❞ كتاب طريقك إلى الخشوع ❝  ⏤ محمد بن سرار اليامي

❞ كتاب طريقك إلى الخشوع ❝ ⏤ محمد بن سرار اليامي

كيف نحصل الخشوع في قلوبنا؟! كيف نكون من الخاشعين؟!

أول ذلك: أن تستحضر نظر الله تعالى إليك في حركاتك، و سكناتك في صلاتك، وفي قراءتك، وفي قيامك وقعودك، فالخشوع لا يختص بالصلاة، و إنما هو عبادة قلبية يظهر أثرها على الجوارح في كل أحوال العبد، فهذا سبب أساسي في تحصيل الخشوع، استحضار نظر الرب جل جلاله إليك، وكلما كان العبد أكثر استحضاراً لهذا المعنى؛ كلما زاد الخشوع في قلبه، و إنما يفارق الخشوع قلبك إذا حصلت الغفلة عن استشعار نظر الله عز وجل ومراقبته، قال ابن القيم رحمه الله:'الخشوع هو الاستسلام للحُكْمين الديني والشرعي، بعدم معارضته برأي أو شهوة .

والقدري بعدم تلقيه بالتسخط والكراهية والاعتراض، والاتضاع لنظر الحق، وهو اتٌضَاعُ القلب والجوارح وانكسارها لنظر الرب إليها، واطلاعه على تفاصيل ما في القلب والجوارح، وخوف العبد الحاصل من هذا يوجب له خشوع القلب لا محالة .

وكلما كان أشد استحضاراً له؛ كان أشد خشوعاً، وإنما يفارق الخشوع القلب إذا غفل عن اطلاع الله عليه ونظره إليه ' أ. هـ

هذا على بن حسين زين العابدين كان إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطر بها . يعني ما يقول بيده إذا مشى هكذا يُحركها، ولا يقول بها هكذا وهو يمشي كأنه قد زهى بنفسه، فهو يمشي بشيء من الإعجاب والغرور والتعاظم. و إنما صفة مشية المتواضع أن يجعل يديه إلى فخذيه دون أن يخطر بها هكذا، فإن هذا يذهب الوقار والخشوع: الحركة الكثيرة . وكذلك لا يجافي بين يديه وبين منكبيه وفخذيه، فيظهر بصورة المتعاظم المتكبر المتغطرس وهو يمشي هكذا وإنما يلصق يده بجنبيه وفخذيه... هذا على بن حسين زين العابدين .

وكان إذا قام إلى الصلاة اضطرب وارتعد، فقيل له – سُئل عن هذا- فقال:' تدرون بين يدي من أقوم و أناجي؟' وكان إذا توضأ للصلاة؛ اصفر لونه من شدة الوجل والحياء، والخوف واستشعار عظمة الله، والنظر إليه، فيقدم على صلاةٍ يناجي فيها ربه، فيظهر ذلك صفرة في وجهه كمن أراد أن يلاقي عظيما من العظماء، فقد يظهر ذلك الوجل على قسمات وجهه، وعلى حركاته و سكناته، حتى أن بعضهم كان إذا قام إلى الصلاة ووقع ذباب على وجهه لا يقول بيده هكذا، ولا يحرك رأسه لطرد الذباب لغلبه الخشوع عليه، فهذا خلف بن أيوب كان لا يطرد الذباب عن وجهه في الصلاة، فقيل له: كيف تصبر؟! قال:' بلغني أن الفساق يتصبرون تحت السياط ليقال: فلان صبور!!' يعني الفساق إذا جلدوا وضربوا الحدود، أو إذا جلدوا تعزيراً، فإن الواحد منهم يتجلد لا يتحرك وهو يجلد ليظهر للآخرين أنه لا يبالي، ولربما فعل ذلك بعض الطلاب في المدارس إذا أراد المعلم أن يعاقب بعض الطلبة فلربما أظهر تجلداً فقال بيده هكذا ولم يحركها فربما ضُرب ضرباً يكسر العظم وهو لا يتحرك ليظهر التجلد .

