التوجه الصيني نحو الهيمنة العالمية الإمبريالية الاقتصادية لـ أنطوان برونيه و
دخلت البلدان الأوروبية والولايات المتحدة منذ عام 2007 في أزمة مالية طاحنة لم تخرج منها حتى اليوم. وعلى الرغم من اعتراف قادة هذه البلدان بخطورة تلك الأزمة، فإنهم يتجاهلون السبب الرئيسي الذي أدى إلى وقوعها. وأن إلغاء الحمائيات الجمركية، والذي تم تفعيله بطريقة مذهبية مطلقة استنادا إلى مبدأ حرية التبادل، مع استمرار التخفيض الكبير الذي تمارسه الصين لعملتها النقدية قد تمخض عنه اختلالات حادة في المبادلات الدولية. لقد تفاقمت تلك الاختلالات التجارية مع إصرار الصين على عدم إعادة تقييم عملتها النقدية، وكنتيجة لذلك استمرت البلدان الغربية غارقة في أزمتها المالية. وهي استراتيجية تسعى من خلالها إلى سحب بساط الهيمنة العالمية من الولايات المتحدة الأمريكية لتحل محلها خلال العقود القادمة. وهذه الاستراتيجية الصينية تمتد إلى جميع المجالات (الاقتصادية المالية والعسكرية والدبلوماسية والثقافة ... إلخ). ونظرا لأنها تعتمد بصورة مركزية على سعر صرف اليوان فهي تمثل بلا شك توجها نحو استعمار اقتصادي جدي لذلك يتعين على البلدان الغربية أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا العدوان الصيني. ويبدأ ذلك بضرورة الخروج من منظمة التجارة العالمية الحالية، وإقامة منظمة تجارة عالمية جديدة تقوم على رفض الإغراق النقدي والسياسة التجارية التي تنتهجها الصين. . المزيد..