❞ كتاب العمالقة ❝  ⏤ جون شتوفر

❞ كتاب العمالقة ❝ ⏤ جون شتوفر

أبراهام لينكون أو إبراهيم لنكن اِسْتَمعi‎/‏ˈeɪbrəhæm ˈlɪŋkən‎/‏ (بالإنجليزية: Abraham Lincoln)‏ (من 12 فبراير 1809م - 15 أبريل 1865م) كان الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1861م إلى 1865م. بالرغم من قصر الفترة الرئاسية للرئيس لينكون إلا أنه استطاع قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بنجاح حتى تمت إعادة الولايات التي انفصلت عن الاتحاد بقوة السلاح، والقضاء على الحرب الأهلية الأمريكية.

في السادس عشر من نوفمبر من عام 1860، انتخب لينكون ليصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، وذلك بانتصاره في الانتخابات على ممثلي حزب الجنوب الديمقراطي ستيفن دوغلاس وجون بريكينريدج، وممثل حزب الاتحاد الدستوري الجديد جون بيل. وبذلك يكون أول رئيس أمريكي من الحزب الجمهوري محققاً فوزاً كبيراً بدعم قوي ومتواصل من مناصريه في الشمال والغرب، حيث فشل في النجاح في 10 ولايات من أصل 15 ولاية من ولايات الرق الجنوب، وفاز فقط باثنتين من أصل 996 مقاطعة تشكل الولايات الجنوبية. لقد حاز لينكون على 1,866,452 صوت بينما كان نصيب خصميه الديمقراطيين دوغلاس 1,376,957 صوتاً وبريكينريدج 849,781 صوتاً في الوقت الذي كان فيه جون بل الأقل بالحصول على 588,789 صوت. بمعدل يقارب 82.2٪ فاز لينكون بولايات الأحرار الشمالية، بالإضافة إلى كاليفورنيا وأوريغون. بينما فاز دوغلاس في ميسوري وتقاسم الفوز مع لينكون في نيوجيرسي. انتصر بيل في فيرجينيا وتينيسي وكنتاكي. وبريكينريدج فاز في بقية ولايات الجنوب. وبالرغم من أن لينكون انتصر فقط في أغلبية التصويت الشعبي إلا أن الفوز في الكلية الانتخابية (الناخبون العظماء) كان هو الحاسم، إذ حاز لينكون 180 من الأصوات بينما كان مجموع ما حازه خصومه 123 صوتاً فقط. وبينما تشكل تكتل سياسي يضم في قائمته جميع خصوم لينكون الذين اتحدوا لدعم اسم واحد من المرشحين في نيويورك ونيوجيرسي ورودي أيسلند، وبالرغم من أن أصواتهم اتحدت في كل ولاية أيضاً، إلا أن لينكون فاز بأغلبية الأصوات في الكلية الانتخابية.

ما إن أصبح انتصار لينكون جلياً أوضح الانفصاليون نيتهم مغادرة الاتحاد قبل تولي لينكون كرسي الحكومة في شهر مارس التالي. وفي 20 ديسمبر من العام نفسه تولت ولاية كارولينا الشمالية زمام المبادرة بالإعلان عن مرسوم الانفصال، وفي مطلع شهر فبراير من العام التالي تبعتها ولايات فلوريدا وميسيسبي وألاباما وجورجيا ولويزيانا وتكساس. بعد ذلك أعلنت ستة من هذه الولايات دستوراً موحداً يكشف عن دولة مستقلة: الولايات الكونفدرالية الأمريكية. ومن ثم اطلعت ولايات أعلى الجنوب والولايات الحدودية (ديلوري وماريلاند وفيرجينيا وكارولينا الشمالية وتينسيس وكنتاكي وميسوري وأركانساس) على دستور الانفصال حيث رفضته أولاً ومن ثم طعنت فيه. رفض الرئيس جيمس بيوكانان والرئيس المنتخب لينكون الاعتراف بالتحالف الكونفدرالي حيث أعلنا أن الانفصال غير قانوني. في الوقت الذي تم اختيار جيفرسون ديفيس رئيساً مؤقتاً له في 9 فبراير عام 1861م.

كانت هناك محاولات لتسوية الخلاف. حيث ظهرت تسوية كريتندن كامتداد لتسوية ميسوري عام 1820، وذلك بتقسيم الأراضي ما بين الرق والأحرار وهو مناقض لتوجه الحزب الجمهوري. ولكن لينكون رفض هذه الفكرة قائلاً: "سأموت قبل أن أقبل أي تنازل أو تسوية تبدو كشراء امتياز لتملك هذه الحكومة التي نلناها بحق الدستور". لقد دعم لينكون ضمنياً تعديل كوروين على الدستور والذي منح الكونغرس، قبل تولي لينكون السلطة، حماية الرق في الولايات التي كانت تعمل به، كما قدم ضمانة بعدم التعارض مع قانون الرق إلا بموافقة ولايات الجنوب. قبل أسابيع قليلة من الحرب، تم مخاطبة كل حاكم لإعلامهم بأن الكونغرس أصدر قراراً بتعديل الدستور. لقد كان لينكون متقبلاً لإمكانية عقد مؤتمر دستوري لإضافة التعديلات على الدستور.

مستقلاً القطار، توجه لينكون عبر الجنوب إلى حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة، ليلقي خطابه أمام الحشود والمجلس التشريعي. نجا الرئيس المنتخب من عملية اغتيال في بالتيمور تم كشفها بواسطة رئيس الحرس الخاص بلينكون السيد آلان بينكرتون. في 23 فبراير 1861 وصل لينكون متخفياً إلى واشنطن تحت حراسة عسكرية مشددة. حيث وجه خطابه الرئاسي إلى الولايات الجنوبية معلناً أنه ليست لديه أي نية لإلغاء تجارة الرق في الولايات الجنوبية:

«بالرغم من أنه لايوجد أي سبب منطقي للخوف، إلا أن القلق أصاب سكان الولايات الجنوبية من احتمال وقوع خطر على ممتلكاتهم وأمنهم القومي إذا ما تمّ الانضمام للإدارة الجمهورية، والواقع أن الأدلة التي تثبت عكس مخاوفهم كانت واضحة ومتاحة للعيان طوال الوقت للنظر اليها، حيث وجدت تقريباً في كل خطابات لينكون التي نشرت له، وقد أعلن في إحدى تلك الخطابات: " ليست لدي أي نية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر للتدخل في مؤسسة الاسترقاق في الولايات أينما وجدت، أؤمن تماماً بأنه ليس لدي الحق القانوني للقيام بذلك ولست ميالاً لفعل ذلك" - خطاب التنصيب الأول 4 مارس 1861.»

