الأرض والفلاح في صعيد مصر في العصر العثماني
هذا الكتاب هو استكمال لما سبق أن قدمناه في سلسلة تاريخ المصريين عن العصر العثماني، وهو دراسة مستقلة لنظام الالتزام، تعتمد على مصادر أصلية محفوظة في دار الوثائق، توضح أهميته ودوره في المجتمع المصري طوال العصر العثماني، ونظامه الإداري الذي كان مسئولا عن عملية توزيع الأراضي الزراعية على ملتزميها وفلاحيها وجباية ضرائبها، وهذا ما نجح الباحث الدكتور جمال كمال في دراسته في هذا الكتاب المهم، كما كان موفقا في دراسة ما كان لهذا النظام من آثار إيجابية وسلبية على الاقتصاد المصري بصفة عامة والقائمين على العملية الزراعية – والفلاحين منهم – بصفة خاصة. كما ناقش مسألة إنهاء نظام الالتزام في عصر محمد علي موضحا أن هذا النام قد استمر بشكل مختلف إلى بداية القرن العشرين، ولم يكتف الباحث بدراسة نظام الالتزام في العصر العثماني أي فترة ما قبل الحملة الفرنسية. بل راح يتتبع هذا النظام وآثاره إلى بدايات القرن العشرين، حيث تشير الوثائق إلى استمرار صرف فائض الالتزام في بعض النواحي حتى سنة 1912. ومما يتميز به الكتاب أيضا أن مؤلفه قد رجع إلى مصادر أصيلة متنوعة أهمها وثائق نظام الالتزام المحفوظة بأرشيف دار الوثائق القومية ويأتي على رأسها بالطبع سجلات الالتزام وتقاسيط الالتزام ودفاتر فراغات الملتزمين التي ترصد عمليات التنازل عن الالتزام لأشخاص آخرين فضلا عن سجلات إسقاطات القرى ودفاتر الترابيع والجسور والرزق الإحباسية وغيرها ولم يكتف الباحث بالوثائق بل اطلع على كم كبير من المخطوطات العثمانية المجهولة في مجالات الزراعة والفقه والتاريخ. إلى جانب كتابات المؤرخين الذين عاصروا تلك الفترة كالجبرتي وغيره. . المزيد..