❞ كتاب تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية ❝  ⏤ صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ

❞ كتاب تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية ❝ ⏤ صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ

يتكلم الكتاب عن حكم تجسيد الانبياء فى الاعمال الفنية ويبين تحريم تجسيد الانبياء فى هذه الاعمال بادله الكاتب وحكم تجسيد ادوار الصحابة عليهم السلام .

أصبح من المعتاد في الفترة الأخيرة أن يشاهد ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أعمالاً فنية سينمائية وتلفزيونية تجسد حياة أحد الأنبياء أو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المبشرين بالجنَّة، وهو الأمر الذي تختلف معه غالبية علماء الدين، بينما يقره عدد قليل منهم. وفي الوقت الذي يرى فيه القليل من علماء الدين أنه لا بأس من هذه الأعمال إذا توفرت فيها المصداقية العالية ورعُيت فيها الضوابط الشرعية والتاريخية والخلافية، حيث قد تكون في هذه الأعمال منفعة للدعوة إلى الإسلام الحنيف ووسيلة لنشر قيمه ومبادئه بين العامة والنخب. يعترض غالبية علماء الدين على تجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة في أعمال فنية، واعتبروا ذلك الأمر حراماً شرعاً، ولا يليق بمكانة هذه الشخصيات التي يجب أن تكون مصونة لا تمس من قريب أو بعيد. شخصية الرسول وأعرب المفكر الإسلامي الدكتور محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، عن رفضه لإنتاج أعمال فنية تجسد حياة الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم»، مؤكداً أن هذا الأمر ممنوع شرعاً، لأنه لا يمكن لممثل أو لكاتب مهما كانت قدراته أن يعبر عن سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» باعتباره رسولاً في علاقته مع الله تعالى، ولكنه سوف يركز عمله على محمد الإنسان، ومحمد الرسول لا ينفصل مطلقاً عن محمد الإنسان. وأشار إلى أن هناك استحالة أن يكون النبي «صلى الله عليه وسلم» ضيفاً في عمل إبداعي تتجسد فيه شخصية الرسول بالصوت والصورة، موضحاً أنه لا بأس أن نكتب عنه «صلى الله عليه وسلم» كتاباً أو قصيدة شعرية أو مقالة صحفية. أما أن نجسده إنساناً ورسولاً في عمل تلفزيوني أو سينمائي فهذا لا يجوز شرعاً. المقام الرفيع وفيما يتعلَّق بالصحابة رضوان الله عليهم، أوضح الدكتور كمال إمام أنه حتى ولو لم توجد نصوص مانعة من تجسيدهم في أعمال فنية، إلا أن مقامهم الرفيع في مدرسة النبوة يجعلنا نعارض تجسيدهم لكي تبقى شخصيتهم ومكانتهم مصونة لا تمس من قريب أو بعيد، كنوع من الأدب الإسلامي الذي يجب تحققه عند تناول شخصية من هؤلاء الصحابة. وقال: ما يحدث في أي عمل فني، سواء من جانب الممثلين، أو المخرجين، أو المنتجين من إسقاطات كثيرة تقتضيها ظروف العصر، أو توجهات المؤلف، أو طبيعة الفن في حد ذاته، يجعل هناك مخاطرة إذا سمحنا بتجسيد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في أي عمل فني، وبالتالي فإنه من باب سد الذرائع أرى ضرورة منع تجسيد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة، ويمكن الاستعانة بطريقة الرواية عنهم بدلا من تجسيد شخصياتهم. تنزيه الشخصية ورفض الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنتاج أعمال فنية تتناول حياة الرسول «صلى الله عليه وسلم» وصحابته الكرام، مشدداً على ضرورة تنزيه شخصية النبي الكريم، والذي ارتبط اسمه باسم رب العزة منذ فجر الدعوة الإسلامية إلى قيام الساعة. وأكد أنه لا يليق أن تجسد شخصية الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» في عمل فني قد يشوبه أوجه النقص، رافضاً العلل التي يسوقها الراغبون في إنتاج مثل هذه الأعمال الفنية، والذين يدعون أن هذه الأعمال تهدف لخدمة الدعوة الإسلامية. وأشار د.أبو ليلة إلى أن هذه الأعمال لا تخدم الإسلام في شيء وإنما قد تسيء إليه، وإلى شخص الرسول «صلى الله عليه وسلم»، متسائلاً: كيف يمكن لممثل أن يؤدي دور الرسول «صلى الله عليه وسلم» وفي عمله التالي يؤدي دوراً لا يخلو من الميوعة والإسفاف؟.

