❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تصميم جندي شطرنج في برنامج C4D Studio ❝ ❞ العشرة الزوجية في ميزان الشرع من خلال شرح حديث أم زرع ❝ ❞ بلوغ الأرب بشرح مفرد البخاري في الأدب ❝ ❞ الآداب النفسية للزوجين من خلال قصة موسى مع المرأتين ❝ ❱
1366 م - 1424 م.
تم إيجاد له: 4 كتب.
عبد الكريم الجيلي (767-826 هجرية) واسمه عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم بن خليفة بن أحمد بن محمود الربعي نسبا القادري طريقةً. عبـد الكريم بـن إبراهيم، قـطب الدين. لـقّب بـ «الجيلي أو الجيلاني»، نسبة إلى جيلان (العراق) بلدة أسرته. وُلـد فيها «قرب المدائن وهي موطن جده من أمه الشيخ عبد القادر الجيلاني ولقب الجيلي لشهرة أهل أمه وورد في المصادر أنه سبط الجيلاني؛ أي من أولاد بناته»سنة 767 ه / 1365 م. وهو الذي أكّد هذا التاريخ بقوله شعراً، في قصيدته الشهيرة «النادرات العينيَّة».
ففي أوّلِ الشهر المحرّم حرمةً لستّين مع سبعٍ على سبعمائةٍ
ظهوري، وبالسعد العُطارد طالعُ مع الهجرة الغرّاء، سقتني المراضعُ.
وتوفي الشيخ عبد الكريم الجيلي في عام 805 هـ، في زبيد في اليمن وإما الضريح الموجود في مسجد عبد الكريم الجيلي ببغداد فهو لوالده
مؤلّفاته
وضع الجيلي ما يزيد على ثلاثين مؤلّفاً، في مختلف المواضيع الصوفيَّة والفلسفيَّة. منها ما طُبع ومنها لا يزال مخطوطاً دفين المكتبات. ونورد هنا بعضاً من أسمائها:
1- المناظر الإلهيَّة. وهو كتاب صغير، فيه مئة منظر ومنظر من المناظر النُورانيَّة التي كان قد رآها الجيلي خلال خلواته بربّه. وقد شرح فيه حال كلّ منظر، وذكر لآفة حال ذلك المنظر. والكتاب يساعد المريد على الاطّلاع على الأحوال والمقامات التي يمرّ بها السالك إلى الله. كما يطّلع على الحكم والقواعد الصوفيَّة وغير ذلك. وقد نُشر الكتـاب بتحقيق نجـاح محمود الغنيمي مع دراسة. وقد طُبع في القاهرة - مصر سنة 1407 ه / 1987 م.
2- الكهف والرقيم، في شرح بسم الله الرحمن الرحيم. وهو أوّل كتاب وضعه الجيلي في عالم الصوفيَّة. ويعتمد في شرحه على طريقة علم الحروف وحساب الجمّل، والتي عُرف ولع المتصوّفة بها. وقد طُبع بالقاهرة سنة 1326 ه / 1905 م.
3- جنّة المعارف وغاية المريد والعارف. وهي رسالة صغيرة كان قد ألّفها الجيلي قبل رحيله إلى بلاد اليمن. وقد وضعها باللغة الفارسيَّة.
4- القاموس الأقدم والناموس الأعظم. وهو كتاب مؤلّف من أكثر من أربعين جزءاً. وقد ذكره الجيلي في كتابه شرح مشكلات الفتوحات المكّيَّة. ومن أجزاء هذا الكتاب، لوامع الموهن - سرّ النُور المتمكّن - لسان القدر بنسيم السحر - شمس ظهرت لبدر - قاب قوسين وملتقى الناموسين - روضات الواعظين... والكتاب ما زال معظمه مخطوطاً.
5- القصيدة العينيَّة، أو قصيدة النادرات العينيَّة. وهي قصيدة شعريَّة طويلة فيها 540 بيتاً من الشعر، كما ذكرنا.
