❞ كتاب التراث الديني اليهودي في الشعر العبري الأندلسي ❝  ⏤ سعيد عطية علي مطاوع

❞ كتاب التراث الديني اليهودي في الشعر العبري الأندلسي ❝ ⏤ سعيد عطية علي مطاوع

يصنف هذا الكتاب كدراسةٍ فلكلوريَّة هدفهَا تسليط الضَوء على تأثّر الأدب اليهُودي بالأدب الأندلسي
ويبرز صورة العرب في الشعر العبري الأندلسي لتكون نافذة نطل منها على الشعر العبري الوسيط، حيث يعرض وجهة نظر شعراء اليهود سواء بالسلب أو الإيجاب، وتتمثل الصورة السلبية في تصوير العرب كأنهم وحوش مفترسة تريد الانقضاض عليهم، وبالرغم من السماحة الدينية التي كانوا ينعمون في ظلها، وممارستهم شعائرهم دون خوف واندماجهم في المجتمع العربي الإسلامي - كما سيتضح فيما بعد - فإن بعض اليهود قابل ذلك بالجحود ونكران الجميل، واتهموا العرب بعدة اتهامات لم تكن نابعة إلا من خيالهم فقط، وبعيدة عن الواقع، في محاولة منهم لتشويه صورة العرب السمحة، كما قاموا بحبك المؤامرات وبث الدسائس المعبرة عن مشاعر الحقد الدفين في نفوسهم تجاه العرب.

وتتمثل الصورة الإيجابية في مدح بعض شعراء اليهود في الأندلس للعرب، والتودد إليهم عن طريق الإشادة ببطولاتهم ولغتهم العربية، فإن هذا يعد –في رأيي-نفاقاً كما سيتبين فيما بعد من خلال ذكر بعض النماذج التي تتضمن أبياتاً في مدح العرب، والحرص على إقامة علاقات معهم في ظاهرها الود وفي باطنها تكمن مشاعر الغيرة والنقمة عليهم. وقد آثرت أن أحصر دراستي في الفترة من القرن العاشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي، لأن تلك الفترة تشمل العصر الأندلسي الذي يمتد من بداية عصر دوناش بن لبراط (٩٢٠-٩٩٠م)، (١) ومناحم بن ساروق (٩٢٠-٩٧٠م تقريباً)،(٢) أي حوالى منتصف القرن العاشر إلى نهايات القرن الخامس عشر(٩٧٠ - ١٤٩٢م)، كما شهدت تلك الفترة تطور وازدهار الشعر العبري الأندلسي، وظهر فيها جيل من مشاهير شعراء اليهود من أمثال إسماعيل بن النجريلة (٩٣٢-١٠٥٦م)،(٣) وأبي الحسن يهودا اللاوي (١٠٧٥-١١٤١م)،(٤) وأبي هارون موسى بن عزرا (١٠٥٥-١١٣٥م)،(٥) بالإضافة إلى أن تلك الفترة تحدد موقف اليهود بعامة والشعراء بخاصة من العرب، كما توضح تلك الفترة مدى تأثر اليهود بالعرب، ومحاكاتهم لهم في كافة مجالات الحياة وبخاصة الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية -كما سيتضح فيما بعد- بالإضافة إلى الحياة الفكرية العربية الثقافية المتطورة في الأندلس التي كان لها أكبر الأثر في إحياء اللغة العبرية.

