📘 قراءة كتاب الحديث عن المرأة والديانات أونلاين
في العادة تبحث دراسة النساء والدين عن دور النساء في عقائد دينية معينة، وكذلك الشرائع الدينية المرتبطة بموضوع النوع والأدوار النوعية وسيدات محددات في التاريخ الديني.
يختلف وضع ودور المرأة من دين لآخر، وهذا يكون بناءا على الأوامر العقائدية. وأحيانا يكون بناء على العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الذي تكون فيه الدين.
هناك نقاط مشتركة بين عقائد دينية معينية تتفق في وضع المرأة كليا أو جزئيا كالديانات التي تكون من عائلة دينية واحدة، وعلى سبيل المثال في الديانات الدارمية يعد دور المرأة متشابه إلى حد كبير وقد يكون متطابق بين الجاينية و البوذية، وكذلك في أديان إبراهيمية يمكن أن نعتبر دور المرأة متشابه بين اليهودية والإسلام في وجوب الحج على المرأة إلى بيت المقدس (في اليهودية) وكذلك فرض الحج إلى مكة لمن استطاع (في الإسلام)، وكذلك يوجد تشابه كبير جدا بين وضع المرأة في اليهودية والمسيحية حيث أن التشريع المسيحي يعتمد كليا على ما ورد في العهد القديم، لذلك فواجبات وحقوق المرأة في المسيحة (من الناحية الدينية) تعد صورة طبق الأصل من اليهودية وقد يكون هناك بعض الاختلافات.
المرأة في اليهودية
يتم تحديد دور المرأة في اليهودية بعدة عوامل منها: التوراة، والشريعة اليهودية الشفوية، والأعراف، والعوامل الثقافية التي لا ترتبط بالدين من قريب أو من بعيد. وعلى الرغم من ذلك تذكر التوراة العديد من النماذج النسائية، حيث يختلف تعامل الشريعة اليهودية مع المرأة حسب الظروف المحيطة. في التقليد اليهودي، لا يعد الشخص يهوديًا إلا إذا ولد لأم يهودية، على الرغم من أن اسم الأب يستخدم في التوراة فنجد على سبيل المثال لا الحصر: "دينا بنت يعقوب".
شهدت العصور الوسطى العديد من التطورات الدينية في الديانة اليهودية. فنجد غض الطرف على الحظر المفروض على تعليم النساء التوراة، وظهور النساء في مجموعات المصليين بالإضافة إلى ذلك بدأت المرأة بالمشاركة في شعائر الديانة اليهودية علنًا في المعابد. وربما كان هناك بعض النساء اللاتي تعلمن كيفية أداء الطقوس باللغة العبرية. وتوجد بعض الدلائل التي تؤكد على ارتداء زوجات الحاخامات في بعض المجتمعات الأشكينازية في القرن الخامس عشر التزيتزيت تمامًا كأزواجهن.
المرأة في المسيحية
أثرت الكنيسة على النظرة الاجتماعية للمرأة في جميع أنحاء العالم بطرق هامة، حسب بعض المؤرخين أمثال جيوفيري بلايني. أما في تاريخ المسيحية، فيختلف دور المرأة إلى حد كبير اليوم عما كان في القرون السابقة، وذلك بسبب التطور التاريخي الكبير الذي حدث منذ القرن الأول للميلاد. وهذا ينطبق بشكل خاص في الزواج وفي المناصب الكهنوتية الرسمية داخل بعض الطوائف المسيحية والكنائس والمنظمات الكنسية.
وقد تم حصر العديد من الأدوار القيادية في الكنيسة بالذكور. ففي الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، الرجال فقط يمكنهم أن يصبحوا كهنة أو شمامسة. والذكور فقط يخدمون في المناصب القيادية مثل البابا، البطريرك، والأسقف، لكن يمكن للمرأة أن تكون بمثابة راهبة. تحاول معظم الطوائف البروتستانتية السائدة تخفيف القيود المفروضة منذ زمن بعيد على رسامة النساء كأساقفة، وذلك على الرغم من وجود بعض المجموعات الكبيرة التي تشدد هذه القيود كنوع من ردة الفعل. في حين تبنت الكنائس الكاريزماتية والعنصرة سيامة النساء منذ تأسيسها بهم.
التقاليد المسيحية التي تعترف رسمياً بالقديسين كأشخاص لهم قداسة استثنائية في الحياة تتضمن لائحة بأسماء نساء في تلك المجموعة. أبرزهن هي مريم، أم يسوع التي تحظى بمكانة عالية في جميع الطوائف المسيحية، ولا سيما في الكاثوليكية الرومانية والتي تعتبرها "أم الله". كما تشمل اللائحة نساءً بارزاتٍ عاصرن يسوع، لاهوتياتٍ أتين لاحقاً، راهبات، صوفيات، وطبيبات، ونساء أسسن جماعات دينية أو قادة عسكريين وملكات وشهيدات. وهذا ما يثبت الأدوار المتنوعة التي لعبتها المرأة في الحياة المسيحية. أولى بولس الرسول النساء في هذا الصدد اهتماماً كبيراً، وأقرّ بأنها تستحق مناصب بارزة في الكنيسة، على الرغم من أنه كان حريصاً على عدم تجاهل الرموز المتعلقة بتنظيم الحياة المنزلية للعهد الجديد، أو ما يطلق عليه قانون الأحوال الشخصية اليوناني الروماني والذي كان معمولاً به في القرن الأول للميلاد.
منذ البدايات المبكرة للمسيحية كانت النساء من الأعضاء المهمين في الحياة العامة، على الرغم من أن البعض شكى من تجاهل الكثير من نصوص العهد الجديد والمتعلقة بعمل المرأة. لكن البعض الآخر يرى بأن "كنيسة الرجل" ما هي إلا مبدأ مستقى من نصوص العهد الجديد وتفاسيره، وهو الذي كتب جميع أسفاره "رجال". مؤخراً، بدأ العلماء بأبحاث موسّعة لدراسة اللوحات الجدارية والفسيفساء والنقوش التي تعود إلى تلك الفترة من أجل التعرف على الدور الذي لعبته المرأة في الكنيسة الأولى.
يرى المؤرخ جيفي بلايني أن النصوص المسيحية الأولى تشير إلى مختلف الأنشطة التي مارستها النساء في ظل الكنيسة الأولى. إحداهن امرأة تدعى "سانت بريسكلا، والتي كانت مسؤولة عن التبشير في روما، كما ساعدت في تأسيس المجتمع المسيحي في كورنثوس. سافرت مع زوجها والقديس بولس بهدف التبشير، ودرست اليهودية على يد العلّامة أبلوس تعد مع أربعة نساء أخريات من قيصيرية في فلسطين من الرسل والأنبياء، كما استضفن القديس بولس في بيتهن، وذلك بحسب رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبس.
المرأة في الإسلام
يبين المسلمون حقوق وواجبات المراة في الإسلام من مصادر التشريع الإسلامي، حيث يأخذ بالقرآن في المقام الأول ثم ما جاء في الاحاديث النبوية ثم إجماع العلماء ثم القياس والاجتهاد.
يحث الإسلام بصفة عامة على الأم بكونها الشخص الأولى بالاهتمام والحب في حياة المسلم حتى وإن كانت أمه كافرة، فقد أعطى الإسلام للأم مكانة تتميّز عن مكانة الأب في معنى البرّ والعاطفة والإحسان، لأن الأم هي التي تبذل في صناعة الحياة للولد كلَّ الجهد، وتتحمّل كل الثقل والتعب وكل الرعاية، فهناك فرق بين الأبوّة والأمومة، فالأبوّة لا تثقل جسد الرجل، ولكن الأمومة تثقل الأم، وتعرّضها للخطر، فهي التي تحمل الولد وتغذيه من جسدها، فيربك الحمل صحّتها، ويثقل حركتها، ما قد يترك تأثيرًا في صحتها بالمرض، أو بما يزيد من مرضها، عندما تكون مريضة قبل الحمل، وهي التي تواجه الخطر على حياتها عند الوضع، ويأتي الدور الثاني، وهو دور الرضاعة والحضانة، حيث يقيّد الطفل حرية الأم في الحركة، ويضيّق عليها الكثير من المساحة التي تتحرك فيها، كما جاء في سورة لقمان Ra bracket.png وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ Aya-14.png La bracket.png، ولذلك، تحدّث الله تعالى عن معاناة الأم، بما لم يتحدث به عن معاناة الأب، بقوله تعالى: (حملته أمه كرهًا ووضعته كرهًا وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا)، هذه كلها من خصوصيات الأم، ولذلك ورد في الحديث النبوي الشريف، أن رجلا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك. فقال: هل لك أم؟ قال: نعم. قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)، بمعنى أن الله قد جعل الجنة لها، لأنها هي التي تبذل الجهد كله في صناعة الحياة للإنسان، وقد ورد في بعض الأحاديث، أن المرأة الحامل إذا ماتت في أثناء نفاسها، كان لها أجر الشهداء، فالشهيد يحفظ بدمه للأمة عزتها وكرامتها، ويحمي أرضها وإنسانها. أما الأم، فتلد الشهداء والمجاهدين والعلماء والقادة والمصلحين، تحملهم أجنّة وتضعهم أطفالاً وترعاهم شبابًا، وتحضنهم حتى لو بلغوا الخمسين والستين.
وفي الحقوق المدنية: فإن كانت المرأة بالغة، يحق لها أن تتعاقد، وتملك العقار والمنقول، وتتصرف فيما تملك، كما حرم الإسلام تزويج البالغة العاقلة بدون رضاها، أو على كره منها.
من ناحية التعبد فقد فرض على المرأة مثلها مثل الرجل في أداء أركان الإسلام الخمسةن وكذلك باقي الفروض إلا باختلاف بسيط من حيث وقوع المرأة في الحيض فقط عفي عنها الصلاة، وكذلك في حالة الحمل والرضاعة عفي عنها الصيام، بالإضافة لعدم إلزام المرأة بصلاة الفروض الخمسة بالمسجد وأيضا عدم إلزامها بالجهاد في حالة الحرب (إلا تطوعا).
يختلف الإسلام في مسألة حيض المرأة عما جاء من غلو في الأحكام اليهودية ونقلتها إلى المسيحية بأن حيض المرأة يجعلها نجسة وتنجس أي شيء تلمسه كما جاء في سفر اللاويين ((وإذا كانت امرأة لها سيلٌ دما فسبعة أيام تكوم في طمثها. وكل من مسها يكون نجسا إلى المساء وكلُ ما تضطجع عليه في طمثها يكون نسجا وكل ما تجلس علي يكون نجسا وكل من مس فراشها يغسلُ ثيابه ويستحم بماء، ويكون نجسا إلى المساء وكل من مس متاعا تجلس عليه يُغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء. وإن كان على الفراش أو على المتاع الذي هي جالسةُ عليه عندما يمسه يكون مجسا إلى المساء . وإن اضطجع معها رجل فكان طمثهايكون نجسا سبعة أيام . وكل فراش يضطجع عليه يكون نجسا وكلُ من مسهّن يكون نجسا فيغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء وإذا طهرت من سيلها تحسب لها سبعة أيام وفي اليوم الثامن تأخذ لنفسها دجاجتين أو فرخي حمام وتأت بهما إلى الكاهن. ويُكفر عنها الكاهن أمام الرب من سيل نجاستها)) وهذا ما أتفقت عليه اليهودية والمسيحية معا لأن التشريع المسيحي مستمد من العهد القديم ولا يوجد في العهد الجديد شيء يتكلم عن المحيض، أما في الإسلام فقد حد مسألة المحيض في الآية 44 من سورة الحج ((ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض)).
في الوقت الحاضر يختلف دور النساء المسلمات بين المجتمعات المختلفة. وأحيانا تعاني النساء المسلمات لعدة مشاكل في بعض البيئات والمجتمعات غير الإسلامية وخاصة في أوروبا وأمريكا، وقد تكون تلك المشكلة في المقام الأول بسبب ارتداء النقاب أو الحجاب في تلك الدول.
في هذا الكتاب الشيق يحدثنا ، الأديب والفيلسوف الليبي، عن وضع المرأة في الديانات السماوية كلها، ونظرة هذه الأديان للمرأة؛ فيبدأ بالحديث عن الديانة اليهودية، وكيف تنظر هذه الديانة للمرأة، وكيف كان وضع المرأة آنذاك، وهنا يحدثنا عن اعتقاد اليهود بأن المرأة كائن منحط وأنها السبب في خطيئة آدم الأولى، ولذلك عاقبها الله بكثير من الأمور التي جبلها عليها مثل آلام الحمل والولادة، ويتطرق للحديث عن الميراث والطلاق ويستطرد في الحديث عن الديانة اليهودية من زاوية المرأة، ثم يتطرق للديانة المسيحية ووضع المرأة فيها. وفي الأخير يقارن كل هذا بوضع المرأة في الإسلام من ناحية الطلاق والميراث، وغير ذلك من القضايا الهامة.
ويحدثنا أيضًا عن تحرير المرأة بشكل كامل، ورأيه في هذا التحرير وكيف أن المساواة ليست في صالحها، وغير ذلك، ثم يختتم الكتاب بالحديث عن وضع المرأة في المجتمع الليبي.
سنة النشر : 2002م / 1423هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.9 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'