6- قطب العجائب وفلك الغرائب. وهو كتاب مفقود. ذكره الجيلي في مقدّمة كتابه «الإنسان الكامل» (ص20–21) بقوله: «هذا الكتاب هو الإنسان الكامل، لا يفهمه حقّ فهم إلاّ مَن كان وقع على كتاب قطب العجائب وفلك الغرائب، ثمّ نظر إليه فوجده جميعه فيه. فإنّ هذا الكتاب له كالأمّ بل كالفرع، وهو لهذا الكتاب كالأصل بل كالفرع. فافهم المراد بالكتابين والمخاطب بالخطابين تحلّ الرموز وتحوز الكنوز». نفهم من كلام الجيلي أنّ الكتابين يكمّل الواحد الآخَر.
7- مراتب الوجود. وهو كتاب صغير. يقسّم فيه الجيلي الوجود إلى أربعين مرتبة. أوّلها مرتبة العماء المطلق وآخِرها مرتبة الإنسان الكامل. ويُعَدّ هذا الكتاب آخِر مؤلّفات الجيلي. وقد نُشر بطبعة غير محقّقة في مصر، والطبعة غير مؤرّخة.
8- الكمالات الإلهيَّة في الصفات المحمّديَّة. انتهى الجيلي من تأليفه سنة 805 ه / 1304 م، في مدينة زبيدة ببلاد اليمن. وقد أشار بطريقة غير مباشرة إلى كتابه هذا في الصفحة الأخيرة من كتابه المناظر الإلهيَّة، بقوله: «يتجلّى الحقّ تعالى في هذا المشهد (المنظر الحادي بعد المئة: العجز عن درك الإدراك: إدراك) بتجلٍّ يكشف فيه للعبد عمّا أودعه في روحه من الكمالات الإلهيَّة، التي يعجز الكون بما فيه عن حمله. فإذا أشرف عليها شمّ، بقوّة الأحدية، ما فاته من علم ما فيه من تلك الكمالات الإلهيَّة، والاتّصاف بها».
9- لوامع البرق الموهن. وهو كتاب صغير يذكر فيه الجيلي بعض الحضرات القدسيَّة التي اتّسعت لها القلوب المحمّديَّة. والكتاب مؤلّف من ثمانية أبواب، وكلّ باب فيه ذكر تجلٍّ ما. والكتاب منشور بدون تاريخ.
10- شرح الفتوحات المكّيَّة وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنيَّة. ليس هذا الكتاب شرحاً كاملاً ومفصّلاً، لأبواب وفصول كتاب الفتوحات المكّيَّة لمحيي الدين ابن عربي، كما يظنّ القارئ. وإنّما هو شرح صوفيّ للباب التاسع والخمسين بعد الخمسمائة من كتاب الفتوحات المكّيَّة المذكور. وهذا ما يؤكّده ابن عربي بنَفْسه. وللكتاب عدد من النسخ الخطّيَّة محفوظة في كبريات المكتبات الخطّيَّة العربيَّة، نذكر منها مكتبة معهد الأحمدي، طنطا - مصر. المكتبة الظاهريَّة دمشق - سورية، ومكتبة البلدية بالإسكندرية - مصر. وقد حقّق الكتاب يوسف زيدان، ثمّ نُشر ضمن سلسلة تراثنا (المصريَّة)، عام 1999 بمصر.
11- كتاب الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل. أجمع المؤرّخون على أنّ كتاب الجيلي هذا، إنّما هو كتاب في اصطلاح الصوفيَّة. ويرى بعضهم الآخَر أنّ أفكار الكتاب ليست سوى عرض موجز للأفكار الغنوصيَّة عند ابن عربي. وقد كتبه لتيسير فهم المعنى الذي ذهب إليه، وأنّه - بصرف النظر عن محاولة تحديد فكرة العلوّ المطلق لله في مقابل الإنسان الكامل - لم يقدّم في هذا الكتاب جديداً ، على حين رأى آخَرون أنّه كتاب مليء بالوساوس. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة وستّين باباً، يبحث فيها الجيلي بمذهب وحدة الوجود. وقد طرح مذهبه، من خلال فصولها، بكثير من الحكمة، حتّى لا يترك للقارئ أدنى شكّ في كلامه وأفكاره.
