❞ كتاب العقوبات الإسلامية وعقدة التناقض بينها وبين ما يسمى بطبيعة العصر ❝  ⏤ محمد سعيد رمضان البوطي

❞ كتاب العقوبات الإسلامية وعقدة التناقض بينها وبين ما يسمى بطبيعة العصر ❝ ⏤ محمد سعيد رمضان البوطي


كثيراً ما اتهمت التشريعات الإسلامية المتعلقة بالعقوبات بالقسوة، وكثيراً ما تصدى جهلاء بفلسفة الإسلام في‮ ‬التشريع وهاجموا هذه التشريعات بحماقة من دون أن‮ ‬يسألوا أهل الذكر، ومن دون أن‮ ‬يعلموا مقاصد الشريعة الإسلامية في‮ ‬عقوباتها وتعاملها الرادع مع هؤلاء الذين‮ ‬يرتكبون جرائم منكرة تهدر حقوق الإنسان وتهدد أمن وسلامة المجتمع‮.‬

فهل عقوبات الشريعة الإسلامية التي‮ ‬تعاملت بها مع القتلة وعتاة الإجرام قاسية فعلاً؟ وكيف واجهت هذه الشريعة التي‮ ‬وصفت ب«العدل والإنصاف‮» ‬جريمة القتل العمد التي‮ ‬شاعت في‮ ‬مجتمعاتنا العربية وأصبحت العقوبات الوضعية عاجزة عن مواجهتها؟ وهل في‮ ‬الاقتصاص من القاتل قسوة وإهدار لحقوقه؟

إن العقوبات التي‮ ‬قررتها الشريعة الإسلامية لمواجهة جميع أشكال الجرائم والانحرافات هي‮ ‬عقوبات عادلة بشهادة أساتذة وخبراء القانون المنصفين في‮ ‬العالم، ووصف هذه التشريعات بالقسوة وإهدار حقوق الإنسان لم‮ ‬يأت إلا على لسان أناس سطحيين لا علاقة لهم بالتشريع الإسلامي‮ ‬ولم‮ ‬يفهموا مقاصده ولم‮ ‬يقفوا على فلسفته‮.‬
‮الجناية‮.. ‬والحدود

ويعرفنا عالم الشريعة الإسلامية د. محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالعقوبات الشرعية والحدود التي‮ ‬جاءت بها شريعة الإسلام لمواجهة الجرائم والانحرافات المادية والأخلاقية، حيث تطلق كلمة‮ (‬الجناية‮) ‬في‮ ‬الشريعة الإسلامية على‮ «‬كل فعل محرم نهت عنه شريعة الإسلام وعاقبت عليه لما فيه من ضرر‮ ‬يقع على النفس أو على المال أو على العقل أو على العرض‮».‬

أما كلمة‮ (‬الحدود‮) ‬فتعني‮ ‬في‮ ‬منظور شريعتنا الإسلامية‮ «‬كل عقوبة وقعت على من ارتكب جريمة أو جناية نهت عنها الشرائع السماوية والعقول الإنسانية السليمة‮»‬، يقول الحق سبحانه‮: «‬تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن‮ ‬يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون‮»‬، ومعنى هذه الآية الكريمة أن هذه الأحكام هي‮ ‬حدود الله الفاصلة بين الحلال والحرام فلا تتجاوزوها، بل قفوا عند الحلال وافعلوه، وكفوا عن الحرام فلا تقربوه، واعلموا أن من‮ ‬يخالف ذلك‮ ‬يعرض نفسه للعقاب، ويصبح من الظالمين‮.‬

إجراءات وقائية

والشريعة الإسلامية في‮ ‬عقوباتها لا تستهدف مجرد توقيع عقوبة على مجرم كما هي حال التشريعات القانونية المطبقة الآن في‮ ‬كل المجتمعات الإنسانية، بل هي‮ ‬قبل توقيع العقوبة تتخذ العديد من الإجراءات الوقائية لكي‮ ‬تحمي‮ ‬المجتمع من الجرائم والانحرافات المتعددة التي‮ ‬تهدد أمنه واستقراره‮.