وطالب بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الحاسمة لردع الراغبين في القيام بإنتاج أعمال فنية تجسد الأنبياء والصحابة، ووصفها بالخطوة غير المحسوبة والتي قد تُثير مشاعر وعاطفة ملايين المسلمين شرقاً وغرباً سنة وشيعة. أمهات المؤمنين وشدد الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق على تحريم تجسيد الأنبياء، وأمهات المؤمنين، ومشاهير الصحابة، وتحديداً العشرة المبشرين بالجنة، وآل بيت النبي «صلى الله عليه وسلم» في أعمال فنية لما في ذلك من المفاسد التي تفوق جانب المصلحة في تمثيل حياة تلك الفئة من الصحابة، مع مخالفة ذلك لنصوص الكتاب والسنة المقيدين لحظر تمثيل حياتهم، ومع عدم توافر الداعي لتلك الوسيلة في إبراز حياتهم، وانتفاء الضرورة لها لوجود غيرها من وسائل التعليم والتثقيف التي تتجرد من مساوئها. وقال: أما عموم الصحابة فيجوز تمثيل أدوار حياتهم بشروط ثلاثة تتضمن سلامة الغرض وصدق العرض واستقامة المنهج، وحسن سمعة الممثلين وسلامة سيرتهم. مقام الأنبياء وأكد د. محمد وهدان أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أنه يحرم تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الدرامية، من أفلام أو مسلسلات وغيرها، مشيراً إلى أن مقام الأنبياء مقام رفيع، فهم معصومون من الخطأ، وأقوالهم وأفعالهم وحي من الله تعالى، ومحاكاتهم وتجسيدهم ينافي صيانة شخصياتهم من العبث، وفيه كذب عليهم في شخصياتهم وأفعالهم وأقوالهم، لأن الممثل يتقمص شخصية النبي، ويقوم بأقوال وأفعال، زاعماً أنها خاصة بالنبي الذي يؤدي دوره، وهذا كذب عليه، لأنه لا يدري: هل صدرت منه هذه الحركات حقيقة أم لا؟. الحبكة القصصية وقال: صناعة السيناريو لا تهتم بالسياقات التاريخية الصحيحة بقدر ما تهتم بالناحية الفنية والحبكة القصصية، مع أن المطلوب في الكلام على الأنبياء هو محض الإخبار الصادق من غير تزيد أو نقص، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله حفظه من أن يتمثل به الشيطان فقال: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي»، وفي رواية «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي»، فقد عصمه الله تعالى أن يظهر الشيطان في صورته الشريفة، صوناً من الله لرسله وعصمة لسيرتهم، بعد أن عصم ذواتهم ونفوسهم، وهذا يقتضي منع تمثيلهم وتحريمه. وأكد أن احترام الخلفاء الراشدين الأربعة واجب شرعي وفرض، وكذلك الحال في نساء النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي خاطبهن الله تعالى بقوله (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ)، فلا يستطيع أي ممثل أن يؤدي دوراً لواحد من هؤلاء من غير تزيد أو نقص، ولا تستطيع ممثلة محاكاة حياة هذه المثل العليا في تاريخ البشرية، وفي تمثيلهم من محظورات طغيان الحبكة القصصية واللمسة الفنية على المسارات والحقائق التاريخية ما هو حاصل في تمثيل الأنبياء أيضاً. ولذلك كان إظهارهم في الأعمال الفنية حراماً شرعاً، كما أفتت بذلك المجامع الفقهية الإسلامية المختلفة. تحرى الدقة وأكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، أن الصحابة والتابعين منارة للاقتداء والعلم والهدى، فلا مانع من تجسيدهم في الأعمال الفنية بشرط أن نتحرى الدقة والصدق في الرواية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأيهم اقتديتم اهتديتم»، وإذا كانت هناك مصلحة اجتماعية في المجتمعات الإسلامية، وفي الرجوع إلى سلوكيات إسلامية، فلماذا نرفض هذه الظاهرة؟ وقالت: الرسول صلى الله عليه وسلم فضل الصحابة بعضهم على بعض، ونحن نتجنب الصحابة الذي فضلهم الرسول من تجسيدهم في الأعمال الفنية، ونتجنب تجسيد الأنبياء والمبشرين بالجنة، فممنوع تمثيلهم نهائياً. أما ما عدا ذلك فلا مانع من تجسيدهم إذا كانت هناك مصلحة وضرورة في الاقتداء بهم ومعرفة سيرة التابعين والمحبين حتى نقتدي بهم. وأوضحت أن الأحكام التي نزلت بشأنها العقوبات في القرآن الكريم هي في حق صحابة أخطأوا، وبناء على هذا الخطأ نزلت الحدود، فهم ليسوا جميعا معصومين من الخطأ، وإنما الرسول فضل بعضهم على بعض.
صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية ❝ ❱
من قضايا إسلامية معاصرة الدعوة والدفاع عن الإسلام - مكتبة الكتب الغير مصنّفة.