والمنهج المتبع في هذه الدراسة يجمع بين المنهج التحليلي الذي يصف النص الأدبي ويحدد قيمته الفنية لاستنباط صورة العرب من خلاله بغية الكشف عما في الشعر العبري من تشويه لصورة العرب، وبين المنهج المقارن الذي يعتمد على مقارنة النصوص العبرية المختارة من الشعر العبري الأندلسي بنظيرتها في الشعر العربي وفي المصادر الإسلامية، لمعرفة فضل العرب على اليهود. ولدراسة هذا الموضوع كان لابد من توضيح أحوال اليهود في المجتمع العربي سواء من الناحية الاجتماعية أو السياسية أو الدينية، مع توضيح حقيقة الدور الذي كانوا يقومون به في المجتمع العربي، ثم نتناول بعد ذلك موقف شعراء اليهود من العرب ومشاعر العداء الكامنة لديهم تجاههم، والمؤامرات والدسائس التي كانت تدبر منهم ضد العرب، ثم إظهار مشاعر الود الزائفة التي ضمنوها أشعارهم، ويتطرق البحث بعد ذلك إلى المؤثرات الدينية واللغوية والأدبية العربية في الشعر العبري الأندلسي. ومن هنا اشتملت الدراسة على ثلاثة أبواب كما يلي: الباب الأول: وعنوانه وضع اليهود في المجتمع العربي الأندلسي، ويشتمل على ثلاثة فصول هي:

الفصل الأول: وعنوانه الوضع الاجتماعي في ظلال المجتـمع العـربي، ويتضمن الإشارة إلى طبقات المجتمع اليهودي ووضعهم في المجتمع العربي، مع توضيح الصلات الاجتماعية بين اليهود والعرب، وكذلك بعض عادات وتقاليد المجتـمع اليهودي في الأندلس سواء تلك التي تأثروا بها من العـادات والتقـاليـد الإسلامية، أو عادات وتقاليد خاصة بطائفتهم.

الفصل الثاني: وعنوانه الوضع السياسي في ظل السياسة العربية، ويتناول أوضاع اليهود السياسية في ذلك العصر في ظـل السياسـة العربية، مع توضيح أسباب استعـانة حـكام المسلمين بهم، وكذلك الإشارة إلى سياستهـم الداخـليـة، وبعض التنظيمات الطائفية الداخلية.

الفصل الثالث: وعنوانه الوضع الديني في كنف الإسلام، ويـوضح مـدى الجهالة الدينية المنتشرة في ذلك العصر، والتغيرات الدينية التي طرأت على الحياة الدينية الروحية لليهود، وتأثـرهـم ببعض مظاهر الحياة الدينية الإسلامية، كما يتناول الحديث عن بعض مظاهر الحياة الدينية اليهودية.

الباب الثاني: وعنوانه موقف شعراء اليهود من العرب، وينقسم إلى ثلاثة فصـول هي:

الفصل الأول: وعنوانه العداوة للعرب، ويتناول مفهوم العداوة مع توضيح الألفاظ والتعبيرات الدالة على عدائهم للعرب، الـواردة فـي الشعر العبري الأندلسي، مع الإشارة إلى بعض مظاهر تلك العداوة سواء كانت عداوة عامة موجهة لسائر الشعوب، أو عداوة شاملة موجهة للمسلمـين والمسيحيين، أو عـداوة خاصة للعرب وحدهم، مع توضـيح دوافـع ونتـائج ذلك العداء.

الفصل الثاني: وعنوانه الصراع والتآمر، ويشتمل على الصـراع الدائر بين العرب وبعضهم وأثره في أوضاع اليهود في الأندلس، وكذلك الصراع الدائر بين العرب واليهود، وتوضـيح أشكـاله من مؤامرات وصراعات دينية، إلى صراع سياسي وشعري ولغوي واجتماعي.

الفصل الثالث: وعنوانه النفاق اليهودي، ويدور حول أوجه نفاق اليهـود للعرب، والتودد والتقرب إليهم في سبيل تحقيق مصـالحهم الذاتية والمنفعة الشخصية.

الباب الثالث: وعنوانه فضل العرب على اليهود، ويحتوي على ثلاثة فصول وذلك كما يلي: الفصل الأول: وعنوانه الأثر الأدبي، ويتناول المؤثرات الأدبية في الشعر العبري الأندلسي، مثل استخدام الأساليب البلاغية العـربية، وترجمة بعض أبيات الشعر العربي وتضمينها أشعـارهم، وكذلك استخدام بعض الأفكار العربية وبعض فنون الشعر العربي التي لم تكن معروفة من قبل.

الفصل الثاني: وعنوانه الأثر الديني، ويحتوي على المؤثـرات الـدينية الإسلامية في الشعر العبري الأندلسي، مثل اقتباس معـني بعض الآيات القرآنية والأحاديـث النبويـة الشـريفة وكذلك التأثر ببعض الأفكار الصوفية الإسلامية.

الفصل الثالث: وعنوانه الأثر اللغوي، ويشتمل على بعـض المؤثرات اللغوية في الشعر العبري الأندلسي باستخـدام اللغة العـربيـة اليهودية (٦) المدون بها عناوين بعض القصائد العـبرية، التي تظهر في القصائد ذات اللغتين، وكذلك فـي وجـود ألفاظ وصيغ عربية الأصل، واستخدام بعض العبارات والألفـاظ والتراكيب اللغوية العبرية بمعان عربية جديدة، هذا بجانب استخدام بعض الصيغ الصرفية العربية.
سعيد عطية علي مطاوع - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإعجاز القصصي في القرآن ❝ ❞ التراث الديني اليهودي في الشعر العبري الأندلسي ❝ ❞ إشكالية الترادف فى الترجمة العبرية لمعانى القرآن ❝ الناشرين : ❞ جامعة القاهرة ❝ ❞ دار الآفاق العربية ❝ ❱
من كتب الادب والتراث أدبية متنوعة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

نبذة عن الكتاب:
التراث الديني اليهودي في الشعر العبري الأندلسي

2008م - 1446هـ
يصنف هذا الكتاب كدراسةٍ فلكلوريَّة هدفهَا تسليط الضَوء على تأثّر الأدب اليهُودي بالأدب الأندلسي
ويبرز صورة العرب في الشعر العبري الأندلسي لتكون نافذة نطل منها على الشعر العبري الوسيط، حيث يعرض وجهة نظر شعراء اليهود سواء بالسلب أو الإيجاب، وتتمثل الصورة السلبية في تصوير العرب كأنهم وحوش مفترسة تريد الانقضاض عليهم، وبالرغم من السماحة الدينية التي كانوا ينعمون في ظلها، وممارستهم شعائرهم دون خوف واندماجهم في المجتمع العربي الإسلامي - كما سيتضح فيما بعد - فإن بعض اليهود قابل ذلك بالجحود ونكران الجميل، واتهموا العرب بعدة اتهامات لم تكن نابعة إلا من خيالهم فقط، وبعيدة عن الواقع، في محاولة منهم لتشويه صورة العرب السمحة، كما قاموا بحبك المؤامرات وبث الدسائس المعبرة عن مشاعر الحقد الدفين في نفوسهم تجاه العرب.

وتتمثل الصورة الإيجابية في مدح بعض شعراء اليهود في الأندلس للعرب، والتودد إليهم عن طريق الإشادة ببطولاتهم ولغتهم العربية، فإن هذا يعد –في رأيي-نفاقاً كما سيتبين فيما بعد من خلال ذكر بعض النماذج التي تتضمن أبياتاً في مدح العرب، والحرص على إقامة علاقات معهم في ظاهرها الود وفي باطنها تكمن مشاعر الغيرة والنقمة عليهم. وقد آثرت أن أحصر دراستي في الفترة من القرن العاشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي، لأن تلك الفترة تشمل العصر الأندلسي الذي يمتد من بداية عصر دوناش بن لبراط (٩٢٠-٩٩٠م)، (١) ومناحم بن ساروق (٩٢٠-٩٧٠م تقريباً)،(٢) أي حوالى منتصف القرن العاشر إلى نهايات القرن الخامس عشر(٩٧٠ - ١٤٩٢م)، كما شهدت تلك الفترة تطور وازدهار الشعر العبري الأندلسي، وظهر فيها جيل من مشاهير شعراء اليهود من أمثال إسماعيل بن النجريلة (٩٣٢-١٠٥٦م)،(٣) وأبي الحسن يهودا اللاوي (١٠٧٥-١١٤١م)،(٤) وأبي هارون موسى بن عزرا (١٠٥٥-١١٣٥م)،(٥) بالإضافة إلى أن تلك الفترة تحدد موقف اليهود بعامة والشعراء بخاصة من العرب، كما توضح تلك الفترة مدى تأثر اليهود بالعرب، ومحاكاتهم لهم في كافة مجالات الحياة وبخاصة الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية -كما سيتضح فيما بعد- بالإضافة إلى الحياة الفكرية العربية الثقافية المتطورة في الأندلس التي كان لها أكبر الأثر في إحياء اللغة العبرية.

والمنهج المتبع في هذه الدراسة يجمع بين المنهج التحليلي الذي يصف النص الأدبي ويحدد قيمته الفنية لاستنباط صورة العرب من خلاله بغية الكشف عما في الشعر العبري من تشويه لصورة العرب، وبين المنهج المقارن الذي يعتمد على مقارنة النصوص العبرية المختارة من الشعر العبري الأندلسي بنظيرتها في الشعر العربي وفي المصادر الإسلامية، لمعرفة فضل العرب على اليهود. ولدراسة هذا الموضوع كان لابد من توضيح أحوال اليهود في المجتمع العربي سواء من الناحية الاجتماعية أو السياسية أو الدينية، مع توضيح حقيقة الدور الذي كانوا يقومون به في المجتمع العربي، ثم نتناول بعد ذلك موقف شعراء اليهود من العرب ومشاعر العداء الكامنة لديهم تجاههم، والمؤامرات والدسائس التي كانت تدبر منهم ضد العرب، ثم إظهار مشاعر الود الزائفة التي ضمنوها أشعارهم، ويتطرق البحث بعد ذلك إلى المؤثرات الدينية واللغوية والأدبية العربية في الشعر العبري الأندلسي. ومن هنا اشتملت الدراسة على ثلاثة أبواب كما يلي: الباب الأول: وعنوانه وضع اليهود في المجتمع العربي الأندلسي، ويشتمل على ثلاثة فصول هي:

الفصل الأول: وعنوانه الوضع الاجتماعي في ظلال المجتـمع العـربي، ويتضمن الإشارة إلى طبقات المجتمع اليهودي ووضعهم في المجتمع العربي، مع توضيح الصلات الاجتماعية بين اليهود والعرب، وكذلك بعض عادات وتقاليد المجتـمع اليهودي في الأندلس سواء تلك التي تأثروا بها من العـادات والتقـاليـد الإسلامية، أو عادات وتقاليد خاصة بطائفتهم.

الفصل الثاني: وعنوانه الوضع السياسي في ظل السياسة العربية، ويتناول أوضاع اليهود السياسية في ذلك العصر في ظـل السياسـة العربية، مع توضيح أسباب استعـانة حـكام المسلمين بهم، وكذلك الإشارة إلى سياستهـم الداخـليـة، وبعض التنظيمات الطائفية الداخلية.

الفصل الثالث: وعنوانه الوضع الديني في كنف الإسلام، ويـوضح مـدى الجهالة الدينية المنتشرة في ذلك العصر، والتغيرات الدينية التي طرأت على الحياة الدينية الروحية لليهود، وتأثـرهـم ببعض مظاهر الحياة الدينية الإسلامية، كما يتناول الحديث عن بعض مظاهر الحياة الدينية اليهودية.

الباب الثاني: وعنوانه موقف شعراء اليهود من العرب، وينقسم إلى ثلاثة فصـول هي:

الفصل الأول: وعنوانه العداوة للعرب، ويتناول مفهوم العداوة مع توضيح الألفاظ والتعبيرات الدالة على عدائهم للعرب، الـواردة فـي الشعر العبري الأندلسي، مع الإشارة إلى بعض مظاهر تلك العداوة سواء كانت عداوة عامة موجهة لسائر الشعوب، أو عداوة شاملة موجهة للمسلمـين والمسيحيين، أو عـداوة خاصة للعرب وحدهم، مع توضـيح دوافـع ونتـائج ذلك العداء.

