عشرين سنة يصلي صلاة الصبح بوضوء العتمة، وكان لا يحكي عن اجتهاده شيئا إلى أحد". ومعنى أنه يصلي صلاة الصبح بوضوء العتمة، أي العشاء، أنه يقوم الليل كله حتى الفجر، مجتهداً في العبادة والصلاة؛ لأنه لو أغمض عينه لحظة، لكان عليه أن يجدد وضوءه. ومعنى أنه كان لا يحكي عن اجتهاده شيئاً إلى أحد أي في مجال العبادة والتهجد فالعجب والغرور لا يعرفان لهما طريقاً إلى نفسه، بل الورع والإخبات. ويتناول ابن عساكر ورع الشيخ أبي الحسن وحياءه وتديُّنه، فيقول نقلاً عن أبي عمران موسى بن أحمد بن علي الفقيه، عن أبيه: "خدمت الإمام أبا الحسن بالبصرة سنين، وعاشرته ببغداد إلى أن توفي رحمه الله، فلم أجد أورع منه، ولا أغض طرفا، ولم أر شيخا أكثر حياءً منه في أمور الدنيا، ولا أنشط منه في أمور الآخرة". وهذا يعني أن الإمام الأشعري كان يبتعد عن الشبهات والمحرَّمات، وكان يغض الطرف عن الشهوات والصغائر، والضغائن والخصومات والعداوات، وكان عفيف النظر، سمح الوجدان والمشاعر، ولا يتدنى إلى مستوى الخلافات الشخصية. كما كان لا يُزاحِم على أمور الدنيا وجاهها، على حين أنه يُسارع وينشط في أمور الآخرة، على نحو يتفوق فيه على كل من عداه.[46]
صفته وأخلاقه
كان الإمام الأشعري متواضعاً، شديد الحياء، ورعاً حسن الخلق، لطيفاً بهي المنظر مهيباً، ينصف الناس ويحترمهم، من أكثر الناس دعابة، وكان قانعاً متعففاً، حريصاً على جمع كلمة المسلمين، وكان كجده أبي موسى الأشعري موصوفاً بحسن الصوت. وهناك قصة تبين إنصافه وحسن خلقه؛ فقد حضر الأشعري بعض مجالس المناظرة وناظره إنسان فانقطع في يده، أي انقطع الأشعري عن الحجة، وكان معه رجل من العامة فنثر عليه لوزاً وسكراً، فقال له الأشعري: ما صنعت شيئاً؛ خصمي استظهر علي وأوضح الحجة وانقطعت في يده، كان هو أحق بالنثار مني! ثم بعد ذلك أظهر خصمه التوبة والانتقال عن مذهبه إلى مذهب أهل السنة والجماعة. كما كان حاضر البديهة شديد الحفظ ذكياً فطناً، قال أبو عبد الله بن خفيف: دخلت البصرة وكنت أطلب أبا الحسن الأشعري رحمه الله؛ فأرشدت إليه، وإذا هو في بعض مجالس النظر فدخلت، فإذا جماعة من المعتزلة فكانوا يتكلمون، فإذا سكتوا وأنهوا كلمهم قال لهم أبو الحسن الأشعري لواحد واحد: قلت كذا وكذا، والجواب عنه كذا وكذا، إلى أن أجاب الكل، فلما قام خرجت في أثره فجعلت أقلب طرفي فيه فقال: إيش تنظر؟ فقلت: كم لسان لك؟! وكم أذن لك؟! وكم عين لك؟! فضحك وقال لي: من أين أنت؟ قلت: من شيراز. وكنت أصحبه بعد ذلك.[47]
أهم مبادئه
من أهم مبادىء ومعتقدات الإمام الأشعري وفقاً للدكتور محمد أمين فرشوخ في كتابه موسوعة عباقرة الإسلام:[48]
الله تعالى واحد لا شريك له، قديم لا أول له. وأثبت هذا الوجود بالآيات القرآنية وبالأدلة المنطقية.
الله تعالى يعلم الواجب والجائز والمستحيل، محيط بكل شيء ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
القرآن الكريم من حيث هو كلام الله تعالى بالحقيقة هو قديم أزلي، ومن حيث هو ألفاظ تُنقل وتسمع هو مُحدث ومخلوق.
أفعال العباد كلها مخلوقة والله تعالى هو خالقها، والعبد عاجز عن خلق أعماله، إلا أن للإنسان قدرة على الأفعال الإرادية فقط، والإنسان كاسب لهذه الأفعال، ينال الثواب والعقاب عليها.
التمسّك بكل ما جاء في القرآن والسنة الصحيحة في كل ما يتعلّق بصفات الخالق، وعلى المؤمن المسلم عدم السؤال عن معانيها.
الاعتقاد بأن الإيمان هو التصديق بالقلب، أما القول باللسان والعمل بالفرائض فهما من فروعه. والشفاعة واردة فالنبي Mohamed peace be upon him.svg يشفع لأمته.
رؤية الله في الآخرة للمؤمنين أمر جائز، وقد بيّن ذلك بالآيات القرآنية والأدلة العقلية.