نبذة عن الكتاب:
تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية

يتكلم الكتاب عن حكم تجسيد الانبياء فى الاعمال الفنية ويبين تحريم تجسيد الانبياء فى هذه الاعمال بادله الكاتب وحكم تجسيد ادوار الصحابة عليهم السلام .

أصبح من المعتاد في الفترة الأخيرة أن يشاهد ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أعمالاً فنية سينمائية وتلفزيونية تجسد حياة أحد الأنبياء أو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المبشرين بالجنَّة، وهو الأمر الذي تختلف معه غالبية علماء الدين، بينما يقره عدد قليل منهم. وفي الوقت الذي يرى فيه القليل من علماء الدين أنه لا بأس من هذه الأعمال إذا توفرت فيها المصداقية العالية ورعُيت فيها الضوابط الشرعية والتاريخية والخلافية، حيث قد تكون في هذه الأعمال منفعة للدعوة إلى الإسلام الحنيف ووسيلة لنشر قيمه ومبادئه بين العامة والنخب. يعترض غالبية علماء الدين على تجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة في أعمال فنية، واعتبروا ذلك الأمر حراماً شرعاً، ولا يليق بمكانة هذه الشخصيات التي يجب أن تكون مصونة لا تمس من قريب أو بعيد. شخصية الرسول وأعرب المفكر الإسلامي الدكتور محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، عن رفضه لإنتاج أعمال فنية تجسد حياة الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم»، مؤكداً أن هذا الأمر ممنوع شرعاً، لأنه لا يمكن لممثل أو لكاتب مهما كانت قدراته أن يعبر عن سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» باعتباره رسولاً في علاقته مع الله تعالى، ولكنه سوف يركز عمله على محمد الإنسان، ومحمد الرسول لا ينفصل مطلقاً عن محمد الإنسان. وأشار إلى أن هناك استحالة أن يكون النبي «صلى الله عليه وسلم» ضيفاً في عمل إبداعي تتجسد فيه شخصية الرسول بالصوت والصورة، موضحاً أنه لا بأس أن نكتب عنه «صلى الله عليه وسلم» كتاباً أو قصيدة شعرية أو مقالة صحفية. أما أن نجسده إنساناً ورسولاً في عمل تلفزيوني أو سينمائي فهذا لا يجوز شرعاً. المقام الرفيع وفيما يتعلَّق بالصحابة رضوان الله عليهم، أوضح الدكتور كمال إمام أنه حتى ولو لم توجد نصوص مانعة من تجسيدهم في أعمال فنية، إلا أن مقامهم الرفيع في مدرسة النبوة يجعلنا نعارض تجسيدهم لكي تبقى شخصيتهم ومكانتهم مصونة لا تمس من قريب أو بعيد، كنوع من الأدب الإسلامي الذي يجب تحققه عند تناول شخصية من هؤلاء الصحابة. وقال: ما يحدث في أي عمل فني، سواء من جانب الممثلين، أو المخرجين، أو المنتجين من إسقاطات كثيرة تقتضيها ظروف العصر، أو توجهات المؤلف، أو طبيعة الفن في حد ذاته، يجعل هناك مخاطرة إذا سمحنا بتجسيد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في أي عمل فني، وبالتالي فإنه من باب سد الذرائع أرى ضرورة منع تجسيد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة، ويمكن الاستعانة بطريقة الرواية عنهم بدلا من تجسيد شخصياتهم. تنزيه الشخصية ورفض الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنتاج أعمال فنية تتناول حياة الرسول «صلى الله عليه وسلم» وصحابته الكرام، مشدداً على ضرورة تنزيه شخصية النبي الكريم، والذي ارتبط اسمه باسم رب العزة منذ فجر الدعوة الإسلامية إلى قيام الساعة. وأكد أنه لا يليق أن تجسد شخصية الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» في عمل فني قد يشوبه أوجه النقص، رافضاً العلل التي يسوقها الراغبون في إنتاج مثل هذه الأعمال الفنية، والذين يدعون أن هذه الأعمال تهدف لخدمة الدعوة الإسلامية. وأشار د.أبو ليلة إلى أن هذه الأعمال لا تخدم الإسلام في شيء وإنما قد تسيء إليه، وإلى شخص الرسول «صلى الله عليه وسلم»، متسائلاً: كيف يمكن لممثل أن يؤدي دور الرسول «صلى الله عليه وسلم» وفي عمله التالي يؤدي دوراً لا يخلو من الميوعة والإسفاف؟.

