❞ كتاب الفرقان بين الهدى والضلال ❝  ⏤ خالد بن محمد الحسن

❞ كتاب الفرقان بين الهدى والضلال ❝ ⏤ خالد بن محمد الحسن

لحمد لله قابل التوب شديد العقاب ذي الطَّول لا إله إلا الله هو إليه المصير، الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. أحمده حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى. وأصلي وأسلم على محمد المبعوث رحمة للعالمين الذي رَغَّبَ في التوبة، وبذل جهده من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ذل المعصية إلى عز الطاعة، فصلى الله عليه وسلم صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين.

أما بعد:

فلا زالت قوافل التائبين تتوافد. ولا زال الناس يسمعون كل يوم بتوبة عدد من الناس فهذا مدمن مخدرات. وذاك مغنٍ وآخر لا يوجد معصية إلا وقد ارتكبها ثم لا نلبث إلا ونسمع بتوبة أحد هؤلاء، وهكذا تتوافد قوافل التائبين. فيكون الواحد قد عاش كلا المرحلتين،مرحلة الضلالة ومرحلة الهدى.

سبب طرق هذا الموضوع:

عندما رأيت بعض الشباب الذين يفرقون بين العديد من المعاصي. وتحدثت معهم وجدت أنهم قد أخذوا فكرة سيئة عن الالتزام بالدِّين وأهله. وظنوا أن حياة الالتزام حياة معقدة ومعيشة ضنكًا، بل إن البعض يتصور الملتزم وكأنه شبح مخيف.

ومن هذا المنطلق عزمت على بحث هذا الموضوع لعلنا أن نعرف أي الطريقين هو الطريق المعقد؟ وأي الحياتين هي الحياة الكئيبة؟ وأي المعيشة هي المعيشة الضنك؟

ولما انعقد العزم على ذلك استشرت بعض أهل العلم فشجعوا على طرق هذا الموضوع والكتابة فيه. فشرعت في هذا البحث المتواضع.

ومن هذه الرؤية أقدم بين يدي أخي القارئ هذه الرسالة المتواضعة التي سأوضح فيها:

1 – الفرق بين الهدى والضلال

2 – لمحات من حياة الأتقياء.

3 – أسباب السعادة

4 – وقفة وتأمل

5 – لقاء مع تائب.

ثم خاتمة هذا البحث.

والله المسؤول أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجه وأن ينفع به إنه جواد كريم







هذا الكتيب يحتوي على النقاط التالية: • الفرق بين الهدى والضلال. • لمحات من حياة الأتقياء. • أسباب السعادة. • وقفة وتأمل. • لقاء مع تائب.
خالد بن محمد الحسن - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الفرقان بين الهدى والضلال ❝ ❱
من كتب إسلامية بلغات أخرى - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الفرقان بين الهدى والضلال

لحمد لله قابل التوب شديد العقاب ذي الطَّول لا إله إلا الله هو إليه المصير، الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. أحمده حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى. وأصلي وأسلم على محمد المبعوث رحمة للعالمين الذي رَغَّبَ في التوبة، وبذل جهده من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ذل المعصية إلى عز الطاعة، فصلى الله عليه وسلم صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين.

أما بعد:

فلا زالت قوافل التائبين تتوافد. ولا زال الناس يسمعون كل يوم بتوبة عدد من الناس فهذا مدمن مخدرات. وذاك مغنٍ وآخر لا يوجد معصية إلا وقد ارتكبها ثم لا نلبث إلا ونسمع بتوبة أحد هؤلاء، وهكذا تتوافد قوافل التائبين. فيكون الواحد قد عاش كلا المرحلتين،مرحلة الضلالة ومرحلة الهدى.

سبب طرق هذا الموضوع:

عندما رأيت بعض الشباب الذين يفرقون بين العديد من المعاصي. وتحدثت معهم وجدت أنهم قد أخذوا فكرة سيئة عن الالتزام بالدِّين وأهله. وظنوا أن حياة الالتزام حياة معقدة ومعيشة ضنكًا، بل إن البعض يتصور الملتزم وكأنه شبح مخيف.

ومن هذا المنطلق عزمت على بحث هذا الموضوع لعلنا أن نعرف أي الطريقين هو الطريق المعقد؟ وأي الحياتين هي الحياة الكئيبة؟ وأي المعيشة هي المعيشة الضنك؟

ولما انعقد العزم على ذلك استشرت بعض أهل العلم فشجعوا على طرق هذا الموضوع والكتابة فيه. فشرعت في هذا البحث المتواضع.

