إسرائيل والمشروع النووي الإيراني
يعالج هذا الكتاب البرنامج النووي الإيراني من وجهة النظر الإسرائيلية، وضمن فترة زمنية تمتد منذ نهاية العقد الماضي وحتى أيامنا هذه، ويشمل على تقديرات استراتيجية إسرائيلية متوسطة وبعيدة المدى تتصل بمعالجة هذا الموضوع، وتداعياته وتشعباته الإقليمية والمحلية والدولية، كتبها العديد من الباحثين والكتاب الإسرائيليين الأكثر قرباً من صناع القرارات الاستراتيجية في إسرائيل، ونشرتها مراكز البحث والدراسات ذات العلاقة المباشرة بالمؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل أيضاً. حيث تبحث هذه التقديرات والتحليلات المستفيضة مختلف الخيارات السياسية والدبلوماسية والعسكرية المتاحة أمام إسرائيل للتعامل مع إيران كقوة إقليمية صاعدة بشكل عام، وبرنامجها النووي على وجه الخصوص، باعتبار هذا البرنامج، في نظر هؤلاء الباحثين والكتاب جميعاً، أكبر المخاطر والتهديدات الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل على المستوى الوجودي في المرحلة الراهنة. وإذ يتفق هؤلاء جميعاً، على أن من واجب إسرائيل ويهود العالم العمل بكل الوسائل المتاحة، كما عملوا خلال الأزمة العراقية، ودفع الولايات المتحدة خاصة، والغرب عامة، للتعامل المباشر مع البرنامج النووي الإيراني، من خلال تصوير "إيران الإسلامية" ومشروعها النووي على أنهما خطر يتهدد "الغرب المتحضر"، باعتبار أن إسرائيل هي بوابة متقدمة لهذا الغرب في المنطقة، وجزء من مكونات هذا الغرب الثقافية والحضارية. حتى بات معظم هؤلاء الكتاب والباحثين يتحدثون بصراحة وبصورة علنية حول إمكانية استخدام إسرائيل للخيار العسكري في مواجهة ما سمونه "بالخطر الوجودي الإيراني". لكن هؤلاء الكتاب والباحثين يحارون جميعاً حول جدوى، أو على الأقل نتائج الخيار العسكري غير المضمونة بالنسبة لإسرائيل، لأسباب أهمها، عدم معرفة الأمريكيين أو الغرب وحتى إسرائيل بحقيقة وجود المنشآت الإيرانية، بحكم انتشارها في ألأرجاء الإيرانية الشاسعة، ووجود معظمها في باطن الأرض، بحسب مصادر استخباراتية غربية، وعدم مقدرة الجهات الاستخباراتية الأمريكية والغربية والإسرائيلية على تقدير مقدرة وحجم ردة الفعل الإيرانية على الضربة الإسرائيلية الأولى. على أية حال، إنها المرة الأولى في تاريخ إسرائيل، التي تعترف فيها جميع المحللين العسكريين والسياسيين الاستراتيجيين الإسرائيليين بالعجز المطلق في التعامل ميدانياً مع البرنامج النووي الإيراني باعتباره: "أصبح خارج القدرات التقليدية وغير التقليدية العسكرية الإسرائيلية، وإن مهمة معالجته تقع فقط ضمن مسؤوليات الغرب وأمريكا" بحسب الباحث إفرايم كان في مركز يافا للدراسات الاستراتيجية. . المزيد..