❞ رواية الرماد الذي غسل الماء ❝ ⏤ عز الدين جلاوجي
وأنا أتدحرج في مهاوي الأيام.. أنكث ظفائر العمر الحزين.. تتحداني براثن الليالي الكالحات.. لم أعد أشعر بدفء الحب يحضن قلبي الصغير المرتعش.. ما عدت أتنشق شذاه يدغدغ الفرحَ في جوانحي.. بحثت عنكَ كثيرا.. قلبت حتى ابتسامة الأطفال وتجاعيد الكبار.. وحلم الأبكار ينتظرن عاشقا على شرفات العمر.. طاردتُكَ خلف زقزقات العصافير الرمادية، وبين ثنايا الصَّبا يهب حزينا منكسا على مدينتنا البائسة.. ساءلت عنكَ البراءة في وجوه الصغار.. والدموعَ المضطربة على شرفات العيون.. والأحلامَ المقبورة في نفوس المقهورين.. وكنتُ دائما أراكَ خيط دخان ينفلت من بين أصابعي البضةِ المرتجفة.. وتظلُّ تبتعدُ إلى الأعلى يشيعكَ الحلم في عينيَّ.. وفي قلبي الصغير، عسى أن ألقاكَ يوما ما.. في مكان ما. وها اليأس ياسيـدي يتغشاني غمامة من رما. يمد أكفانه إلى حلمي وقلبي.. وكل إشراقة فرح في نفسي.. أعرف أنك غادرت المدينة من زمن بعي. وجميلا فعلتَ وبقيتُ أنا أتجرع أماني ابن زيدون: الذكــر يقنعنــا.. والطيــف يكفينـــا بقيت أجر كل مساء قدميَّ الحزينتين.. أقطع الشوارع المتربة.. أجلس قريبا من راس العين.. أستلهمُ بركات الولي الصالح.. أتصفحُ وجه القمر ملفوفا بقزعات سو. وأحلمُ أن أراك هناك.. كان حلمي أن أكون معك بعيدا عن كل البشر.. قريبين من دقات قلبينا.. من أحلامنا.. من أفراحنا.. من دموعنا.. ولاضيرَ.. كم تهدهني الغبطةُ وأنا أراك هناك في العليين.. لست أدري ياسيــدي أأنت راءٍ مرقاي الذي كنت أرقبك منه أم لا..؟ ولست أدري أراءٍ مكاني الآن أم لا؟
عز الدين جلاوجي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العشق المقدنس ❝ ❞ راس المحنة ❝ ❞ الرماد الذي غسل الماء ❝ الناشرين : ❞ دار المنتهى ❝ ❱
من دواوين الشعر - مكتبة .