يقول الجيلي في مقدّمة كتابه: «اعلمْ أنّ كلّ علم لا يؤيّده الكتاب والسنّة فهو ضلالة لا لأجل ما لا تجد أنت ما يؤيّده، فقد يكون العلم نَفْسه مؤيّداً بالكتاب والسنّة، ولكنّ قلّة استعدادك منعتك من فهمه». ويتابع الجيلي قائلاً:
«أن يكون العلم وارداً على مَن اعتزل عن المذاهب والتحق بأهل البدعة، فهذا العلم هو المرفوض». اتّبع الجيلي في كتابه هذا، المنهج الفلسفيّ اليونانيّ. وكثيراً ما أورد الأبيات الشعريَّة، ثمّ شرحها ليعرض فكرة ما من أفكاره الكثيرة. وبهذه الطريقة في عرض الأفكار، يكون قد نهج منهج ابن عربي في عرضه للأفكار: وما ذاك إلاّ أنّنا روحُ واحدٍ فذاتي لها ذاتٌ، واِسمي اسمُها
تداوَلَنا جسمان، وهو عجيبُ
وحالي بها، في الاِتّحاد، عجيبُ
والجيلي يعرض أفكاره، متدرّجاً بها من الذات، مروراً بالألوهيَّة، وفي الحياة، وفي الجلال، وفي الأزل، إلى نزول الحقّ، ثمّ في العرش، وفي العقل الأوّل، وفي الفكر، وفي الصورة المحمّديَّة، وفي النَفْس، ليصل إلى الباب الستّين. وهذا الباب عنوانه «الإنسان الكامل»، وهو أهمّ فصل في الكتاب. وهو يصرّح بذلك، إذ يقول: «اعلمْ أنّ هذا الباب عمدة أبواب هذا الكتاب، بل جميعه، من أوّله إلى آخِره شرح لهذا الباب». والإنسان الكامل هو محمّد (ص). وهو مقابل للحقّ والخلق.
يقدّم لنا الجيلي في هذا الباب عرضاً مفصّلاً لنظريّته في الإنسان الكامل، فهو «النبيّ محمّد (ص) إذ هو الإنسان الكامل بالاتّفاق، وليس لأحد من الكُمَّل ما له من الخلق والأخلاق». «واعلمْ أنّ الإنسان الكامل مقابلٌ لجميع الحقائق الوجوديَّة بنَفْسه، فيقابل الحقائق العلويَّة بلطافته، ويقابل الحقائق السفليَّة بكثافته». «ثمّ اعلمْ أنّ الإنسان الكامل هو الذي يستحقّ الأسماء الذاتيَّة والصفات الإلهيَّة استحقاق الأصالة والملك بحكم المقتضى الذاتيّ».
نفهم من كلام الجيلي أنّ محمّداً (ص) هو القطب الذي تدور حوله أفلاك الوجود، وهو موجود واحد منذ كان الوجود وإلى الأبد. إلاّ أنّه يظهر في كلّ عصر باسم دون اسم. وكلّ اسم له يليق في هذا العهد، وهذا لا يعني أنّه تناسخ، وبهذا المعنى يقول: «اجتمعت (به) وهو بصورة شيخي، الشيخ شرف الدين إسماعيل الجبرتي، ولست أعلم أنّه النبيّ (ص)، وكنت أعلم أنّه الشيخ». هناك شرح لكتاب «الإنسان الكامل»، وضعه أحمد بن محمّد المدني (ت 1071 ه /1660م)، ويتضمّن في معظمه انتقاداً للمؤلّف ولأفكاره. أمّا الكتاب بحدّ ذاته فقد طُبع عدّة مرّات بمصر. وهناك عدد من نسخه المخطوطة موزّعة بين المكتبات العربيَّة والعالَميَّة، نذكر منها: المكتبة العموميَّة بدمشق - المكتبة الخالديَّة بالقُدْس - المكتبة الوطنيَّة بباريس - ومكتبة المتحف البريطانيّ.
مناقشات واقتراحات حول صفحة الأستاذ عبد الكريم بن ابراهيم يوسفي: