❞ كتاب سر تأخر العرب والمسلمين ❝  ⏤ محمد الغزالى السقا

❞ كتاب سر تأخر العرب والمسلمين ❝ ⏤ محمد الغزالى السقا


لقد عودنا فضيله الشيخ والمفكر الإسلامى الكبير انه صاحب قوله الحق مهما كانت مرارتها رغبه فى ايقاظ الأمه ودفع البلاء.. من هذا المنطلق يعرض علينا فضيلته ما ال اليه حال العرب والمسلمين محددًا وموضحًا السر وراء هذا التأخر .. فمن تباعد المسلمين عن معرفه وفهم توجيهات دينهم فى ميادين السياسه والاقتصاد وعلوم مجتمعهم، الى فقدان العبادات لروحها وسقوط الأخلاق من على عرشها، الى انتشار العصبيات وتأثيرها العنيف على الدعوه الإسلامية، الى جانب محاولات النفخ فى الرماد من خارج العالم الإسلامي، بهدف تحقيق وترسيخ هذا التأخر والتخلف عن سائر الأمم مما ادى الى ضياع اجيال ضحيه هذا العجز.. فى هذا العمل يواصل المفكر الإسلامى استعراض اسباب التخلف وطرق اجتنابها والقضاء عليها.

ف بدأ الشيخ رحمه الله كتابه بالحديث عن بداية السقوط و أسبابه لدى العرب و المسلمين فتحدث عن أنه بعد أن كان ثوب الخلافة الراشدة الأبيض الرائع هو المسيطر على مقاليد الحكم و مرت فيه على الأمة الإسلامية فترة هى أزهى فتراتها على الإطلاق و أجمل صورة رُسمت للحكم الإسلامى بعد النبوة إلا أن العرب –بعد أن إنطفأ قنديل الخلافة الراشدة عادوا إلى ما كان منهم سابقا من الإعتداد بالأنساب و القبيلة العربية فأدى ذلك إلى استبداد الحكم و سقوط القدرة على الحكم من معايير اختيار الحاكم و بالتالى سقوطها من كل المناصب بالتدريج فأصبحنا نرى المحاباة و التملق و فى النهاية وصلت الأمور إلى إطلاق اليد فى المال العام (خلافة غير راشدة) و يقصد الشيخ هنا أواخر الأموية و العباسية و العثمانية .

ثم إنتقل الشيخ بعد ذلك إلى داء آخر و هو تقاليد الجاهلية التى حلت محل التقاليد الإسلامية فمنها تجهيل و إزدراء المرأة –و الإسلام من هذا الظلم براء و ما عانته المرأة و مازالت تعانيه من هذة التقاليد الفاسدة فتارة منعها من التعليم و تارة منعها من الصلاة فى المسجد و تارة لا ترى أحد ولا يراها أحد و الموال طويل فى العذابات التى قاستها المرأة نتيجة تلك التقاليد الجاهلية , و ينتقل الشيخ بعد بيان هذة المظالم إلى الحل لها فيرى أن الحل هو فى غربلة التقاليد و التمسك فقط بتلك التى تنتمى للدين و على حسب درجة إرتباطها بالدين يكون التمسك بها .

ثم انتقل إلى قضايا أخرى معاصرة تحتاج إلى تفكير عميق و إجتهاد جديد مثل قضايا الحكم و تحدث عن النظر إلى التجارب السابقة فنأخذ منها المنافع و نترك المضار .

ثم تحدث عن أثر الصراع على السلطة الذى تحدث عنه آنفا و أثره على إهمال الدعوة للإسلام و يقصد بها الدعوة المؤسسية أو أجهزة الدعوة الرسمية بغض النظر عن الدعوة الفردية و دعوة التجار و العلماء , و قد بدأ هذا الصراع و هذا الإهمال فى عهد الأمويين ثم العباسيين ثم العثمانيين (الأتراك) الذين رفضوا أن يتعربوا أو أن يستعينوا بالعلماء العرب لنشر الإسلام .

و انتقل بعدها للحديث عن قصور الحكام فى الإهتمام بالعلم و تنقيحه و ما يصل إلى العامة فبعد أن كان الخلفاء الراشدين يراقبون عن كثب العلم و المتحدثين به و وعاظ المساجد و إبعاد الجهال منهم و ترك المجال للعلماء الحقيقيين نجد أنه فى تلك العصور بدأ يصل بعض العلم المغلوط إلى العامة بالإضافة إلى بدء حركة التخلي عن الأصول التى نملكها و التوجه إلى ترجمة الفلسفة الأجنبية و العلم الأجنبي الذي يتميز بفقدانه للمعنى الروحى و الإضطراب فى الوسائل و الغايات و ظهور منهج العلم من أجل العلم و الثقافة من أجل الثقافة , و تحدث الشيخ عن أن الإسلام وحده فقط يمكن أن يقدم للعالم أغلى هدية و هي المعنى الروحي .

ثم تحدث الشيخ بعد ذلك عن العلم المغشوش و يقصد به اتجاه بعض الجماعات المعاصرة إلى التمسك برأى واحد و التعصب له بدعوى السلفية و اتباع السلف فى حين أنهم يضيقون الواسع و ينكرون باقى الآراء على ما قد يكون لها من الصحة و على ما قد يعترى آراءهم من الخطأ و أورثهم ذلك قصورا فى النظرة الشاملة العامة لمضمون الإسلام و روحه و حصرها فى مجرد ظاهريات كتقصير الثوب و إطالة اللحية و استخدام السواك و لا ينكر الشيخ عليهم أهمية هذة الأمور فهي من الدين و لكنها ليست هى كل الدين و بالطبع هى ليست لب الدين .

ثم تحدث عن الحد الأدنى الذي يجب أن يتحلى به كل مسلم من الإيمان و عدّدها فى ثمانية عناصر هى :

1خشية الله
2رجاء الله
3 . 4 الصبر و الشكر
5توفير الأسباب
6حب الله
7ذكر الله
8التوبة

ثم تحدث عن دور القيادة و الحكم فى تهيئة بيئة مناسبة لحياة المسلم و ضبط جانبها الأخلاقي و الإجتماعى و أكّد على ضرورة أن تتبنى القيادة هذة المهمة و ألا تتركها لمهمة الأفراد أو للصدفة فهذا أحفظ لها و أكثر فائدة و نفع للأمة بأكملها على أن يكون أمرها لأفراد قد يوجدوا فى وقت ولا يوجدوا فى وقت آخر .

و تحدث عن أهمية الأخذ بالعلوم الدنياوية كأهمية الأخذ بالعلوم الدينية , فإن الإسلام دين و دنيا , و بدون العلوم الدنياوية يأخذنا أعداؤنا من حيث لا ندري و يهزموننا مع أن الحق فى أيدينا و لكن لأننا فرطنا فى العلم الذي نتمكن به من صنع سلاح نرد به كيدهم و تحدث عن أثر تركنا لهذة العلوم و عدم إبداعنا فيها و تسبب ذلك فى نظر الأمم المتقدمة لنا نظرة إستخفاف و استهتار و سقطت هيبتنا من نفوسهم و تجرأوا علينا و على أراضينا بل و على ديننا , و جعل الشيخ تعلم العلوم الدنياوية فرض و تركها ذنب . محمد الغزالى السقا - الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، هو محمد الغزالي أحمد السقا. وُلِدَ في قرية (نكلا العنب) بإيتاي البارود بمحافظة البحيرة في مصر، في (5 من ذي الحجة 1335هـ = 22 من سبتمبر 1917م)، وقد سُمِّي الشيخ محمد الغزالي بهذا الاسم تيمنًا من والده بالإمام أبي حامد الغزالي (ت 505 هـ) .

نشأ الشيخ محمد الغزالي في أسرة كريمة ملتزمة بتعاليم الإسلام، فأتمَّ حفظ القرآن بكُتّاب القرية في العاشرة، ويقول الغزالي عن نفسه وقتئذٍ: "كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غُدُوِّي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسًا في تلك الوحدة الموحشة" .



❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ جدد حياتك ❝ ❞ فقه السيرة ❝ ❞ خلق المسلم ❝ ❞ الحق المر ❝ ❞ الاستعمار أحقاد وأطماع ❝ ❞ الحياة الأولى - ديوان شعر ❝ ❞ السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ❝ ❞ الغزو الثقافى يمتد فى فراغنا ❝ ❞ الطريق من هنا ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار أخبار اليوم ❝ ❞ دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ مجلة الوعي الإسلامي ❝ ❞ دار الريان للتراث ❝ ❞ دار الكتب الحديثة ❝ ❱
من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.


