من يصوت لـ ريموندو ولفينغر و
تدخل الانتخابات في قلب النظام السياسي الأمريكي، لأنها الطريقة التي يختار بها الشعب الأمريكي قادة الحكومة؛ كما أنها المصدر لشرعية الحكومة، والوسيلة التي يؤثر بها المواطنون على السياسة العامة. والتصويت بالنسبة لمعظم الأميركيين هو الشكل الوحيد للمشاركة السياسية. منذ بداية القرن العشرين، تراجع معدل إقبال الناخبين في أمريكا كثيرا عن معدلات الناخبين في الدول الديمقراطية الأخرى. وقد عبر العلماء والصحفيون والساسة الأمريكيون عن قلقهم حول تراجع العديد من الأميركيين عن الذهاب للتصويت. وازداد هذا القلق مع انخفاض مشاركة الناخبين منذ العام 1960. فبينما شارك ما نسبته 62.8 % من السكان المسموح لهم الانتخاب بحسب فئاتهم العمرية في العام 1960، كانت نسبة المشاركة 55.5 % للعام 1972، و 54.4 % للعام 1976. وقد تسبب هذت في تساؤل بعض المراقبين عن سلامة النظام السياسي الأمريكي، وفي اقتراح البعض الآخر لإجراء إصلاحات متعددة تهدف إلى تسهيل التصويت. وقبل أن نشرع في معالجة أسباب تراجع إقبال الأميركيين على التصويت أو لماذا أصبح هذا الإقبال متدنيا، من الضروري أن نشرح لماذا يذهب الناس للتصويت. وعندما نفعل هذا نجد أننا لا يمكننا تفادي الاختلافات الواضحة على الإقبال بين الأنواع المختلفة من الناس. فبينما نجد لدى بعض المجموعات تأكيدا على رغبتهم بالتصويت، نجد البعض الآخر متأكدين من عدم رغبتهم بالتصويت. لهذا السبب يوضح هذا الكتاب ويشرح أسباب وجود اختلافات في الإقبال بين أنواع مختلفة من الناس. كما أن تصنيفاتنا للناس، مرتبطة فقط بالخصائص الديمغرافية (مثل العمر والدخل ومكان الإقامة وهكذا)، وبالمتغيرات المتوقفة على سياق الأمور (مثل قوانين تسجيل الناخبين) والتي تنسب إلى الإفراد الناخبين بمجرد التعرف على مكان سكنهم أي في أية ولاية يعيشون. . المزيد..