❞ كتاب تطييب الخواطر ❝  ⏤ محمد صالح المنجد

❞ كتاب تطييب الخواطر ❝ ⏤ محمد صالح المنجد

فإن الله قد عَقَدَ عَقْدَ الأخوة بين المؤمنين، وجعلهم بنعمته إخواناً، وهذه الأخوة تقتضي: الإحسان، والإحسان درجات وأنواع، ومن إحسان المسلم إلى المسلم، ومما جاءت به شريعة الإسلام: تطييب الخواطر، أكثر ما يُدخل الجنة: التقوى وحسن الخلق، وتطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة.

تطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة.

وهو عبادة جليلة، وقد نص أهل المعتقد من أهل التوحيد والسنة على ذلك حتى في بعض مصنفاتهم في العقيدة، فقال الإمام إسماعيل بن محمد الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة: "ومن مذهب أهل السنة التورع في المآكل والمشارب والمناكح، ثم قال: ومواساة الضعفاء والشفقة على خلق الله، فأهل السنة يعرفون الحق، ويرحمون الخلق، وأئمة أهل السنة والعلم والإيمان فيهم العدل، والرحمة، والعلم، فيريدون للناس الخير.

نماذج في تطييب الخواطر
وقد جاءت هذه الشريعة بما يطيب النفوس. واستُحبت التعزية على سبيل المثال لأهل الميت؛ لتسليتهم ومواساتهم، وتطييب خاطرهم، عند فقد ميّتهم، وكذلك يطيب خاطر المطلقة بالتمتيع، وهو حق على المحسنين، متاعاً بالمعروف، فإذا لم يفرض لها مهر كان المتاع والتمتيع واجباً على المطلق، وإذا كان لها مهر أخذته، فإن تمتيعها بشيء تأخذه معها وهي ترتحل من مال غير المهر، أو ثياب، أو حلي، ونحو ذلك؛ جبراً لخاطرها، وتطييباً للقلب المنكسر بالطلاق،مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِسورة البقرة 236، فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا سورة الأحزاب28، لماذا؟

لأن القلب قد حصل فيه انشعاب، والنفس قد كُسرت وكسرها طلاقها، فجبر الكسر بالمتاع من محاسن دين الإسلام، لا كأخلاق أهل هذا الزمان: الذين أدى بهم غياب العقل إلى إحداث حفلات للطلاق، عباد الله: أُقرت الدية في قتل الخطأ؛ لجبر نفوس أهل المجني عليه، وتطييباً لخواطرهم، كما قال ابن قدامه -رحمه الله-، وكان من توجيهات ربنا لنبيهﷺ: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ۝ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْسورة الضحى9-10،

فكما كنت يتيماً يا محمد ﷺ، فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل: طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل: أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال، وهذا أدب إسلامي رفيع، وهذا مع المحتاجين، وليس مع المتحايلين الكذابين، عاتب الله نبيه ﷺ لأنه أعرض عن الأعمى، وقد جاءه يستفيد، يسأل، يا رسول الله: علمني مما علمك الله، وكان النبي ﷺ منشغلاً بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فأنزل الله: عَبَسَ وَتَوَلَّى ۝ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ۝ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ۝ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى سورة عبس:1 – 4،

قال القرطبي في التفسير: "فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان"، تطييب الخواطر لمن انكسر قلبه من مصيبة مثلاً واضح جداً في السنة النبوية، عن جابر بن عبد الله قال: لقيني رسول الله ﷺ فقال لي: يا جابر: مالي أراك منكسراً، قلت: يا رسول الله: استشهد أبي -قتل يوم أحد وترك عيالاً وديناً، -أخوات ودين، وليس إلا جابر-، قال ﷺ: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال: يا عبدي تمن عليّ أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، ، كان ﷺ يطيّب خواطر هؤلاء الذين أثقل كاهلهم الدين، ولا يجدون ما يواجهون به مهمات الحياة ووظائفها: كالزواج، دخل ﷺ ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك، قلت: بلى يا رسول الله؟ قال: قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله همي وقضى عني ديني،