اقتباسات من كتاب سر تأخر العرب والمسلمين

نبذة عن الكتاب:
سر تأخر العرب والمسلمين

2005م - 1446هـ

لقد عودنا فضيله الشيخ والمفكر الإسلامى الكبير انه صاحب قوله الحق مهما كانت مرارتها رغبه فى ايقاظ الأمه ودفع البلاء.. من هذا المنطلق يعرض علينا فضيلته ما ال اليه حال العرب والمسلمين محددًا وموضحًا السر وراء هذا التأخر .. فمن تباعد المسلمين عن معرفه وفهم توجيهات دينهم فى ميادين السياسه والاقتصاد وعلوم مجتمعهم، الى فقدان العبادات لروحها وسقوط الأخلاق من على عرشها، الى انتشار العصبيات وتأثيرها العنيف على الدعوه الإسلامية، الى جانب محاولات النفخ فى الرماد من خارج العالم الإسلامي، بهدف تحقيق وترسيخ هذا التأخر والتخلف عن سائر الأمم مما ادى الى ضياع اجيال ضحيه هذا العجز.. فى هذا العمل يواصل المفكر الإسلامى استعراض اسباب التخلف وطرق اجتنابها والقضاء عليها.

ف بدأ الشيخ رحمه الله كتابه بالحديث عن بداية السقوط و أسبابه لدى العرب و المسلمين فتحدث عن أنه بعد أن كان ثوب الخلافة الراشدة الأبيض الرائع هو المسيطر على مقاليد الحكم و مرت فيه على الأمة الإسلامية فترة هى أزهى فتراتها على الإطلاق و أجمل صورة رُسمت للحكم الإسلامى بعد النبوة إلا أن العرب –بعد أن إنطفأ قنديل الخلافة الراشدة عادوا إلى ما كان منهم سابقا من الإعتداد بالأنساب و القبيلة العربية فأدى ذلك إلى استبداد الحكم و سقوط القدرة على الحكم من معايير اختيار الحاكم و بالتالى سقوطها من كل المناصب بالتدريج فأصبحنا نرى المحاباة و التملق و فى النهاية وصلت الأمور إلى إطلاق اليد فى المال العام (خلافة غير راشدة) و يقصد الشيخ هنا أواخر الأموية و العباسية و العثمانية .

ثم إنتقل الشيخ بعد ذلك إلى داء آخر و هو تقاليد الجاهلية التى حلت محل التقاليد الإسلامية فمنها تجهيل و إزدراء المرأة –و الإسلام من هذا الظلم براء و ما عانته المرأة و مازالت تعانيه من هذة التقاليد الفاسدة فتارة منعها من التعليم و تارة منعها من الصلاة فى المسجد و تارة لا ترى أحد ولا يراها أحد و الموال طويل فى العذابات التى قاستها المرأة نتيجة تلك التقاليد الجاهلية , و ينتقل الشيخ بعد بيان هذة المظالم إلى الحل لها فيرى أن الحل هو فى غربلة التقاليد و التمسك فقط بتلك التى تنتمى للدين و على حسب درجة إرتباطها بالدين يكون التمسك بها .

ثم انتقل إلى قضايا أخرى معاصرة تحتاج إلى تفكير عميق و إجتهاد جديد مثل قضايا الحكم و تحدث عن النظر إلى التجارب السابقة فنأخذ منها المنافع و نترك المضار .

ثم تحدث عن أثر الصراع على السلطة الذى تحدث عنه آنفا و أثره على إهمال الدعوة للإسلام و يقصد بها الدعوة المؤسسية أو أجهزة الدعوة الرسمية بغض النظر عن الدعوة الفردية و دعوة التجار و العلماء , و قد بدأ هذا الصراع و هذا الإهمال فى عهد الأمويين ثم العباسيين ثم العثمانيين (الأتراك) الذين رفضوا أن يتعربوا أو أن يستعينوا بالعلماء العرب لنشر الإسلام .

و انتقل بعدها للحديث عن قصور الحكام فى الإهتمام بالعلم و تنقيحه و ما يصل إلى العامة فبعد أن كان الخلفاء الراشدين يراقبون عن كثب العلم و المتحدثين به و وعاظ المساجد و إبعاد الجهال منهم و ترك المجال للعلماء الحقيقيين نجد أنه فى تلك العصور بدأ يصل بعض العلم المغلوط إلى العامة بالإضافة إلى بدء حركة التخلي عن الأصول التى نملكها و التوجه إلى ترجمة الفلسفة الأجنبية و العلم الأجنبي الذي يتميز بفقدانه للمعنى الروحى و الإضطراب فى الوسائل و الغايات و ظهور منهج العلم من أجل العلم و الثقافة من أجل الثقافة , و تحدث الشيخ عن أن الإسلام وحده فقط يمكن أن يقدم للعالم أغلى هدية و هي المعنى الروحي .

ثم تحدث الشيخ بعد ذلك عن العلم المغشوش و يقصد به اتجاه بعض الجماعات المعاصرة إلى التمسك برأى واحد و التعصب له بدعوى السلفية و اتباع السلف فى حين أنهم يضيقون الواسع و ينكرون باقى الآراء على ما قد يكون لها من الصحة و على ما قد يعترى آراءهم من الخطأ و أورثهم ذلك قصورا فى النظرة الشاملة العامة لمضمون الإسلام و روحه و حصرها فى مجرد ظاهريات كتقصير الثوب و إطالة اللحية و استخدام السواك و لا ينكر الشيخ عليهم أهمية هذة الأمور فهي من الدين و لكنها ليست هى كل الدين و بالطبع هى ليست لب الدين .

ثم تحدث عن الحد الأدنى الذي يجب أن يتحلى به كل مسلم من الإيمان و عدّدها فى ثمانية عناصر هى :

1خشية الله
2رجاء الله
3 . 4 الصبر و الشكر
5توفير الأسباب
6حب الله
7ذكر الله
8التوبة

ثم تحدث عن دور القيادة و الحكم فى تهيئة بيئة مناسبة لحياة المسلم و ضبط جانبها الأخلاقي و الإجتماعى و أكّد على ضرورة أن تتبنى القيادة هذة المهمة و ألا تتركها لمهمة الأفراد أو للصدفة فهذا أحفظ لها و أكثر فائدة و نفع للأمة بأكملها على أن يكون أمرها لأفراد قد يوجدوا فى وقت ولا يوجدوا فى وقت آخر .

و تحدث عن أهمية الأخذ بالعلوم الدنياوية كأهمية الأخذ بالعلوم الدينية , فإن الإسلام دين و دنيا , و بدون العلوم الدنياوية يأخذنا أعداؤنا من حيث لا ندري و يهزموننا مع أن الحق فى أيدينا و لكن لأننا فرطنا فى العلم الذي نتمكن به من صنع سلاح نرد به كيدهم و تحدث عن أثر تركنا لهذة العلوم و عدم إبداعنا فيها و تسبب ذلك فى نظر الأمم المتقدمة لنا نظرة إستخفاف و استهتار و سقطت هيبتنا من نفوسهم و تجرأوا علينا و على أراضينا بل و على ديننا , و جعل الشيخ تعلم العلوم الدنياوية فرض و تركها ذنب .
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

 كتاب 

لقد عودنا فضيله الشيخ والمفكر الإسلامى الكبير انه صاحب قوله الحق مهما كانت مرارتها رغبه فى ايقاظ الأمه ودفع البلاء.. من هذا المنطلق يعرض علينا فضيلته ما ال اليه حال العرب والمسلمين محددًا وموضحًا السر وراء هذا التأخر .. فمن تباعد المسلمين عن معرفه وفهم توجيهات دينهم فى ميادين السياسه والاقتصاد وعلوم مجتمعهم، الى فقدان العبادات لروحها وسقوط الأخلاق من على عرشها، الى انتشار العصبيات وتأثيرها العنيف على الدعوه الإسلامية، الى جانب محاولات النفخ فى الرماد من خارج العالم الإسلامي، بهدف تحقيق وترسيخ هذا التأخر والتخلف عن سائر الأمم مما ادى الى ضياع اجيال ضحيه هذا العجز.. فى هذا العمل يواصل المفكر الإسلامى استعراض اسباب التخلف وطرق اجتنابها والقضاء عليها. 

ف بدأ الشيخ رحمه الله كتابه بالحديث عن بداية السقوط و أسبابه لدى العرب و المسلمين فتحدث عن أنه بعد أن كان ثوب الخلافة الراشدة الأبيض الرائع هو المسيطر على مقاليد الحكم و مرت فيه على الأمة الإسلامية فترة هى أزهى فتراتها على الإطلاق و أجمل صورة رُسمت للحكم الإسلامى بعد النبوة إلا أن العرب –بعد أن إنطفأ قنديل الخلافة الراشدة عادوا إلى ما كان منهم سابقا من الإعتداد بالأنساب و القبيلة العربية فأدى ذلك إلى استبداد الحكم و سقوط القدرة على الحكم من معايير اختيار الحاكم و بالتالى سقوطها من كل المناصب بالتدريج فأصبحنا نرى المحاباة و التملق و فى النهاية وصلت الأمور إلى إطلاق اليد فى المال العام (خلافة غير راشدة) و يقصد الشيخ هنا أواخر الأموية و العباسية و العثمانية .

ثم إنتقل الشيخ بعد ذلك إلى داء آخر و هو تقاليد الجاهلية التى حلت محل التقاليد الإسلامية فمنها تجهيل و إزدراء المرأة –و الإسلام من هذا الظلم براء و ما عانته المرأة و مازالت تعانيه من هذة التقاليد الفاسدة فتارة منعها من التعليم و تارة منعها من الصلاة فى المسجد و تارة لا ترى أحد ولا يراها أحد و الموال طويل فى العذابات التى قاستها المرأة نتيجة تلك التقاليد الجاهلية , و ينتقل الشيخ بعد بيان هذة المظالم إلى الحل لها فيرى أن الحل هو فى غربلة التقاليد و التمسك فقط بتلك التى تنتمى للدين و على حسب درجة إرتباطها بالدين يكون التمسك بها .

ثم انتقل إلى قضايا أخرى معاصرة تحتاج إلى تفكير عميق و إجتهاد جديد مثل قضايا الحكم و تحدث عن النظر إلى التجارب السابقة فنأخذ منها المنافع و نترك المضار .

ثم تحدث عن أثر الصراع على السلطة الذى تحدث عنه آنفا و أثره على إهمال الدعوة للإسلام و يقصد بها الدعوة المؤسسية أو أجهزة الدعوة الرسمية بغض النظر عن الدعوة الفردية و دعوة التجار و العلماء , و قد بدأ هذا الصراع و هذا الإهمال فى عهد الأمويين ثم العباسيين ثم العثمانيين (الأتراك) الذين رفضوا أن يتعربوا أو أن يستعينوا بالعلماء العرب لنشر الإسلام .

و انتقل بعدها للحديث عن قصور الحكام فى الإهتمام بالعلم و تنقيحه و ما يصل إلى العامة فبعد أن كان الخلفاء الراشدين يراقبون عن كثب العلم و المتحدثين به و وعاظ المساجد و إبعاد الجهال منهم و ترك المجال للعلماء الحقيقيين نجد أنه فى تلك العصور بدأ يصل بعض العلم المغلوط إلى العامة بالإضافة إلى بدء حركة التخلي عن الأصول التى نملكها و التوجه إلى ترجمة الفلسفة الأجنبية و العلم الأجنبي الذي يتميز بفقدانه للمعنى الروحى و الإضطراب فى الوسائل و الغايات و ظهور منهج العلم من أجل العلم و الثقافة من أجل الثقافة , و تحدث الشيخ عن أن الإسلام وحده فقط يمكن أن يقدم للعالم أغلى هدية و هي المعنى الروحي .

ثم تحدث الشيخ بعد ذلك عن العلم المغشوش و يقصد به اتجاه بعض الجماعات المعاصرة إلى التمسك برأى واحد و التعصب له بدعوى السلفية و اتباع السلف فى حين أنهم يضيقون الواسع و ينكرون باقى الآراء على ما قد يكون لها من الصحة و على ما قد يعترى آراءهم من الخطأ و أورثهم ذلك قصورا فى النظرة الشاملة العامة لمضمون الإسلام و روحه و حصرها فى مجرد ظاهريات كتقصير الثوب و إطالة اللحية و استخدام السواك و لا ينكر الشيخ عليهم أهمية هذة الأمور فهي من الدين و لكنها ليست هى كل الدين و بالطبع هى ليست لب الدين .