‬كما أن شريعتنا العادلة تبحث دائماً عن الحقيقة وتتخذ كما‮ ‬يقول د‮. ‬الجندي‮ ‬ جميع الأدلة والبراهين التي‮ ‬تحمي‮ ‬الإنسان من وقوع ظلم عليه بعد تقرير العقوبة‮.. ‬ففي‮ ‬جريمة القتل العمد مثلاً نجد شريعة الإسلام ترهب من قتل الإنسان ظلماً وعدواناً، وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي‮ ‬تحرم تحريماً قاطعاً قتل إنسان إلا بالحق‮.. ‬يقول سبحانه‮: «‬ومن‮ ‬يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً‮ ‬عظيما‮ً».‬

فالله سبحانه وتعالى‮ ‬يتوعد في‮ ‬هذه الآية كل إنسان‮ ‬يقترف جريمة القتل ظلماً وعدواناً بجملة من العقوبات هي‮: ‬الخلود في‮ ‬جهنم، وغضب الله على هذا القاتل، وحلول اللعنة عليه، وحلول العذاب العظيم عليه في‮ ‬الآخرة‮.. ‬والرسول صلوات الله وسلامه عليه‮ ‬يقول‮: «‬كل ذنب عسى الله أن‮ ‬يغفره إلا من مات مشركاً أو مؤمن قتل مؤمناً متعمدا‮ً».‬

فلسفة القصاص

والشريعة الإسلامية وهي‮ ‬شريعة عدل وإنصاف ترتب على جريمة القتل أموراً كثيرة منها‮: ‬حرمان القاتل من الميراث والوصية‮.. ‬فلا‮ ‬يرث القاتل من ميراث المقتول شيئاً لا من ماله ولا من دينه إذا كان من ورثته، سواء أكان القتل عمداً أو خطأ‮.. ‬فالقاعدة الفقهية تقول‮: «‬من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه‮».. ‬وإذا لم توقع على القاتل عقوبة في‮ ‬حالة ما إذا عفا أولياء القتيل عن القاتل أو رضوا بالدية فيكون على القاتل كفارة لأن ما فعله جريمة تستدعي‮ ‬الاستغفار والتوبة والندم‮. ‬

والعقوبة العادلة التي‮ ‬قررتها الشريعة الإسلامية لجريمة القتل العمد كما‮ ‬يوضح د‮. ‬الجندي‮ ‬ هي‮ ‬القصاص، وهو ما‮ ‬يطلق عليه في‮ ‬القانون الوضعي‮ «‬الإعدام‮» ‬فالله سبحانه وتعالى ‮ ‬يقول‮: «‬يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في‮ ‬القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي‮ ‬له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم‮. ‬ولكم في‮ ‬القصاص حياة‮ ‬يا أولي‮ ‬الألباب لعلكم تتقون‮». ‬ومن خلال هذا النص القرآني‮ ‬يتضح لنا أن الإسلام قد جمع في‮ ‬تشريعه الحكيم لعقوبة القتل بين العدل والرحمة، إذ جعل القصاص حقاً لأولياء المقتول إذا طالبوا به، لا‮ ‬ينازعهم في‮ ‬ذلك منازع، وهذا عين الإنصاف والعدل‮.. ‬وجعل الدية عوضاً عن القصاص إذا رضوا بها باختيارهم، وهذا عين الرحمة واليسر‮.

‬ثم بين الحق سبحانه أن في‮ ‬تطبيق عقوبة القصاص حياة لأرواح الأبرياء، فمن‮ ‬يعرف أنه إذا ما قتل إنساناً سيقتل مثله فلن‮ ‬يقدم على اقتراف هذه الجريمة النكراء وبذلك نحمي‮ ‬أرواح الجميع‮.

كتاب pdf تأليف محمد سعيد رمضان البوطي يناقش فيه كل من يعتقد أن العقوبات الإسلامية قاسية أو وحشية، أو غير إنسانية، تحتاج للتجديد، أو غير مواكبة للعصر الحديث، فقد صدر هذا الكتيب لتوعية العامة بهذه العقوبات وإزالة الالتباس في فهمها، وهو إعادة نشر لرسائل من كتاب (على طريق العودة إلى الإسلام ) الصادر عام 1992م.

ويتناول المؤلف محمد سعيد رمضان البوطي عدد من الحدود مثل: الزنا، السرقة، الردة، ويتحدث كذلك عن القصاص والتعزير، ويقدم لنا الحكمة والحجج العقلية في هذه الحدود، ويدحض بها الأفكار المخالفة التي تطعن في نظام العقوبات الإسلامي.
محمد سعيد رمضان البوطي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ إلى كل فتاة تؤمن بالله ❝ ❞ ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية ❝ ❞ السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامى ❝ ❞ العقوبات الإسلامية وعقدة التناقض بينها وبين ما يسمى بطبيعة العصر ❝ ❞ مجمل الشبهات التي تثار حول تطبيق الشريعة الإسلامية في العصر الحديث ❝ ❞ العناية بالعبادات أساس لابد منه لتثبيت المجتمع الإسلامي ❝ ❞ حقوق المرأة وعقدة التناقض بينها وبين الشريعة الإسلامية ❝ ❞ هكذا فلندع إلى الإسلام ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❱
من إسلامية متنوعة كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
العقوبات الإسلامية وعقدة التناقض بينها وبين ما يسمى بطبيعة العصر


كثيراً ما اتهمت التشريعات الإسلامية المتعلقة بالعقوبات بالقسوة، وكثيراً ما تصدى جهلاء بفلسفة الإسلام في‮ ‬التشريع وهاجموا هذه التشريعات بحماقة من دون أن‮ ‬يسألوا أهل الذكر، ومن دون أن‮ ‬يعلموا مقاصد الشريعة الإسلامية في‮ ‬عقوباتها وتعاملها الرادع مع هؤلاء الذين‮ ‬يرتكبون جرائم منكرة تهدر حقوق الإنسان وتهدد أمن وسلامة المجتمع‮.‬

فهل عقوبات الشريعة الإسلامية التي‮ ‬تعاملت بها مع القتلة وعتاة الإجرام قاسية فعلاً؟ وكيف واجهت هذه الشريعة التي‮ ‬وصفت ب«العدل والإنصاف‮» ‬جريمة القتل العمد التي‮ ‬شاعت في‮ ‬مجتمعاتنا العربية وأصبحت العقوبات الوضعية عاجزة عن مواجهتها؟ وهل في‮ ‬الاقتصاص من القاتل قسوة وإهدار لحقوقه؟

إن العقوبات التي‮ ‬قررتها الشريعة الإسلامية لمواجهة جميع أشكال الجرائم والانحرافات هي‮ ‬عقوبات عادلة بشهادة أساتذة وخبراء القانون المنصفين في‮ ‬العالم، ووصف هذه التشريعات بالقسوة وإهدار حقوق الإنسان لم‮ ‬يأت إلا على لسان أناس سطحيين لا علاقة لهم بالتشريع الإسلامي‮ ‬ولم‮ ‬يفهموا مقاصده ولم‮ ‬يقفوا على فلسفته‮.‬
‮الجناية‮.. ‬والحدود

ويعرفنا عالم الشريعة الإسلامية د. محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالعقوبات الشرعية والحدود التي‮ ‬جاءت بها شريعة الإسلام لمواجهة الجرائم والانحرافات المادية والأخلاقية، حيث تطلق كلمة‮ (‬الجناية‮) ‬في‮ ‬الشريعة الإسلامية على‮ «‬كل فعل محرم نهت عنه شريعة الإسلام وعاقبت عليه لما فيه من ضرر‮ ‬يقع على النفس أو على المال أو على العقل أو على العرض‮».‬

أما كلمة‮ (‬الحدود‮) ‬فتعني‮ ‬في‮ ‬منظور شريعتنا الإسلامية‮ «‬كل عقوبة وقعت على من ارتكب جريمة أو جناية نهت عنها الشرائع السماوية والعقول الإنسانية السليمة‮»‬، يقول الحق سبحانه‮: «‬تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن‮ ‬يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون‮»‬، ومعنى هذه الآية الكريمة أن هذه الأحكام هي‮ ‬حدود الله الفاصلة بين الحلال والحرام فلا تتجاوزوها، بل قفوا عند الحلال وافعلوه، وكفوا عن الحرام فلا تقربوه، واعلموا أن من‮ ‬يخالف ذلك‮ ‬يعرض نفسه للعقاب، ويصبح من الظالمين‮.‬

إجراءات وقائية

والشريعة الإسلامية في‮ ‬عقوباتها لا تستهدف مجرد توقيع عقوبة على مجرم كما هي حال التشريعات القانونية المطبقة الآن في‮ ‬كل المجتمعات الإنسانية، بل هي‮ ‬قبل توقيع العقوبة تتخذ العديد من الإجراءات الوقائية لكي‮ ‬تحمي‮ ‬المجتمع من الجرائم والانحرافات المتعددة التي‮ ‬تهدد أمنه واستقراره‮.

‬كما أن شريعتنا العادلة تبحث دائماً عن الحقيقة وتتخذ كما‮ ‬يقول د‮. ‬الجندي‮ ‬ جميع الأدلة والبراهين التي‮ ‬تحمي‮ ‬الإنسان من وقوع ظلم عليه بعد تقرير العقوبة‮.. ‬ففي‮ ‬جريمة القتل العمد مثلاً نجد شريعة الإسلام ترهب من قتل الإنسان ظلماً وعدواناً، وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي‮ ‬تحرم تحريماً قاطعاً قتل إنسان إلا بالحق‮.. ‬يقول سبحانه‮: «‬ومن‮ ‬يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً‮ ‬عظيما‮ً».‬

فالله سبحانه وتعالى‮ ‬يتوعد في‮ ‬هذه الآية كل إنسان‮ ‬يقترف جريمة القتل ظلماً وعدواناً بجملة من العقوبات هي‮: ‬الخلود في‮ ‬جهنم، وغضب الله على هذا القاتل، وحلول اللعنة عليه، وحلول العذاب العظيم عليه في‮ ‬الآخرة‮.. ‬والرسول صلوات الله وسلامه عليه‮ ‬يقول‮: «‬كل ذنب عسى الله أن‮ ‬يغفره إلا من مات مشركاً أو مؤمن قتل مؤمناً متعمدا‮ً».‬

فلسفة القصاص

والشريعة الإسلامية وهي‮ ‬شريعة عدل وإنصاف ترتب على جريمة القتل أموراً كثيرة منها‮: ‬حرمان القاتل من الميراث والوصية‮.. ‬فلا‮ ‬يرث القاتل من ميراث المقتول شيئاً لا من ماله ولا من دينه إذا كان من ورثته، سواء أكان القتل عمداً أو خطأ‮.. ‬فالقاعدة الفقهية تقول‮: «‬من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه‮».. ‬وإذا لم توقع على القاتل عقوبة في‮ ‬حالة ما إذا عفا أولياء القتيل عن القاتل أو رضوا بالدية فيكون على القاتل كفارة لأن ما فعله جريمة تستدعي‮ ‬الاستغفار والتوبة والندم‮. ‬