السببية الحقيقة لكل ما يحدث ليس النظام المقرر والنواميس الطبيعية بل هو الله تعالى.
حال المسلمين قبل ظهور الإمام الأشعري
Basmala White.png
Allah1.png
هذه المقالة جزء من سلسلة:
الإسلام
العقائد في الإسلام
˂
أركان الإسلام
˂
مصادر التشريع الإسلامي
˂
شخصيات محورية
˂
الفرق
˂
التاريخ والجغرافيا
˂
أعياد ومناسبات
˂
الإسلام في العالم
˂
انظر أيضًا
˂
بعد أن طرأ بعض فتور على الفتوح ازداد الناس تفرغاً لتلك الآراء المبثوثة -مثل آراء الخوارج والباطنية والقدرية والجبرية والمرجئة والحشوية، وبالجملة لمجمل الآراء صحيحها وسقيمها والمنحرف منها ومستقيمها- وتغلب على عقول الناس شهوة التعمق فيها. وأخذ أمثال ابن المقفع وحماد عجرد ويحيى بن زياد ومطيع بن إياس وعبد الكريم بن أبي العوجاء -الذي كان ربيب حماد بن سلمة وكان اعترف أنه وضع أربعة آلاف حديث- يواصلون السعي في نشر الإلحاد بين المسلمين وترجمة كتب الملاحدة والثنوية ونشرها، حتى استفحل أمرهم. فأمر المهدي علماء الجدل من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على الملحدين.
وكان القائمون بأعباء تلك المدافعات طائفة من المعتزلة، فأصبحوا -أي المعتزلة- بين عدوين:[49]
عدو من خارج الملة له آراء وفلسفة تدرب عليها من عهد قديم، ويتمثل في الكفرة والملاحدة والزنادقة.
عدو مجافٍ من داخل الأمة كاد السواد أن ينحاز إليه لتقشفه وهو بعيد عن قضايا العقول، راجت عليه تمويهات المضلين من اليهود والنصارى والثنوية، فكان قصارى عمله وهمه في هذه المعمة: الوقيعة في أهل النظر العقلي لا يفرق بين العدو والحميم، ولو وُكِّل له أمر الدفاع عن العقيدة الإسلامية لما أمكن أن يدافع عنها ساعة من نهار.
ولقد اشتغل المدافعون عن العقيدة والمناظرون لخصومها بالعدو الأول -من خارج الملة- وتغاضوا عن الثاني -وهم الحشوية- حتى أتموا الرد على الأول وكشفوا تمويهاته، ثم نقضوا كلام العدو الثاني وأظهروا سخف آرائهم. لكن طول وعمل الجدل والمناظرات في مسائل العقيدة مع خصوم متعددين ومتباينين، أدّت بالمعتزلة إلى ركونهم المطلق إلى العقل وتمجيده والثقة المطلقة به وبكل ما ينتج عنه، ورفضهم للنقل وغلوهم في رفضه وتنحيته من أصول العقيدة بشكل كامل. وكان غالب الفقهاء وحملة السنة طوال هذه المكافحات يأبون الخوض في تلك المسائل ويَجرون على ما عليه الصحابة وخيار التابعين من الاقتصار على ما ثبت من الدين بالضرورة، رغم أن خصوم الدين من الزنادقة كان لهم من الأسلحة ما لا يمكن مقابلته إلا بمثله، خصوصا وأنهم جروا في بث سمومهم وزندقتهم مع المسلمين على طريق التدرج في مراحل التشكيك والتضليل، والجمهور من الفقهاء وأهل السنة في غفلة من ذلك.
ومشى أولئك الزنادقة بالمسلمين إلى مرحلة لو ترك الأمر لهم وشأنه لكادت أن تتسرب شكوكهم إلى قلوب جماعة المسلمين فتعم البلوى ويبلغ الخطب مداه. في هذه الظروف، تولى المأمون العباسي الخلافة، وأخذ يشايع المعتزلة ويقربهم حتى حمل الناس على القول بخلق القرآن والتنزيه حسبما يوحي إليه عقله وعقول خلطائه، ودامت هذه المحنة طوال خلافة المعتصم والواثق وزاد الأخير مسألة نفي الرؤية، فلقي خصوم المعتزلة شدائد استمرت إلى أن رفع المتوكل المحنة وأظهر الإمام أحمد بن حنبل فيها من الثبات ما رفع شأنه. ولم يكن للمتوكل ما يحمد عليه غير رفعه المحنة ومنع الناس عن المناظرات في الآراء والمذاهب. ثم ابتدأ من عهد المتوكل العباسي رد الفعل يأخذ سيره الطبيعي من ارتفاع شأن الحشوية وانقماع أهل النظر والمعتزلة.[]
وتشكل حال المسلمين في أمر العقيدة على ما يقرب من هذا التقسيم:[51]
أهل السنة: من الفقهاء والمحدثين غارقين في علومهم المجردة في غير جلبة ولا ضوضاء.
الحشوية: يجرون على طيشهم وعمايتهم واستتباع الرعاع والغوغاء ويتقولون في الله ما لا يجوِّزه شرع ولا عقل من التشبيه والتجسيم.