ومن هذه الرؤية أقدم بين يدي أخي القارئ هذه الرسالة المتواضعة التي سأوضح فيها:

1 – الفرق بين الهدى والضلال

2 – لمحات من حياة الأتقياء.

3 – أسباب السعادة

4 – وقفة وتأمل

5 – لقاء مع تائب.

ثم خاتمة هذا البحث.

والله المسؤول أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجه وأن ينفع به إنه جواد كريم







هذا الكتيب يحتوي على النقاط التالية: • الفرق بين الهدى والضلال. • لمحات من حياة الأتقياء. • أسباب السعادة. • وقفة وتأمل. • لقاء مع تائب. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

لحمد لله قابل التوب شديد العقاب ذي الطَّول لا إله إلا الله هو إليه المصير، الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. أحمده حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى. وأصلي وأسلم على محمد المبعوث رحمة للعالمين الذي رَغَّبَ في التوبة، وبذل جهده من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ذل المعصية إلى عز الطاعة، فصلى الله عليه وسلم صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين.

أما بعد:

فلا زالت قوافل التائبين تتوافد. ولا زال الناس يسمعون كل يوم بتوبة عدد من الناس فهذا مدمن مخدرات. وذاك مغنٍ وآخر لا يوجد معصية إلا وقد ارتكبها ثم لا نلبث إلا ونسمع بتوبة أحد هؤلاء، وهكذا تتوافد قوافل التائبين. فيكون الواحد قد عاش كلا المرحلتين،مرحلة الضلالة ومرحلة الهدى.

سبب طرق هذا الموضوع:

عندما رأيت بعض الشباب الذين يفرقون بين العديد من المعاصي. وتحدثت معهم وجدت أنهم قد أخذوا فكرة سيئة عن الالتزام بالدِّين وأهله. وظنوا أن حياة الالتزام حياة معقدة ومعيشة ضنكًا، بل إن البعض يتصور الملتزم وكأنه شبح مخيف.

ومن هذا المنطلق عزمت على بحث هذا الموضوع لعلنا أن نعرف أي الطريقين هو الطريق المعقد؟ وأي الحياتين هي الحياة الكئيبة؟ وأي المعيشة هي المعيشة الضنك؟

ولما انعقد العزم على ذلك استشرت بعض أهل العلم فشجعوا على طرق هذا الموضوع والكتابة فيه. فشرعت في هذا البحث المتواضع.

ومن هذه الرؤية أقدم بين يدي أخي القارئ هذه الرسالة المتواضعة التي سأوضح فيها:

1 – الفرق بين الهدى والضلال

2 – لمحات من حياة الأتقياء.

3 – أسباب السعادة

4 – وقفة وتأمل

5 – لقاء مع تائب.

ثم خاتمة هذا البحث.

والله المسؤول أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجه وأن ينفع به إنه جواد كريم

 


ا شك أن الطريقين والحياتين بينهما فرق شاسع وبون واسع كما بين الثرى والثريا. قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾([1]) .

وقال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾([.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: «وهذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر. فالكافر مَثَلهُ فيما هو فيه كمثل من يمشي منكبًا على وجهه، أي يمشي منحنيًا لا مستويًا على وجهه أي لا يدري أين يسلك ولا كيف يذهب بل تائه حائر ضال. أهذا أهدى﴿أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا﴾ أي منتصب القامة ﴿عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ أي على طريق واضح بيّن وهو في نفسه مستقيم وطريقه مستقيمة. هذا مثلهم في الدنيا .

وعن أنس بن مالك قال: قلت يا رسول الله كيف يحشر الناس على وجوههم؟ فقال: «أليس الذي أمشاهم على أرجلهم قادرًا على أن يمشيهم على وجوههم

حال أهل الضلال في الدنيا والآخرة:

إن من يعرض عن طاعة مولاه وعن اتباع أوامر خالقه وينتهك حرمات رازقه. فإن الله قد حكم عليه بالضياع والحيرة والقلق في الدنيا والآخرة قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾().

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي﴾ أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي، وأعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هواه. فإن له معيشة ضنكًا في الدنيا. فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة () .

وقال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾.

وقال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي يرويه النعمان بن بشير رضي الله عنه: «مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها. وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا»( .

فرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - فرق بين من يقف عند حدود الله ويحل حلالها ويحرم حرامها. وبين من ينتهك محارم الجبار – جل وعلا – وأوضح أن الهدى والتقى والصلاح سبب نجاة وفوز وسعادة على العكس من الضال الموغل في العصيان فهو مهلك لنفسه ولغيره. وقال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك إما أن يحذيك أو تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحًا خبيثة»([ .