ثم تحدث عن الحد الأدنى الذي يجب أن يتحلى به كل مسلم من الإيمان و عدّدها فى ثمانية عناصر هى :
1خشية الله
2رجاء الله
3 . 4 الصبر و الشكر
5توفير الأسباب
6حب الله
7ذكر الله
8التوبة

ثم تحدث عن دور القيادة و الحكم فى تهيئة بيئة مناسبة لحياة المسلم و ضبط جانبها الأخلاقي و الإجتماعى و أكّد على ضرورة أن تتبنى القيادة هذة المهمة و ألا تتركها لمهمة الأفراد أو للصدفة فهذا أحفظ لها و أكثر فائدة و نفع للأمة بأكملها على أن يكون أمرها لأفراد قد يوجدوا فى وقت ولا يوجدوا فى وقت آخر .

و تحدث عن أهمية الأخذ بالعلوم الدنياوية كأهمية الأخذ بالعلوم الدينية , فإن الإسلام دين و دنيا , و بدون العلوم الدنياوية يأخذنا أعداؤنا من حيث لا ندري و يهزموننا مع أن الحق فى أيدينا و لكن لأننا فرطنا فى العلم الذي نتمكن به من صنع سلاح نرد به كيدهم و تحدث عن أثر تركنا لهذة العلوم و عدم إبداعنا فيها و تسبب ذلك فى نظر الأمم المتقدمة لنا نظرة إستخفاف و استهتار و سقطت هيبتنا من نفوسهم و تجرأوا علينا و على أراضينا بل و على ديننا , و جعل الشيخ تعلم العلوم الدنياوية فرض و تركها ذنب و قد قال على حد تعبيره : 

" إن كل علم يطوى مسافة هذا التخلف هو من أركان الدين و فرائض العبادات العينية و الكفائية و هو أولى من نوافل العبادة و مسائل الخلاف التى برع فيها الفارغون و اشتغل بها المتنطعون " . 

ثم إنتقل الشيخ بعد ذلك إلى مجال أوسع و هو دور الأمة فى نقل رسالة الإسلام العالمية إلى سائر البشر , و بيّن أن صحابة الرسول رضوان الله عليهم قاموا بهذة المهمة على الوجه الأكمل ثم تابع التبليغ من بعدهم رجال أفاضل ساروا على نهجهم و لكن بمرور الزمن قلّ الرجال و تبدل المنهج و تشوهت رسالة الإسلام الطاهرة سواء من المعادين لها أو الناقلين لها بقلة علمهم و سوء تبليغهم , و بيّن الشيخ أن مهمة تبليغ هذة الرسالة العالمية تقع على عاتق العلماء الأفاضل الذين ينبغى عليهم أن يرفعوا شعلة الإسلام النيرة ليستضيئ بها الواقعون فى ظلام الجهل و الخرافة و الديانات الفاسدة , و أن هناك شروط ينبغى توفرها فيمن يبلغون الدعوة لأن هناك أنصاف علماء قرأوا قراءات مبتورة فأضروا أنفسهم و أضروا غيرهم بل و أضروا الإسلام بنقص علمهم و عدم رسوخ أقدامهم .

ثم انتقل الشيخ للحديث عن التدليس الموجود فى المناهج التعليمية المقررة لبعض الدول الإسلامية و بيان ما فيها من أخطاء مقصودة أو غير مقصودة إلا أن ضررها ثابت حاصل على كل حال , و انتقل بعدها للحديث عن أكبر آثار هذا الخلل فى المناهج و هو موجة الإلحاد التى شاعت فى المجتمعات الإسلامية و أننا بأيدينا سمحنا لهذة الموجة أن تهب على بلادنا و شبابنا ثم تحدث عن مسئوليتنا تجاه مقاومة هذا الإلحاد و محاربته بالعلم و الحجة و البرهان و الإقناع .

ثم إنتقل الشيخ رحمه الله إلى الجرح الدامي و الذكريات الأليمة لتلك الهجمات التى شنّها المعادون على الإسلام و أهله فذكر منها جوانب عديدة منها هجمات عسكرية كالحملات الصليبية على القدس و كحرب افغانستان و كالقضية الفلسطينية و إحتلال اليهود لفلسطين و احتلال فرنسا للجزائر , و منها ثقافية و فكرية مثل تشويه الإسلام فى الأفلام السينيمائية و المجلات و غيرها و مثل إهمال الإنتاج الأدبي الإسلامي كالقصائد و الأشعار الإسلامية الرائعة من المناهج التعليمية فى الدول الإسلامية و غيرها الكثير من وجوه الهجوم الضاري على الإسلام و شريعته و جهاده المبين بغية القضاء عليه و إزالته من الوجود .