إذاً: قد يكون تطييب الخاطر بدعاء يُعلَّمه ذلك المصاب، قد ينبغُ في المسلمين نابغة، ويفي للحق غلام، ويكون صادقاً في نقله، حريصاً على مصلحة الإسلام، واعياً لمؤامرات المنافقين، لكن لا يكون له إثبات في نقله، أو مستند، وحجة في مواجهته لهؤلاء المنافقين وهو صغير السن، فلا يؤخذ بقوله، بل يستنكر عليه فينكسر، فينزل الله قرآناً في تطييب نفس ذلك الغلام، عن زيد بن أرقم : أنه لما سمع قول عبد الله بن أبي لأصحابه وكان بمعزل عن جيش المسلمين، ولم يأبهوا لذلك الغلام، فقال عبد الله المنافق لأصحابه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، "أبلغ زيد عمه، وأبلغ العم رسول الله ﷺ، كلمة خطيرة جداً، أرسل النبي ﷺ لعبد الله بن أبي، جاء، وحلف، وجحد، قال زيد: فصدقه رسول الله ﷺ "وصار اللوم على زيد، كيف تنقل مثل هذا الكلام الخطير، أنت غلام لا تعلم ماذا يترتب على مثل هذا الكلام)"

قال زيد: فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد، فبينما أنا أسير قد خفقت برأسي من الهم، -هذا غلام انكسر قلبه وخاطره من جراء رد قوله، ولوم الناس له وهو صادق-؛ إذ أتاني رسول الله ﷺ فعرك أذني، وضحك في وجهي، فما كان يسرني أني لي بها الخلد في الدنيا، ، وهو سبب نزول قول الله -تعالى- في سورة المنافقون: يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّسورة المنافقون8، صدّق الله أُذُن الغلام، أنزل تصديقه في كتابه، وأنزل آيات إلى يوم الدين تتلى، شاهدة على البر والوفاء، وعلى الوعي، وسرعة تبليغ النبي ﷺ بما حصل، وهذا من مقتضيات الإيمان في مواجهة أهل النفاق والكفران، يحتاج الناس دائماً إلى كلمة حانية، ومواساة كريمة،

وذلك لكثرة حوادث الدنيا، وهؤلاء المنكسرين من الفقراء، والأرامل، والأيتام، تطييب خاطرهم، وجبر مصابهم، والإحسان إليهم بالكلمة الطيبة، وتقديم المال، وكذلك زكاة الجاه، والسعي في قضاء الحاجات، إنه: خطب عظيم، وأمر جسيم، وباب للأجر كبير، كان لأبي بزرة جفنة أي قصعة، من ثريد غدوة، وجفنة عشية، لمن؟ للأرامل، واليتامى، والمساكين، وكان صاحب المغرب: المنصور يجمع الأيتام في العام، فيأمر للصبي بدينار، وثوب، ورغيف، ورمانة، والقاضي محمد بن علي المروزي، عُرف بالخياط؛ لأنه كان يخيط بالليل للأيتام والمساكين، ويعدها صدقة، أصحاب المصاب يحتاجون إلى تخفيف المعاناة بالكلمة الطيبة، بالفعل الحسن، حينما صُلب عبد الله بن الزبير قيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد، أمه، والحجاج مثّل بالجثة، فما كان منه عندما سمع ذلك إلا أن ذهب إليها مسرعاً، ويطيب نفسها على ابنها، فيقول لها: إن هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عند الله، فاتقي الله واصبري.

فما ينبغي مراعاته في حياتنا الاجتماعية، السعي لنشر الود، والتآلف، والمحبة، والإخاء، وسلامة القلوب بين المسلمين، ومن وسائل ذلك تطييب خواطر المنكسرين، والضعفاء، والمعوزين، والمضطهدين، والمنكوبين، بالوسائل المتنوعة.