وطالب بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الحاسمة لردع الراغبين في القيام بإنتاج أعمال فنية تجسد الأنبياء والصحابة، ووصفها بالخطوة غير المحسوبة والتي قد تُثير مشاعر وعاطفة ملايين المسلمين شرقاً وغرباً سنة وشيعة. أمهات المؤمنين وشدد الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق على تحريم تجسيد الأنبياء، وأمهات المؤمنين، ومشاهير الصحابة، وتحديداً العشرة المبشرين بالجنة، وآل بيت النبي «صلى الله عليه وسلم» في أعمال فنية لما في ذلك من المفاسد التي تفوق جانب المصلحة في تمثيل حياة تلك الفئة من الصحابة، مع مخالفة ذلك لنصوص الكتاب والسنة المقيدين لحظر تمثيل حياتهم، ومع عدم توافر الداعي لتلك الوسيلة في إبراز حياتهم، وانتفاء الضرورة لها لوجود غيرها من وسائل التعليم والتثقيف التي تتجرد من مساوئها. وقال: أما عموم الصحابة فيجوز تمثيل أدوار حياتهم بشروط ثلاثة تتضمن سلامة الغرض وصدق العرض واستقامة المنهج، وحسن سمعة الممثلين وسلامة سيرتهم. مقام الأنبياء وأكد د. محمد وهدان أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أنه يحرم تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الدرامية، من أفلام أو مسلسلات وغيرها، مشيراً إلى أن مقام الأنبياء مقام رفيع، فهم معصومون من الخطأ، وأقوالهم وأفعالهم وحي من الله تعالى، ومحاكاتهم وتجسيدهم ينافي صيانة شخصياتهم من العبث، وفيه كذب عليهم في شخصياتهم وأفعالهم وأقوالهم، لأن الممثل يتقمص شخصية النبي، ويقوم بأقوال وأفعال، زاعماً أنها خاصة بالنبي الذي يؤدي دوره، وهذا كذب عليه، لأنه لا يدري: هل صدرت منه هذه الحركات حقيقة أم لا؟. الحبكة القصصية وقال: صناعة السيناريو لا تهتم بالسياقات التاريخية الصحيحة بقدر ما تهتم بالناحية الفنية والحبكة القصصية، مع أن المطلوب في الكلام على الأنبياء هو محض الإخبار الصادق من غير تزيد أو نقص، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله حفظه من أن يتمثل به الشيطان فقال: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي»، وفي رواية «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي»، فقد عصمه الله تعالى أن يظهر الشيطان في صورته الشريفة، صوناً من الله لرسله وعصمة لسيرتهم، بعد أن عصم ذواتهم ونفوسهم، وهذا يقتضي منع تمثيلهم وتحريمه. وأكد أن احترام الخلفاء الراشدين الأربعة واجب شرعي وفرض، وكذلك الحال في نساء النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي خاطبهن الله تعالى بقوله (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ)، فلا يستطيع أي ممثل أن يؤدي دوراً لواحد من هؤلاء من غير تزيد أو نقص، ولا تستطيع ممثلة محاكاة حياة هذه المثل العليا في تاريخ البشرية، وفي تمثيلهم من محظورات طغيان الحبكة القصصية واللمسة الفنية على المسارات والحقائق التاريخية ما هو حاصل في تمثيل الأنبياء أيضاً. ولذلك كان إظهارهم في الأعمال الفنية حراماً شرعاً، كما أفتت بذلك المجامع الفقهية الإسلامية المختلفة. تحرى الدقة وأكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، أن الصحابة والتابعين منارة للاقتداء والعلم والهدى، فلا مانع من تجسيدهم في الأعمال الفنية بشرط أن نتحرى الدقة والصدق في الرواية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأيهم اقتديتم اهتديتم»، وإذا كانت هناك مصلحة اجتماعية في المجتمعات الإسلامية، وفي الرجوع إلى سلوكيات إسلامية، فلماذا نرفض هذه الظاهرة؟ وقالت: الرسول صلى الله عليه وسلم فضل الصحابة بعضهم على بعض، ونحن نتجنب الصحابة الذي فضلهم الرسول من تجسيدهم في الأعمال الفنية، ونتجنب تجسيد الأنبياء والمبشرين بالجنة، فممنوع تمثيلهم نهائياً. أما ما عدا ذلك فلا مانع من تجسيدهم إذا كانت هناك مصلحة وضرورة في الاقتداء بهم ومعرفة سيرة التابعين والمحبين حتى نقتدي بهم. وأوضحت أن الأحكام التي نزلت بشأنها العقوبات في القرآن الكريم هي في حق صحابة أخطأوا، وبناء على هذا الخطأ نزلت الحدود، فهم ليسوا جميعا معصومين من الخطأ، وإنما الرسول فضل بعضهم على بعض.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