ثم ختم الشيخ كتابه بفصلين يتحدث فيهم عن أهمية الوحدة للمسلمين إذا كنا بصدد إقامة صحوة إسلامية و رجعة إلى عهد المجد و القوة فإن أول خطواتنا فى المسار الصحيح تكمن فى توحدنا على راية واحدة و نبذ الخلافات فإن كان اليهود قد توحدوا بوحدة يهودية و النصاري قد توحدوا بوحدة نصرانية فأولى بنا أن نتوحد تحت وحدة إسلامية تجمعنا من أقصى الأرض إلى أقصاها فإذا أُصيب المسلمون فى جنوب شرق آسيا يتألم لهم المسلمون فى المغرب و موريتانيا , و أختم بما ختم به الشيخ كتابه فيقول :

" و إذا سمحنا لأسباب الفرقة أن تنال منا فلا مستقبل لنا لأننا لن نكون " .
 
 
 



سنة النشر : 2005م / 1426هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.9 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة سر تأخر العرب والمسلمين

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل سر تأخر العرب والمسلمين
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمد الغزالى السقا - Mohamed Al Ghazali Al Sakka

كتب محمد الغزالى السقا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، هو محمد الغزالي أحمد السقا. وُلِدَ في قرية (نكلا العنب) بإيتاي البارود بمحافظة البحيرة في مصر، في (5 من ذي الحجة 1335هـ = 22 من سبتمبر 1917م)، وقد سُمِّي الشيخ محمد الغزالي بهذا الاسم تيمنًا من والده بالإمام أبي حامد الغزالي (ت 505 هـ) . نشأ الشيخ محمد الغزالي في أسرة كريمة ملتزمة بتعاليم الإسلام، فأتمَّ حفظ القرآن بكُتّاب القرية في العاشرة، ويقول الغزالي عن نفسه وقتئذٍ: "كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غُدُوِّي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسًا في تلك الوحدة الموحشة" . ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ جدد حياتك ❝ ❞ فقه السيرة ❝ ❞ خلق المسلم ❝ ❞ الحق المر ❝ ❞ الاستعمار أحقاد وأطماع ❝ ❞ الحياة الأولى - ديوان شعر ❝ ❞ السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ❝ ❞ الغزو الثقافى يمتد فى فراغنا ❝ ❞ الطريق من هنا ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار أخبار اليوم ❝ ❞ دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ مجلة الوعي الإسلامي ❝ ❞ دار الريان للتراث ❝ ❞ دار الكتب الحديثة ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد الغزالى السقا
الناشر:
دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
كتب دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر مصرية تأسست عام 1938. و تقوم بإصدار سلسلة كتاب الأضواء الخارجية لطلبة المراحل التعليمية المختلفة، تصدر أيضا سلسلة صرخة الرعب، ومجلة ميكي، غير العديد من المجلات الأخرى مثل الأميرات وهي مجلة خاصه للفتيات كما انها تقوم باعداد وطبع العديد من الكتب الخاصة بالأطفال والمأخوذه عن العديد من القصص المشهورة التي يحبها الأطفال وأيضا تعتبر دار نهضة مصر أول من قام بترجمة مجموعة كتب الكاتبة العالمية جيه كيه رولينغ وهي سلسلة هاري بوتر