فهذا كان يستشعر هذا المعنى – وهو خلف أبن أيوب – فيقول: إذا كان هؤلاء يتجلدون للسياط، فكيف لا نتجلد أمام رب الأرباب، نتجلد عن دفع هذا الذباب يقول: أنا بين يدي ربي أفلا أصبر على ذباب يقع عليٌ؟!

هذه الرسالة تعالج قضية من أخطر القضايا لا سيما في عصرنا الحاضر، لكثرة إخلال العباد ﺑﻬذه الفريضة العظيمة، ألا وهي الخشوع في الصلاة.
محمد بن سرار اليامي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أنين المذنبين ❝ ❞ جنة الدنيا ❝ ❞ طريقك إلى الخشوع ❝ ❞ حقيقة نصرة النبي عليه الصلاة والسلام ❝ ❞ دمعات وآهات ❝ ❞ التحفة اليامية في بيان العقيدة المرضية ❝ ❞ عش بلا هم قصيدة ❝ ❞ من فنون التعامل ❝ ❞ أنين الغيرة ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والعلاقات العامة ❝ ❞ مدار الوطن للنشر ❝ ❞ دار بلنسية ❝ ❞ دار الظاهرية للنشر والتوزيع ❝ ❱
من إسلامية متنوعة كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
طريقك إلى الخشوع

2001م - 1445هـ
كيف نحصل الخشوع في قلوبنا؟! كيف نكون من الخاشعين؟!

أول ذلك: أن تستحضر نظر الله تعالى إليك في حركاتك، و سكناتك في صلاتك، وفي قراءتك، وفي قيامك وقعودك، فالخشوع لا يختص بالصلاة، و إنما هو عبادة قلبية يظهر أثرها على الجوارح في كل أحوال العبد، فهذا سبب أساسي في تحصيل الخشوع، استحضار نظر الرب جل جلاله إليك، وكلما كان العبد أكثر استحضاراً لهذا المعنى؛ كلما زاد الخشوع في قلبه، و إنما يفارق الخشوع قلبك إذا حصلت الغفلة عن استشعار نظر الله عز وجل ومراقبته، قال ابن القيم رحمه الله:'الخشوع هو الاستسلام للحُكْمين الديني والشرعي، بعدم معارضته برأي أو شهوة .

والقدري بعدم تلقيه بالتسخط والكراهية والاعتراض، والاتضاع لنظر الحق، وهو اتٌضَاعُ القلب والجوارح وانكسارها لنظر الرب إليها، واطلاعه على تفاصيل ما في القلب والجوارح، وخوف العبد الحاصل من هذا يوجب له خشوع القلب لا محالة .

وكلما كان أشد استحضاراً له؛ كان أشد خشوعاً، وإنما يفارق الخشوع القلب إذا غفل عن اطلاع الله عليه ونظره إليه ' أ. هـ

هذا على بن حسين زين العابدين كان إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطر بها . يعني ما يقول بيده إذا مشى هكذا يُحركها، ولا يقول بها هكذا وهو يمشي كأنه قد زهى بنفسه، فهو يمشي بشيء من الإعجاب والغرور والتعاظم. و إنما صفة مشية المتواضع أن يجعل يديه إلى فخذيه دون أن يخطر بها هكذا، فإن هذا يذهب الوقار والخشوع: الحركة الكثيرة . وكذلك لا يجافي بين يديه وبين منكبيه وفخذيه، فيظهر بصورة المتعاظم المتكبر المتغطرس وهو يمشي هكذا وإنما يلصق يده بجنبيه وفخذيه... هذا على بن حسين زين العابدين .