الفصل الثاني: وعنوانه الصراع والتآمر، ويشتمل على الصـراع الدائر بين العرب وبعضهم وأثره في أوضاع اليهود في الأندلس، وكذلك الصراع الدائر بين العرب واليهود، وتوضـيح أشكـاله من مؤامرات وصراعات دينية، إلى صراع سياسي وشعري ولغوي واجتماعي.

الفصل الثالث: وعنوانه النفاق اليهودي، ويدور حول أوجه نفاق اليهـود للعرب، والتودد والتقرب إليهم في سبيل تحقيق مصـالحهم الذاتية والمنفعة الشخصية.

الباب الثالث: وعنوانه فضل العرب على اليهود، ويحتوي على ثلاثة فصول وذلك كما يلي: الفصل الأول: وعنوانه الأثر الأدبي، ويتناول المؤثرات الأدبية في الشعر العبري الأندلسي، مثل استخدام الأساليب البلاغية العـربية، وترجمة بعض أبيات الشعر العربي وتضمينها أشعـارهم، وكذلك استخدام بعض الأفكار العربية وبعض فنون الشعر العربي التي لم تكن معروفة من قبل.

الفصل الثاني: وعنوانه الأثر الديني، ويحتوي على المؤثـرات الـدينية الإسلامية في الشعر العبري الأندلسي، مثل اقتباس معـني بعض الآيات القرآنية والأحاديـث النبويـة الشـريفة وكذلك التأثر ببعض الأفكار الصوفية الإسلامية.

الفصل الثالث: وعنوانه الأثر اللغوي، ويشتمل على بعـض المؤثرات اللغوية في الشعر العبري الأندلسي باستخـدام اللغة العـربيـة اليهودية (٦) المدون بها عناوين بعض القصائد العـبرية، التي تظهر في القصائد ذات اللغتين، وكذلك فـي وجـود ألفاظ وصيغ عربية الأصل، واستخدام بعض العبارات والألفـاظ والتراكيب اللغوية العبرية بمعان عربية جديدة، هذا بجانب استخدام بعض الصيغ الصرفية العربية.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

 يصنف هذا الكتاب كدراسةٍ فلكلوريَّة هدفهَا تسليط الضَوء على تأثّر الأدب اليهُودي بالأدب الأندلسي 
 ويبرز صورة العرب في الشعر العبري الأندلسي لتكون نافذة نطل منها على الشعر العبري الوسيط، حيث يعرض وجهة نظر شعراء اليهود سواء بالسلب أو الإيجاب، وتتمثل الصورة السلبية في تصوير العرب كأنهم وحوش مفترسة تريد الانقضاض عليهم، وبالرغم من السماحة الدينية التي كانوا ينعمون في ظلها، وممارستهم شعائرهم دون خوف واندماجهم في المجتمع العربي الإسلامي - كما سيتضح فيما بعد - فإن بعض اليهود قابل ذلك بالجحود ونكران الجميل، واتهموا العرب بعدة اتهامات لم تكن نابعة إلا من خيالهم فقط، وبعيدة عن الواقع، في محاولة منهم لتشويه صورة العرب السمحة، كما قاموا بحبك المؤامرات وبث الدسائس المعبرة عن مشاعر الحقد الدفين في نفوسهم تجاه العرب.

 وتتمثل الصورة الإيجابية في مدح بعض شعراء اليهود في الأندلس للعرب، والتودد إليهم عن طريق الإشادة ببطولاتهم ولغتهم العربية، فإن هذا يعد –في رأيي-نفاقاً كما سيتبين فيما بعد من خلال ذكر بعض النماذج التي تتضمن أبياتاً في مدح العرب، والحرص على إقامة علاقات معهم في ظاهرها الود وفي باطنها تكمن مشاعر الغيرة والنقمة عليهم. وقد آثرت أن أحصر دراستي في الفترة من القرن العاشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي، لأن تلك الفترة تشمل العصر الأندلسي الذي يمتد من بداية عصر دوناش بن لبراط (٩٢٠-٩٩٠م)، (١) ومناحم بن ساروق (٩٢٠-٩٧٠م تقريباً)،(٢) أي حوالى منتصف القرن العاشر إلى نهايات القرن الخامس عشر(٩٧٠ - ١٤٩٢م)، كما شهدت تلك الفترة تطور وازدهار الشعر العبري الأندلسي، وظهر فيها جيل من مشاهير شعراء اليهود من أمثال إسماعيل بن النجريلة (٩٣٢-١٠٥٦م)،(٣) وأبي الحسن يهودا اللاوي (١٠٧٥-١١٤١م)،(٤) وأبي هارون موسى بن عزرا (١٠٥٥-١١٣٥م)،(٥) بالإضافة إلى أن تلك الفترة تحدد موقف اليهود بعامة والشعراء بخاصة من العرب، كما توضح تلك الفترة مدى تأثر اليهود بالعرب، ومحاكاتهم لهم في كافة مجالات الحياة وبخاصة الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية -كما سيتضح فيما بعد- بالإضافة إلى الحياة الفكرية العربية الثقافية المتطورة في الأندلس التي كان لها أكبر الأثر في إحياء اللغة العبرية.

 والمنهج المتبع في هذه الدراسة يجمع بين المنهج التحليلي الذي يصف النص الأدبي ويحدد قيمته الفنية لاستنباط صورة العرب من خلاله بغية الكشف عما في الشعر العبري من تشويه لصورة العرب، وبين المنهج المقارن الذي يعتمد على مقارنة النصوص العبرية المختارة من الشعر العبري الأندلسي بنظيرتها في الشعر العربي وفي المصادر الإسلامية، لمعرفة فضل العرب على اليهود. ولدراسة هذا الموضوع كان لابد من توضيح أحوال اليهود في المجتمع العربي سواء من الناحية الاجتماعية أو السياسية أو الدينية، مع توضيح حقيقة الدور الذي كانوا يقومون به في المجتمع العربي، ثم نتناول بعد ذلك موقف شعراء اليهود من العرب ومشاعر العداء الكامنة لديهم تجاههم، والمؤامرات والدسائس التي كانت تدبر منهم ضد العرب، ثم إظهار مشاعر الود الزائفة التي ضمنوها أشعارهم، ويتطرق البحث بعد ذلك إلى المؤثرات الدينية واللغوية والأدبية العربية في الشعر العبري الأندلسي. ومن هنا اشتملت الدراسة على ثلاثة أبواب كما يلي: الباب الأول: وعنوانه وضع اليهود في المجتمع العربي الأندلسي، ويشتمل على ثلاثة فصول هي:

 الفصل الأول: وعنوانه الوضع الاجتماعي في ظلال المجتـمع العـربي، ويتضمن الإشارة إلى طبقات المجتمع اليهودي ووضعهم في المجتمع العربي، مع توضيح الصلات الاجتماعية بين اليهود والعرب، وكذلك بعض عادات وتقاليد المجتـمع اليهودي في الأندلس سواء تلك التي تأثروا بها من العـادات والتقـاليـد الإسلامية، أو عادات وتقاليد خاصة بطائفتهم. 

الفصل الثاني: وعنوانه الوضع السياسي في ظل السياسة العربية، ويتناول أوضاع اليهود السياسية في ذلك العصر في ظـل السياسـة العربية، مع توضيح أسباب استعـانة حـكام المسلمين بهم، وكذلك الإشارة إلى سياستهـم الداخـليـة، وبعض التنظيمات الطائفية الداخلية.

 الفصل الثالث: وعنوانه الوضع الديني في كنف الإسلام، ويـوضح مـدى الجهالة الدينية المنتشرة في ذلك العصر، والتغيرات الدينية التي طرأت على الحياة الدينية الروحية لليهود، وتأثـرهـم ببعض مظاهر الحياة الدينية الإسلامية، كما يتناول الحديث عن بعض مظاهر الحياة الدينية اليهودية. 

الباب الثاني: وعنوانه موقف شعراء اليهود من العرب، وينقسم إلى ثلاثة فصـول هي:

 الفصل الأول: وعنوانه العداوة للعرب، ويتناول مفهوم العداوة مع توضيح الألفاظ والتعبيرات الدالة على عدائهم للعرب، الـواردة فـي الشعر العبري الأندلسي، مع الإشارة إلى بعض مظاهر تلك العداوة سواء كانت عداوة عامة موجهة لسائر الشعوب، أو عداوة شاملة موجهة للمسلمـين والمسيحيين، أو عـداوة خاصة للعرب وحدهم، مع توضـيح دوافـع ونتـائج ذلك العداء.

 الفصل الثاني: وعنوانه الصراع والتآمر، ويشتمل على الصـراع الدائر بين العرب وبعضهم وأثره في أوضاع اليهود في الأندلس، وكذلك الصراع الدائر بين العرب واليهود، وتوضـيح أشكـاله من مؤامرات وصراعات دينية، إلى صراع سياسي وشعري ولغوي واجتماعي. 

الفصل الثالث: وعنوانه النفاق اليهودي، ويدور حول أوجه نفاق اليهـود للعرب، والتودد والتقرب إليهم في سبيل تحقيق مصـالحهم الذاتية والمنفعة الشخصية.

 الباب الثالث: وعنوانه فضل العرب على اليهود، ويحتوي على ثلاثة فصول وذلك كما يلي: الفصل الأول: وعنوانه الأثر الأدبي، ويتناول المؤثرات الأدبية في الشعر العبري الأندلسي، مثل استخدام الأساليب البلاغية العـربية، وترجمة بعض أبيات الشعر العربي وتضمينها أشعـارهم، وكذلك استخدام بعض الأفكار العربية وبعض فنون الشعر العربي التي لم تكن معروفة من قبل.

 الفصل الثاني: وعنوانه الأثر الديني، ويحتوي على المؤثـرات الـدينية الإسلامية في الشعر العبري الأندلسي، مثل اقتباس معـني بعض الآيات القرآنية والأحاديـث النبويـة الشـريفة وكذلك التأثر ببعض الأفكار الصوفية الإسلامية.

 الفصل الثالث: وعنوانه الأثر اللغوي، ويشتمل على بعـض المؤثرات اللغوية في الشعر العبري الأندلسي باستخـدام اللغة العـربيـة اليهودية (٦) المدون بها عناوين بعض القصائد العـبرية، التي تظهر في القصائد ذات اللغتين، وكذلك فـي وجـود ألفاظ وصيغ عربية الأصل، واستخدام بعض العبارات والألفـاظ والتراكيب اللغوية العبرية بمعان عربية جديدة، هذا بجانب استخدام بعض الصيغ الصرفية العربية. 

الخاتمة: وتضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها لتوضيح مشاعر غالبية اليهود في تلك الفترة تجاه العرب، وماهية صورة العرب في الشعر العبري الأندلسي، وهل كانت تلك الصورة صادقة في وصف العرب أم أنها كانت صورة خيالية مستمدة من الدين والتراث اليهودي، ونابعة من خيال الشاعر اليهودي، ولا علاقة لها بالواقع الذي يعيشه اليهود في الأندلس. وقد راعيت في دراستي هنا عدة أهداف هي: ١-توضيح دور اليهود في الحياة العربية الأندلسية لانعكاسه على الشعر العبري الأندلسي. ٢-إلقاء الضوء على ما في الأدب العبري الأندلسي من هجوم حاد وعنيف على العرب بصفة خاصة، وعلى الإسلام بصفة عامة. ٣-تحديد الدوافع التي أدت إلى وجود أشعار مشبعة بالكراهية والحقد تجاه العرب والمسيحيين أيضاً، مما يدل على عداوة اليهود للجوييم(٧) بصفة عامة. ٤-الإشارة إلى وجهة نظر اليهود تجاه العرب وثقافتهم، وحضارتهم، وعقيدتهم، مع توضيح الدور العظيم للأدب العربي واللغة العربية في الشعر العبري الأندلسي. ٥-توضيح الأصول العربية التي وصلت إلى الشعر العبري الأندلسي عن طريق اقتباسات شعراء اليهود المتنوعة من الشعر العربي. ٦-تحقيق بعض النصوص التي اقتبسها شعراء اليهود من الشعر العربي والقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وبعض مصادر التصوف الإسلامي. 
 


الشعر العبري الحديث

نشأة الشعر العبري

كتابه عبري

الادب العبري

الحروف العبرى

امثال وحكم عبري

كتابة عبري يدوي

اداب عبري

الادب-الادباء- ادبية متنوعة- الادب والتراث-



سنة النشر : 2008م / 1429هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.6 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة التراث الديني اليهودي في الشعر العبري الأندلسي

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل التراث الديني اليهودي في الشعر العبري الأندلسي
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
سعيد عطية علي مطاوع - Saeed Attia Ali Mutawa

كتب سعيد عطية علي مطاوع ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإعجاز القصصي في القرآن ❝ ❞ التراث الديني اليهودي في الشعر العبري الأندلسي ❝ ❞ إشكالية الترادف فى الترجمة العبرية لمعانى القرآن ❝ الناشرين : ❞ جامعة القاهرة ❝ ❞ دار الآفاق العربية ❝ ❱. المزيد..

كتب سعيد عطية علي مطاوع
الناشر:
جامعة القاهرة
كتب جامعة القاهرةجامعة القاهرة هي ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربياً بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين تأسست كلياتها المختلفة في عهد محمد علي، كالمهندسخانة (حوالي 1820) والمدرسة الطبية عام 1827، ثم ما لبثا أن أغلقت في عهد الخديوي محمد سعيد (حوالي 1850). بعد حملة مطالبة شعبية واسعة لإنشاء جامعة حديثة بقيادة مصطفى كامل وغيره. تأسست هذه الجامعة في 21 ديسمبر 1908، عرفت باسم جامعة فؤاد الأول ثم جامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952. وتضم عدداً كبيراً من الكليات الجامعية. تقع الجامعة في مدينة الجيزة غربي القاهرة، وبعض كلياتها تقع في أحياء المنيل والمنيرة والدقي مثل كليات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي. عدد خريجيها الحائزين على جائزة نوبل هم 3 وتم تصنيفها عالميا عام 2004 ضمن قائمة أكبر 500 جامعة على مستوى العالم ويتخرج منها سنوياً ما يزيد على 155 ألف طالب. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الأوراق التجارية : السند الاذني - الكمبيالة - الشيك ❝ ❞ الإدارة المالية ❝ ❞ موسوعة مصر القديمة الجزء الثاني عشر ❝ ❞ التراث الديني اليهودي في الشعر العبري الأندلسي ❝ ❞ إفحام اليهود قصة إسلام السموأل ورؤياه النبي عليه الصلاة السلام ❝ ❞ الأوراق التجارية - دراسة للقضاء ❝ ❞ الإقتصاد التطبيقي فى المجالات الطبية المختلفة ❝ ❞ القائم بالاتصال فى الصحافة المصرية ❝ ❞ التحول الرقمى فى مؤسسات الاعمال ❝ ❞ دراسات ميكروبيولوجية على أغذية الأطفال ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ سليم حسن ❝ ❞ عبد العزيز السيد مصطفي ❝ ❞ علي جمال الدين عوض ❝ ❞ زينب صالح الأشوح ❝ ❞ د. أسامة عبد الخالق الأنصاري ❝ ❞ د. محمد عبد الله الشرقاوى ❝ ❞ عواطف عبد الرحمن ❝ ❞ سعيد عطية علي مطاوع ❝ ❞ علاء الدين محمد صادق ❝ ❱.المزيد.. كتب جامعة القاهرة