📘 قراءة كتاب ضرورة تنقية كُتب التراث أونلاين
منذ عقود طويلة مضت ، ومع بداية قيام المُستشرقين بدراسة الإسلام وتحقيق كُتب التُراث القديمة استعان العديد من هؤلاء المُستشرقين بروايات وآراء فقهية وردت فى تلك الكُتب للطعن فى الإسلام والتشكيك فى ثوابته وحقائقه وأصوله التى قام وأُسس عليها.
وعلى الرغم من تصدى العديد من عُلماء الإسلام ومُفكريه للرد على تلك المزاعم والافتراءات إلا أن ما سطره هؤلاء المُستشرقون أصبح مرجعًا لكل من أراد الطعن فى الإسلام ، والتشكيك فى ثوابته.
وكان من الواجب على المجامع الفقهية الإسلامية فى سائر البلاد وعلى رأسها الأزهر الشريف القيام بـحـصـر تـلـك
الروايات والآراء الفقهية من كُتب التُراث ، وعلى الأخص المشهور والمُتداول منها ، وتضمينها كتابًا يُفند تلك الآراء والروايات ، ويُبين مُخالفتها لأصول وقواعد الإسلام ، ليكون مرجعًا موثقًا لكل من اطلع على طعن هؤلاء المُستشرقين ومن سار على دربهم.
وقد أدى تقصير المجامع الفقهية الإسلامية فى هذا الأمر إلى عجز الكثير من الشباب عن الرد عما يُثار ويُعرض عليهم فى كل وقت وحين على مواقع التواصل الاجتماعى من نقد وتشكيك فى دين الإسلام.
وقد هالنى ما سمعتُ من أحد الأساتذة المُتخصصين فى جامعة الأزهر الشريف حينما تعرض لهذا الموضوع ، فإذا به يوصى الشباب بعدم الاشتراك فى تلك المُناقشات على أساس أنهم غير مُتخصصين فى العلوم الإسلامية.
إنها وصية تدعو إلى الحسرة والأسف على ما آل إليه حالنا بعد ما كنا نتباهى بأننا دين العلم والحُجة والإقناع بالعقل فإذا بنا نتهرب من مُناقشة الطاعنين والمُشككين فى ديننا.
وفى هذه الأيام تُثار الكثير من الدعوات التى تُطالب بتجديد أو تطوير الخطاب الدينى بما يتلاءم مع مُقتضيات العصر.
بيد أن المؤسسات الدينية فى مصر وغيرها من الدول الإسلامية تأبى أن تستجيب لتلك الدعوات ، وتُصر إصرارًا عجيبًا على التمسك بكل ما ورد بكُتب التُراث ، بل لقد وصل الحال بالعديد من قيادات تلك المؤسسات إلى تقديس تلك الكُتب ومؤلفيها ، وذلك باعتبار أن أى نقد لتلك الروايات والآراء سبيل لهدم الإسلام !!!
وفى ظل هذا الجمود الرهيب شاع وانتشر بين الكثير من الشباب ظاهرة الإلحاد !!! وذلك نظرًا لعدم وقوفهم على ردود مُقنعة على ما يُعرض عليهم من آراء وروايات وردت فى كُتب التُراث تُخالف العلم والعقل.
وعلى الرغم من الجهود العظيمة للكثير من علمائنا الأجلاء فى بيان عدم صحـة العـديـد من الروايـات والآراء الـفـقـهـيـة التـى وردت فـى كـُتب التُراث ، وعلى رأسهم الإمام العلامة الجليل الشيخ / مُحمد عبده ـ رحمة الله عليه ـ ومن سار على منهجه ، إلا أن تلك الجهود أحسبُ أنها ذهبت أدراج الرياح فى ظل عدم جمعها فى كتاب موثق يكون مرجعًا لكل من اطلع على ما يوجه من نقد وتشكيك فى الإسلام.
وقد استندتُ فى هذا البحث إلى الكثير مما ذكره علماؤنا الأجلاء فى الرد على ما ورد بكُتب التُراث من روايات وآراء فقهية تُخالف منهج وأصول وقواعد الإسلام.
وأخص بالذكر فضيلة الإمام الشيخ / مُحمد الغزالى ـ رحمة الله عليه ـ فى كتابه القيم ـ تُراثنا الفكرى فى ميزان الشرع والعقل ـ وكُتب قيمة أخرى لفضيلته ، استندتُ إليها فى هذا البحث ، وأرى أنه يجب تدرسيها فى مراحل التعليم المُختلفة لتنشئة الشباب المُسلم على المعرفة الصحيحة بحقائق الإسلام.
وفضلاً عن ذلك فقد استندت التنظيمات والجماعات الإرهابية التى تدعى مرجعيتها للإسلام كذبًا وزورًا لما ورد بكُتب التُراث من روايات وآراء فقهية فى ما يقومون به من عمليات إرهابية لقتل الأبرياء ، واستباحة الدماء.
ومُنذ قليل شاهدت فيلمًا مُصورًا لمن قام بعملية تفجير الكنيسة البُطرسية بالقاهرة يستعرض فيه العديد من النصوص والروايات التى يستند إليها تنظيم داعش الإرهابى فى القيام بتلك العملية الدنيئة الخسيسة التى هزت أركان مصر كلها مُنذ فترة قصيرة.
ومن الغريب والعجيب فى هذا الأمر ما شاهدتُه فى أحد البرامج الحوارية وتداولته أجهزة الإعلام بشأن دراسة تعجيل إجراءات مُحاكمة هؤلاء الإرهابيين ، حتى يكون ذلك رادعًا لمن يقومون بتلك العمليات.
وقد غفل هؤلاء المُتحاورون عن أن من يقومون بتلك العمليات الإرهابية يُضحون بأنفسهم فى سبيل مُعتقدات ثابتة راسخة لديهم !!! فهل سيردع من يُضحى بنفسه تقصير أو إطالة أمد تلك المُحاكمات !!!
إن السبيل الأهم والأولى فى هذا الأمر هو مُحاربة تلك المُعتقدات الفاسدة ببيان عدم صحة ما تستند إليه من روايات وآراء فقهية ، ومُخالفتها لقواعد وأصول الإسلام الحنيف.
لذلك فقد قُمتُ بعمل هذا البحث المُختصر لتوثيق العديد من الروايات والآراء التى وردت فى كُتب التُراث المشهورة وبيان مُخالفتها لأصول الإسلام وقواعده. على أمل أن يكون هذا العمل نواة لعمل أكبر يتبناه الأزهر الشريف ليكون مرجعًا موثقًا فى أيدى من يواجه أى من الدعوات الهدامة التى تبغى تشكيك المُسلمين فى دينهم ، وكذا المُعتقدات الفاسدة التى تروج لها الجماعات والتنظيمات الإرهابية المُتطرفة وتستقطب وتُغرر بها الشباب.
حجم الكتاب عند التحميل : 10.3 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'