وكان إذا قام إلى الصلاة اضطرب وارتعد، فقيل له – سُئل عن هذا- فقال:' تدرون بين يدي من أقوم و أناجي؟' وكان إذا توضأ للصلاة؛ اصفر لونه من شدة الوجل والحياء، والخوف واستشعار عظمة الله، والنظر إليه، فيقدم على صلاةٍ يناجي فيها ربه، فيظهر ذلك صفرة في وجهه كمن أراد أن يلاقي عظيما من العظماء، فقد يظهر ذلك الوجل على قسمات وجهه، وعلى حركاته و سكناته، حتى أن بعضهم كان إذا قام إلى الصلاة ووقع ذباب على وجهه لا يقول بيده هكذا، ولا يحرك رأسه لطرد الذباب لغلبه الخشوع عليه، فهذا خلف بن أيوب كان لا يطرد الذباب عن وجهه في الصلاة، فقيل له: كيف تصبر؟! قال:' بلغني أن الفساق يتصبرون تحت السياط ليقال: فلان صبور!!' يعني الفساق إذا جلدوا وضربوا الحدود، أو إذا جلدوا تعزيراً، فإن الواحد منهم يتجلد لا يتحرك وهو يجلد ليظهر للآخرين أنه لا يبالي، ولربما فعل ذلك بعض الطلاب في المدارس إذا أراد المعلم أن يعاقب بعض الطلبة فلربما أظهر تجلداً فقال بيده هكذا ولم يحركها فربما ضُرب ضرباً يكسر العظم وهو لا يتحرك ليظهر التجلد .

فهذا كان يستشعر هذا المعنى – وهو خلف أبن أيوب – فيقول: إذا كان هؤلاء يتجلدون للسياط، فكيف لا نتجلد أمام رب الأرباب، نتجلد عن دفع هذا الذباب يقول: أنا بين يدي ربي أفلا أصبر على ذباب يقع عليٌ؟!

هذه الرسالة تعالج قضية من أخطر القضايا لا سيما في عصرنا الحاضر، لكثرة إخلال العباد ﺑﻬذه الفريضة العظيمة، ألا وهي الخشوع في الصلاة. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

كيف نحصل الخشوع في قلوبنا؟! كيف نكون من الخاشعين؟! 

أول ذلك: أن تستحضر نظر الله تعالى إليك في حركاتك، و سكناتك في صلاتك، وفي قراءتك، وفي قيامك وقعودك، فالخشوع لا يختص بالصلاة، و إنما هو عبادة قلبية يظهر أثرها على الجوارح في كل أحوال العبد، فهذا سبب أساسي في تحصيل الخشوع، استحضار نظر الرب جل جلاله إليك، وكلما كان العبد أكثر استحضاراً لهذا المعنى؛ كلما زاد الخشوع في قلبه، و إنما يفارق الخشوع قلبك إذا حصلت الغفلة عن استشعار نظر الله عز وجل ومراقبته، قال ابن القيم رحمه الله:'الخشوع هو الاستسلام للحُكْمين الديني والشرعي، بعدم معارضته برأي أو شهوة . 

والقدري بعدم تلقيه بالتسخط والكراهية والاعتراض، والاتضاع لنظر الحق، وهو اتٌضَاعُ القلب والجوارح وانكسارها لنظر الرب إليها، واطلاعه على تفاصيل ما في القلب والجوارح، وخوف العبد الحاصل من هذا يوجب له خشوع القلب لا محالة .

 وكلما كان أشد استحضاراً له؛ كان أشد خشوعاً، وإنما يفارق الخشوع القلب إذا غفل عن اطلاع الله عليه ونظره إليه ' أ. هـ

هذا على بن حسين زين العابدين كان إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطر بها . يعني ما يقول بيده إذا مشى هكذا يُحركها، ولا يقول بها هكذا وهو يمشي كأنه قد زهى بنفسه، فهو يمشي بشيء من الإعجاب والغرور والتعاظم. و إنما صفة مشية المتواضع أن يجعل يديه إلى فخذيه دون أن يخطر بها هكذا، فإن هذا يذهب الوقار والخشوع: الحركة الكثيرة . وكذلك لا يجافي بين يديه وبين منكبيه وفخذيه، فيظهر بصورة المتعاظم المتكبر المتغطرس وهو يمشي هكذا وإنما يلصق يده بجنبيه وفخذيه... هذا على بن حسين زين العابدين .