أنهى الرئيس خطابه بنداء لشعب الجنوب قائلاً :"نحن لسنا أعداء بل أصدقاء، ولا ينبغي لنا أن نكون أعداء… تمد الذكرى أوتارها الخفية من كلِ ساحة معركة ومن كل ضريحٍ لشهداء الوطن، إلى كل القلوب التي تنبض بالحياة وإلى كل بيت ينعم بدفء العائلة في جميع أنحاء هذه الأرض الواسعة، وحينما تُثار تلك الذكريات من جديد سيزيد التأييد لقرار الاتحاد، وسيكون الدافع حينها الجانب الخيّر في طبيعتنا." أشار فشل مؤتمر السلام عام 1861 إلى أن التسوية التشريعية أمرٌ بعيد الحدوث. وبحلول مارس عام 1861 لم يتقدم أي من قادة الثورة بطلب لإعادة الانضمام للاتحاد تحت أي شرط، وفي هذه الأثناء اتفق لينكون وكل القادة الجمهوريين تقريباً على أن حل الاتحاد أمرٌ لا يمكن قبوله.

بداية الحرب

أرسل الرئيس روبرت أندرسون - قائد حصن سمتر الواقع في كارولينا الجنوبية - طلباً إلى واشنطن لتزويده بالمؤن، وقام الرئيس بتنفيذ طلب لينكون في الحال، إلا أن ذلك الطلب كان يعتبر حسب وجهة نظر الانفصاليين عملاً حربياً. في 12 نيسان عام 1861 أطلقت القوات الكونفدرالية النيران على قوات الاتحاد في حصن سمتر لإجبارها على الاستسلام، وبدأت بذلك الحرب. يعتبر المؤرخ آلان نيفينز أن الرئيس لينكون - الذي تم تعيينه حديثاً آنذاك - قد وقع في ثلاثة أخطاء، وهي: التقليل من خطورة الأزمة، والمبالغة في قوة الرأي الاتحادي في الجنوب، وعدم إدراكه أن الاتحادات الجنوبية كانت تصر على أنها ضد الهجوم والغزو الشمالي. وقد تحدث ويليام شيرمان إلى الرئيس لينكون في أسبوع تدشين الحرب، معبراً "بخيبة وحزن" عن فشله في إدراك "أن البلاد كانت تنام على بركان" وأن الجنوب كان يتجهز لخوض حرب. أما دونالد فقد استنتج أن جهوده الكثيرة لمنع حدوث اصطدامٍ خلال الشهور الفاصلة بين التنصيب وهجوم الجنوبيين على حصن سمتر دليل على التزامه بيمينه بعدم البدء بسفك الدماء، ولكنه أقسم أيضاً بأنه لن يسلم الحصون. كان الحل الوحيد لهذه الآراء المتناقضة أن يبدأ الحلفاء بإطلاق النار، وهذا ما حدث.

في 15 من أبريل، أمر لينكون جميع الولايات بإرسال كتائب يصل قوامها إلى 75,000 جندي لاستعادة الحصون وحماية واشنطن و" الحفاظ على الاتحاد". والذي في تصوره بقي موجوداً وسليماً رغم انفصال ولاياته. وقد أجبر هذا الأمر الولايات المختلفة على أن تختار الطرف الذي ستقف إلى جانبه في النزاع بوضوح. كافأت العاصمة الكونفدرالية ولاية فرجينيا حينما أعلنت انفصالها، وعلى الرغم من موقع مدينة ريتشموند المكشوف والقريب جداً من حدود الاتحاد، فقد صوتت كل من شمال كارولينا وتينيسي وأركانساس لصالح الانفصال في الشهرين التاليين. كانت فكرة الانفصال قوية لكلا ولايتي ميسوري وماريلاند، ولكنها لم تسود في ولاية كنتاكي، التي حاولت أن تقف على الحياد.

توجه الجنود جنوباً إلى ولاية واشنطن لحماية العاصمة تلبيةً لأوامر لينكون. في 19 من أبريل، هاجمت الحشود التي كانت تتحكم بسكة الحديد في بالتيمور والمشاركة في حركات الانفصال عدداً من جنود الاتحاد الذين كانوا في طريقهم إلى العاصمة. أسر وسُجِن جورج ويليام براون رئيس بلدية بالتيمور وغيره من المشتبهين بهم من السياسيين بماريلاند دون ترخيص، كما علق لينكون إحضارهم إلى المحكمة. توسل جون ميريمان قائد إحدى المجموعات الانفصالية بماريلاند لرئيس المحكمة العليا روجر ب. تاني لإصدار أمر بإحضارهم أمام المحكمة، قائلًا أن تعليق ميريمان دون عقد جلسة هو أمر غير قانوني، وأصدر تاني إثر ذلك أمراً بإطلاق سراح ميريمان، لكن لينكون تجاهله. وبعدها طوال فترة الحرب، هوجم لينكون من قبل الديموقراطين المناهضين للحرب بهجماتٍ ثقيلة من الذم والانتقادات أحياناً.

توليه أمر الاتحاد في الحرب
بعد سقوط حصن سمتر، أدرك لينكون أهمية السيطرة الفورية التنفيذية على الحرب وصُنع استراتيجية عامة لإخماد التمرد. واجه لينكون أزمة سياسية وعسكرية غير مسبوقة، وقد استجاب لذلك كقائدٍ أعلى باستخدام سلطاتٍ غير مسبوقة. فقد وسع صلاحياته العسكرية، وفرض حصاراً على كل موانئ الشحن الكونفدرالية قبل اعتماد صرف الأموال من قبل الكونغرس، وبعد تعليق حق المثول أمام المحكمة، اعتقل وسجن الآلاف من مؤيّدي الكونفدرالية. حاز لينكون تأييد الكونغرس والجمهور الشمالي لهذه الإجراءات. بالإضافة إلى ذلك، كان لينكون يحاول تعزيز تعاطف الاتحاد القوي في الولايات المتحدة الأمريكية في حدود الرقيق لمنع الحرب من أن تتحول إلى نزاع دولي.

كان الجانب العسكري مصدراً لإقلاق لينكون المستمر، حيث استحوذ الأمر على وقته واهتمامه. ومن البداية كان واضحاً أن الدعم الذي تلقاه من الحزبين هو شيء أساسي لنجاحه في الحرب، وأي تنازل سيؤدي إلى نفور الحزبين الجمهوري والديموقراطي. مثلاً في المناصب القيادية بالجيش التي يطمح لها كلا الحزبين. انتقد كوبرهيدز لينكون لرفضه تقديم تنازلاتٍ بشأن قضية العبودية، ولكن انتقده المحافظون من الحزب الجمهوري كذلك لتحركه البطيء جداً نحو إلغاء العبودية. في السادس من أغسطس عام 1861م وقّع لينكون قانون المصادرة الذي يتيح للقضاء إكمال إجرات مصادرة وتحرير العبيد الذين اُستخدموا لدعم المشروع الحربي الكونفدرالي. كان لقانون المصادرة وتحرير العبودية أثر قليل عملياً، ولكنه كان بمثابة نقطة الانطلاق لتحرير الرق والعبودية.

في أواخر اغسطس من عام 1861م قام الجنرال جون فريمونت (المرشح الجمهوري لعام 1856م) بإعلان الأحكام العرفية في ولاية ميسوري دون الرجوع لأخذ الإذن من الحكومة في واشنطن. وقام كذلك بإعلان منع حمل السلاح، حيث أنه سيُحَاكم عسكرياً ويقتل رمياً بالرصاص من يحمله، كما أعلن أن العبيد الذين يدعمون التمرد سيصبحون أحراراً. كان الجنرال فريمونت أساساً تحت تهمة الإهمال في إدارته وقيادته للقسم الغربي، وزادت على ذلك بعض الاتهامات بالاحتيال والفساد. نقض لينكون هذا القانون، لأنه بحدسه شعر أن قرار فيورمونت لتحرير العبيد كان سياسياً وليس عسكرياً ولا قانونياً. وقد زاد عدد القوات في التجنيد من ميريلاند وكنتاكي وميسوري إلى أكثر من 40 ألف جندي.

هددت قضية ترينت في أواخر عام 1861م بقيام حرب مع بريطانيا العظمى. حيث اعترضت البحرية الأمريكية سفينة تجارية بريطانية باسم "ترينت" بصورة غير قانونية في أعالي البحار، كما ضبطت اثنين من المندوبين الكونفدراليين. احتجت بريطانيا بشدة في حين ابتهجت الولايات المتحدة الأمريكية. حل لينكون القضية بالإفراج عن الرجلين، وبذلك تفادى الدخول في حرب مع بريطانيا. وكان نهج لينكون للسياسة الخارجية في البداية هو الكفُّ ورفع اليد، وذلك لقلة خبرته، حيث ترك معظم التعيينات الدبلوماسية وغيرها من المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية لوزير خارجيته وليام سيوارد. كان رد فعل سيوارد الأول لقضية ترينت عدوانياً للغاية، لذلك توجه لينكون أيضاً إلى السيناتور تشارلز سومنر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وخبير في الدبلوماسية البريطانية، كما اقترض لينكون ودرس كتاب هنري هوليك عناصر الفن والعلوم العسكرية من مكتبة الكونغرس لمعرفة النواحي العسكرية التقنية من المسألة.

راقب لينكون بشق الأنفس التقارير والبرقيات القادمة لوزارة الحرب في واشنطن العاصمة، وداوم بجهدٍ على جميع مراحل العمل العسكري، وتشاور مع المحافظين، واختار الضباط على أساس نجاحهم في الماضي (وكذلك للولاية والحزب اللذين ينتمون إليهما). في يناير عام 1862 وبعد عدة شكاوى عن عدم الكفاءة والتربح في وزارة الحرب، استبدل لينكون سيمون كاميرون بستانتون إدوين ليكون أمين الحرب. كان ستانتون واحداً من الديمقراطيين المحافظين العديدين (أيّد بريكنريدج في انتخابات عام 1860) والذي أصبح مناهضاً للرق جمهورياً تحت قيادة لينكون. ومن حيث استراتيجية الحرب، صاغ لينكون أولويتين: لضمان الدفاع الجيد عن واشنطن، ولإجراء محاولة لشن الحرب العدوانية من شأنها أن تلبي طلب الشمال الموجه لتحقيق النصر. توقع رؤساء تحرير الصحف الكبرى الشمالية الانتصار في غضون 90 يوماً. اتجمع لينكون مرتين في الأسبوع مع مجلس وزرائه في فترة ما بعد الظهر، وأحياناً أجبرته ماري لينكون على ركوب عربةٍ لإعرابها عن قلقها كونه يعمل بجهد هائل. تعلم لينكون من رئيس الموظفين العام هنري هاليك - طالب الاستراتيجي الأوروبي جوميني - الحاجة الماسة للسيطرة على مواقع استراتيجية مثل نهر المسيسيبي، وكان أيضاً يعلم جيداً أهمية فيكسبرج ويتفهم ضرورة هزيمة جيش العدو، بدلاً من الاستيلاء على الأراضي فحسب.



يعد كل فردريك دوجلاس وأبراهام لنكولن أبرز رجلين عصاميين في التاريخ الأمريكي، حيث ولد لنكولن في فقر مدقع، ولم يحصل إلا على أقل من عام واحد من التعليم الرسمي، ثم أصبح واحدا من أعظم رؤساء الأمة الأمريكية.

في حين قضى دوجلاس أول عشرين سنة من حياته عبدا، ولم يحصل على أي مستوى من التعليم الرسمي، أصبح أكثر الرجال السود شهرة في العالم الغربي وواحدا من أعظم حملة الأقلام في الأمة. جون شتوفر - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العمالقة ❝ الناشرين : ❞ وكالة سفنكس ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
العمالقة

2010م - 1445هـ
أبراهام لينكون أو إبراهيم لنكن اِسْتَمعi‎/‏ˈeɪbrəhæm ˈlɪŋkən‎/‏ (بالإنجليزية: Abraham Lincoln)‏ (من 12 فبراير 1809م - 15 أبريل 1865م) كان الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1861م إلى 1865م. بالرغم من قصر الفترة الرئاسية للرئيس لينكون إلا أنه استطاع قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بنجاح حتى تمت إعادة الولايات التي انفصلت عن الاتحاد بقوة السلاح، والقضاء على الحرب الأهلية الأمريكية.

في السادس عشر من نوفمبر من عام 1860، انتخب لينكون ليصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، وذلك بانتصاره في الانتخابات على ممثلي حزب الجنوب الديمقراطي ستيفن دوغلاس وجون بريكينريدج، وممثل حزب الاتحاد الدستوري الجديد جون بيل. وبذلك يكون أول رئيس أمريكي من الحزب الجمهوري محققاً فوزاً كبيراً بدعم قوي ومتواصل من مناصريه في الشمال والغرب، حيث فشل في النجاح في 10 ولايات من أصل 15 ولاية من ولايات الرق الجنوب، وفاز فقط باثنتين من أصل 996 مقاطعة تشكل الولايات الجنوبية. لقد حاز لينكون على 1,866,452 صوت بينما كان نصيب خصميه الديمقراطيين دوغلاس 1,376,957 صوتاً وبريكينريدج 849,781 صوتاً في الوقت الذي كان فيه جون بل الأقل بالحصول على 588,789 صوت. بمعدل يقارب 82.2٪ فاز لينكون بولايات الأحرار الشمالية، بالإضافة إلى كاليفورنيا وأوريغون. بينما فاز دوغلاس في ميسوري وتقاسم الفوز مع لينكون في نيوجيرسي. انتصر بيل في فيرجينيا وتينيسي وكنتاكي. وبريكينريدج فاز في بقية ولايات الجنوب. وبالرغم من أن لينكون انتصر فقط في أغلبية التصويت الشعبي إلا أن الفوز في الكلية الانتخابية (الناخبون العظماء) كان هو الحاسم، إذ حاز لينكون 180 من الأصوات بينما كان مجموع ما حازه خصومه 123 صوتاً فقط. وبينما تشكل تكتل سياسي يضم في قائمته جميع خصوم لينكون الذين اتحدوا لدعم اسم واحد من المرشحين في نيويورك ونيوجيرسي ورودي أيسلند، وبالرغم من أن أصواتهم اتحدت في كل ولاية أيضاً، إلا أن لينكون فاز بأغلبية الأصوات في الكلية الانتخابية.

