❞ كتاب وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم / ج1 ❝  ⏤ صفي الرحمن المباركفوري

❞ كتاب وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم / ج1 ❝ ⏤ صفي الرحمن المباركفوري

تفضل الله تعالى على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بتوفيقه للاتصاف بمكارم الأخلاق، ثم أثنى عليه ونوّه بذكر ما يتحلى به من جميل الصفات في آيات كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4) . وسئلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خُلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: ( كان خلقه القرآن ) ( أحمد ) .

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعثه الله بالرسالة في الذروة العليا من الأخلاق الحسنة، صدقا وأمانة، وكرما وحلما، وشجاعة وعفة، وغير ذلك من الصفات التي يحظى بالإجلال والإكبار مَنْ حصل على واحدة منها، فضلا عمن جُمعت له وتوفَّرت فيه ، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ( أحمد ) .

ومن ثم فقد صانه الله ـ سبحانه ـ وحفظه من أدنى وصف يعاب صاحبه، كل ذلك حصل له من ربه فضلاً ومنّة، وقطعاً لألسنة أعدائه الذين يتربصون به، ويقفون في طريق دعوته ..

فقد نشأ - صلى الله عليه وسلم - من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظات حياته ، متحلياً بكل خلق كريم، مبتعداً عن كل وصف ذميم، يُضرب به المثل في كل خُلق فاضل وعظيم .

وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك العدو والصديق .

وفيما يلي بعض الشهادات التي شهد له بها الموالون والمعادون، وفيها دلالة بينة على حسن وعظم أخلاقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وذلك معلوم من الدين بالضرورة ..شهادة أهل بيته في أخلاقه :

لما أوحى الله إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء لأول مرّة ورجع إلى خديجة ـ رضي الله عنها ـ أخبرها الخبر وقال: ( لقد خشيت على نفسي )، فقالت له ـ رضي الله عنها ـ: ( كلاّ والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ) ( البخاري ).
وعن أنس - رضي الله عنه – قال: ( خدمت النبي ـ صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا ) ( البخاري )

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خادما له ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله ) ( البخاري ).
وبالجملة فآية أخلاقه ـ صلوات الله عليه ـ عَلم من أعلام نبوته العظمى، التي لم تجمتع لبشر قَطْ قبله ولا تجتمع لبشر بعده ..

مَحَاسِنُ أَصْنَافِ النَّبِيِّينِ جَمَّةُ وَمَا قَصَبَاتُ السَّبْقِ إِلا لأَحْمَد

من الطبيعي أن يثني التابعون على متبوعهم، ولكن المثير للانتباه ثناء الأعداء والمخالفين على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه، إلا أنها الحقيقة التي لا مفر منها ولا جدال عليها، فنطقت بها ألسنتهم لتكون حجة على أقوامهم ممن يكابر ويعاند، ويأبى إلا الكذب والتزوير، لحقده أو كبره أو عمى قلبه ، وإليك بعض تلك الأقوال التي تثني على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه، ممن لم يؤمن به و كان مخالفاً له ..

شهادة كفار قريش بأمانته وصدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
لما قامت قريش ببناء الكعبة قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - تنازعوا في رفع الحجر الأسود إلى مكانه، واتفقوا على تحكيم أول من يدخل عليهم الباب، فكان أول داخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففرحوا جميعاً، وقالوا: جاء الأمين، جاء محمد، وقد كانوا يلقبونه بلقب الصادق الأمين، لما يعلمونه من أمانته وصدقه - صلى الله عليه وسلم ـ .

وثبت في صحيح البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم ـ لما نزل عليه قول الله تعالى: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } (الشعراء:214) ، صعد إلى الصفا، فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي ـ لبطون قريش ـ حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ).

وكذلك شهد أبو جهل بصدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إنا لا نكذبك، لكن نكذب ما جئت به "، فأنزل الله تعالى: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } (الأنعام:33) .

أخلاق الرسول مع الله والناس كان صلى الله عليه وسلم حسن الخُلق مع ربه ومع الناس، فأما حسنُ خُلقِه مع ربّه فتمثل بتلقيه أحكامه وشرائعه وأوامره ونواهيه بالرضا والتسليم، فلا يكون في حرج منها، ولا يضيق بها ذرعه، أمّا أخلاقه مع الناس فقد تمثّلت ببشاشته، وطلاقة وجهه، وكفّ الأذى عنهم، والصبر عليهم، كما كان عليه الصلاة والسلام خير الناس لأهله، حسن المعشر لأزواجه، يكرمهنّ ويحسن إليهنّ، ويتلطف بهنّ، ويعين أهله في عمل المنزل، ويكون في حاجتهم.

الكتاب يعتبر أحدث كتاب في الشمائل النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و السلام و آخر كتب الشيخ المباركفوري رحمه الله

وهو كتاب يعرف بالإسلام من خلال شخصية النبي محمد صلى الله عليه و سلم و هو مقسم الى ثلاثة أجزاء:

1. السيرة النبوية و البشارة بمحمد صلى الله عليه و سلم
2. ما انا عليه و أصحابي
3. الدين الحق بالأدلة القاطعة
صفي الرحمن المباركفوري - صفي الرحمن المباركفوري (4 يونيو 1943 - 1 ديسمبر 2006)، هو صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أكبر بن محمد علي بن عبد المؤمن بن فقيرالله المباركفوري الأعظمي.

أحد علماء الحديث في الهند. تميز بعلمه الغزير وتواضعه الجم، وقد شارك في ندوات ومحاضرات في مختلف أرجاء الهند وفي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وكثير من الدول الأخرى.

عمل بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لمدة عشر سنوات ابتداءً من عام 1988. عمل على تآليف العديد من الكتب القيمة باللغتين العربية والآردية وأشهرها الرحيق المختوم.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الرحيق المختوم ❝ ❞ الرحيق المختوم ARRAHEEQ ALMAKHTUM بالأنجليزية ❝ ❞ روضة الأنوار في سيرة النبي المختار ❝ ❞ انك لعلى خلق عظيم .ج1 ❝ ❞ انك لعلى خلق عظيم .ج3 ❝ ❞ انك لعلى خلق عظيم .ج2 ❝ ❞ بلوغ المرام من أدلة الأحكام مع تعليقه إتحاف الكرام ❝ ❞ وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم / ج1 ❝ ❞ الرحیق المختوم بلغة الاردو ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❞ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - قطر ❝ ❞ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ❝ ❞ دار الطحاوي للنشر والتوزيع ❝ ❱
من محمد صلى الله عليه وسلم - مكتبة .


اقتباسات من كتاب وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم / ج1

نبذة عن الكتاب:
وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم / ج1

2006م - 1446هـ
تفضل الله تعالى على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بتوفيقه للاتصاف بمكارم الأخلاق، ثم أثنى عليه ونوّه بذكر ما يتحلى به من جميل الصفات في آيات كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4) . وسئلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خُلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: ( كان خلقه القرآن ) ( أحمد ) .

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعثه الله بالرسالة في الذروة العليا من الأخلاق الحسنة، صدقا وأمانة، وكرما وحلما، وشجاعة وعفة، وغير ذلك من الصفات التي يحظى بالإجلال والإكبار مَنْ حصل على واحدة منها، فضلا عمن جُمعت له وتوفَّرت فيه ، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ( أحمد ) .

ومن ثم فقد صانه الله ـ سبحانه ـ وحفظه من أدنى وصف يعاب صاحبه، كل ذلك حصل له من ربه فضلاً ومنّة، وقطعاً لألسنة أعدائه الذين يتربصون به، ويقفون في طريق دعوته ..

فقد نشأ - صلى الله عليه وسلم - من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظات حياته ، متحلياً بكل خلق كريم، مبتعداً عن كل وصف ذميم، يُضرب به المثل في كل خُلق فاضل وعظيم .

وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك العدو والصديق .

وفيما يلي بعض الشهادات التي شهد له بها الموالون والمعادون، وفيها دلالة بينة على حسن وعظم أخلاقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وذلك معلوم من الدين بالضرورة ..شهادة أهل بيته في أخلاقه :

لما أوحى الله إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء لأول مرّة ورجع إلى خديجة ـ رضي الله عنها ـ أخبرها الخبر وقال: ( لقد خشيت على نفسي )، فقالت له ـ رضي الله عنها ـ: ( كلاّ والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ) ( البخاري ).
وعن أنس - رضي الله عنه – قال: ( خدمت النبي ـ صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا ) ( البخاري )

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خادما له ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله ) ( البخاري ).
وبالجملة فآية أخلاقه ـ صلوات الله عليه ـ عَلم من أعلام نبوته العظمى، التي لم تجمتع لبشر قَطْ قبله ولا تجتمع لبشر بعده ..

مَحَاسِنُ أَصْنَافِ النَّبِيِّينِ جَمَّةُ وَمَا قَصَبَاتُ السَّبْقِ إِلا لأَحْمَد

من الطبيعي أن يثني التابعون على متبوعهم، ولكن المثير للانتباه ثناء الأعداء والمخالفين على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه، إلا أنها الحقيقة التي لا مفر منها ولا جدال عليها، فنطقت بها ألسنتهم لتكون حجة على أقوامهم ممن يكابر ويعاند، ويأبى إلا الكذب والتزوير، لحقده أو كبره أو عمى قلبه ، وإليك بعض تلك الأقوال التي تثني على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه، ممن لم يؤمن به و كان مخالفاً له ..