وفي هذا الكتيب بيان شيء من ذلك مما ورد في كتاب الله تعالى، وصحيح السنة، وما أُثر عن سلف الأمة. ونسأل الله أن يفرج هم المهمومين، وينفس كرب المكروبين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.


محمد صالح المنجد - «محمد صالح» المنجد (13 يونيو 1961 -) (30 ذو الحجة 1380 هـ -) فقيه وداعية سوري من أصل فلسطيني مُقيم في السعودية، ولد لأبوين فلسطينيين لاجئين في سوريا، ثم سافر أهله إلى السعودية فنشأ وترعرع هناك حتى نال درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ ظاهرة ضعف الإيمان الأعراض الأسباب العلاج ❝ ❞ كيف عاملهم صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ كيف تقرأ كتابا؟ ❝ ❞ مفسدات القلوب: النفاق ❝ ❞ اترك أثرا قبل الرحيل ❝ ❞ 70 مسألة في أحكام الصيام ❝ ❞ أعمال القلوب: التقوى ❝ ❞ أحداث مثيرة فى حياة الشيخ العلامة الألبانى ❝ ❞ Pojava slabljenja imana simptomi uzroci i liječenje ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ العبيكان للنشر ❝ ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع - السعودية ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والعلاقات العامة ❝ ❞ مدار الوطن للنشر ❝ ❞ دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتب الدعوة بالربوة ❝ ❞ مجموعة زاد للنشر ❝ ❞ شركة سفير ❝ ❞ مكتبة السنة ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
تطييب الخواطر

2011م - 1446هـ
فإن الله قد عَقَدَ عَقْدَ الأخوة بين المؤمنين، وجعلهم بنعمته إخواناً، وهذه الأخوة تقتضي: الإحسان، والإحسان درجات وأنواع، ومن إحسان المسلم إلى المسلم، ومما جاءت به شريعة الإسلام: تطييب الخواطر، أكثر ما يُدخل الجنة: التقوى وحسن الخلق، وتطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة.

تطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة.

وهو عبادة جليلة، وقد نص أهل المعتقد من أهل التوحيد والسنة على ذلك حتى في بعض مصنفاتهم في العقيدة، فقال الإمام إسماعيل بن محمد الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة: "ومن مذهب أهل السنة التورع في المآكل والمشارب والمناكح، ثم قال: ومواساة الضعفاء والشفقة على خلق الله، فأهل السنة يعرفون الحق، ويرحمون الخلق، وأئمة أهل السنة والعلم والإيمان فيهم العدل، والرحمة، والعلم، فيريدون للناس الخير.

نماذج في تطييب الخواطر
وقد جاءت هذه الشريعة بما يطيب النفوس. واستُحبت التعزية على سبيل المثال لأهل الميت؛ لتسليتهم ومواساتهم، وتطييب خاطرهم، عند فقد ميّتهم، وكذلك يطيب خاطر المطلقة بالتمتيع، وهو حق على المحسنين، متاعاً بالمعروف، فإذا لم يفرض لها مهر كان المتاع والتمتيع واجباً على المطلق، وإذا كان لها مهر أخذته، فإن تمتيعها بشيء تأخذه معها وهي ترتحل من مال غير المهر، أو ثياب، أو حلي، ونحو ذلك؛ جبراً لخاطرها، وتطييباً للقلب المنكسر بالطلاق،مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِسورة البقرة 236، فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا سورة الأحزاب28، لماذا؟

لأن القلب قد حصل فيه انشعاب، والنفس قد كُسرت وكسرها طلاقها، فجبر الكسر بالمتاع من محاسن دين الإسلام، لا كأخلاق أهل هذا الزمان: الذين أدى بهم غياب العقل إلى إحداث حفلات للطلاق، عباد الله: أُقرت الدية في قتل الخطأ؛ لجبر نفوس أهل المجني عليه، وتطييباً لخواطرهم، كما قال ابن قدامه -رحمه الله-، وكان من توجيهات ربنا لنبيهﷺ: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ۝ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْسورة الضحى9-10،

فكما كنت يتيماً يا محمد ﷺ، فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل: طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل: أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال، وهذا أدب إسلامي رفيع، وهذا مع المحتاجين، وليس مع المتحايلين الكذابين، عاتب الله نبيه ﷺ لأنه أعرض عن الأعمى، وقد جاءه يستفيد، يسأل، يا رسول الله: علمني مما علمك الله، وكان النبي ﷺ منشغلاً بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فأنزل الله: عَبَسَ وَتَوَلَّى ۝ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ۝ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ۝ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى سورة عبس:1 – 4،

قال القرطبي في التفسير: "فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان"، تطييب الخواطر لمن انكسر قلبه من مصيبة مثلاً واضح جداً في السنة النبوية، عن جابر بن عبد الله قال: لقيني رسول الله ﷺ فقال لي: يا جابر: مالي أراك منكسراً، قلت: يا رسول الله: استشهد أبي -قتل يوم أحد وترك عيالاً وديناً، -أخوات ودين، وليس إلا جابر-، قال ﷺ: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال: يا عبدي تمن عليّ أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، ، كان ﷺ يطيّب خواطر هؤلاء الذين أثقل كاهلهم الدين، ولا يجدون ما يواجهون به مهمات الحياة ووظائفها: كالزواج، دخل ﷺ ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك، قلت: بلى يا رسول الله؟ قال: قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله همي وقضى عني ديني،

إذاً: قد يكون تطييب الخاطر بدعاء يُعلَّمه ذلك المصاب، قد ينبغُ في المسلمين نابغة، ويفي للحق غلام، ويكون صادقاً في نقله، حريصاً على مصلحة الإسلام، واعياً لمؤامرات المنافقين، لكن لا يكون له إثبات في نقله، أو مستند، وحجة في مواجهته لهؤلاء المنافقين وهو صغير السن، فلا يؤخذ بقوله، بل يستنكر عليه فينكسر، فينزل الله قرآناً في تطييب نفس ذلك الغلام، عن زيد بن أرقم : أنه لما سمع قول عبد الله بن أبي لأصحابه وكان بمعزل عن جيش المسلمين، ولم يأبهوا لذلك الغلام، فقال عبد الله المنافق لأصحابه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، "أبلغ زيد عمه، وأبلغ العم رسول الله ﷺ، كلمة خطيرة جداً، أرسل النبي ﷺ لعبد الله بن أبي، جاء، وحلف، وجحد، قال زيد: فصدقه رسول الله ﷺ "وصار اللوم على زيد، كيف تنقل مثل هذا الكلام الخطير، أنت غلام لا تعلم ماذا يترتب على مثل هذا الكلام)"

قال زيد: فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد، فبينما أنا أسير قد خفقت برأسي من الهم، -هذا غلام انكسر قلبه وخاطره من جراء رد قوله، ولوم الناس له وهو صادق-؛ إذ أتاني رسول الله ﷺ فعرك أذني، وضحك في وجهي، فما كان يسرني أني لي بها الخلد في الدنيا، ، وهو سبب نزول قول الله -تعالى- في سورة المنافقون: يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّسورة المنافقون8، صدّق الله أُذُن الغلام، أنزل تصديقه في كتابه، وأنزل آيات إلى يوم الدين تتلى، شاهدة على البر والوفاء، وعلى الوعي، وسرعة تبليغ النبي ﷺ بما حصل، وهذا من مقتضيات الإيمان في مواجهة أهل النفاق والكفران، يحتاج الناس دائماً إلى كلمة حانية، ومواساة كريمة،

وذلك لكثرة حوادث الدنيا، وهؤلاء المنكسرين من الفقراء، والأرامل، والأيتام، تطييب خاطرهم، وجبر مصابهم، والإحسان إليهم بالكلمة الطيبة، وتقديم المال، وكذلك زكاة الجاه، والسعي في قضاء الحاجات، إنه: خطب عظيم، وأمر جسيم، وباب للأجر كبير، كان لأبي بزرة جفنة أي قصعة، من ثريد غدوة، وجفنة عشية، لمن؟ للأرامل، واليتامى، والمساكين، وكان صاحب المغرب: المنصور يجمع الأيتام في العام، فيأمر للصبي بدينار، وثوب، ورغيف، ورمانة، والقاضي محمد بن علي المروزي، عُرف بالخياط؛ لأنه كان يخيط بالليل للأيتام والمساكين، ويعدها صدقة، أصحاب المصاب يحتاجون إلى تخفيف المعاناة بالكلمة الطيبة، بالفعل الحسن، حينما صُلب عبد الله بن الزبير قيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد، أمه، والحجاج مثّل بالجثة، فما كان منه عندما سمع ذلك إلا أن ذهب إليها مسرعاً، ويطيب نفسها على ابنها، فيقول لها: إن هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عند الله، فاتقي الله واصبري.

فما ينبغي مراعاته في حياتنا الاجتماعية، السعي لنشر الود، والتآلف، والمحبة، والإخاء، وسلامة القلوب بين المسلمين، ومن وسائل ذلك تطييب خواطر المنكسرين، والضعفاء، والمعوزين، والمضطهدين، والمنكوبين، بالوسائل المتنوعة.

وفي هذا الكتيب بيان شيء من ذلك مما ورد في كتاب الله تعالى، وصحيح السنة، وما أُثر عن سلف الأمة. ونسأل الله أن يفرج هم المهمومين، وينفس كرب المكروبين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.



.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

فإن الله قد عَقَدَ عَقْدَ الأخوة بين المؤمنين، وجعلهم بنعمته إخواناً، وهذه الأخوة تقتضي: الإحسان، والإحسان درجات وأنواع، ومن إحسان المسلم إلى المسلم، ومما جاءت به شريعة الإسلام: تطييب الخواطر، أكثر ما يُدخل الجنة: التقوى وحسن الخلق، وتطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة.

تطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة.

وهو عبادة جليلة، وقد نص أهل المعتقد من أهل التوحيد والسنة على ذلك حتى في بعض مصنفاتهم في العقيدة، فقال الإمام إسماعيل بن محمد الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة: "ومن مذهب أهل السنة التورع في المآكل والمشارب والمناكح، ثم قال: ومواساة الضعفاء والشفقة على خلق الله، فأهل السنة يعرفون الحق، ويرحمون الخلق، وأئمة أهل السنة والعلم والإيمان فيهم العدل، والرحمة، والعلم، فيريدون للناس الخير.

نماذج في تطييب الخواطر
وقد جاءت هذه الشريعة بما يطيب النفوس. واستُحبت التعزية على سبيل المثال لأهل الميت؛ لتسليتهم ومواساتهم، وتطييب خاطرهم، عند فقد ميّتهم، وكذلك يطيب خاطر المطلقة بالتمتيع، وهو حق على المحسنين، متاعاً بالمعروف، فإذا لم يفرض لها مهر كان المتاع والتمتيع واجباً على المطلق، وإذا كان لها مهر أخذته، فإن تمتيعها بشيء تأخذه معها وهي ترتحل من مال غير المهر، أو ثياب، أو حلي، ونحو ذلك؛ جبراً لخاطرها، وتطييباً للقلب المنكسر بالطلاق،مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِسورة البقرة 236، فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا سورة الأحزاب28، لماذا؟

 لأن القلب قد حصل فيه انشعاب، والنفس قد كُسرت وكسرها طلاقها، فجبر الكسر بالمتاع من محاسن دين الإسلام، لا كأخلاق أهل هذا الزمان: الذين أدى بهم غياب العقل إلى إحداث حفلات للطلاق، عباد الله: أُقرت الدية في قتل الخطأ؛ لجبر نفوس أهل المجني عليه، وتطييباً لخواطرهم، كما قال ابن قدامه -رحمه الله-، وكان من توجيهات ربنا  لنبيهﷺ: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ۝ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْسورة الضحى9-10، 

فكما كنت يتيماً يا محمد ﷺ، فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل: طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل: أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال، وهذا أدب إسلامي رفيع، وهذا مع المحتاجين، وليس مع المتحايلين الكذابين، عاتب الله نبيه ﷺ لأنه أعرض عن الأعمى، وقد جاءه يستفيد، يسأل، يا رسول الله: علمني مما علمك الله، وكان النبي ﷺ منشغلاً بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فأنزل الله: عَبَسَ وَتَوَلَّى ۝ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ۝ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ۝ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى سورة عبس:1 – 4،

قال القرطبي في التفسير: "فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان"، تطييب الخواطر لمن انكسر قلبه من مصيبة مثلاً واضح جداً في السنة النبوية، عن جابر بن عبد الله قال: لقيني رسول الله ﷺ فقال لي: يا جابر: مالي أراك منكسراً، قلت: يا رسول الله: استشهد أبي -قتل يوم أحد وترك عيالاً وديناً، -أخوات ودين، وليس إلا جابر-، قال ﷺ: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال: يا عبدي تمن عليّ أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، ، كان ﷺ يطيّب خواطر هؤلاء الذين أثقل كاهلهم الدين، ولا يجدون ما يواجهون به مهمات الحياة ووظائفها: كالزواج، دخل ﷺ ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله  همك، وقضى عنك دينك، قلت: بلى يا رسول الله؟ قال: قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله  همي وقضى عني ديني، 

إذاً: قد يكون تطييب الخاطر بدعاء يُعلَّمه ذلك المصاب، قد  ينبغُ في المسلمين نابغة، ويفي للحق غلام، ويكون صادقاً في نقله، حريصاً على مصلحة الإسلام، واعياً لمؤامرات المنافقين، لكن لا يكون له إثبات في نقله، أو مستند، وحجة في مواجهته لهؤلاء المنافقين وهو صغير السن، فلا يؤخذ بقوله، بل يستنكر عليه فينكسر، فينزل الله قرآناً في تطييب نفس ذلك الغلام، عن زيد بن أرقم : أنه لما سمع قول عبد الله بن أبي لأصحابه وكان بمعزل عن جيش المسلمين، ولم يأبهوا لذلك الغلام، فقال عبد الله المنافق لأصحابه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، "أبلغ زيد عمه، وأبلغ العم رسول الله ﷺ، كلمة خطيرة جداً، أرسل النبي ﷺ لعبد الله بن أبي، جاء، وحلف، وجحد، قال زيد: فصدقه رسول الله ﷺ "وصار اللوم على زيد، كيف تنقل مثل هذا الكلام الخطير، أنت غلام لا تعلم ماذا يترتب على مثل هذا الكلام)" 

قال زيد: فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد، فبينما أنا أسير قد خفقت برأسي من الهم، -هذا غلام انكسر قلبه وخاطره من جراء رد قوله، ولوم الناس له وهو صادق-؛ إذ أتاني رسول الله ﷺ فعرك أذني، وضحك في وجهي، فما كان يسرني أني لي بها الخلد في الدنيا، ، وهو سبب نزول قول الله -تعالى- في سورة المنافقون: يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّسورة المنافقون8،  صدّق الله أُذُن الغلام، أنزل تصديقه في كتابه، وأنزل آيات إلى يوم الدين تتلى، شاهدة على البر والوفاء، وعلى الوعي، وسرعة تبليغ النبي ﷺ بما حصل، وهذا من مقتضيات الإيمان في مواجهة أهل النفاق والكفران، يحتاج الناس دائماً إلى كلمة حانية، ومواساة كريمة، 

وذلك لكثرة حوادث الدنيا، وهؤلاء المنكسرين من الفقراء، والأرامل، والأيتام، تطييب خاطرهم، وجبر مصابهم، والإحسان إليهم بالكلمة الطيبة، وتقديم المال، وكذلك زكاة الجاه، والسعي في قضاء الحاجات، إنه: خطب عظيم، وأمر جسيم، وباب للأجر كبير، كان لأبي بزرة جفنة أي قصعة، من ثريد غدوة، وجفنة عشية، لمن؟ للأرامل، واليتامى، والمساكين، وكان صاحب المغرب: المنصور يجمع الأيتام في العام، فيأمر للصبي بدينار، وثوب، ورغيف، ورمانة، والقاضي محمد بن علي المروزي، عُرف بالخياط؛ لأنه كان يخيط بالليل للأيتام والمساكين، ويعدها صدقة، أصحاب المصاب يحتاجون إلى تخفيف المعاناة بالكلمة الطيبة، بالفعل الحسن، حينما صُلب عبد الله بن الزبير قيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد، أمه، والحجاج مثّل بالجثة، فما كان منه عندما سمع ذلك إلا أن ذهب إليها مسرعاً، ويطيب نفسها على ابنها، فيقول لها: إن هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عند الله، فاتقي الله واصبري.

فما ينبغي مراعاته في حياتنا الاجتماعية، السعي لنشر الود، والتآلف، والمحبة، والإخاء، وسلامة القلوب بين المسلمين، ومن وسائل ذلك تطييب خواطر المنكسرين، والضعفاء، والمعوزين، والمضطهدين، والمنكوبين، بالوسائل المتنوعة.

 وفي هذا الكتيب بيان شيء من ذلك مما ورد في كتاب الله تعالى، وصحيح السنة، وما أُثر عن سلف الأمة. ونسأل الله أن يفرج هم المهمومين، وينفس كرب المكروبين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.



سنة النشر : 2011م / 1432هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 457.6 كيلوبايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة تطييب الخواطر

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تطييب الخواطر
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمد صالح المنجد - Mohamed Saleh AlMunjed

كتب محمد صالح المنجد «محمد صالح» المنجد (13 يونيو 1961 -) (30 ذو الحجة 1380 هـ -) فقيه وداعية سوري من أصل فلسطيني مُقيم في السعودية، ولد لأبوين فلسطينيين لاجئين في سوريا، ثم سافر أهله إلى السعودية فنشأ وترعرع هناك حتى نال درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ ظاهرة ضعف الإيمان الأعراض الأسباب العلاج ❝ ❞ كيف عاملهم صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ كيف تقرأ كتابا؟ ❝ ❞ مفسدات القلوب: النفاق ❝ ❞ اترك أثرا قبل الرحيل ❝ ❞ 70 مسألة في أحكام الصيام ❝ ❞ أعمال القلوب: التقوى ❝ ❞ أحداث مثيرة فى حياة الشيخ العلامة الألبانى ❝ ❞ Pojava slabljenja imana simptomi uzroci i liječenje ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ العبيكان للنشر ❝ ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع - السعودية ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والعلاقات العامة ❝ ❞ مدار الوطن للنشر ❝ ❞ دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتب الدعوة بالربوة ❝ ❞ مجموعة زاد للنشر ❝ ❞ شركة سفير ❝ ❞ مكتبة السنة ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد صالح المنجد
الناشر:
مجموعة زاد للنشر
كتب مجموعة زاد للنشرمتجر إلكتروني لإصدارات مجموعة زاد للنشر إحدى قطاعات مجموعة زاد الرئيسية والتي تعتني بصناعة المحتوى وتهيئته وتصميمه وإصدار الكتب، هذا الإنتاج بدأ منذ عام 1406هـ .. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ كيف عاملهم صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ مفسدات القلوب: النفاق ❝ ❞ 70 مسألة في أحكام الصيام ❝ ❞ أعمال القلوب: التقوى ❝ ❞ نظرات في القصص والروايات ❝ ❞ مشروعك الذي يلائمك ❝ ❞ أعمال القلوب التفكر ❝ ❞ أعمال القلوب: الشكر ❝ ❞ أعمال القلوب الصبر ❝ ❞ تطييب الخواطر ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد صالح المنجد ❝ ❱.المزيد.. كتب مجموعة زاد للنشر