ما إن أصبح انتصار لينكون جلياً أوضح الانفصاليون نيتهم مغادرة الاتحاد قبل تولي لينكون كرسي الحكومة في شهر مارس التالي. وفي 20 ديسمبر من العام نفسه تولت ولاية كارولينا الشمالية زمام المبادرة بالإعلان عن مرسوم الانفصال، وفي مطلع شهر فبراير من العام التالي تبعتها ولايات فلوريدا وميسيسبي وألاباما وجورجيا ولويزيانا وتكساس. بعد ذلك أعلنت ستة من هذه الولايات دستوراً موحداً يكشف عن دولة مستقلة: الولايات الكونفدرالية الأمريكية. ومن ثم اطلعت ولايات أعلى الجنوب والولايات الحدودية (ديلوري وماريلاند وفيرجينيا وكارولينا الشمالية وتينسيس وكنتاكي وميسوري وأركانساس) على دستور الانفصال حيث رفضته أولاً ومن ثم طعنت فيه. رفض الرئيس جيمس بيوكانان والرئيس المنتخب لينكون الاعتراف بالتحالف الكونفدرالي حيث أعلنا أن الانفصال غير قانوني. في الوقت الذي تم اختيار جيفرسون ديفيس رئيساً مؤقتاً له في 9 فبراير عام 1861م.

كانت هناك محاولات لتسوية الخلاف. حيث ظهرت تسوية كريتندن كامتداد لتسوية ميسوري عام 1820، وذلك بتقسيم الأراضي ما بين الرق والأحرار وهو مناقض لتوجه الحزب الجمهوري. ولكن لينكون رفض هذه الفكرة قائلاً: "سأموت قبل أن أقبل أي تنازل أو تسوية تبدو كشراء امتياز لتملك هذه الحكومة التي نلناها بحق الدستور". لقد دعم لينكون ضمنياً تعديل كوروين على الدستور والذي منح الكونغرس، قبل تولي لينكون السلطة، حماية الرق في الولايات التي كانت تعمل به، كما قدم ضمانة بعدم التعارض مع قانون الرق إلا بموافقة ولايات الجنوب. قبل أسابيع قليلة من الحرب، تم مخاطبة كل حاكم لإعلامهم بأن الكونغرس أصدر قراراً بتعديل الدستور. لقد كان لينكون متقبلاً لإمكانية عقد مؤتمر دستوري لإضافة التعديلات على الدستور.

مستقلاً القطار، توجه لينكون عبر الجنوب إلى حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة، ليلقي خطابه أمام الحشود والمجلس التشريعي. نجا الرئيس المنتخب من عملية اغتيال في بالتيمور تم كشفها بواسطة رئيس الحرس الخاص بلينكون السيد آلان بينكرتون. في 23 فبراير 1861 وصل لينكون متخفياً إلى واشنطن تحت حراسة عسكرية مشددة. حيث وجه خطابه الرئاسي إلى الولايات الجنوبية معلناً أنه ليست لديه أي نية لإلغاء تجارة الرق في الولايات الجنوبية:

«بالرغم من أنه لايوجد أي سبب منطقي للخوف، إلا أن القلق أصاب سكان الولايات الجنوبية من احتمال وقوع خطر على ممتلكاتهم وأمنهم القومي إذا ما تمّ الانضمام للإدارة الجمهورية، والواقع أن الأدلة التي تثبت عكس مخاوفهم كانت واضحة ومتاحة للعيان طوال الوقت للنظر اليها، حيث وجدت تقريباً في كل خطابات لينكون التي نشرت له، وقد أعلن في إحدى تلك الخطابات: " ليست لدي أي نية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر للتدخل في مؤسسة الاسترقاق في الولايات أينما وجدت، أؤمن تماماً بأنه ليس لدي الحق القانوني للقيام بذلك ولست ميالاً لفعل ذلك" - خطاب التنصيب الأول 4 مارس 1861.»

أنهى الرئيس خطابه بنداء لشعب الجنوب قائلاً :"نحن لسنا أعداء بل أصدقاء، ولا ينبغي لنا أن نكون أعداء… تمد الذكرى أوتارها الخفية من كلِ ساحة معركة ومن كل ضريحٍ لشهداء الوطن، إلى كل القلوب التي تنبض بالحياة وإلى كل بيت ينعم بدفء العائلة في جميع أنحاء هذه الأرض الواسعة، وحينما تُثار تلك الذكريات من جديد سيزيد التأييد لقرار الاتحاد، وسيكون الدافع حينها الجانب الخيّر في طبيعتنا." أشار فشل مؤتمر السلام عام 1861 إلى أن التسوية التشريعية أمرٌ بعيد الحدوث. وبحلول مارس عام 1861 لم يتقدم أي من قادة الثورة بطلب لإعادة الانضمام للاتحاد تحت أي شرط، وفي هذه الأثناء اتفق لينكون وكل القادة الجمهوريين تقريباً على أن حل الاتحاد أمرٌ لا يمكن قبوله.

بداية الحرب

أرسل الرئيس روبرت أندرسون - قائد حصن سمتر الواقع في كارولينا الجنوبية - طلباً إلى واشنطن لتزويده بالمؤن، وقام الرئيس بتنفيذ طلب لينكون في الحال، إلا أن ذلك الطلب كان يعتبر حسب وجهة نظر الانفصاليين عملاً حربياً. في 12 نيسان عام 1861 أطلقت القوات الكونفدرالية النيران على قوات الاتحاد في حصن سمتر لإجبارها على الاستسلام، وبدأت بذلك الحرب. يعتبر المؤرخ آلان نيفينز أن الرئيس لينكون - الذي تم تعيينه حديثاً آنذاك - قد وقع في ثلاثة أخطاء، وهي: التقليل من خطورة الأزمة، والمبالغة في قوة الرأي الاتحادي في الجنوب، وعدم إدراكه أن الاتحادات الجنوبية كانت تصر على أنها ضد الهجوم والغزو الشمالي. وقد تحدث ويليام شيرمان إلى الرئيس لينكون في أسبوع تدشين الحرب، معبراً "بخيبة وحزن" عن فشله في إدراك "أن البلاد كانت تنام على بركان" وأن الجنوب كان يتجهز لخوض حرب. أما دونالد فقد استنتج أن جهوده الكثيرة لمنع حدوث اصطدامٍ خلال الشهور الفاصلة بين التنصيب وهجوم الجنوبيين على حصن سمتر دليل على التزامه بيمينه بعدم البدء بسفك الدماء، ولكنه أقسم أيضاً بأنه لن يسلم الحصون. كان الحل الوحيد لهذه الآراء المتناقضة أن يبدأ الحلفاء بإطلاق النار، وهذا ما حدث.