شهادة كفار قريش بأمانته وصدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
لما قامت قريش ببناء الكعبة قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - تنازعوا في رفع الحجر الأسود إلى مكانه، واتفقوا على تحكيم أول من يدخل عليهم الباب، فكان أول داخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففرحوا جميعاً، وقالوا: جاء الأمين، جاء محمد، وقد كانوا يلقبونه بلقب الصادق الأمين، لما يعلمونه من أمانته وصدقه - صلى الله عليه وسلم ـ .

وثبت في صحيح البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم ـ لما نزل عليه قول الله تعالى: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } (الشعراء:214) ، صعد إلى الصفا، فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي ـ لبطون قريش ـ حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ).

وكذلك شهد أبو جهل بصدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إنا لا نكذبك، لكن نكذب ما جئت به "، فأنزل الله تعالى: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } (الأنعام:33) .

أخلاق الرسول مع الله والناس كان صلى الله عليه وسلم حسن الخُلق مع ربه ومع الناس، فأما حسنُ خُلقِه مع ربّه فتمثل بتلقيه أحكامه وشرائعه وأوامره ونواهيه بالرضا والتسليم، فلا يكون في حرج منها، ولا يضيق بها ذرعه، أمّا أخلاقه مع الناس فقد تمثّلت ببشاشته، وطلاقة وجهه، وكفّ الأذى عنهم، والصبر عليهم، كما كان عليه الصلاة والسلام خير الناس لأهله، حسن المعشر لأزواجه، يكرمهنّ ويحسن إليهنّ، ويتلطف بهنّ، ويعين أهله في عمل المنزل، ويكون في حاجتهم.

الكتاب يعتبر أحدث كتاب في الشمائل النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و السلام و آخر كتب الشيخ المباركفوري رحمه الله

وهو كتاب يعرف بالإسلام من خلال شخصية النبي محمد صلى الله عليه و سلم و هو مقسم الى ثلاثة أجزاء:

1. السيرة النبوية و البشارة بمحمد صلى الله عليه و سلم
2. ما انا عليه و أصحابي
3. الدين الحق بالأدلة القاطعة .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

تفضل الله تعالى على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بتوفيقه للاتصاف بمكارم الأخلاق، ثم أثنى عليه ونوّه بذكر ما يتحلى به من جميل الصفات في آيات كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4) . وسئلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خُلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: ( كان خلقه القرآن ) ( أحمد ) . 

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعثه الله بالرسالة في الذروة العليا من الأخلاق الحسنة، صدقا وأمانة، وكرما وحلما، وشجاعة وعفة، وغير ذلك من الصفات التي يحظى بالإجلال والإكبار مَنْ حصل على واحدة منها، فضلا عمن جُمعت له وتوفَّرت فيه ، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ( أحمد ) .

ومن ثم فقد صانه الله ـ سبحانه ـ وحفظه من أدنى وصف يعاب صاحبه، كل ذلك حصل له من ربه فضلاً ومنّة، وقطعاً لألسنة أعدائه الذين يتربصون به، ويقفون في طريق دعوته ..

فقد نشأ - صلى الله عليه وسلم - من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظات حياته ، متحلياً بكل خلق كريم، مبتعداً عن كل وصف ذميم، يُضرب به المثل في كل خُلق فاضل وعظيم .

وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك العدو والصديق .

وفيما يلي بعض الشهادات التي شهد له بها الموالون والمعادون، وفيها دلالة بينة على حسن وعظم أخلاقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وذلك معلوم من الدين بالضرورة ..شهادة أهل بيته في أخلاقه :

لما أوحى الله إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء لأول مرّة ورجع إلى خديجة ـ رضي الله عنها ـ أخبرها الخبر وقال: ( لقد خشيت على نفسي )، فقالت له ـ رضي الله عنها ـ: ( كلاّ والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ) ( البخاري ).
وعن أنس - رضي الله عنه – قال: ( خدمت النبي ـ صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا ) ( البخاري )

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خادما له ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله ) ( البخاري ).
وبالجملة فآية أخلاقه ـ صلوات الله عليه ـ عَلم من أعلام نبوته العظمى، التي لم تجمتع لبشر قَطْ قبله ولا تجتمع لبشر بعده ..

           مَحَاسِنُ أَصْنَافِ النَّبِيِّينِ جَمَّةُ       وَمَا قَصَبَاتُ السَّبْقِ إِلا لأَحْمَد

من الطبيعي أن يثني التابعون على متبوعهم، ولكن المثير للانتباه ثناء الأعداء والمخالفين على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه، إلا أنها الحقيقة التي لا مفر منها ولا جدال عليها، فنطقت بها ألسنتهم لتكون حجة على أقوامهم ممن يكابر ويعاند، ويأبى إلا الكذب والتزوير، لحقده أو كبره أو عمى قلبه ، وإليك بعض تلك الأقوال التي تثني على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه، ممن لم يؤمن به و كان مخالفاً له ..

شهادة كفار قريش بأمانته وصدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
لما قامت قريش ببناء الكعبة قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - تنازعوا في رفع الحجر الأسود إلى مكانه، واتفقوا على تحكيم أول من يدخل عليهم الباب، فكان أول داخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففرحوا جميعاً، وقالوا: جاء الأمين، جاء محمد، وقد كانوا يلقبونه بلقب الصادق الأمين، لما يعلمونه من أمانته وصدقه - صلى الله عليه وسلم ـ .

وثبت في صحيح البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم ـ لما نزل عليه قول الله تعالى: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } (الشعراء:214) ، صعد إلى الصفا، فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي ـ لبطون قريش ـ حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ).

وكذلك شهد أبو جهل بصدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إنا لا نكذبك، لكن نكذب ما جئت به "، فأنزل الله تعالى: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } (الأنعام:33) .

 أخلاق الرسول مع الله والناس كان صلى الله عليه وسلم حسن الخُلق مع ربه ومع الناس، فأما حسنُ خُلقِه مع ربّه فتمثل بتلقيه أحكامه وشرائعه وأوامره ونواهيه بالرضا والتسليم، فلا يكون في حرج منها، ولا يضيق بها ذرعه، أمّا أخلاقه مع الناس فقد تمثّلت ببشاشته، وطلاقة وجهه، وكفّ الأذى عنهم، والصبر عليهم، كما كان عليه الصلاة والسلام خير الناس لأهله، حسن المعشر لأزواجه، يكرمهنّ ويحسن إليهنّ، ويتلطف بهنّ، ويعين أهله في عمل المنزل، ويكون في حاجتهم.

الكتاب يعتبر أحدث كتاب في الشمائل النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و السلام و آخر كتب الشيخ المباركفوري رحمه الله

وهو كتاب يعرف بالإسلام من خلال شخصية النبي محمد صلى الله عليه و سلم و هو مقسم الى ثلاثة أجزاء:

1. السيرة النبوية و البشارة بمحمد صلى الله عليه و سلم
2. ما انا عليه و أصحابي
3. الدين الحق بالأدلة القاطعة

وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نسخة مصورة 

وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نسخة مصورة ج1

وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نسخة مصورة ج3

عمليات بحث متعلقة بـ وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

وَإِنَّكَ لعلى خلق عظيم

تعبير وَإِنَّكَ لعلى خلق عظيم

وَإِنَّكَ لعلى خلق عظيم مكتوبة

تأملات في قوله تعالى وَإِنَّكَ لعلى خلق عظيم

كتاب وانك لعلى خلق عظيم pdf

وَإِنَّكَ لعلى خلق عظيم علام يدل ذكر هذا الوصف

سبب نزول وَإِنَّكَ لعلى خلق عظيم

في أي سورة وردت الآية وَإِنَّكَ لعلى خلق عظيم

وَإِنَّكَ لعلى خلق عظيم تفسير الميزان

وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ english

وَإِنَّكَ لعلى خلق عظيم إعراب

وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ English



سنة النشر : 2006م / 1427هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 25 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم / ج1

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم / ج1
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
صفي الرحمن المباركفوري - Safi Rahman Al Mubarakfuri

كتب صفي الرحمن المباركفوري صفي الرحمن المباركفوري (4 يونيو 1943 - 1 ديسمبر 2006)، هو صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أكبر بن محمد علي بن عبد المؤمن بن فقيرالله المباركفوري الأعظمي. أحد علماء الحديث في الهند. تميز بعلمه الغزير وتواضعه الجم، وقد شارك في ندوات ومحاضرات في مختلف أرجاء الهند وفي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وكثير من الدول الأخرى. عمل بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لمدة عشر سنوات ابتداءً من عام 1988. عمل على تآليف العديد من الكتب القيمة باللغتين العربية والآردية وأشهرها الرحيق المختوم. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الرحيق المختوم ❝ ❞ الرحيق المختوم ARRAHEEQ ALMAKHTUM بالأنجليزية ❝ ❞ روضة الأنوار في سيرة النبي المختار ❝ ❞ انك لعلى خلق عظيم .ج1 ❝ ❞ انك لعلى خلق عظيم .ج3 ❝ ❞ انك لعلى خلق عظيم .ج2 ❝ ❞ بلوغ المرام من أدلة الأحكام مع تعليقه إتحاف الكرام ❝ ❞ وإنك لعلى خلق عظيم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم / ج1 ❝ ❞ الرحیق المختوم بلغة الاردو ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❞ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - قطر ❝ ❞ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ❝ ❞ دار الطحاوي للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب صفي الرحمن المباركفوري