❞ قصة يتيم في حياة أبي ❝ ⏤ محمد بن عصبى الغامدى
على الرغم من انها قصه قصيره
الا انها تبين معنى إن خفتم اﻷ تعدلوا فواحده
ويبين حاله اﻷطفال اليتامى فى حياة أبيهم
اﻷطفال الذين يتركم أبائهم من حيث النفقه و الرعايه
وما تتحمله المرأه المطلقه وهكذا اﻷطفال
الفهرس :
يتيم..
في حـيــاة أبي
محمد بن عصـبي الغامدي
نبذة من القصة :
( 1 )
في حي الشهداء بمدينة الطائف يسكن السيد مروان بن صالح بعائلته المكونة من زوجته وصبية أربعة هم :
فادية التي عمرها عشر سنوات .
وحسين وعمره ثمان سنوات .
وخالد وعمره ست سنوات .
وسامية وعمرها ثلاث سنوات .
وكلهم من زوجته سعاد في شقة بالطابق الثاني من عمارة سكنية بالقرب من الورشة التي يملكها في الشارع المقابل .
وفي أسفل العمارة التي يسكنها يوجد سوق مركزي لصاحب العمارة وكذلك دكان حلاق وآخر به مغسلة ملابس كما أن صاحب العمارة يسكن في الشقة المقابلة للشقة التي يسكنها إما الدور الثالث من العمارة فيسكن به بعض الوافدين من بعض الدول العربية وغالباً ما يتغير الساكن من سنة لأخرى أما السيد مروان فقد مضى عليه أكثر من عشر سنوات وهو ساكن بصفة مستمرة . أي بعد زواجه من السيد سعاد بسنة واحدة فقط فهو قد تزوج منها قبل إحدى عشرة سنة في إحدى قرى المناطق الجنوبية وبالضبط من القرى المجاورة لمدينة الباحة وسافر مع زوجته إلى مدينة الطائف حيث عمل في تلك الورشة مع صاحبها الأول عبد القيوم ثم اشتراها منه فيما بعد 0....بعد أن تعلّم مهنة إصلاح السيارات عن طريق الخبرة والممارسة فهو أمي لا يقرأ ولا يكتب لكنه أصبح ماهراً في إصلاح السيارات حتى غدت ورشته مشهودا لها بإتقان العمل 0كما أن العمال المهرة الذين كانوا يعملون معه بالورشة من أصحاب الكفاءات المتميزة ولذلك فقد كان دخل الورشة يكفي لإنفاق السيد مروان على بيته ثم يدخر بعد ذلك ما شاء الله مما يتبقى بعد المصروف...
كان السيد مروان وحيد عائلته التي انقرضت بكاملها ....عاش فترة من الزمن مع أخواله . فقد مات أبوه وهو في سن الثانية عشر وماتت أمه بعد ذلك بسنة واحدة ولم يكن له أخ ولا أخت أما زوجته سعاد فقد كان لها أخ واحد هو إبراهيم وكان يعمل مراسلاً في بعض الإدارات الحكومية براتب يكفيه أن يعيش به مع أطفاله الأربعة وزوجته وأمه بل لقد قام ببناء منـزل حديث بجانب البيت القديم الذي ورثه من أبيه . ورغم ضآلة المرتب ألا أنه استطاع أن يتدبر أمره ويكافح حتى شيّد منـزله وأنتقل فيه مع عائلته .
تقع قرية حانوت على ربوة قريبة من مجرى الوادي ويقع بيت السيد مروان بن صالح في طرفها الجنوبي بجانب منـزل السيد إبراهيم القديم وعمل فيه بعض التحديث قبل أن ينتقل إلى بيته الجديد فقام ببناء غرفتين مع مطبخ وحمام.... في فناء البيت الذي كانت به شجرة كبيرة من أشجار اللوز توحي إليك مدى الأزمنة التي قد مرّت بها و كم كانت شاهدة على كثير من خلق الله الذين قد استظلوا تحتها ثم رحلوا ، وتركوها مع هذه البيوت القديمة شاهدة لهم او عليهم وكما قال الشاعر:
تفنى وتبقـى الأرض بعدك مثلمايبقى المناخ وترحل الركبــان
وكان قريبا منهما بيت عريفة القرية حسين السالم والذي كان إماماً لمسجد هذه القرية أيضاً وهو شخص ذا روّية وحصافة رأي يحضى باحترام جميع أهالي القرية.
كان السيد إبراهيم شديد المحبة لأخته سعاد فقد كانت بالنسبة له الأخت والصديقة الحميمة.. وقد تزوجت من السيد مروان بحكم ما كان بينه وبين أخيها من صداقة وجوار في القرية فقد كانا يعملان سويا في أيام الصبا في رعاية الأغنام والزراعة.
انقطع السيد مروان عن بيته في القرية منذ زواجه من سعاد ولم يعد إليه منذ أن انتقل بأهله إلى الطائف، وعلى ذلك فقد اندثر بناءه القديم المبني من الحجر ومسقفاً من الخشب المغطى بالطين وأصبح غير صالح للسكن . ، وقد هجر الناس أغلب المنازل القديمة في القرية وتوزعت المنازل الحديثة هنا وهناك من حولها بعد أن شقّت الطرق وعُبّدت وتوفرت الخدمات اللازمة من مدارس للبنين والبنات ومستوصف ، شأنها شأن بقية القرى المنتشرة في قمم الجبال والأودية على امتداد جبال السروات .
أما السيد مروان فقد كان يجمع ما كان بالإمكان جمعه من نقود من ما يفيض من مصروف البيت طمعاً في بناء مسكن له ولأسرته في القرية أسوة ببقية أهل قرية الحانوت .
كان عمره في هذا الوقت يقترب من سن الأربعين ، أما زوجته سعاد فقد كانت أصغر منه بخمس سنوات ، وقد عاشا خلال هذه الفترة في سعادة غامرة .
كانت زوجته لا تزال محتفظة بصباها رغم إنجابها لأطفالها الأربعة ، وقد كانت ابنتها الأخيرة سامية هي آخر الإنجاب بالنسبة لها ، حيث تعرضت لمتاعب عند ولادتها بها وأُجريت لها عملية لم تعد بعدها قادرة على الإنجاب .
كانت المدارس الابتدائية بالنسبة للأولاد والبنات قريبة جداً من مكان السكن إلا أنهم كانوا يذهبون بسيــارة أبوهم إلى المدرسة كل صباح
وكانت علاقة السيد مروان طيبة مع الجيران وأصحاب المحلات التجارية المجاورة له وللورشة . وكان يشتري أغلب مستلزمات البيت من السوق المركزي الذي يقع في الدور الأرضي من ألعماره ومن المحلات التجارية المنتشرة في طول ذلك الشارع .
كان يملك سيارة شفرولية بكس، وبرغم قدم موديلها إلا أنه كان يتعهدها دائماً بالصيانة 0لذلك كانت تكفيه للتنـزه بعائلته من وقت لآخر أو زيارة الأصدقاء أو حضور بعض المناسبات .
(2)
في يوم من الأيام وبينما كان السيد مروان جالساً في ورشته دخل إلى الورشة رجلاً نزل من سيارة سوبر بان جديدة وطلب من أحد العاملين في الورشة إصلاح علبة فرامل السيارة وذهب بعد ذلك إلى السيد مروان.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محمد بن عصبى الغامدى - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ يتيم في حياة أبي ❝ ❞ رفعت يدي ل محمد بن عصبي الغامدي ❝ الناشرين : ❞ دار الطرفين للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.