فالإنسان اجتماعي بطبعه لا يستطيع العيش بدون رفقاء.

ولكن عليه أن يختار الرفقة والأصحاب من تتوفر فيهم المزايا الطيبة من الإيمان والصلاح ليرشدوه إذا ضل ويقوموه إذا اعوج.

وقد شبه رسولنا الكريم تلك الصلة بين الصديق واختيار أصدقائه بريح المسك لما فيها من رائحة طيبة . فإن امتثل كلام الأخيار كان كمن اشترى. وإن اكتفى بصحبتهم كان كمن يشم رائحة ذلك العطر.

وذلك بخلاف صحبة الأشرار الذين يوجهونه إلى مالا تحمد عقباه مما يسلبه صفة الخير ويسيء إلى سمعته. وشبه صلى الله عليه وسلم حالة الرجل مع جلساء السوء كالذي يجاور نافخ الكير وهو صاحب الحدادة، إن لم تصبه النار وتحرق ملابسه فلا أقل من أن يتصاعد الدخان والرماد إلى خياشيمه ويسد نفسه.

فكذا قرناء السوء إن لم يشاركهم في ارتكاب الجرائم والموبقات أساء إلى سمعته وأهبط من منزلته وعرض نفسه للتهم بسبب صحبتهم فقط.

أخي الحبيب:

وبما تقدم وغيره يظهر لنا جليًّا الفرق بين أهل الهدى والتقى وما لهم من الفضل وما حباهم الله من النعم والمنن في الدنيا والآخرة. وبين أهل المعاصي والردى وشرهم المستطير وأذاهم للناس وما لهم عند الله عز وجل من العذاب والنكال جزاءًا وفاقًا.

 لمحات من حياة المهتدين والضالين

قال تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ ([. فقوله ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾ أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾. وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾ يقول تعالى: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به. وكذا قال أبو مالك وغير واحد.

وقال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري عن عمر بن قيس عن أبي جعفر قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم ذكرًا للموت وأكثرهم لما بعده استعدادًا» وسئل - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾ قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح». قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»([10]) .

وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا﴾([]).

قال السدي: «أي هو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ولا يخلص إليه شيء مما ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه»([12]) .

نظرة إلى الواقع:

أخي الحبيب: وفقك الله -  لو نظرنا إلى ما حولنا وقلبنا النظر يمنة ويسرة. ونظرنا إلى حال الصالحين وغير الصالحين لوجدنا الفرق واضحًا بين الفئتين فالصالح قد تكفل الله بإسعاده والتفريج عنه فهو سعيد بطاعة ربه. قد امتلئت حياته فرحًا وسرورًا. إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر. فالله قد جعل له القبول في الأرض.

يقول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة: «إن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل إني أحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانًا فيوضع له القبول في الأرض»([13]) .

ولا ريب أنه ليس بين الله وبين أحد من  خلقه نسب ولا قرابة ولا سبب لصلة إلا ما شرعه الله على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من عبادته وتقواه فأنعم بمن كان تقيًا مهتديًا.

والإنسان إذا أصلح علاقته بربه – عز وجل – وقام بحق الله حق القيام وزاد على ذلك من السنن والمستحبات وابتعد عن المكروهات فإنه حريٌّ أن يكون من أحباب الله تعالى.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: «إن للحسنة ضياء في الوجه. ونورًا في القلب وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق»( .

وقال عثمان بن عفان: «ما عمل رجل عملاً إلا ألبسه الله تعالى رداءه إن خيرا فخير وإن شرًّا فشر»([15]) .

قال ابن قيم الجوزية عليه رحمة الله: وهذا أمر معلوم يشترك فيه وفي العلم به أصحاب البصائر وغيرهم. حتى أن الرجل الطيب البر لتشم منه رائحة طيبة وإن لم يمس طيبًا فيظهر طيب رائحة روحه على بدنه وثيابه والفاجر بالعكس ([).اهـ

 

 

 هذا الكتيب يحتوي على النقاط التالية: • الفرق بين الهدى والضلال. • لمحات من حياة الأتقياء. • أسباب السعادة. • وقفة وتأمل. • لقاء مع تائب.



حجم الكتاب عند التحميل : 348.2 كيلوبايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الفرقان بين الهدى والضلال

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الفرقان بين الهدى والضلال
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
خالد بن محمد الحسن - Khalid bin Mohammed Al Hassan

كتب خالد بن محمد الحسن ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الفرقان بين الهدى والضلال ❝ ❱. المزيد..

كتب خالد بن محمد الحسن