والعقوبة العادلة التي‮ ‬قررتها الشريعة الإسلامية لجريمة القتل العمد كما‮ ‬يوضح د‮. ‬الجندي‮ ‬ هي‮ ‬القصاص، وهو ما‮ ‬يطلق عليه في‮ ‬القانون الوضعي‮ «‬الإعدام‮» ‬فالله سبحانه وتعالى ‮ ‬يقول‮: «‬يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في‮ ‬القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي‮ ‬له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم‮. ‬ولكم في‮ ‬القصاص حياة‮ ‬يا أولي‮ ‬الألباب لعلكم تتقون‮». ‬ومن خلال هذا النص القرآني‮ ‬يتضح لنا أن الإسلام قد جمع في‮ ‬تشريعه الحكيم لعقوبة القتل بين العدل والرحمة، إذ جعل القصاص حقاً لأولياء المقتول إذا طالبوا به، لا‮ ‬ينازعهم في‮ ‬ذلك منازع، وهذا عين الإنصاف والعدل‮.. ‬وجعل الدية عوضاً عن القصاص إذا رضوا بها باختيارهم، وهذا عين الرحمة واليسر‮.

‬ثم بين الحق سبحانه أن في‮ ‬تطبيق عقوبة القصاص حياة لأرواح الأبرياء، فمن‮ ‬يعرف أنه إذا ما قتل إنساناً سيقتل مثله فلن‮ ‬يقدم على اقتراف هذه الجريمة النكراء وبذلك نحمي‮ ‬أرواح الجميع‮.

كتاب pdf تأليف محمد سعيد رمضان البوطي يناقش فيه كل من يعتقد أن العقوبات الإسلامية قاسية أو وحشية، أو غير إنسانية، تحتاج للتجديد، أو غير مواكبة للعصر الحديث، فقد صدر هذا الكتيب لتوعية العامة بهذه العقوبات وإزالة الالتباس في فهمها، وهو إعادة نشر لرسائل من كتاب (على طريق العودة إلى الإسلام ) الصادر عام 1992م.

ويتناول المؤلف محمد سعيد رمضان البوطي عدد من الحدود مثل: الزنا، السرقة، الردة، ويتحدث كذلك عن القصاص والتعزير، ويقدم لنا الحكمة والحجج العقلية في هذه الحدود، ويدحض بها الأفكار المخالفة التي تطعن في نظام العقوبات الإسلامي. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:


كثيراً ما اتهمت التشريعات الإسلامية المتعلقة بالعقوبات بالقسوة، وكثيراً ما تصدى جهلاء بفلسفة الإسلام في‮ ‬التشريع وهاجموا هذه التشريعات بحماقة من دون أن‮ ‬يسألوا أهل الذكر، ومن دون أن‮ ‬يعلموا مقاصد الشريعة الإسلامية في‮ ‬عقوباتها وتعاملها الرادع مع هؤلاء الذين‮ ‬يرتكبون جرائم منكرة تهدر حقوق الإنسان وتهدد أمن وسلامة المجتمع‮.‬

فهل عقوبات الشريعة الإسلامية التي‮ ‬تعاملت بها مع القتلة وعتاة الإجرام قاسية فعلاً؟ وكيف واجهت هذه الشريعة التي‮ ‬وصفت ب«العدل والإنصاف‮» ‬جريمة القتل العمد التي‮ ‬شاعت في‮ ‬مجتمعاتنا العربية وأصبحت العقوبات الوضعية عاجزة عن مواجهتها؟ وهل في‮ ‬الاقتصاص من القاتل قسوة وإهدار لحقوقه؟

إن العقوبات التي‮ ‬قررتها الشريعة الإسلامية لمواجهة جميع أشكال الجرائم والانحرافات هي‮ ‬عقوبات عادلة بشهادة أساتذة وخبراء القانون المنصفين في‮ ‬العالم، ووصف هذه التشريعات بالقسوة وإهدار حقوق الإنسان لم‮ ‬يأت إلا على لسان أناس سطحيين لا علاقة لهم بالتشريع الإسلامي‮ ‬ولم‮ ‬يفهموا مقاصده ولم‮ ‬يقفوا على فلسفته‮.‬
‮الجناية‮.. ‬والحدود