يتكلم الكتاب عن حكم تجسيد الانبياء فى الاعمال الفنية ويبين تحريم تجسيد الانبياء فى هذه الاعمال بادله الكاتب وحكم تجسيد ادوار الصحابة عليهم السلام .

أصبح من المعتاد في الفترة الأخيرة أن يشاهد ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أعمالاً فنية سينمائية وتلفزيونية تجسد حياة أحد الأنبياء أو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المبشرين بالجنَّة، وهو الأمر الذي تختلف معه غالبية علماء الدين، بينما يقره عدد قليل منهم. وفي الوقت الذي يرى فيه القليل من علماء الدين أنه لا بأس من هذه الأعمال إذا توفرت فيها المصداقية العالية ورعُيت فيها الضوابط الشرعية والتاريخية والخلافية، حيث قد تكون في هذه الأعمال منفعة للدعوة إلى الإسلام الحنيف ووسيلة لنشر قيمه ومبادئه بين العامة والنخب. يعترض غالبية علماء الدين على تجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة في أعمال فنية، واعتبروا ذلك الأمر حراماً شرعاً، ولا يليق بمكانة هذه الشخصيات التي يجب أن تكون مصونة لا تمس من قريب أو بعيد. شخصية الرسول وأعرب المفكر الإسلامي الدكتور محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، عن رفضه لإنتاج أعمال فنية تجسد حياة الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم»، مؤكداً أن هذا الأمر ممنوع شرعاً، لأنه لا يمكن لممثل أو لكاتب مهما كانت قدراته أن يعبر عن سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» باعتباره رسولاً في علاقته مع الله تعالى، ولكنه سوف يركز عمله على محمد الإنسان، ومحمد الرسول لا ينفصل مطلقاً عن محمد الإنسان. وأشار إلى أن هناك استحالة أن يكون النبي «صلى الله عليه وسلم» ضيفاً في عمل إبداعي تتجسد فيه شخصية الرسول بالصوت والصورة، موضحاً أنه لا بأس أن نكتب عنه «صلى الله عليه وسلم» كتاباً أو قصيدة شعرية أو مقالة صحفية. أما أن نجسده إنساناً ورسولاً في عمل تلفزيوني أو سينمائي فهذا لا يجوز شرعاً. المقام الرفيع وفيما يتعلَّق بالصحابة رضوان الله عليهم، أوضح الدكتور كمال إمام أنه حتى ولو لم توجد نصوص مانعة من تجسيدهم في أعمال فنية، إلا أن مقامهم الرفيع في مدرسة النبوة يجعلنا نعارض تجسيدهم لكي تبقى شخصيتهم ومكانتهم مصونة لا تمس من قريب أو بعيد، كنوع من الأدب الإسلامي الذي يجب تحققه عند تناول شخصية من هؤلاء الصحابة. وقال: ما يحدث في أي عمل فني، سواء من جانب الممثلين، أو المخرجين، أو المنتجين من إسقاطات كثيرة تقتضيها ظروف العصر، أو توجهات المؤلف، أو طبيعة الفن في حد ذاته، يجعل هناك مخاطرة إذا سمحنا بتجسيد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في أي عمل فني، وبالتالي فإنه من باب سد الذرائع أرى ضرورة منع تجسيد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة، ويمكن الاستعانة بطريقة الرواية عنهم بدلا من تجسيد شخصياتهم. تنزيه الشخصية ورفض الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنتاج أعمال فنية تتناول حياة الرسول «صلى الله عليه وسلم» وصحابته الكرام، مشدداً على ضرورة تنزيه شخصية النبي الكريم، والذي ارتبط اسمه باسم رب العزة منذ فجر الدعوة الإسلامية إلى قيام الساعة. وأكد أنه لا يليق أن تجسد شخصية الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» في عمل فني قد يشوبه أوجه النقص، رافضاً العلل التي يسوقها الراغبون في إنتاج مثل هذه الأعمال الفنية، والذين يدعون أن هذه الأعمال تهدف لخدمة الدعوة الإسلامية. وأشار د.أبو ليلة إلى أن هذه الأعمال لا تخدم الإسلام في شيء وإنما قد تسيء إليه، وإلى شخص الرسول «صلى الله عليه وسلم»، متسائلاً: كيف يمكن لممثل أن يؤدي دور الرسول «صلى الله عليه وسلم» وفي عمله التالي يؤدي دوراً لا يخلو من الميوعة والإسفاف؟. 

