📘 قراءة كتاب مفارقات الحياة أونلاين
المفارقة هى جوهر الحياة الإنسانية، وهى صانعة الدراما في عالم البشر؛ كأن تأتي الأحلام في غير زمانها ومكانها، وبعد أن يكون الإنسان قد سئم انتظارها، وفقد فرحة تحققها وربما فقد أيضًا القدرة على الاستمتاع بها! ومن أشكال المفارقة أن يقترب منك الإنسان أو الرفيق الجدير بالبعد، ويبتعد عنك من هو جدير بالقرب! وأن تلتقي الشخص المناسب في الزمان والمكان غير المناسبين، فلا تجني من رؤيته ولقائه إلا الحسرة ووجع البعاد!
والمفارقة (Paradox - بارادوكس) كلمة يوناينة تعني مخالفة أو مجاوزة الاعتقاد العام أو المنطق السليم لوقوع ومسار الأحداث، ولهذا فهى تبدو عند حدوثها متناقضة وعبثية الدلالة والمعنى، ولكنها تظل رغم ذلك مثيرة للدهشة والتأمل، وملهمة لأفكار كثيرة في الفلسفة بقدرتها المذهلة على تحدي العقل الإنساني ، ودعوته لإعمال الفكر بحثًا عن معانٍ فيها غائبة، ودلالات مقبولة، وحكمة مفقودة.
ولأن طريق الحكمة والفلسفة طويل وشاق، ولا يصل لنهايته إلا أحاد البشر، فإن تكرار وقوع المفارقات في حياة البشر يحول معظمهم إلى ساخرين عظام؛ لأن الإنسان القوي يعيش المفارقة الأولى والثانية في حياته كمأساة مثيرة لكثير من الحزن، أما ما يأتي بعد ذلك من مفارقات فيعيشها كملهاة مثيرة للسخرية؛ ويتحول من رؤية التراجيديين اليونانيين العظام مثل إسخيلوس وسوفوكليس ويوربيديس إلي رؤية وسخرية أرستوفان الكاتب المسرحي اليوناني الكبير.
وأظن أن هذا التحول ضرورة وجودية، لكي يستطيع الإنسان مواصلة رحلة حياته، وتقبل الواقع والتوقف عن التفكير والبحث عن منطق معقول لتفسير الأحداث ومفارقات الحياة والعلاقات الإنسانية.
وهناك نماذج لمفارقات عديدة صادفت المرء في حياته، ولا تزال تثير بداخله الكثير من الدهشة والتأمل، ومن أمثلتها – بالإضافة إلى ما ذكرته في مقدمة هذا المقال – حادثة وفاة شاعر القصة القصيرة والروائي الجنوبي الراحل يحيى الطاهر عبدالله؛ ففي أوائل عام 1981، أجرى حوارًا صحفيًا مع الأستاذ سمير غريب، نُشر بمجلة المستقبل، وقال فيه: "أنا لي عمر حريص عليه، أنا وصلت للسن الحرجة، أنا شاب، أديب شاب".
ولكن تشاء الأقدار أن يرحل بغتة عن دنيانا بعد ثلاثة شهور من إجراء هذا الحوار إثر حادث أليم على طريق القاهرة الواحات، وهو في الثالثة والأربعين من عمره؛ وتلك من مفارقات القدر في حياة يحيى الطاهر عبدالله؛ ففي اللحظة التي بدأ يشعر فيها بقيمة الحياة وبمرور العمر، وحتمية التركيز على موهبته، وإكمال مشروعه الأدبي، يموت!
سنة النشر : 1928م / 1346هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.3 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'