ويعرفنا عالم الشريعة الإسلامية د. محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالعقوبات الشرعية والحدود التي‮ ‬جاءت بها شريعة الإسلام لمواجهة الجرائم والانحرافات المادية والأخلاقية، حيث تطلق كلمة‮ (‬الجناية‮) ‬في‮ ‬الشريعة الإسلامية على‮ «‬كل فعل محرم نهت عنه شريعة الإسلام وعاقبت عليه لما فيه من ضرر‮ ‬يقع على النفس أو على المال أو على العقل أو على العرض‮».‬

أما كلمة‮ (‬الحدود‮) ‬فتعني‮ ‬في‮ ‬منظور شريعتنا الإسلامية‮ «‬كل عقوبة وقعت على من ارتكب جريمة أو جناية نهت عنها الشرائع السماوية والعقول الإنسانية السليمة‮»‬، يقول الحق سبحانه‮: «‬تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن‮ ‬يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون‮»‬، ومعنى هذه الآية الكريمة أن هذه الأحكام هي‮ ‬حدود الله الفاصلة بين الحلال والحرام فلا تتجاوزوها، بل قفوا عند الحلال وافعلوه، وكفوا عن الحرام فلا تقربوه، واعلموا أن من‮ ‬يخالف ذلك‮ ‬يعرض نفسه للعقاب، ويصبح من الظالمين‮.‬

إجراءات وقائية

والشريعة الإسلامية في‮ ‬عقوباتها لا تستهدف مجرد توقيع عقوبة على مجرم كما هي حال التشريعات القانونية المطبقة الآن في‮ ‬كل المجتمعات الإنسانية، بل هي‮ ‬قبل توقيع العقوبة تتخذ العديد من الإجراءات الوقائية لكي‮ ‬تحمي‮ ‬المجتمع من الجرائم والانحرافات المتعددة التي‮ ‬تهدد أمنه واستقراره‮.

‬كما أن شريعتنا العادلة تبحث دائماً عن الحقيقة وتتخذ كما‮ ‬يقول د‮. ‬الجندي‮ ‬ جميع الأدلة والبراهين التي‮ ‬تحمي‮ ‬الإنسان من وقوع ظلم عليه بعد تقرير العقوبة‮.. ‬ففي‮ ‬جريمة القتل العمد مثلاً نجد شريعة الإسلام ترهب من قتل الإنسان ظلماً وعدواناً، وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي‮ ‬تحرم تحريماً قاطعاً قتل إنسان إلا بالحق‮.. ‬يقول سبحانه‮: «‬ومن‮ ‬يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً‮ ‬عظيما‮ً».‬

فالله سبحانه وتعالى‮ ‬يتوعد في‮ ‬هذه الآية كل إنسان‮ ‬يقترف جريمة القتل ظلماً وعدواناً بجملة من العقوبات هي‮: ‬الخلود في‮ ‬جهنم، وغضب الله على هذا القاتل، وحلول اللعنة عليه، وحلول العذاب العظيم عليه في‮ ‬الآخرة‮.. ‬والرسول صلوات الله وسلامه عليه‮ ‬يقول‮: «‬كل ذنب عسى الله أن‮ ‬يغفره إلا من مات مشركاً أو مؤمن قتل مؤمناً متعمدا‮ً».‬

فلسفة القصاص

والشريعة الإسلامية وهي‮ ‬شريعة عدل وإنصاف ترتب على جريمة القتل أموراً كثيرة منها‮: ‬حرمان القاتل من الميراث والوصية‮.. ‬فلا‮ ‬يرث القاتل من ميراث المقتول شيئاً لا من ماله ولا من دينه إذا كان من ورثته، سواء أكان القتل عمداً أو خطأ‮.. ‬فالقاعدة الفقهية تقول‮: «‬من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه‮».. ‬وإذا لم توقع على القاتل عقوبة في‮ ‬حالة ما إذا عفا أولياء القتيل عن القاتل أو رضوا بالدية فيكون على القاتل كفارة لأن ما فعله جريمة تستدعي‮ ‬الاستغفار والتوبة والندم‮. ‬