في 15 من أبريل، أمر لينكون جميع الولايات بإرسال كتائب يصل قوامها إلى 75,000 جندي لاستعادة الحصون وحماية واشنطن و" الحفاظ على الاتحاد". والذي في تصوره بقي موجوداً وسليماً رغم انفصال ولاياته. وقد أجبر هذا الأمر الولايات المختلفة على أن تختار الطرف الذي ستقف إلى جانبه في النزاع بوضوح. كافأت العاصمة الكونفدرالية ولاية فرجينيا حينما أعلنت انفصالها، وعلى الرغم من موقع مدينة ريتشموند المكشوف والقريب جداً من حدود الاتحاد، فقد صوتت كل من شمال كارولينا وتينيسي وأركانساس لصالح الانفصال في الشهرين التاليين. كانت فكرة الانفصال قوية لكلا ولايتي ميسوري وماريلاند، ولكنها لم تسود في ولاية كنتاكي، التي حاولت أن تقف على الحياد.

توجه الجنود جنوباً إلى ولاية واشنطن لحماية العاصمة تلبيةً لأوامر لينكون. في 19 من أبريل، هاجمت الحشود التي كانت تتحكم بسكة الحديد في بالتيمور والمشاركة في حركات الانفصال عدداً من جنود الاتحاد الذين كانوا في طريقهم إلى العاصمة. أسر وسُجِن جورج ويليام براون رئيس بلدية بالتيمور وغيره من المشتبهين بهم من السياسيين بماريلاند دون ترخيص، كما علق لينكون إحضارهم إلى المحكمة. توسل جون ميريمان قائد إحدى المجموعات الانفصالية بماريلاند لرئيس المحكمة العليا روجر ب. تاني لإصدار أمر بإحضارهم أمام المحكمة، قائلًا أن تعليق ميريمان دون عقد جلسة هو أمر غير قانوني، وأصدر تاني إثر ذلك أمراً بإطلاق سراح ميريمان، لكن لينكون تجاهله. وبعدها طوال فترة الحرب، هوجم لينكون من قبل الديموقراطين المناهضين للحرب بهجماتٍ ثقيلة من الذم والانتقادات أحياناً.

توليه أمر الاتحاد في الحرب
بعد سقوط حصن سمتر، أدرك لينكون أهمية السيطرة الفورية التنفيذية على الحرب وصُنع استراتيجية عامة لإخماد التمرد. واجه لينكون أزمة سياسية وعسكرية غير مسبوقة، وقد استجاب لذلك كقائدٍ أعلى باستخدام سلطاتٍ غير مسبوقة. فقد وسع صلاحياته العسكرية، وفرض حصاراً على كل موانئ الشحن الكونفدرالية قبل اعتماد صرف الأموال من قبل الكونغرس، وبعد تعليق حق المثول أمام المحكمة، اعتقل وسجن الآلاف من مؤيّدي الكونفدرالية. حاز لينكون تأييد الكونغرس والجمهور الشمالي لهذه الإجراءات. بالإضافة إلى ذلك، كان لينكون يحاول تعزيز تعاطف الاتحاد القوي في الولايات المتحدة الأمريكية في حدود الرقيق لمنع الحرب من أن تتحول إلى نزاع دولي.

كان الجانب العسكري مصدراً لإقلاق لينكون المستمر، حيث استحوذ الأمر على وقته واهتمامه. ومن البداية كان واضحاً أن الدعم الذي تلقاه من الحزبين هو شيء أساسي لنجاحه في الحرب، وأي تنازل سيؤدي إلى نفور الحزبين الجمهوري والديموقراطي. مثلاً في المناصب القيادية بالجيش التي يطمح لها كلا الحزبين. انتقد كوبرهيدز لينكون لرفضه تقديم تنازلاتٍ بشأن قضية العبودية، ولكن انتقده المحافظون من الحزب الجمهوري كذلك لتحركه البطيء جداً نحو إلغاء العبودية. في السادس من أغسطس عام 1861م وقّع لينكون قانون المصادرة الذي يتيح للقضاء إكمال إجرات مصادرة وتحرير العبيد الذين اُستخدموا لدعم المشروع الحربي الكونفدرالي. كان لقانون المصادرة وتحرير العبودية أثر قليل عملياً، ولكنه كان بمثابة نقطة الانطلاق لتحرير الرق والعبودية.

في أواخر اغسطس من عام 1861م قام الجنرال جون فريمونت (المرشح الجمهوري لعام 1856م) بإعلان الأحكام العرفية في ولاية ميسوري دون الرجوع لأخذ الإذن من الحكومة في واشنطن. وقام كذلك بإعلان منع حمل السلاح، حيث أنه سيُحَاكم عسكرياً ويقتل رمياً بالرصاص من يحمله، كما أعلن أن العبيد الذين يدعمون التمرد سيصبحون أحراراً. كان الجنرال فريمونت أساساً تحت تهمة الإهمال في إدارته وقيادته للقسم الغربي، وزادت على ذلك بعض الاتهامات بالاحتيال والفساد. نقض لينكون هذا القانون، لأنه بحدسه شعر أن قرار فيورمونت لتحرير العبيد كان سياسياً وليس عسكرياً ولا قانونياً. وقد زاد عدد القوات في التجنيد من ميريلاند وكنتاكي وميسوري إلى أكثر من 40 ألف جندي.

هددت قضية ترينت في أواخر عام 1861م بقيام حرب مع بريطانيا العظمى. حيث اعترضت البحرية الأمريكية سفينة تجارية بريطانية باسم "ترينت" بصورة غير قانونية في أعالي البحار، كما ضبطت اثنين من المندوبين الكونفدراليين. احتجت بريطانيا بشدة في حين ابتهجت الولايات المتحدة الأمريكية. حل لينكون القضية بالإفراج عن الرجلين، وبذلك تفادى الدخول في حرب مع بريطانيا. وكان نهج لينكون للسياسة الخارجية في البداية هو الكفُّ ورفع اليد، وذلك لقلة خبرته، حيث ترك معظم التعيينات الدبلوماسية وغيرها من المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية لوزير خارجيته وليام سيوارد. كان رد فعل سيوارد الأول لقضية ترينت عدوانياً للغاية، لذلك توجه لينكون أيضاً إلى السيناتور تشارلز سومنر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وخبير في الدبلوماسية البريطانية، كما اقترض لينكون ودرس كتاب هنري هوليك عناصر الفن والعلوم العسكرية من مكتبة الكونغرس لمعرفة النواحي العسكرية التقنية من المسألة.

راقب لينكون بشق الأنفس التقارير والبرقيات القادمة لوزارة الحرب في واشنطن العاصمة، وداوم بجهدٍ على جميع مراحل العمل العسكري، وتشاور مع المحافظين، واختار الضباط على أساس نجاحهم في الماضي (وكذلك للولاية والحزب اللذين ينتمون إليهما). في يناير عام 1862 وبعد عدة شكاوى عن عدم الكفاءة والتربح في وزارة الحرب، استبدل لينكون سيمون كاميرون بستانتون إدوين ليكون أمين الحرب. كان ستانتون واحداً من الديمقراطيين المحافظين العديدين (أيّد بريكنريدج في انتخابات عام 1860) والذي أصبح مناهضاً للرق جمهورياً تحت قيادة لينكون. ومن حيث استراتيجية الحرب، صاغ لينكون أولويتين: لضمان الدفاع الجيد عن واشنطن، ولإجراء محاولة لشن الحرب العدوانية من شأنها أن تلبي طلب الشمال الموجه لتحقيق النصر. توقع رؤساء تحرير الصحف الكبرى الشمالية الانتصار في غضون 90 يوماً. اتجمع لينكون مرتين في الأسبوع مع مجلس وزرائه في فترة ما بعد الظهر، وأحياناً أجبرته ماري لينكون على ركوب عربةٍ لإعرابها عن قلقها كونه يعمل بجهد هائل. تعلم لينكون من رئيس الموظفين العام هنري هاليك - طالب الاستراتيجي الأوروبي جوميني - الحاجة الماسة للسيطرة على مواقع استراتيجية مثل نهر المسيسيبي، وكان أيضاً يعلم جيداً أهمية فيكسبرج ويتفهم ضرورة هزيمة جيش العدو، بدلاً من الاستيلاء على الأراضي فحسب.



يعد كل فردريك دوجلاس وأبراهام لنكولن أبرز رجلين عصاميين في التاريخ الأمريكي، حيث ولد لنكولن في فقر مدقع، ولم يحصل إلا على أقل من عام واحد من التعليم الرسمي، ثم أصبح واحدا من أعظم رؤساء الأمة الأمريكية.

في حين قضى دوجلاس أول عشرين سنة من حياته عبدا، ولم يحصل على أي مستوى من التعليم الرسمي، أصبح أكثر الرجال السود شهرة في العالم الغربي وواحدا من أعظم حملة الأقلام في الأمة.
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

 

أبراهام لينكون أو إبراهيم لنكن اِسْتَمعi‎/‏ˈeɪbrəhæm ˈlɪŋkən‎/‏ (بالإنجليزية: Abraham Lincoln)‏ (من 12 فبراير 1809م - 15 أبريل 1865م) كان الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1861م إلى 1865م. بالرغم من قصر الفترة الرئاسية للرئيس لينكون إلا أنه استطاع قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بنجاح حتى تمت إعادة الولايات التي انفصلت عن الاتحاد بقوة السلاح، والقضاء على الحرب الأهلية الأمريكية.

في السادس عشر من نوفمبر من عام 1860، انتخب لينكون ليصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، وذلك بانتصاره في الانتخابات على ممثلي حزب الجنوب الديمقراطي ستيفن دوغلاس وجون بريكينريدج، وممثل حزب الاتحاد الدستوري الجديد جون بيل. وبذلك يكون أول رئيس أمريكي من الحزب الجمهوري محققاً فوزاً كبيراً بدعم قوي ومتواصل من مناصريه في الشمال والغرب، حيث فشل في النجاح في 10 ولايات من أصل 15 ولاية من ولايات الرق الجنوب، وفاز فقط باثنتين من أصل 996 مقاطعة تشكل الولايات الجنوبية. لقد حاز لينكون على 1,866,452 صوت بينما كان نصيب خصميه الديمقراطيين دوغلاس 1,376,957 صوتاً وبريكينريدج 849,781 صوتاً في الوقت الذي كان فيه جون بل الأقل بالحصول على 588,789 صوت. بمعدل يقارب 82.2٪ فاز لينكون بولايات الأحرار الشمالية، بالإضافة إلى كاليفورنيا وأوريغون. بينما فاز دوغلاس في ميسوري وتقاسم الفوز مع لينكون في نيوجيرسي. انتصر بيل في فيرجينيا وتينيسي وكنتاكي. وبريكينريدج فاز في بقية ولايات الجنوب. وبالرغم من أن لينكون انتصر فقط في أغلبية التصويت الشعبي إلا أن الفوز في الكلية الانتخابية (الناخبون العظماء) كان هو الحاسم، إذ حاز لينكون 180 من الأصوات بينما كان مجموع ما حازه خصومه 123 صوتاً فقط. وبينما تشكل تكتل سياسي يضم في قائمته جميع خصوم لينكون الذين اتحدوا لدعم اسم واحد من المرشحين في نيويورك ونيوجيرسي ورودي أيسلند، وبالرغم من أن أصواتهم اتحدت في كل ولاية أيضاً، إلا أن لينكون فاز بأغلبية الأصوات في الكلية الانتخابية.

ما إن أصبح انتصار لينكون جلياً أوضح الانفصاليون نيتهم مغادرة الاتحاد قبل تولي لينكون كرسي الحكومة في شهر مارس التالي. وفي 20 ديسمبر من العام نفسه تولت ولاية كارولينا الشمالية زمام المبادرة بالإعلان عن مرسوم الانفصال، وفي مطلع شهر فبراير من العام التالي تبعتها ولايات فلوريدا وميسيسبي وألاباما وجورجيا ولويزيانا وتكساس. بعد ذلك أعلنت ستة من هذه الولايات دستوراً موحداً يكشف عن دولة مستقلة: الولايات الكونفدرالية الأمريكية. ومن ثم اطلعت ولايات أعلى الجنوب والولايات الحدودية (ديلوري وماريلاند وفيرجينيا وكارولينا الشمالية وتينسيس وكنتاكي وميسوري وأركانساس) على دستور الانفصال حيث رفضته أولاً ومن ثم طعنت فيه. رفض الرئيس جيمس بيوكانان والرئيس المنتخب لينكون الاعتراف بالتحالف الكونفدرالي حيث أعلنا أن الانفصال غير قانوني. في الوقت الذي تم اختيار جيفرسون ديفيس رئيساً مؤقتاً له في 9 فبراير عام 1861م.

كانت هناك محاولات لتسوية الخلاف. حيث ظهرت تسوية كريتندن كامتداد لتسوية ميسوري عام 1820، وذلك بتقسيم الأراضي ما بين الرق والأحرار وهو مناقض لتوجه الحزب الجمهوري. ولكن لينكون رفض هذه الفكرة قائلاً: "سأموت قبل أن أقبل أي تنازل أو تسوية تبدو كشراء امتياز لتملك هذه الحكومة التي نلناها بحق الدستور". لقد دعم لينكون ضمنياً تعديل كوروين على الدستور والذي منح الكونغرس، قبل تولي لينكون السلطة، حماية الرق في الولايات التي كانت تعمل به، كما قدم ضمانة بعدم التعارض مع قانون الرق إلا بموافقة ولايات الجنوب. قبل أسابيع قليلة من الحرب، تم مخاطبة كل حاكم لإعلامهم بأن الكونغرس أصدر قراراً بتعديل الدستور. لقد كان لينكون متقبلاً لإمكانية عقد مؤتمر دستوري لإضافة التعديلات على الدستور.

مستقلاً القطار، توجه لينكون عبر الجنوب إلى حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة، ليلقي خطابه أمام الحشود والمجلس التشريعي. نجا الرئيس المنتخب من عملية اغتيال في بالتيمور تم كشفها بواسطة رئيس الحرس الخاص بلينكون السيد آلان بينكرتون. في 23 فبراير 1861 وصل لينكون متخفياً إلى واشنطن تحت حراسة عسكرية مشددة. حيث وجه خطابه الرئاسي إلى الولايات الجنوبية معلناً أنه ليست لديه أي نية لإلغاء تجارة الرق في الولايات الجنوبية:

«بالرغم من أنه لايوجد أي سبب منطقي للخوف، إلا أن القلق أصاب سكان الولايات الجنوبية من احتمال وقوع خطر على ممتلكاتهم وأمنهم القومي إذا ما تمّ الانضمام للإدارة الجمهورية، والواقع أن الأدلة التي تثبت عكس مخاوفهم كانت واضحة ومتاحة للعيان طوال الوقت للنظر اليها، حيث وجدت تقريباً في كل خطابات لينكون التي نشرت له، وقد أعلن في إحدى تلك الخطابات: " ليست لدي أي نية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر للتدخل في مؤسسة الاسترقاق في الولايات أينما وجدت، أؤمن تماماً بأنه ليس لدي الحق القانوني للقيام بذلك ولست ميالاً لفعل ذلك" - خطاب التنصيب الأول 4 مارس 1861.»

أنهى الرئيس خطابه بنداء لشعب الجنوب قائلاً :"نحن لسنا أعداء بل أصدقاء، ولا ينبغي لنا أن نكون أعداء… تمد الذكرى أوتارها الخفية من كلِ ساحة معركة ومن كل ضريحٍ لشهداء الوطن، إلى كل القلوب التي تنبض بالحياة وإلى كل بيت ينعم بدفء العائلة في جميع أنحاء هذه الأرض الواسعة، وحينما تُثار تلك الذكريات من جديد سيزيد التأييد لقرار الاتحاد، وسيكون الدافع حينها الجانب الخيّر في طبيعتنا." أشار فشل مؤتمر السلام عام 1861 إلى أن التسوية التشريعية أمرٌ بعيد الحدوث. وبحلول مارس عام 1861 لم يتقدم أي من قادة الثورة بطلب لإعادة الانضمام للاتحاد تحت أي شرط، وفي هذه الأثناء اتفق لينكون وكل القادة الجمهوريين تقريباً على أن حل الاتحاد أمرٌ لا يمكن قبوله.

بداية الحرب

أرسل الرئيس روبرت أندرسون - قائد حصن سمتر الواقع في كارولينا الجنوبية - طلباً إلى واشنطن لتزويده بالمؤن، وقام الرئيس بتنفيذ طلب لينكون في الحال، إلا أن ذلك الطلب كان يعتبر حسب وجهة نظر الانفصاليين عملاً حربياً. في 12 نيسان عام 1861 أطلقت القوات الكونفدرالية النيران على قوات الاتحاد في حصن سمتر لإجبارها على الاستسلام، وبدأت بذلك الحرب. يعتبر المؤرخ آلان نيفينز أن الرئيس لينكون - الذي تم تعيينه حديثاً آنذاك - قد وقع في ثلاثة أخطاء، وهي: التقليل من خطورة الأزمة، والمبالغة في قوة الرأي الاتحادي في الجنوب، وعدم إدراكه أن الاتحادات الجنوبية كانت تصر على أنها ضد الهجوم والغزو الشمالي. وقد تحدث ويليام شيرمان إلى الرئيس لينكون في أسبوع تدشين الحرب، معبراً "بخيبة وحزن" عن فشله في إدراك "أن البلاد كانت تنام على بركان" وأن الجنوب كان يتجهز لخوض حرب. أما دونالد فقد استنتج أن جهوده الكثيرة لمنع حدوث اصطدامٍ خلال الشهور الفاصلة بين التنصيب وهجوم الجنوبيين على حصن سمتر دليل على التزامه بيمينه بعدم البدء بسفك الدماء، ولكنه أقسم أيضاً بأنه لن يسلم الحصون. كان الحل الوحيد لهذه الآراء المتناقضة أن يبدأ الحلفاء بإطلاق النار، وهذا ما حدث.

في 15 من أبريل، أمر لينكون جميع الولايات بإرسال كتائب يصل قوامها إلى 75,000 جندي لاستعادة الحصون وحماية واشنطن و" الحفاظ على الاتحاد". والذي في تصوره بقي موجوداً وسليماً رغم انفصال ولاياته. وقد أجبر هذا الأمر الولايات المختلفة على أن تختار الطرف الذي ستقف إلى جانبه في النزاع بوضوح. كافأت العاصمة الكونفدرالية ولاية فرجينيا حينما أعلنت انفصالها، وعلى الرغم من موقع مدينة ريتشموند المكشوف والقريب جداً من حدود الاتحاد، فقد صوتت كل من شمال كارولينا وتينيسي وأركانساس لصالح الانفصال في الشهرين التاليين. كانت فكرة الانفصال قوية لكلا ولايتي ميسوري وماريلاند، ولكنها لم تسود في ولاية كنتاكي، التي حاولت أن تقف على الحياد.

توجه الجنود جنوباً إلى ولاية واشنطن لحماية العاصمة تلبيةً لأوامر لينكون. في 19 من أبريل، هاجمت الحشود التي كانت تتحكم بسكة الحديد في بالتيمور والمشاركة في حركات الانفصال عدداً من جنود الاتحاد الذين كانوا في طريقهم إلى العاصمة. أسر وسُجِن جورج ويليام براون رئيس بلدية بالتيمور وغيره من المشتبهين بهم من السياسيين بماريلاند دون ترخيص، كما علق لينكون إحضارهم إلى المحكمة. توسل جون ميريمان قائد إحدى المجموعات الانفصالية بماريلاند لرئيس المحكمة العليا روجر ب. تاني لإصدار أمر بإحضارهم أمام المحكمة، قائلًا أن تعليق ميريمان دون عقد جلسة هو أمر غير قانوني، وأصدر تاني إثر ذلك أمراً بإطلاق سراح ميريمان، لكن لينكون تجاهله. وبعدها طوال فترة الحرب، هوجم لينكون من قبل الديموقراطين المناهضين للحرب بهجماتٍ ثقيلة من الذم والانتقادات أحياناً.

توليه أمر الاتحاد في الحرب
بعد سقوط حصن سمتر، أدرك لينكون أهمية السيطرة الفورية التنفيذية على الحرب وصُنع استراتيجية عامة لإخماد التمرد. واجه لينكون أزمة سياسية وعسكرية غير مسبوقة، وقد استجاب لذلك كقائدٍ أعلى باستخدام سلطاتٍ غير مسبوقة. فقد وسع صلاحياته العسكرية، وفرض حصاراً على كل موانئ الشحن الكونفدرالية قبل اعتماد صرف الأموال من قبل الكونغرس، وبعد تعليق حق المثول أمام المحكمة، اعتقل وسجن الآلاف من مؤيّدي الكونفدرالية. حاز لينكون تأييد الكونغرس والجمهور الشمالي لهذه الإجراءات. بالإضافة إلى ذلك، كان لينكون يحاول تعزيز تعاطف الاتحاد القوي في الولايات المتحدة الأمريكية في حدود الرقيق لمنع الحرب من أن تتحول إلى نزاع دولي.

كان الجانب العسكري مصدراً لإقلاق لينكون المستمر، حيث استحوذ الأمر على وقته واهتمامه. ومن البداية كان واضحاً أن الدعم الذي تلقاه من الحزبين هو شيء أساسي لنجاحه في الحرب، وأي تنازل سيؤدي إلى نفور الحزبين الجمهوري والديموقراطي. مثلاً في المناصب القيادية بالجيش التي يطمح لها كلا الحزبين. انتقد كوبرهيدز لينكون لرفضه تقديم تنازلاتٍ بشأن قضية العبودية، ولكن انتقده المحافظون من الحزب الجمهوري كذلك لتحركه البطيء جداً نحو إلغاء العبودية. في السادس من أغسطس عام 1861م وقّع لينكون قانون المصادرة الذي يتيح للقضاء إكمال إجرات مصادرة وتحرير العبيد الذين اُستخدموا لدعم المشروع الحربي الكونفدرالي. كان لقانون المصادرة وتحرير العبودية أثر قليل عملياً، ولكنه كان بمثابة نقطة الانطلاق لتحرير الرق والعبودية.

في أواخر اغسطس من عام 1861م قام الجنرال جون فريمونت (المرشح الجمهوري لعام 1856م) بإعلان الأحكام العرفية في ولاية ميسوري دون الرجوع لأخذ الإذن من الحكومة في واشنطن. وقام كذلك بإعلان منع حمل السلاح، حيث أنه سيُحَاكم عسكرياً ويقتل رمياً بالرصاص من يحمله، كما أعلن أن العبيد الذين يدعمون التمرد سيصبحون أحراراً. كان الجنرال فريمونت أساساً تحت تهمة الإهمال في إدارته وقيادته للقسم الغربي، وزادت على ذلك بعض الاتهامات بالاحتيال والفساد. نقض لينكون هذا القانون، لأنه بحدسه شعر أن قرار فيورمونت لتحرير العبيد كان سياسياً وليس عسكرياً ولا قانونياً. وقد زاد عدد القوات في التجنيد من ميريلاند وكنتاكي وميسوري إلى أكثر من 40 ألف جندي.

هددت قضية ترينت في أواخر عام 1861م بقيام حرب مع بريطانيا العظمى. حيث اعترضت البحرية الأمريكية سفينة تجارية بريطانية باسم "ترينت" بصورة غير قانونية في أعالي البحار، كما ضبطت اثنين من المندوبين الكونفدراليين. احتجت بريطانيا بشدة في حين ابتهجت الولايات المتحدة الأمريكية. حل لينكون القضية بالإفراج عن الرجلين، وبذلك تفادى الدخول في حرب مع بريطانيا. وكان نهج لينكون للسياسة الخارجية في البداية هو الكفُّ ورفع اليد، وذلك لقلة خبرته، حيث ترك معظم التعيينات الدبلوماسية وغيرها من المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية لوزير خارجيته وليام سيوارد. كان رد فعل سيوارد الأول لقضية ترينت عدوانياً للغاية، لذلك توجه لينكون أيضاً إلى السيناتور تشارلز سومنر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وخبير في الدبلوماسية البريطانية، كما اقترض لينكون ودرس كتاب هنري هوليك عناصر الفن والعلوم العسكرية من مكتبة الكونغرس لمعرفة النواحي العسكرية التقنية من المسألة.

راقب لينكون بشق الأنفس التقارير والبرقيات القادمة لوزارة الحرب في واشنطن العاصمة، وداوم بجهدٍ على جميع مراحل العمل العسكري، وتشاور مع المحافظين، واختار الضباط على أساس نجاحهم في الماضي (وكذلك للولاية والحزب اللذين ينتمون إليهما). في يناير عام 1862 وبعد عدة شكاوى عن عدم الكفاءة والتربح في وزارة الحرب، استبدل لينكون سيمون كاميرون بستانتون إدوين ليكون أمين الحرب. كان ستانتون واحداً من الديمقراطيين المحافظين العديدين (أيّد بريكنريدج في انتخابات عام 1860) والذي أصبح مناهضاً للرق جمهورياً تحت قيادة لينكون. ومن حيث استراتيجية الحرب، صاغ لينكون أولويتين: لضمان الدفاع الجيد عن واشنطن، ولإجراء محاولة لشن الحرب العدوانية من شأنها أن تلبي طلب الشمال الموجه لتحقيق النصر. توقع رؤساء تحرير الصحف الكبرى الشمالية الانتصار في غضون 90 يوماً. اتجمع لينكون مرتين في الأسبوع مع مجلس وزرائه في فترة ما بعد الظهر، وأحياناً أجبرته ماري لينكون على ركوب عربةٍ لإعرابها عن قلقها كونه يعمل بجهد هائل. تعلم لينكون من رئيس الموظفين العام هنري هاليك - طالب الاستراتيجي الأوروبي جوميني - الحاجة الماسة للسيطرة على مواقع استراتيجية مثل نهر المسيسيبي، وكان أيضاً يعلم جيداً أهمية فيكسبرج ويتفهم ضرورة هزيمة جيش العدو، بدلاً من الاستيلاء على الأراضي فحسب.

يعد كل فردريك دوجلاس وأبراهام لنكولن أبرز رجلين عصاميين في التاريخ الأمريكي، حيث ولد لنكولن في فقر مدقع، ولم يحصل إلا على أقل من عام واحد من التعليم الرسمي، ثم أصبح واحدا من أعظم رؤساء الأمة الأمريكية. 

في حين قضى دوجلاس أول عشرين سنة من حياته عبدا، ولم يحصل على أي مستوى من التعليم الرسمي، أصبح أكثر الرجال السود شهرة في العالم الغربي وواحدا من أعظم حملة الأقلام في الأمة. 
 

العمالقة

هل العمالقة موجودين

البشر العمالقة

العمالقة في القران

العمالقة التسعة

العمالقة فيلم

هل البشر كانوا عمالقة

انمي هجوم العمالقة الجزء الاول

هجوم العمالقة 2



سنة النشر : 2010م / 1431هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 10.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة العمالقة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل العمالقة
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
جون شتوفر - GON SHTOFR

كتب جون شتوفر ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العمالقة ❝ الناشرين : ❞ وكالة سفنكس ❝ ❱. المزيد..

كتب جون شتوفر
الناشر:
وكالة سفنكس
كتب وكالة سفنكس ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ العمالقة ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ صلاح عيسى ❝ ❞ جون شتوفر ❝ ❱.المزيد.. كتب وكالة سفنكس