المعتزلة: يعطلون صفات الله، ويحكّمون العقل تحكيما مطلقاً ويرفضون النقل رفضاً تاماً، ويقولون بخلق القرآن وبنفي الرؤية في الآخرة ونفي الشفاعة وبالأصول الخمسة التي خالفوا بها عقيدة أهل السنة والجماعة، وكانوا يتغلبون على عقول المفكرين من العلماء ويسعون في استعادة سلطانهم على الأمة.
الملاحدة والقرامطة والزنادقة: توغلوا في الفساد واحتلوا بلاد الإسلام ولم يبقَ ثغور الدفاع عن العقيدة ما يرابط بالحجج القاطعة والبراهين الدامغة والأدلة الناصعة التي تمحق مخرقة الإلحاد والزندقة والقرمطة، حيث انشغل الكل بأنفسهم وبصراعاتهم البينية
مؤلفاته
كتاب: (اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع) وفي آخره (رسالة في استحسان الخوض في علم الكلام).
كتاب يدرس حياة أبي الحسن الأشعري وعلومه وأهميته ومؤلفاته وتلامذته ومذهبه الكلامي ومنهجه، وانتشار المذهب الأشعري.
له كتب كثيرة جداً مختلفة المواضيع، فقد زادت كتبه على مائتي كتاب، بين رسالة ومجلد ومرجع موسوعي من عدة مجلدات ذكرها بالتفصيل الإمام أبو بكر بن فورك كما ورد في كتاب (تبيين كذب المفتري) لابن عساكر، من أشهرها:[66]
كتاب (تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان).
صنف كتاباً سماه: (الفصول في الرد على الملحدين والخارجين عن الملة) كالفلاسفة والدهريين، وأهل التشبيه، والقائلين بقدم الدهر على اختلاف مقالاتهم وأنواع مذاهبهم، ثم رد فيه على البراهمة واليهود والنصارى والمجوس.
كتاب (الموجز)، وذلك يشتمل على اثني عشر كتاباً على حسب تنوع مقالات المخالفين من الخارجين عن الملة والداخلين فيها.
(كتاب في خلق الأعمال) نقض فيه شبهات المعتزلة والقدرية في خلق الأعمال ورد عليها.
(مقالات المسلمين) يستوعب جميع اختلافاتهم ومقالاتهم، ولعله الكتاب المعروف باسم (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين).
(كتاب كبير في صفات الله عز وجل) يبين مذهبه في الأسماء والصفات.
(كتاب في جواز رؤية الله بالأبصار) يستدل فيه لمذهب أهل السنة والجماعة القائلين بجوازها يوم القيامة ويرد على المعتزلة القائلين بنفيها وإنكارها.
كتاب في (الرد على المجسمة والحشوية) الذين يثبتون لله تعالى صفات الأجسام من الحركة والانتقال والجلوس، وغير ذلك مما لا يليق به سبحانه وتعالى.
(اختلاف الناس في الأسماء والأحكام والخاص والعام)، والذي يظهر من عنوان الكتاب أن موضوعه أصول الفقه وقواعد تفسير النصوص.
كتاب سماه: (إيضاح البرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان).
كتاب (اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع)، وله كتابان آخران بعنوان اللمع: أحدهما (اللمع الكبير) جعله مدخلاً إلى كتابه (إيضاح البرهان)، والآخر هو (اللمع الصغير) جعله مدخلاً إلى اللمع الكبير.
كتاب (جمل المقالات)، وموضوعه جملة مقالات الملحدين الضالين.
كتاب (الشرح والتفصيل في الرد على أهل الإفك والتضليل) جعله للمبتدئين.
كتاب في (الاجتهاد في الأحكام).
كتاب كبير في الصفات وهو أكبر كتبه سماه: (كتاب الجوابات في الصفات عن مسائل أهل الزيغ والشبهات)، قال الأشعري عن هذا الكتاب: "نقضنا فيه كتاباً كنا ألفناه قديماً على تصحيح مذهب المعتزلة، لم يؤلف لهم كتاب مثله، ثم أبان الله سبحانه لنا الحق فرجعنا عنه فنقضناه وأوضحنا بطلانه".
كتاب (الإبانة عن أصول الديانة).
كتاب (رسالة إلى أهل الثغر).
كتاب (رسالة استحسان الخوض في علم الكلام). ومضمون هذه الرسالة كما يدل عليه عنوانها هو التدليل على جواز الاشتعال بعلم الكلام.
❰ له مجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ РАЗЪЯСНЕНИЕ ОСНОВ ВЕРОИСПОВЕДАНИЯ ❝ ❱
📚 عرض جميع كتب ابو الحسن الاشعري:
مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (ت: ريتر) PDF
قراءة و تحميل كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (ت: ريتر) PDF مجانا
مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين/ جـ1 (ت: عبد الحميد) PDF
قراءة و تحميل كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين/ جـ1 (ت: عبد الحميد) PDF مجانا
مناقشات واقتراحات حول صفحة ابو الحسن الاشعري: