

❞ رسالة الإستغاثة في الرد على البكري (ط. المنهاج) (ماجستير) ❝ ⏤ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني
هذا مما وجد في مجموع مخطوط فيه مسائل شتى لشيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية ومنه فصل في ذكر البكري الذي رد على شيخ الإسلام في مسألة الاستغاثة أثبتنا هنا ما عثرنا عليه بحروفه وبالله التوفيق وهذا نصه..:
فصل في ذكر البكري
قال الشيخ عماد الدين بن كثير في تاريخه اسمه علي بن يعقوب بن جبريل البكري الشافعي المصري توفي يوم الاثنين سابع ربيع الآخر ودفن بالقرافة وقد هم السلطان بقتله مرارا فتشفع فيه الأمراء وكان يقال له نور الدين أبا الحسن له رد على الشيخ تقي الدين بن تيمية في مسألة الاستغاثة بالمخلوقين أضحك فيها على نفسه العقلاء وشمت به فيها الأعداء لأن مثله مثل ساقية صغيرة كدرة الماء لاطمت بحرا عظيما صافي الماء قد ملئ درا وجوهرا وحكمة وعلما أو كرملة صغيرة أرادت زوال جبل شامخ عن محله حطما فكان كما قال عنه شيخ الإسلام إبن تيمية إن كلامه لا يتكلم به أحد من أهل العلم والإيمان وإنما يتكلم به أعور بين عميان يروج عليهم بسبب ضلالهم وإضلالهم ما يقوله من الهذيان
وكان شيخه شمس الدين الجزري قد رد عليه فيما دخل فيه في هذا المسألة من التكفير وأعظم عليه في ذلك النكير وبين أن هذا الكلام الذي صدر منه لا يقوله أحد ممن يعرف بالعلم والإيمان وإنما يقوله جاهل في غاية الجهل أو صبي مع الصبيان وأخذ شيخه يندب على مصر وينوح إذ كان مثل هذا الكلام يظهر به فيها شخص ويبوح
قال ابن تيمية رأيت أن مثل هذا لا يخاطب خطاب العلماء وإنما يستحق التأديب البليغ والنكال الوجيع الذي يليق بمثله من السفهاء إذا سلم من التكفير فإنه لجهله ليس له خبرة بالأدلة الشرعية التي تتلقى منها الأحكام ولا خبرة بأقوال أهل العلم الذين هم أئمة أهل الإسلام بل يريد أن يتكلم بنوع مشاركة في فقه وأصول وتصوف ومسائل كبار بلا معرفة ولا تعرف والله أعلم بسريرته هل هو طالب رياسة بالباطل أو ضال يشبه الحالي بالعاطل أو اجتمع فيه الأمران وما هو من الظالمين ببعيد
قال وكلامه في الاستغاثة بغير الله أتى فيه من الجهالات بالعجب العجاب
قال فمجموع ما قاله ما علمت أنه سبقه إليه أحد من المسلمين ومع هذا إنه لم يجترئ على أن يكتب فيها شيئا حتى نظر جوابي في الاستفتاء الذي كتبته وأرسل به إلي فاستعان به على ما قاله وأعاره بعض الأمراء كما أخبرني كتابي الذي كنت صنفته من مدة وسميته الصارم المسلول على شاتم الرسول فإني ذكرت فيه ما يجب على من سب الرسول ﷺ من العقوبات الشرعية وذكرت فيه من أصول هذه المسألة وفروعها والدلائل الشرعية عليها وكلام أئمة الإسلام فيه ما يعرفه من وقف عليه فأخذ هذا الكلام مما ذكرته في ذلك وجعلته صيانة لعرض الرسول ﷺ من أهل النفاق والاعتداء ما استعمله هذا الجاهل الظالم في حق أهل العلم والاهتداء
إلى أن قال شيخ الإسلام: ثم إن الأصحاب تقاضوني تعليقا على كلام هذا الظالم الجاهل لئلا يضل بكلامه بعض الطغام حتى قال لي بعضهم إن الكلام على هذه المسألة من أفضل الكلام إذ فيها بيان التوحيد ونفي الشرك عن الصمد المجيد فإن أول ما نشأ الشرك وعبادة غير الله من القبور
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي الهياج الأسدي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال له ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ﷺ أن لا أدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته.
فأمره بمحو الشرك وأصله الذي ينشأ منه
والمقصود أن الشيخ رد على البكري ونقض قوله نقضا أجاد فيه وأفاد وبين ما فيه من حق وباطل في مجلدة كبيرة أبطل فيها أنواع الشرك الاعتقادي والعملي وما يتفرع منهما بالأدلة والبراهين القاطعة المقبولة التي تسر قلوب أهل السنة وتقر أعينهم عند سماعها وتسود وجوه أهل الأهواء والبدع ويرهقها قتر وذلة فرحم الله من قبل الحق ونصره ورد الباطل وخذله وأهله
ومما استدل به البكري الحديث الذي يروي أن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة وجرى ما جرى استشفع بالنبي ﷺ إلى الله يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد قال له لما نفخت في الروح رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق عليك فقال صدقت يا آدم إنه لأحب خلقي إلي وإذ سألتني به فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك وهو آخر الأنبياء من ذريتك
ذكره في رده مع نظائره من هذا الجنس الذي لا يستجيز الصبيان ذكره فضلا عن الجهال فضلا عمن شم للعلم شمة أو نشق له رائحة
قال وقد رواه بصيغ مختلفة من المفسرين والمحدثين من لا أحصيهم كثرة ولم يروه من المرويات المنكرة
قال وقد جاء أن نوحا وإدريس وأيوب وموسى وجماعة من الأنبياء توسلوا به
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في نقضه كلامه وحله إبرامه:
فيقال أولا هذا الحديث وأمثاله لا يحتج به في إثبات حكم شرعي لم يسبقه أحد من الأئمة إليه وإثبات عبادة لم يقلها أحد من الصحابة ولا التابعين وتابعيهم إلا من هو أجهل الناس بطرق الأحكام الشرعية وأضلهم في المسالك الدينية
فإن هذا الحديث لم ينقله أحد عن النبي ﷺ لا بإسناد حسن ولا صحيح بل ولا ضعيف يستأنس به ويعتضد به وإنما نقل هذا وأمثاله كما تنقل الإسرائيليات التي كانت في أهل الكتاب وتنقل عن مثل كعب ووهب وابن إسحاق ونحوهم ممن أخذ ذلك عن مسلمة أهل الكتاب أو غير مسلمتهم أو عن كتبهم كما روى أن عبد الله بن عمرو وقعت له صحف يوم اليرموك من الإسرائيليات فكان يحدث منها بأشياء
ويكفيك أن هذا الحديث ليس في شئ من دواوين الحديث التي يعتمد عليها لا في الصحاح كالبخاري ومسلم وصحيح أبن خزيمة وأبي حاتم بن حبان وابن منده والحاكم ولا في المستخرجة على الصحيح لأبي عوانة وأبي نعيم ومستخرج البرقاني والإسماعيلي ولا في السنن ك سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه ولا في الجوامع ك جامع الترمذي وغيره ولا في المسانيد ك مسند أحمد ونحوه ولا في المصنفات ك موطأ مالك ومصنف عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شية ووكيع ومسلمة ولا في كتب التفسير المروية بالأسانيد التي يميز فيها بين المقبول والمردود ك تفسير عبد الرزاق وعبد بن حميد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم وابن أبي شيبة وبقي بن مخلد ونحوهم وتفسير ابن أبي حاتم وابن داود ومحمد بن جرير وأبي بكر بن المنذر وابن مردويه
اصل هذا الكتاب رسالة ماجستير يجب ان تدرس لكل شخص يريد معرفتها
تحقيق: عبد الله بن دجين السهيلي.
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني - تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ النُّمَيْرِيُّ الْحَرَّانِيُّ (661هـ - 728هـ / 1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيميَّة. هو فقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف ومتكلم وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة.
وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.
❰ له مجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ التفسير الكبير ❝ ❞ من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ❝ ❞ علم الحديث ❝ ❞ تزكية النفس لابن تيمية ❝ ❞ حقيقة الصيام ❝ ❞ الإيمان _ شيخ الإسلام ❝ ❞ طب القلوب ❝ ❞ فتاوى الزواج وعشرة النساء ❝ ❞ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (مخرجة ومحققة) ❝ الناشرين : ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الكتاب العربي ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ مركز دراسات الوحدة العربية ❝ ❞ دار الفكر العربي بمصر ❝ ❞ المكتبة العصرية ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ الدار المصرية اللبنانية ❝ ❞ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ❝ ❞ عالم الكتب ❝ ❞ دار إحياء التراث العربي ❝ ❞ مكتبة الرشد ❝ ❞ دار طيبة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار المنهاج للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة التراث الاسلامي ❝ ❞ مجمع الملك فهد ❝ ❞ دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والعلاقات العامة ❝ ❞ دار العاصمة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار القاسم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ❝ ❞ مكتبة العلوم والحكم ❝ ❞ دار الفضيلة ❝ ❞ دار هجر للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الصحابة للتراث بطنطا ❝ ❞ مكتبة ابن تيمية ❝ ❞ دار مكتبة الحياة ❝ ❞ دار كنوز إشبيليا ❝ ❞ مكتبه المنار ❝ ❞ دار الصميعي للنشر والتوزيع ❝ ❞ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ❝ ❞ دار الفكر اللبناني ❝ ❞ المكتبة السلفية ❝ ❞ مكتبة دار البيان ❝ ❞ مؤسسة الدرر السنية ❝ ❞ دار أضواء السلف ❝ ❞ مكتبة الإيمان ❝ ❞ دار الكتب السلفية ❝ ❞ مكتبة التوبة ❝ ❞ الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ❝ ❞ دار الفتح ❝ ❞ مجمع الفقه الاسلامي _بجدة ❝ ❞ مؤسسة قرطبة ❝ ❞ دار الريان للتراث ❝ ❞ دار الأنصار ❝ ❞ دار الهجرة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن ❝ ❞ الذهبية ❝ ❞ دار المسلم ❝ ❞ دار الكتاب الجديد المتحدة ❝ ❞ توزيع الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ❝ ❞ دار المدني ❝ ❞ دار عالم الفؤاد ❝ ❞ دار السلام للنشر والتوزيع-الرياض ❝ ❞ دار علم الفوائد للنشر و التوزيع ❝ ❞ دار المجتمع للنشر والتوزيع - جدة ❝ ❞ المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ❝ ❞ مكتبة الحرمين بالرياض ❝ ❞ شركة دار الارقم بن ابي الارقم ❝ ❞ دار البيان العربي ❝ ❞ دار الطباعة المحمدية ❝ ❞ دار الفجر للتراث ❝ ❞ إدارة الطباعة المنيرية ❝ ❞ دار الأصالة للثقافة والنشر ❝ ❞ مكتبة التوعية الإسلامية ❝ ❞ المطبعة الرحمانية بمصر ❝ ❞ دار ابن تيمية ❝ ❞ مكتبة الصديق ❝ ❞ دار التراث العربي ❝ ❞ دار الاصاله ❝ ❞ مكتبة الطرفين للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة المورد ❝ ❞ دار البيان - مؤسسة علوم القرأن ❝ ❞ الرئاسة العامة للبحوث والافتاء ❝ ❞ مطبعة الحكومة-بدمشق- ❝ ❞ دار الكتاب الأسلامي ❝ ❞ دار القبلة - جدة ❝ ❞ مكتبة الحافظ الذهبي ❝ ❞ دار المكر اللبنانى ❝ ❞ صهيب الدين وأخوانه ❝ ❞ مطابع الصفا ❝ ❞ مكتبة حميدو ❝ ❞ دار الافتاء الرياض ❝ ❱
من بحوث ورسائل ماجستير ودكتوراه في التخصصات الإسلامية كتب الدراسات العليا - مكتبة الكتب العلمية.