❞ كتاب سورة يوسف دروس لا تنتهي ❝  ⏤ صهيب العبيدى

❞ كتاب سورة يوسف دروس لا تنتهي ❝ ⏤ صهيب العبيدى

سُورَة يُوسُفَ هي سُورَة مكَّية، تميزت بذكر قصة نبي الله يوسف عليه السلام كاملة في أسلوب قصصي بديع، وهي أطول قصة في القرآن في سياق واحد، ولذلك سميت باسم نبي الله يوسف لاشتمالها على قصته، وهو الاسم الوحيد لها، قيل أنها أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة، ترتيبها الثّانية عشرةَ بين سّور المُصْحَف بعد سورة هود وقبل سورة الرعد، وعدد آياتها مائةٌ وإحدى عشرةَ آيةً.

اسم السورة
الاسم الوحيد لهذه السورة هو «سورة يوسف»، وسبب تسميتها ظاهر لأنها ذكرت قصة يوسف عليه السلام كلَّها، ولم تذكر قصّته في غيرها. ولم يذكر اسمه في غيرها إلّا في سورة الأنعام وسورة غافر، وقال ابن عاشور: ولم تذكر قصّة نبي في القرآن بمثل ما ذكرت قصّة يوسف عليه السلام هذه السّورة من الإطناب.

مكان نزولها

«سورة يوسف» مكية بالإجماع، كلها، وقيل: إن الآيات الثلاث من أوّلها مدنيّةٌ. قال جلال الدين السيوطي في «الإتقان»: وهو واهٍ لا يلتفت إليه.

ووردت عدة آثار في أن سورة يوسف مكية عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعكرمة مولى ابن عباس، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة، والزهري، وعلي بن أبي طلحة.

وورد فيما يثبت القول بأنها مكية من الأحاديث حديث إسلام رافع بن مالك «أنَّه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء، حتَّى قدما مكَّة، فلمَّا هبطا من الثَّنيَّة، رأيا رجلًا تحت شجرةٍ، قال: وهذا قبل خروج السِّتَّة من الأنصار. قال: فلمَّا رأيناه كلَّمناه، قلنا: نأتي هذا الرَّجل نستودعه راحلتينا حتَّى نطوف بالبيت. فجئنا فسلَّمنا عليه تسليم أهل الجاهليَّة، فردَّ علينا تسليم أهل الإسلام، وقد سمعت بالنَّبيِّ. قال: فأنكرنا. فقلنا: من أنت؟ قال: «انزلوا».

فنزلوا، فقلنا: أين هذا الرَّجل الَّذي يدَّعي ما يدَّعي، ويقول ما يقول؟ قال: «أنا هو». قلنا: فاعرض علينا الإسلام. فعرض، وقال: «من خلق السَّماوات والأرض والجبال؟» قلنا: خلقهنَّ الله. قال: «من خلقكم؟» قلنا: الله. قال: «فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون؟» قلنا: نحن. قال: «الخالق أحقُّ بالعبادة أو المخلوق؟» قلنا: الخالق. قال: «فأنتم أحقُّ أنَّ تعبدكم، وأنتم عملتموها، والله أحقُّ أن تعبدوه من شيءٍ عملتموه، وأنا أدعو إلى عبادة الله، وشهادة أن لا إله إلَّا الله، وأنِّي رسول الله، وصلة الرَّحم، وترك العدوان، وإن غضب النَّاس». فقالا: والله لو كان هذا الَّذي تدعو إليه باطلًا، لكان من معالي الأمور، ومحاسن الأخلاق، فأمسك راحلتينا حتَّى نأتي البيت.