وكان إذا قام إلى الصلاة اضطرب وارتعد، فقيل له – سُئل عن هذا- فقال:' تدرون بين يدي من أقوم و أناجي؟' وكان إذا توضأ للصلاة؛ اصفر لونه من شدة الوجل والحياء، والخوف واستشعار عظمة الله، والنظر إليه، فيقدم على صلاةٍ يناجي فيها ربه، فيظهر ذلك صفرة في وجهه كمن أراد أن يلاقي عظيما من العظماء، فقد يظهر ذلك الوجل على قسمات وجهه، وعلى حركاته و سكناته، حتى أن بعضهم كان إذا قام إلى الصلاة ووقع ذباب على وجهه لا يقول بيده هكذا، ولا يحرك رأسه لطرد الذباب لغلبه الخشوع عليه، فهذا خلف بن أيوب كان لا يطرد الذباب عن وجهه في الصلاة، فقيل له: كيف تصبر؟! قال:' بلغني أن الفساق يتصبرون تحت السياط ليقال: فلان صبور!!' يعني الفساق إذا جلدوا وضربوا الحدود، أو إذا جلدوا تعزيراً، فإن الواحد منهم يتجلد لا يتحرك وهو يجلد ليظهر للآخرين أنه لا يبالي، ولربما فعل ذلك بعض الطلاب في المدارس إذا أراد المعلم أن يعاقب بعض الطلبة فلربما أظهر تجلداً فقال بيده هكذا ولم يحركها فربما ضُرب ضرباً يكسر العظم وهو لا يتحرك ليظهر التجلد . 

فهذا كان يستشعر هذا المعنى – وهو خلف أبن أيوب – فيقول: إذا كان هؤلاء يتجلدون للسياط، فكيف لا نتجلد أمام رب الأرباب، نتجلد عن دفع هذا الذباب يقول: أنا بين يدي ربي أفلا أصبر على ذباب يقع عليٌ؟!

 هذه الرسالة تعالج قضية من أخطر القضايا لا سيما في عصرنا الحاضر، لكثرة إخلال العباد ﺑﻬذه الفريضة العظيمة، ألا وهي الخشوع في الصلاة. 



سنة النشر : 2001م / 1422هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 213 كيلوبايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة طريقك إلى الخشوع

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل طريقك إلى الخشوع
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمد بن سرار اليامي - Mohammed bin Sarar Al Yami

كتب محمد بن سرار اليامي ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أنين المذنبين ❝ ❞ جنة الدنيا ❝ ❞ طريقك إلى الخشوع ❝ ❞ حقيقة نصرة النبي عليه الصلاة والسلام ❝ ❞ دمعات وآهات ❝ ❞ التحفة اليامية في بيان العقيدة المرضية ❝ ❞ عش بلا هم قصيدة ❝ ❞ من فنون التعامل ❝ ❞ أنين الغيرة ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والعلاقات العامة ❝ ❞ مدار الوطن للنشر ❝ ❞ دار بلنسية ❝ ❞ دار الظاهرية للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد بن سرار اليامي
الناشر:
دار بلنسية
كتب دار بلنسية ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ العولمة ❝ ❞ خدعة هرمجدون ❝ ❞ التوبة إلى الله معناها حقيقتها فضلها شروطها ❝ ❞ قصة أصحاب الجنة ❝ ❞ يونس عليه السلام ❝ ❞ أربعون حديثاً كل حديث في خصلتين ❝ ❞ نقض عقائد الأشاعرة في كتاب مناهل العرفان ❝ ❞ آداب وأحكام زيارة المدينة المنورة ❝ ❞ أنين المذنبين ❝ ❞ المعاصي سبب المآسي ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ مصطفى العدوي ❝ ❞ ابن حجر الهيتمي سليمان بن صالح الخراشي ❝ ❞ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم ❝ ❞ صالح بن غانم السدلان ❝ ❞ عبد الله بن صالح القصير ❝ ❞ مصطفي بن العدوي أبو عبد الله ❝ ❞ خالد بن عبد الرحمن الشايع ❝ ❞ خالد الحسينان ❝ ❞ محمد بن سرار اليامي ❝ ❞ سليمان بن عبدالكريم المفرج ❝ ❞ عبدالغني المقدسي ❝ ❞ أبو الحسن بن محمد الفقيه ❝ ❞ د. زين محمد شحاتة ❝ ❞ محمد البيومي أبو عياشة الدمنهوري ❝ ❞ خالد عبد الرحمن الشايع ❝ ❞ توفيق علوان ❝ ❱.المزيد.. كتب دار بلنسية