وطالب بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الحاسمة لردع الراغبين في القيام بإنتاج أعمال فنية تجسد الأنبياء والصحابة، ووصفها بالخطوة غير المحسوبة والتي قد تُثير مشاعر وعاطفة ملايين المسلمين شرقاً وغرباً سنة وشيعة. أمهات المؤمنين وشدد الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق على تحريم تجسيد الأنبياء، وأمهات المؤمنين، ومشاهير الصحابة، وتحديداً العشرة المبشرين بالجنة، وآل بيت النبي «صلى الله عليه وسلم» في أعمال فنية لما في ذلك من المفاسد التي تفوق جانب المصلحة في تمثيل حياة تلك الفئة من الصحابة، مع مخالفة ذلك لنصوص الكتاب والسنة المقيدين لحظر تمثيل حياتهم، ومع عدم توافر الداعي لتلك الوسيلة في إبراز حياتهم، وانتفاء الضرورة لها لوجود غيرها من وسائل التعليم والتثقيف التي تتجرد من مساوئها. وقال: أما عموم الصحابة فيجوز تمثيل أدوار حياتهم بشروط ثلاثة تتضمن سلامة الغرض وصدق العرض واستقامة المنهج، وحسن سمعة الممثلين وسلامة سيرتهم. مقام الأنبياء وأكد د. محمد وهدان أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أنه يحرم تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الدرامية، من أفلام أو مسلسلات وغيرها، مشيراً إلى أن مقام الأنبياء مقام رفيع، فهم معصومون من الخطأ، وأقوالهم وأفعالهم وحي من الله تعالى، ومحاكاتهم وتجسيدهم ينافي صيانة شخصياتهم من العبث، وفيه كذب عليهم في شخصياتهم وأفعالهم وأقوالهم، لأن الممثل يتقمص شخصية النبي، ويقوم بأقوال وأفعال، زاعماً أنها خاصة بالنبي الذي يؤدي دوره، وهذا كذب عليه، لأنه لا يدري: هل صدرت منه هذه الحركات حقيقة أم لا؟. الحبكة القصصية وقال: صناعة السيناريو لا تهتم بالسياقات التاريخية الصحيحة بقدر ما تهتم بالناحية الفنية والحبكة القصصية، مع أن المطلوب في الكلام على الأنبياء هو محض الإخبار الصادق من غير تزيد أو نقص، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله حفظه من أن يتمثل به الشيطان فقال: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي»، وفي رواية «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي»، فقد عصمه الله تعالى أن يظهر الشيطان في صورته الشريفة، صوناً من الله لرسله وعصمة لسيرتهم، بعد أن عصم ذواتهم ونفوسهم، وهذا يقتضي منع تمثيلهم وتحريمه. وأكد أن احترام الخلفاء الراشدين الأربعة واجب شرعي وفرض، وكذلك الحال في نساء النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي خاطبهن الله تعالى بقوله (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ)، فلا يستطيع أي ممثل أن يؤدي دوراً لواحد من هؤلاء من غير تزيد أو نقص، ولا تستطيع ممثلة محاكاة حياة هذه المثل العليا في تاريخ البشرية، وفي تمثيلهم من محظورات طغيان الحبكة القصصية واللمسة الفنية على المسارات والحقائق التاريخية ما هو حاصل في تمثيل الأنبياء أيضاً. ولذلك كان إظهارهم في الأعمال الفنية حراماً شرعاً، كما أفتت بذلك المجامع الفقهية الإسلامية المختلفة. تحرى الدقة وأكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، أن الصحابة والتابعين منارة للاقتداء والعلم والهدى، فلا مانع من تجسيدهم في الأعمال الفنية بشرط أن نتحرى الدقة والصدق في الرواية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأيهم اقتديتم اهتديتم»، وإذا كانت هناك مصلحة اجتماعية في المجتمعات الإسلامية، وفي الرجوع إلى سلوكيات إسلامية، فلماذا نرفض هذه الظاهرة؟ وقالت: الرسول صلى الله عليه وسلم فضل الصحابة بعضهم على بعض، ونحن نتجنب الصحابة الذي فضلهم الرسول من تجسيدهم في الأعمال الفنية، ونتجنب تجسيد الأنبياء والمبشرين بالجنة، فممنوع تمثيلهم نهائياً. أما ما عدا ذلك فلا مانع من تجسيدهم إذا كانت هناك مصلحة وضرورة في الاقتداء بهم ومعرفة سيرة التابعين والمحبين حتى نقتدي بهم. وأوضحت أن الأحكام التي نزلت بشأنها العقوبات في القرآن الكريم هي في حق صحابة أخطأوا، وبناء على هذا الخطأ نزلت الحدود، فهم ليسوا جميعا معصومين من الخطأ، وإنما الرسول فضل بعضهم على بعض.

 

حكم تمثيل الصحابة هيئة كبار العلماء

حكم تمثيل الأنبياء والصحابة عند أهل السنة والجماعة

حكم الانبياء والصحابه



حجم الكتاب عند التحميل : 772.3 كيلوبايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ - SَALHُ BْNُ MُQBِLٍ ALAُSَIْMِIَّ

كتب صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية ❝ ❱. المزيد..

كتب صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