والعقوبة العادلة التي‮ ‬قررتها الشريعة الإسلامية لجريمة القتل العمد كما‮ ‬يوضح د‮. ‬الجندي‮ ‬ هي‮ ‬القصاص، وهو ما‮ ‬يطلق عليه في‮ ‬القانون الوضعي‮ «‬الإعدام‮» ‬فالله سبحانه وتعالى ‮ ‬يقول‮: «‬يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في‮ ‬القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي‮ ‬له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم‮. ‬ولكم في‮ ‬القصاص حياة‮ ‬يا أولي‮ ‬الألباب لعلكم تتقون‮». ‬ومن خلال هذا النص القرآني‮ ‬يتضح لنا أن الإسلام قد جمع في‮ ‬تشريعه الحكيم لعقوبة القتل بين العدل والرحمة، إذ جعل القصاص حقاً لأولياء المقتول إذا طالبوا به، لا‮ ‬ينازعهم في‮ ‬ذلك منازع، وهذا عين الإنصاف والعدل‮.. ‬وجعل الدية عوضاً عن القصاص إذا رضوا بها باختيارهم، وهذا عين الرحمة واليسر‮.

‬ثم بين الحق سبحانه أن في‮ ‬تطبيق عقوبة القصاص حياة لأرواح الأبرياء، فمن‮ ‬يعرف أنه إذا ما قتل إنساناً سيقتل مثله فلن‮ ‬يقدم على اقتراف هذه الجريمة النكراء وبذلك نحمي‮ ‬أرواح الجميع‮.

 كتاب pdf تأليف محمد سعيد رمضان البوطي يناقش فيه كل من يعتقد أن العقوبات الإسلامية قاسية أو وحشية، أو غير إنسانية، تحتاج للتجديد، أو غير مواكبة للعصر الحديث، فقد صدر هذا الكتيب لتوعية العامة بهذه العقوبات وإزالة الالتباس في فهمها، وهو إعادة نشر لرسائل من كتاب (على طريق العودة إلى الإسلام ) الصادر عام 1992م. 

ويتناول المؤلف محمد سعيد رمضان البوطي عدد من الحدود مثل: الزنا، السرقة، الردة، ويتحدث كذلك عن القصاص والتعزير، ويقدم لنا الحكمة والحجج العقلية في هذه الحدود، ويدحض بها الأفكار المخالفة التي تطعن في نظام العقوبات الإسلامي. 



حجم الكتاب عند التحميل : 104 كيلوبايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة العقوبات الإسلامية وعقدة التناقض بينها وبين ما يسمى بطبيعة العصر

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل العقوبات الإسلامية وعقدة التناقض بينها وبين ما يسمى بطبيعة العصر
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمد سعيد رمضان البوطي - Mohammed Saeed Ramadan Al Bouti

كتب محمد سعيد رمضان البوطي ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ إلى كل فتاة تؤمن بالله ❝ ❞ ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية ❝ ❞ السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامى ❝ ❞ العقوبات الإسلامية وعقدة التناقض بينها وبين ما يسمى بطبيعة العصر ❝ ❞ مجمل الشبهات التي تثار حول تطبيق الشريعة الإسلامية في العصر الحديث ❝ ❞ العناية بالعبادات أساس لابد منه لتثبيت المجتمع الإسلامي ❝ ❞ حقوق المرأة وعقدة التناقض بينها وبين الشريعة الإسلامية ❝ ❞ هكذا فلندع إلى الإسلام ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد سعيد رمضان البوطي