فجلس عنده معاذ بن عفراء. قال رافعٌ: وجئت البيت فطفت، وأخرجت سبعة قداحٍ، وجعلت له منها قدحًا، فاستقبلت البيت، فقلت: اللهمَّ إن كان ما يدعو إليه محمَّدٌ حقًّا فأخرج قدحه. سبع مرَّاتٍ، فضربت بها سبع مرَّاتٍ، فصحت: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله. فاجتمع النَّاس عليَّ، وقالوا: مجنونٌ، رجلٌ صبأ. فقلت: بل رجلٌ مؤمنٌ. ثمَّ جئت إلى النَّبيِّ ﷺ بأعلى مكَّة، فلمَّا رآني معاذ بن عفراء، قال: لقد جئت بوجهٍ ما ذهبت به، رافع. فجئت وآمنت، وعلَّمنا رسول الله ﷺ سورة يوسف و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝١﴾ [العلق:1]، ثمَّ خرجنا راجعين إلى المدينة، فلمَّا كنَّا بالعقيق، قال معاذٌ: إنِّي لم أطرق ليلًا قطُّ، فبت بنا حتَّى نصبح. فقلت: أبيت ومعي ما معي من الخير؟! ما كنت لأفعل. وكان رافعٌ إذا خرج سفرًا ثمَّ قدم عرَّض قومه» إلا أن بعض المحدثين ضعفوا هذا الحديث.

الحديث أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية وعزاه إلى أبي زرعة الرازي في «دلائل النبوة» وقال عقبه: إسناد وسياق حسن. وأخرجه الحاكم في مستدركه ولكن جعل القصة لرفاعة بن رافع وليس لأبيه، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: يحيى الشجري صاحب مناكير. واعتمد على هذا الحديث من قال إن أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة سورة يوسف.

ترتيب نزولها
نزلت بعد سورة هود وقبل سورة الحجر،، واختلف في ترتيبها فقيل الثانية والخمسون وهو قول الزهري، وقيل الثالثة والخمسون ونسب ابن عاشور هذا القول إلى الجمهور.

سبب نزولها
عن سعد بن أبي وقاص، في قول الله: ﴿نَحۡنُ ‌نَقُصُّ عَلَیۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ الآية. قال: «أنزل الله القرآن على رسول الله ﷺ، فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا! فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿الۤرۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِينِ ۝١﴾ [يوسف:1]إلى قوله: ﴿نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ [يوسف:3] الآية. فتلاها رسول الله ﷺ زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو حدَّثتنا! فـأنزل الله تعالى: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا﴾ [الزمر:23] الآية، كلُّ ذلك يؤمرون بالقرآن».

إن الدروس المستفادة من سورة يوسف لا تنتهى ولكن مجمل هذه الدروس أتت فى آية واحدة على لسان نبى الله يوسف عليه السلام ، يوضح ذلك خلال هذا الكتاب ..
صهيب العبيدى - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سورة يوسف دروس لا تنتهي ❝ الناشرين : ❞ مطبعة انوار دجلة ❝ ❱
من إسلامية متنوعة كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
سورة يوسف دروس لا تنتهي

2010م - 1445هـ
سُورَة يُوسُفَ هي سُورَة مكَّية، تميزت بذكر قصة نبي الله يوسف عليه السلام كاملة في أسلوب قصصي بديع، وهي أطول قصة في القرآن في سياق واحد، ولذلك سميت باسم نبي الله يوسف لاشتمالها على قصته، وهو الاسم الوحيد لها، قيل أنها أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة، ترتيبها الثّانية عشرةَ بين سّور المُصْحَف بعد سورة هود وقبل سورة الرعد، وعدد آياتها مائةٌ وإحدى عشرةَ آيةً.

اسم السورة
الاسم الوحيد لهذه السورة هو «سورة يوسف»، وسبب تسميتها ظاهر لأنها ذكرت قصة يوسف عليه السلام كلَّها، ولم تذكر قصّته في غيرها. ولم يذكر اسمه في غيرها إلّا في سورة الأنعام وسورة غافر، وقال ابن عاشور: ولم تذكر قصّة نبي في القرآن بمثل ما ذكرت قصّة يوسف عليه السلام هذه السّورة من الإطناب.

مكان نزولها

«سورة يوسف» مكية بالإجماع، كلها، وقيل: إن الآيات الثلاث من أوّلها مدنيّةٌ. قال جلال الدين السيوطي في «الإتقان»: وهو واهٍ لا يلتفت إليه.

ووردت عدة آثار في أن سورة يوسف مكية عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعكرمة مولى ابن عباس، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة، والزهري، وعلي بن أبي طلحة.

وورد فيما يثبت القول بأنها مكية من الأحاديث حديث إسلام رافع بن مالك «أنَّه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء، حتَّى قدما مكَّة، فلمَّا هبطا من الثَّنيَّة، رأيا رجلًا تحت شجرةٍ، قال: وهذا قبل خروج السِّتَّة من الأنصار. قال: فلمَّا رأيناه كلَّمناه، قلنا: نأتي هذا الرَّجل نستودعه راحلتينا حتَّى نطوف بالبيت. فجئنا فسلَّمنا عليه تسليم أهل الجاهليَّة، فردَّ علينا تسليم أهل الإسلام، وقد سمعت بالنَّبيِّ. قال: فأنكرنا. فقلنا: من أنت؟ قال: «انزلوا».

فنزلوا، فقلنا: أين هذا الرَّجل الَّذي يدَّعي ما يدَّعي، ويقول ما يقول؟ قال: «أنا هو». قلنا: فاعرض علينا الإسلام. فعرض، وقال: «من خلق السَّماوات والأرض والجبال؟» قلنا: خلقهنَّ الله. قال: «من خلقكم؟» قلنا: الله. قال: «فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون؟» قلنا: نحن. قال: «الخالق أحقُّ بالعبادة أو المخلوق؟» قلنا: الخالق. قال: «فأنتم أحقُّ أنَّ تعبدكم، وأنتم عملتموها، والله أحقُّ أن تعبدوه من شيءٍ عملتموه، وأنا أدعو إلى عبادة الله، وشهادة أن لا إله إلَّا الله، وأنِّي رسول الله، وصلة الرَّحم، وترك العدوان، وإن غضب النَّاس». فقالا: والله لو كان هذا الَّذي تدعو إليه باطلًا، لكان من معالي الأمور، ومحاسن الأخلاق، فأمسك راحلتينا حتَّى نأتي البيت.

فجلس عنده معاذ بن عفراء. قال رافعٌ: وجئت البيت فطفت، وأخرجت سبعة قداحٍ، وجعلت له منها قدحًا، فاستقبلت البيت، فقلت: اللهمَّ إن كان ما يدعو إليه محمَّدٌ حقًّا فأخرج قدحه. سبع مرَّاتٍ، فضربت بها سبع مرَّاتٍ، فصحت: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله. فاجتمع النَّاس عليَّ، وقالوا: مجنونٌ، رجلٌ صبأ. فقلت: بل رجلٌ مؤمنٌ. ثمَّ جئت إلى النَّبيِّ ﷺ بأعلى مكَّة، فلمَّا رآني معاذ بن عفراء، قال: لقد جئت بوجهٍ ما ذهبت به، رافع. فجئت وآمنت، وعلَّمنا رسول الله ﷺ سورة يوسف و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝١﴾ [العلق:1]، ثمَّ خرجنا راجعين إلى المدينة، فلمَّا كنَّا بالعقيق، قال معاذٌ: إنِّي لم أطرق ليلًا قطُّ، فبت بنا حتَّى نصبح. فقلت: أبيت ومعي ما معي من الخير؟! ما كنت لأفعل. وكان رافعٌ إذا خرج سفرًا ثمَّ قدم عرَّض قومه» إلا أن بعض المحدثين ضعفوا هذا الحديث.

الحديث أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية وعزاه إلى أبي زرعة الرازي في «دلائل النبوة» وقال عقبه: إسناد وسياق حسن. وأخرجه الحاكم في مستدركه ولكن جعل القصة لرفاعة بن رافع وليس لأبيه، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: يحيى الشجري صاحب مناكير. واعتمد على هذا الحديث من قال إن أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة سورة يوسف.

ترتيب نزولها
نزلت بعد سورة هود وقبل سورة الحجر،، واختلف في ترتيبها فقيل الثانية والخمسون وهو قول الزهري، وقيل الثالثة والخمسون ونسب ابن عاشور هذا القول إلى الجمهور.

سبب نزولها
عن سعد بن أبي وقاص، في قول الله: ﴿نَحۡنُ ‌نَقُصُّ عَلَیۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ الآية. قال: «أنزل الله القرآن على رسول الله ﷺ، فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا! فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿الۤرۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِينِ ۝١﴾ [يوسف:1]إلى قوله: ﴿نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ [يوسف:3] الآية. فتلاها رسول الله ﷺ زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو حدَّثتنا! فـأنزل الله تعالى: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا﴾ [الزمر:23] الآية، كلُّ ذلك يؤمرون بالقرآن».

إن الدروس المستفادة من سورة يوسف لا تنتهى ولكن مجمل هذه الدروس أتت فى آية واحدة على لسان نبى الله يوسف عليه السلام ، يوضح ذلك خلال هذا الكتاب .. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

سُورَة يُوسُفَ هي سُورَة مكَّية، تميزت بذكر قصة نبي الله يوسف عليه السلام كاملة في أسلوب قصصي بديع، وهي أطول قصة في القرآن في سياق واحد، ولذلك سميت باسم نبي الله يوسف لاشتمالها على قصته، وهو الاسم الوحيد لها، قيل أنها أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة، ترتيبها الثّانية عشرةَ بين سّور المُصْحَف بعد سورة هود وقبل سورة الرعد، وعدد آياتها مائةٌ وإحدى عشرةَ آيةً.

اسم السورة
الاسم الوحيد لهذه السورة هو «سورة يوسف»، وسبب تسميتها ظاهر لأنها ذكرت قصة يوسف عليه السلام كلَّها، ولم تذكر قصّته في غيرها. ولم يذكر اسمه في غيرها إلّا في سورة الأنعام وسورة غافر، وقال ابن عاشور: ولم تذكر قصّة نبي في القرآن بمثل ما ذكرت قصّة يوسف عليه السلام هذه السّورة من الإطناب.

مكان نزولها

«سورة يوسف» مكية بالإجماع، كلها، وقيل: إن الآيات الثلاث من أوّلها مدنيّةٌ. قال جلال الدين السيوطي في «الإتقان»: وهو واهٍ لا يلتفت إليه.

ووردت عدة آثار في أن سورة يوسف مكية عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعكرمة مولى ابن عباس، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة، والزهري، وعلي بن أبي طلحة.

وورد فيما يثبت القول بأنها مكية من الأحاديث حديث إسلام رافع بن مالك «أنَّه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء، حتَّى قدما مكَّة، فلمَّا هبطا من الثَّنيَّة، رأيا رجلًا تحت شجرةٍ، قال: وهذا قبل خروج السِّتَّة من الأنصار. قال: فلمَّا رأيناه كلَّمناه، قلنا: نأتي هذا الرَّجل نستودعه راحلتينا حتَّى نطوف بالبيت. فجئنا فسلَّمنا عليه تسليم أهل الجاهليَّة، فردَّ علينا تسليم أهل الإسلام، وقد سمعت بالنَّبيِّ. قال: فأنكرنا. فقلنا: من أنت؟ قال: «انزلوا». 

فنزلوا، فقلنا: أين هذا الرَّجل الَّذي يدَّعي ما يدَّعي، ويقول ما يقول؟ قال: «أنا هو». قلنا: فاعرض علينا الإسلام. فعرض، وقال: «من خلق السَّماوات والأرض والجبال؟» قلنا: خلقهنَّ الله. قال: «من خلقكم؟» قلنا: الله. قال: «فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون؟» قلنا: نحن. قال: «الخالق أحقُّ بالعبادة أو المخلوق؟» قلنا: الخالق. قال: «فأنتم أحقُّ أنَّ تعبدكم، وأنتم عملتموها، والله أحقُّ أن تعبدوه من شيءٍ عملتموه، وأنا أدعو إلى عبادة الله، وشهادة أن لا إله إلَّا الله، وأنِّي رسول الله، وصلة الرَّحم، وترك العدوان، وإن غضب النَّاس». فقالا: والله لو كان هذا الَّذي تدعو إليه باطلًا، لكان من معالي الأمور، ومحاسن الأخلاق، فأمسك راحلتينا حتَّى نأتي البيت. 

فجلس عنده معاذ بن عفراء. قال رافعٌ: وجئت البيت فطفت، وأخرجت سبعة قداحٍ، وجعلت له منها قدحًا، فاستقبلت البيت، فقلت: اللهمَّ إن كان ما يدعو إليه محمَّدٌ حقًّا فأخرج قدحه. سبع مرَّاتٍ، فضربت بها سبع مرَّاتٍ، فصحت: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله. فاجتمع النَّاس عليَّ، وقالوا: مجنونٌ، رجلٌ صبأ. فقلت: بل رجلٌ مؤمنٌ. ثمَّ جئت إلى النَّبيِّ ﷺ بأعلى مكَّة، فلمَّا رآني معاذ بن عفراء، قال: لقد جئت بوجهٍ ما ذهبت به، رافع. فجئت وآمنت، وعلَّمنا رسول الله ﷺ سورة يوسف و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝١﴾ [العلق:1]، ثمَّ خرجنا راجعين إلى المدينة، فلمَّا كنَّا بالعقيق، قال معاذٌ: إنِّي لم أطرق ليلًا قطُّ، فبت بنا حتَّى نصبح. فقلت: أبيت ومعي ما معي من الخير؟! ما كنت لأفعل. وكان رافعٌ إذا خرج سفرًا ثمَّ قدم عرَّض قومه» إلا أن بعض المحدثين ضعفوا هذا الحديث.

 الحديث أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية وعزاه إلى أبي زرعة الرازي في «دلائل النبوة» وقال عقبه: إسناد وسياق حسن. وأخرجه الحاكم في مستدركه ولكن جعل القصة لرفاعة بن رافع وليس لأبيه، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: يحيى الشجري صاحب مناكير. واعتمد على هذا الحديث من قال إن أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة سورة يوسف.

ترتيب نزولها
نزلت بعد سورة هود وقبل سورة الحجر،، واختلف في ترتيبها فقيل الثانية والخمسون وهو قول الزهري، وقيل الثالثة والخمسون ونسب ابن عاشور هذا القول إلى الجمهور.

سبب نزولها
عن سعد بن أبي وقاص، في قول الله: ﴿نَحۡنُ ‌نَقُصُّ عَلَیۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ الآية. قال: «أنزل الله القرآن على رسول الله ﷺ، فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا! فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿الۤرۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِينِ ۝١﴾ [يوسف:1]إلى قوله: ﴿نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ [يوسف:3] الآية. فتلاها رسول الله ﷺ زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو حدَّثتنا! فـأنزل الله تعالى: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا﴾ [الزمر:23] الآية، كلُّ ذلك يؤمرون بالقرآن».

إن الدروس المستفادة من سورة يوسف لا تنتهى ولكن مجمل هذه الدروس أتت فى آية واحدة على لسان نبى الله يوسف عليه السلام ، يوضح ذلك خلال هذا الكتاب ..



سنة النشر : 2010م / 1431هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 7.3 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة سورة يوسف دروس لا تنتهي

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل سورة يوسف دروس لا تنتهي
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
صهيب العبيدى - SHIB ALABIDA

كتب صهيب العبيدى ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سورة يوسف دروس لا تنتهي ❝ الناشرين : ❞ مطبعة انوار دجلة ❝ ❱. المزيد..

كتب صهيب العبيدى
الناشر:
مطبعة انوار دجلة
كتب مطبعة انوار دجلة ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ سورة يوسف دروس لا تنتهي ❝ ❞ زاد الدعاة في التغيير وإصلاح القلوب ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ صهيب العبيدى ❝ ❞ يونس فهد علي الجبوري ❝ ❱.المزيد.. كتب مطبعة انوار دجلة