المشهورة باجزائها السبع. وقامت الدار بتولي مهمة ترجمة ثلاثية سيد الخواتم ونشرها لاحقاً. تقدم دار نهضة مصر للنشر - التي تأسست عام 1938 - باقة من الخدمات الثقافية، والتعليمية المتكاملة، بالإضافة إلى خدمات تطوير المحتوى الرقمي والترفيهى. وتتبنى استراتيجية واضحة تعمل من خلالها على دعم عملية التواصل والحوار بين مختلف الثقافات، وتهدف إلى إثراء فكر الأسرة العربية بمحتوى علمي وثقافي وتعليمي متميز وإتاحته لكل قطاعات المجتمع. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ جدد حياتك ❝ ❞ هارى بوتر وحجر الفيلسوف ❝ ❞ السحر الرهيب ❝ ❞ ميكي العدد 44 ❝ ❞ العدد الأول من مجلة ميكي و بطوط ❝ ❞ موسوعة بيان الإسلام الرد على الإفتراءات والشبهات القسم الاول ❝ ❞ مزحزحات الأرض - ناشيونال جيوجرافيك ❝ ❞ المثل السائر ❝ ❞ بطوط والجيب المسحور ❝ ❞ مرجعك الدائم فى قواعد اللغه الانجليزية ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ والت ديزني ❝ ❞ نبيل فاروق ❝ ❞ عباس محمود العقاد ❝ ❞ محمد الغزالى السقا ❝ ❞ أنيس منصور ❝ ❞ راغب السرجاني ❝ ❞ محمد عطية الابراشى ❝ ❞ مصطفى لطفي المنفلوطي ❝ ❞ ر.ل.شتاين ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ زاهى حواس ❝ ❞ نخبة من كبار العلماء ❝ ❞ محمد عمارة ❝ ❞ مصطفى حسني ❝ ❞ محمود قاسم ❝ ❞ أحمد شلبي ❝ ❞ جوان رولينج ❝ ❞ عز الدين محمد نجيب ❝ ❞ محمد بيومى مهران ❝ ❞ يوسف زيدان ❝ ❞ يوسف ادريس ❝ ❞ قاسم عبده قاسم ❝ ❞ بهاء طاهر ❝ ❞ ثروت أباظة ❝ ❞ سايمون آدامز ❝ ❞ ج. ك. رولينج ❝ ❞ علي عبد الواحد وافي ❝ ❞ خليل فاضل ❝ ❞ ريم بسيوني ❝ ❞ صالح مرسي ❝ ❞ أحمد عمر هاشم ❝ ❞ نخبة من العلماء الأمريكيين ❝ ❞ محمد غنيمي هلال ❝ ❞ فؤاد نعمة ❝ ❞ جاك لندن ❝ ❞ يوسف ميخائيل أسعد ❝ ❞ صلاح عيسى ❝ ❞ روبرت لورانس شتاين ❝ ❞ جمال الغيطاني ❝ ❞ د. محمد مندور ❝ ❞ د. عبد الرحمن عميرة ❝ ❞ ضياء الدين ابن الأثير ❝ ❞ على ادهم ❝ ❞ د. إمام عبد الفتاح إمام ❝ ❞ مكي بن أبي طالب القيسي أبو محمد ❝ ❞ سوزان فورورد ❝ ❞ إسحاق عظيموف ❝ ❞ ياسمين مجاهد ❝ ❞ روبين كيرود ❝ ❞ خالد حبيب الراوى ❝ ❞ أحمد أحمد بدوي ❝ ❞ سناء البيسي ❝ ❞ كريستوفر كوبر ❝ ❞ ابراهيم انس ❝ ❞ طارق إمام ❝ ❞ الأستاذ عمرو خالد ❝ ❞ ميلاد حنا ❝ ❞ إنجي ساج ❝ ❞ عزت القمحاوي ❝ ❞ أبو زيد محمد بن الخطاب القرشي ❝ ❞ ياسين رشدي ❝ ❞ سوزان موريم ❝ ❞ هنريك إبسن ❝ ❞ ليندا بلير ❝ ❞ ابى زيد محمد القرشى ❝ ❞ ابن أبى الإصبع المصرى ❝ ❞ لايونيل بيندر ❝ ❞ د. طارق عبدالجليل ❝ ❞ صابر أحمد طه ❝ ❞ د. محمود العزب ❝ ❞ نهاد شريف ❝ ❞ مايكل هاميلتون مورجان ❝ ❞ إيمان سعودى ❝ ❞ شيخ الإسلام محمد الخضر حسين ❝ ❞ القس الالماني جوتفر إيد كونزلن ❝ ❞ جيه ارتوكلين ❝ ❞ أميمة عز الدين ❝ ❞ نسرين مهران ❝ ❞ كارل هياسن ❝ ❞ آندروناهوم ❝ ❞ أيمن الحكيم ❝ ❞ فيونا ماكدونالد ❝ ❞ روبرت جيلام سكوت ❝ ❞ محمد غريب ❝ ❞ ج ك رولينج ❝ ❞ د. حسن سيد شحاتة ❝ ❞ خالد حبيب ❝ ❞ مصطفى الفقي ❝ ❱.المزيد.. كتب دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع