📘 قراءة كتاب أعمال القلوب الصبر أونلاين
الصبر في المفهوم العام ببساطة هو الحبس والمنع، وهو حبس النفس عن الجزع، واثبت العلم الحديث ان للصبر فوائد جمة.
الصبر لغةً: الصَّبْرُ - صَبْرُ : التجلُّد وحسن الاحتمال . و الصَّبْرُ عن المحبوب : حَبْسُ النفس عنه . و الصَّبْرُ على المكروه : احتماله دون جزع . وشهر الصَّبر : شهر الصوم، لما فيه من حَبْس النفس عن الشهوات . المعجم الوسيط.
عرفه الراغب الأصفهاني الصبر بأنه : حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، وعما يقتضيان حبسها عنه .
وعرفه الجنيد بن محمد بأنه : تجرع المرارة من غير تعبس.
وعـرفه ذو الـنون المصـري بأنـه : التـباعد عـن المخالفـات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة.
وعرف الأشبوني سبب الصبر في كتابه مقاصد منجيات الإحياء بأنه : " الإيمان لله تعالى، وهو تصديق الله تعالى فيما أخبر به من عداوة النفس والشيطان والشهوات للعقل والمعرفة والمَلَكِ الملهِم للخير، وأنّ القتال بينهم دائم، وأنّ الشهوات والنفس من حزب الشيطان، والمعرفة والعقل والملائكة من جند الله وحزبه، فمن خذل جند الشيطان ونصر حزب الله أدخله الله جنّته وأنزله في جواره، ومتّعه بالنظر إلى وجهه. وهذا الإيمان واجب لا يستغني عنه سالك لطريق الله تعالى .
وعرفه الجرجاني بأنه : ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله.
وعرفه ابن القيم بأنه : حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش.
وقيل : هو الوقوف على البلاء بحسن الأدب.
وحكى أبو بكر بن الأنباري عن بعض العلماء أنه قال:(إنما سمي الصبر صبرًا؛ لأن تمرره في القلب وإزعاجه للنفس كتمرر الصبر في الفم).
و(الفرق بين الصبر والتصبُّر والاصطبار والمصابرة يكون بحسب حال العبد في نفسه وحاله مع غيره:
- فإن حبس نفسه ومنعها عن إجابة داعي ما لا يحسن؛ إن كان خلقًا له وملكة سمي صبرًا.
- وإن كان بتكلف وتمرن وتجرع لمرارته سمي تصبرًا.
كما يدل عليه هذا البناء لغةً، فإنه موضوع للتكلف كالتحلم والتشجع والتكرم والتحمل ونحوها، وإذا تكلفه العبد واستدعاه صار سجية له.
كما في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: ((ومن يتصبر يصبره الله)). وكذلك العبد يتكلف التعفف حتى يصير التعفف له سجية، كذلك سائر الأخلاق ...
- وأما الاصطبار فهو أبلغ من التصبر:
فإنه افتعال للصبر بمنزلة الاكتساب، فالتصبر مبدأ الاصطبار، كما أنَّ التكسب مقدمة الاكتساب، فلا يزال التصبر يتكرر حتى يصير اصطبارًا.
- وأما المصابرة فهي مقاومة الخصم في ميدان الصبر:
فإنها مفاعلة تستدعي وقوعها بين اثنين كالمشاتمة والمضاربة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. [آل عمران: 200] فأمرهم بالصبر، وهو حال الصابر في نفسه، والمصابرة وهي حالة في الصبر مع خصمه والمرابطة، وهي الثبات واللزوم والإقامة على الصبر والمصابرة، فقد يصبر العبد ولا يصابر، وقد يصابر ولا يرابط، وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبد بالتقوى، فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله التقوى، وأن الفلاح موقوف عليها فقال: وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران: 200] فالمرابطة كما أنها لزوم الثغر الذي يخاف هجوم العدو منه في الظاهر؛ فهي لزوم ثغر القلب؛ لئلا يدخل منه الهوى والشيطان فيزيله عن مملكته)
المؤمن بين صبر على أمر يجب عليه امتثاله وتنفيذه وصبر عن نهي يجب عليه اجتنابه وتركه وصبر على قدر يجري عليه وإذا كانت هذه الأحوال لا تفارقه فالصبر لازم إلى الممات وهو من عزائم الأمور فالحياة إذن لا تستقيم إلا به فهو الدواء الناجع لكل داء.
سنة النشر : 2009م / 1430هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.6 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'