📘 قراءة كتاب خوارق اللاشعور (أسرار الشخصية الناجحة) أونلاين
شارح الكتاب: أخضر
اقتباسات من كتاب خوارق اللاشعور (أسرار الشخصية الناجحة)
خوارق اللاشعور أسرار الشخصية الناجحة - كتاب للدكتور علي الوردي - وهو عالم اجتماع عراقي، طبع الكتاب لأول مرة في عام 1951 ببغداد ثم طبع للمرة الثانية عام 1996 - بعد وفاة الدكتور - في لندن، ثم طبع عدة طبعات في بيروت والعراق.
كتاب خوارق اللاشعور هو دراسة للنفس البشرية حيث يبحث مجال العبقرية البشرية و كيفية الوصول إلى هذه المرتبة وكذلك دور العقل الباطن في العملية الفكرية و كيفية استغلاله ولعلى الوردى دور كبير في هذا المجال ويعتبر من أبرز من ألف في مجال الكتب الفكرية.
يقع الكتاب في 238 صفحة - حسب طبعة دار الوراق للنشر - يتضمن خمسة فصول رئيسية بالإضافة إلى المقدمة والتذييل وهي:
الفصل الأول: الإطار الفكري
الفصل الثاني: المنطق الأرسوطاليسي،
الفصل الثالث: الإدارة والنجاح
الفصل الرابع: خوارق اللاشعور
الفصل الخامس: النفس والمادة.
يفتتح الكاتب الكتاب بتحذير يقول فيه للقراء مايلي: إن هذا الكتاب ربما ينفع الراشدين من الناس - أولئك الذين خبروا الحياة وأصابهم من نكباتها وصدماتها ما أصابهم. أما المستجدون المدللون والأغرار الذين لم يمارسوا بعد مشكلة الواقع ولم يذوقوا من مرارة الحياة شيئا فالأولى بهم أن لا يقأوا هذا الكتاب.. إنه قد يضرهم ضررا بليغا.
الفصل الأول
الإطار الفكري
يتحدث علي الوردي في هذا الفصل عن الإطار الفكري وهو عبارة عن اطار لا شعوري يقيد تفكير الانسان ويجعله ينظر إلى الامور من منظار معين وهذا الإطار ينتج من علاقة الانسان ببيئته وتأثره بها.. وهذا الإطار الاشعوري لا يستطيع الانسان التخلص منه تماماً فهو اطار لا شعوري والانسان لا يستطيع التخلص من شيء لا يشعر به.. والانسان المبدع هو من يدرك وجود هذا الإطار فهو متحيز في تفكيره ولكنه لا ينكر مع ذلك تحيزه الفكري.. وينقسم عناصر الإطار الفكري إلى: قيود نفسيه: مثلاً كعشق انسان لشخصية تاريخيه وجد فيها اشباع لبعض رغباته المكبوته كحب القوة.. فهو يجد في نفسه نقصاً سدته هذه الشخصية قيود اجتماعية: كصراع بين شخصين كل منهما من طائفه مختلفه.. وكل منهما يبرز البراهين والادله على انه على حق.. وحينما يجد ان الآخر غير مقتنع يأخذ بشتمه وسبه لانه متعصب ويرفض الحق وهما بذلك كرجلين يقفان امام هرم، احدهما يقول ان لونه اصفر والآخر ان لونه ازرق، والواقع ان الهرم اصفر من ناحية وازرق من الناحية الأخرى.. ولكن كل واحد منهما ينظر للهرم من الناحية التي يقف عندها ولا يقبل ان يذهب للناحية الاخرى ليتأكد قيود حضارية: وهي القيم التي تختلف مثلا بين البدو والامريكان.. فالبدوي مثلا يرفض حدوث اية علاقة بين ابنته مع رجل غريب.. بينما يجد الأمريكي الامر طبيعياً وعادياً
باختصار الانسان متحيز بشكل أو بآخر في تفكيره.. وان مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل ان تكون مشكلة الحق والباطل وما كان الناس يحسبون انه نزاع بين حق وباطل هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر، فكل متنازع في الغالب يعتقد انه المحق وخصمه المبطل ولو نظرت إلى الامور من نفس الزاوية التي ينظر منها اي متنازع لوجدت شيئاَ من الحق معه قليلاً أو كثيراً تقول مدام شتايل في قول لها مشهور: لو عرفت كل شي، لعذرت كل فرد والانسان العبقري هو الانسان الذي يستطيع ان يتحرر جزئياً من اطاره الفكري..
الفصل الثاني
المنطق الارسطوطاليسي
ينتقد علي الوردي في هذا الفصل المنطق الارسطوطاليسي الذي يهدف إلى جعل التفكير يسير وفق منهج يعصمه من الخطأ.. فهذا المنهج ثابت بينما الواقع متغير.. فما الذي يدريهم فقد يتغير الشي بعد اصدار الحكم فيه.. ولهذا فهذا المنطق بعيد عن الواقع ويجعل الانسان يعيش في برج عاجي ينظر فيه إلى الواقع من عل.. بينما من المفترض لكي يفهم الانسان الواقع ان يتعايش مع افراد مجتمعه ويدرس مشاكلهم.. ويعتقد اتباع هذا المنطق ان الحقيقة ثابته وليست نسبيه.. وهذا ما يجعل الناس ينظرون للحقيقة من منظور واحد ويعتبرنها مطلقه.. وهذا ما نراه في المناظرات بين المذاهب.. فكل طائفة تأتي بالادله المنطقيه التي تؤيدها.. وحينما تستمع لادلتها تقف عاجزاً عن معرفة الفرقة المحقة.. فكل واحدة منهم تستعمل المنطق لصالحها كما ان هذا المنطق يؤدي بصاحبه إلى ازدواجية الشخصية.. ففي البيئات التي يكثر فيها الجدل المنطقي.. يحتار المشاهد مع ايهما الحق.. وايهما أكثر افحاماً للآخر.. والمتعايشين في هذه البيئة يجب ان يتأثروا بهذا الوضع قليلا ام كثيراً.. فتراه يركز على الغلبة في الجدال.. دون الاهتمام بمعرفة الحقيقة.. وبهذا يصبح سوفسطائياً في ظاهر امره ارسطوطاليسي. ثم انتقد علي الوردي القوانين الثلاثة التي وضعها المناطقة القدماء قانون الذاتيه: اي ان الشي هو هو وهذا القانون يقول بالحقيقة الثابتة وان الحقيقة هي اساس الكون وهذه الفكرة اثبت العلم انها خاطئة وان الحركة هي اساس الكون.. قانون عدم التناقض: وهي ان الشئ لا يمكن ان يكون فاقداً وحائزاً لصفة معينه في نفس الوقت.. فاما ان يكون حقاً أو باطلاً وليس باطلاً وحقاً في آن معاً.. اي ان الحقيقة مطلقه وليست نسبيه وهذا مخالف للواقع.. فلا يوجد حاكم عادل بشكل مطلق.. ولا حاكم ظالم بشكل مطلق.. بل مزيج بين الاثنين.. والحاكم حينما نطلق عليه صفة العدل فذلك لان نسبة عدله أكثر من ظلمه.. اما الظالم فلئن ظلمه فاق عدله.. قانون الوسط المرفوع: ان العالم مؤلف من طرفين لا ثالث لهما.. الحق والباطل أو الخير والشر أو القبح والجمال أو... الخ.. فيجب ان يكون الشي اما من هذا الجانب أو ذاك وليس هذا وذاك في آن معاً.. ولكن العلوم الحديثه تقول ان ذلك ليس صحيحاً.. فقد اثبت العلم ان المادة ليست موجوده في مكان معين بل هي موجوده هنا وهناك في نفس الوقت.. فالمادة مؤلفة من طاقة كهربائيه.. وقد اثبتت ابحاث الذرة الاخيره ان المجال الكهربائي المغناطيسي يشمل الكون كله.. اي ان القلم الذي امسكه بيدي موجود في كل مكان. وبعد ذلك يبين لنا علي الوردي النتائج السلبية المترتبه على متبعي هذا المنطق.. ومن اهمها هذا المنطق يعرقل النجاح في الحياة فهو كما قلنا لا ينطبق على الواقع المعيشي.. فقد تجد تاجرين يبيعنا نفس البضاعة وفي النهاية تجد احدها قد ربح فيها ربحاً وفيراً والآخر خسر فيها كل امواله.. وهنا نجد ان المنطق يخالف ما حدث.. لان الواقع شي مختلف.. فقد نجد ان السبب في ما حدث هو ان التاجر الناجح قد نجح بسبب امتلاكه وجهاً صبوحاً ووسيماً اما الآخر فقد نجده قبيحاً أو مشوهاً.. وحينما يفكر هذا التاجر الخاسر في الامر لا يجد سبباً منطقياً واحداً لخسارته.. والسبب في ذلك ان النجاح والخسارة في الواقع لا تنطبق على المنطق بل ان النجاح في الحياة العملية يحدث غالباً باستغلال القوى الاشعورية في داخل الانسان.. فقد نجد تاجراً يرفض صفقة تجارية مغريه دون سبب مقنع.. فهو يجري الامور على بديهيته ويجعل اللاشعور هو من يسير عمله.. وغالباً ما يكون هذا النوع من التجار ناجحاً في حياته.
الفصل الثالث
الإرادة والنجاح
في هذا الفصل يبين لنا علي الوردي كيف ان الإرادة وحدها لا تكفي لبلوغ المرام وان عبارة من جد وجد ومن سار على الدرب وصل في في الحقيقة عبارة خاطئه.. فالإرادة القويه للوصول لامر ما لا يكون لها معنى دون ان يكون للفرد مقدره للوصول اليه.. بل على العكس يكون لها ضرر كبير.. كما تحدث لنا عن نظرية الجهد المعكوس التي تحدث عندما تسيطر فكره على شخص ما بحيث تصبح متغلغله في اغوار عقله الباطن فيؤدي ذلك إلى ان كل الجهود الواعيه التي يبذلها الشخص في مخالفة تلك الفكرة تؤدي إلى عكس النتيجة التي كان يبتغيها منها.. فمثلا لو كان هناك شخص يسير على حافة جبل فانه ما يكاد يتخيل انه سيسقط حتى يسقط فعلاً.. لانه في هذه الحالة يحصل معه تنازع بين الشعور واللاشعور فالانسان حينها تنبعث من عقله نزعتان متعاكستان.. الاولى لا شعوريه تدفع الشخص للسقوط وتسيطر عليه وتتحكم به وتدفعه لتحقيق ذلك الخيال.. اما الثانية فهي ارادته التي تحرضه على الثبات وعدم السقوط.. والخلاصة ان الإرادة حينما تعاكس المخلية تمسي مضرة.. فكلما تعاكست الإرادة مع المخيلة ازادادت المخليه في انتاج العمل غير المرغوب به فيه ازدياداً تصاعدياً.. ولهذا فان الانسان الناجح هو من يتخيل النجاح.. ولهذا من المفترض علينا ان نقول لابنائنا " انتم ناجحون " بدلاً من ان نقول لهم " كونوا ناجحين " , كما ان على الانسان ان يقوم بالعمل بشيئ من الهدوء والاسترسال والارتجال وعدم الدقة الشديده أو التكلف في العمل.. بل السماح لومضات الاشعور بالانبعاث.. ولهذا نجد المدققين كثيراً في العمل والطالبين الكمال فيه يصابون غالباً بعقدة الاستكمال اي الوسواس.. الذي حينما يود القيام بعمل فهو يدقق فيه تدقيقاً كبيراً مما يحعله يدقق حد لاجل التدقيق ذاته وينسى الهدف الذي يدقق من اجله... ولهذا علينا ان ننسى امر النقص فالوصول للكمال امر مستحيل ونسير في العمل سيراً طبيعياً سامحين لطاقاتنا الداخليه بالظهور..
الفصل الرابع
خوارق اللاشعور
صنف علي الوردي الذين يؤمنون بوجود العقل الباطن إلى:
1 - اتباع مدرسة التحليل النفسي الذي تجد ان العقل الباطن مكان الرغبات المكبوته
2- الذين يعتقدون بان العقل الباطن هو مهبط الوحي والإلهام ومنبع العبقرية والنبوة عند الانسان وقد كان البحث العلمي في هذا الموضوع يسير على طريقتين:
1 - الاعتناء بجمع الوثائق وفحصها والتثبت من صدق شهودها..وهذه الطريقة هي ما سارت عليه جمعيات المباحث النفسيه في العالم
2 - هي طريقة البرفسور راين واتباعه وهي التي تجري على اساس التجريب والإحصاء.
وكلا هاتين الطريقتين وصلتا إلى نتائج متشابهة تقول ان لدى الانسان قدى على الإحساس الخارق.. وبعد ذلك انتشرت بعض الفرضيات والنظريات لتفسير هذه الظاهرة وكان من أشهر الفرضيات.. فرضية تشنر وفرضية سينل فرضين تنشر: ان العقل الباطن أو اللاشعور له قدرة على تخطي المسافات المكانيه وذلك لانه شي غير مكاني، فالعقل الواعي يخص الفرد وحده اما اللاواعي فهو يشارك به العالم بأسره.. ويقول سينل ان العقل الظاهر يعرقل عمل الباطن ولهذا نجد اصحاب المواهي لا ينتفعون من مواهبهم الا في حالة صفاء الذهن وخمود العقل الواعي
فرضية سينل: يعتقد بوجود حاسة سادسه في الانسان تمكنه من ادراك اشياء لا يمكن ادراكها بواسطة الحواس الخمس المعروفة.. كما انه يعتقد بان كل مادة في الكون تبعث ذبذبات.. ويرى ان الحاسة السادسه هي ناتجه عن نتوء صنوبري صغير موجود في اسفل دماغ الانسان.. ويرى بانه عن طريق هذا النتوء يستطيع الانسان استقبال الذبذبات من الخارج والتأثر بها.. ولان الانسان يفكر ويتامل ويتدبر فلذلك هو لا يستطيع الانتباه لها على عكس الحيوان الذي يشعر بما نسميه " غريزة التأويب " فهو لا يفكر وبذلك يكون ذهنه صافياً.. مال كثير من الباحثين إلى تفسير الإحساس الخارق إلى وجود امواج أو ذبذبات خفية يتأثر بها الانسان من حيث لا يشعر.. وقد جوبه هذا التفسير بكثير من الاعتراضات.. من اهمها:
1- ان الإحساس الخارق لا يتأثر بالمسافة فقد يقرأ الموهوب فكر غيره وهو قريب منه ولكنه يبقى قادر على ذلك حين يبتعد عنه.. وقد ظهر من بعض تجارب راين ان الانسان يستشف الاشياء المغيبه من بعيد اوضح مما يستشفها عن قرب وهذه الحقيقة تنافي فرضية الامواج فالامواج تضعف كلما طالت المسافة..
2- ان الإحساس الخارق قادر على التنبؤ احيانا عن بعض حوادث المستقبل وهذه الحقيقة تنافي ايضاً فرضية الامواج.. حيث لا يستطيع الانسان تصور امواجاً تصدر عن احداث لم تحدث بعد ان هذين الاعتراضين قويان حقاً ولكنهما مع ذلك لا يخلوان من ضعف.. فنحن اليوم لا نعرف عن طبيعة الإحساس الخارق شيئاً كثيراً حيف لا نزال في بداية الطريق ولا نعلم ما سيكشف لنا البحث في الايام المقبله من اسرار في هذا السبيل..
كما ان ابحاث آينشتاين تقول ان الامواج تسير في فضاء غير هذا الذي نتصوره فالفضاء ليس فراغاً له ابعاد ثلاثه بل ان الفضاء له ابعاد اربعه: الطول والعرض والارتفاع والزمان وهذا القول يؤدي بنا إلى اعتبرا الزمان بعداً في الفضاء لا يختلف عن الابعاد الاخرى اختلافاً جوهرياً.. ومعنى ذلك ان التنبؤ باحداث المستقبل لا يختلف في جوهره عن الإحساس بأشياء موجوده في الوقت الحاضر، ان هذا الامر لا نقدر على تصوره اصلا فاننا قد اعتدنا ان نتصور الزمان منفصلاً عن المكان.. لكن الابحاث الرياضيه لا تجد في ذلك اي صعوبه فالزمان في نظرها امتداد في الفضاء كامتداد الطول العرض والارتفاع.. والمسافة بين الماضي والمستقبل لا تختلف في صميم طبيعتها عن اية مسافة معينه على سطح الارض.. فالزمان لا يسير.. بل نحن الذين نسير عليه في الواقع ويبدو ان الامواج الكهربائيه على مختلف انواعها تتحرك في فضاء ذي اربعة ابعاد فهي لا تكتفي بابعاد المكان وحده بل تشمل في حركتها بعد الزمان ايضاً.. وان هذه الفرضية ضعيفه على اية حال ولكن هناك من القرائن ما يؤيدها:
1- وجد في الابحاث الفيزيائيه ان شعاع الضوء يظهر على شكل موجات تارة وعلى شكل دفقات متتاليه كطلقات الرشاش تارة اخرى.. وقد حار العلماء في تفسير هذا الامر.. ان من المحتمل اننا حين نرى شعاع الضوء على شكل دفقات متتالية انما نستبين منه قمم الموجات فقط اما البقيه المختفيه فتذهب إلى البعد الرابع.. اي ان كل موجه من امواج الضوء تتحرك في فضاء ذي اربعة ابعاد ونحن لا نرى منها اثناء التجربة الا نقطة واحده وهي القمه اما النقاط الاخرى فتذهب مختفيه في ثنايا الزمان
2- وجد الباحثون ان الإلكترون يقفز داخل الذرة من مدار إلى آخر وهو حين يقفز لا يمر من المسافة التي تفصل بين المدارين بل يختفي من مدار ليظهر في الآخر.. فأين يذهب اثناء القفز ؟.. من المحتمل انه يذهب إلى البعد الرابع ايضاً.. وربما توغل في آلاف السنين الماضيه أو المقبله في لحظه واحده ثم رجع إلى الزمان الحاضر وكانه لم يفعل شيئاً
3 - وجد الباحثون ان الإلكترون يسلك في تموجه داخل الذرة سلوكاً غريباً ليس له سبب ولا يضبطه قانون فهو لا يسير في مدار يمكن تحديده.. فمصله كمثل الناقه التي تخبط في الظلام تخبط عشوائي.. وقد جاء هايزنبرع بمبدأ جديد في علم الفيزياء سمي بمبدأ عدم التحديد ومؤداه ان الطبيعة في مبدأها الاساسي لا تخضع لقانون فهي تسير سيراً كيفياً كأنها تملك مشيئه ذاتيه أو حرة.. وما هذه القوانين الطبيعيه التي نشاهدها في الكون في رأيه الا قوانين احتمال ومعادلات.. اي ان هذه القوانين الظاهرة هي معادلات الحركة التي تتحرك بها بلايين البلايين من الالكترونات الموجوده في الكون اما الإلكترون المفرد فهو يتحرك حركه عشوائيه لا نظام فيها. وما يلفت النظر في هذا الموضوع ان هناك عدد من العلماء يفسرون هذه الحركة العشوائيه في سير الإلكترون بقصورنا عن مراقبته مراقبة صحيحه.. فالإلكترون يتحرك في فضاء ذي اربعة ابعاد - اي انه يشمل بحركته الزمان - ولكننا لا نرى حركته الا من خلال ابعادنا الثلاثة وبهذا نحاكي ذلك الذي يكتفي برؤية خيال الشي أو ظله عن رؤيته اياه بالذات يقول البرفسو جينز " ان ما يلوح لنا من عدم خضوع الطبيعة للتحديد قد يكون مصدره اننا نحاول ان نصر في فضاء قليل الابعاد ما يقع من الحوادث في ابعاد كثيره.. فالديدان العمياء التي لا تتعدى مداركها الحسه سطح الارض ذي البعدين ترى ان الارض تبتل بين آونه واخرى.. فنحن الذين نستطيع ادراك البعد الثالث نعلل البلل بسقوط المطر ونقدر ان نتنبأ عن الاجزاء التي سينالها المطر من الارض والتي ستبقى جافه بعد ذلك.. اما الديدان العمياء فهي لا تدرك البعد الرابع ولهذا فهي غير قادره على تحري الاسباب التي تجعل اجزاء معينه من الارض مبتله واخرى جافه. ان الهقل الباطن حيز ذهني يجتمع فيه نوعان من الحوافز.. فهو مباءة العقد النفسيه والرغبات المكبوته من ناحية وموئل الإحساس الخارق من الناحية الآخرى..
ولهذا لا يسعنا ان ننصح الفرد بان يصغي إلى حوافز العقل الباطن من غير حذر.. كيلا تطغى عليه وتجعله آله بيدها كما انه لا يوحد قاعده عامه يسير عليها الفرد في المواقف التي يحتار فيه اي حافز منهم الهام.. ولكن على الفرد ان يفحص حوافزه المتنوعه ثم ينتقي منها ماهو ادعى للإخلاص.. فاذا وجدت نفسك مثلا تريد الكلام للتقرب إلى اصحاب النفوذ أو الحصول لعى تقدير الآخرين فاعلم انك فاشل عاجلاً ام آجلاً.. ان حواس اللاشعور تنبعث من نفس صافيه مطمئنه فينبغي عليك ان لا تنتظر منها خيرا إذا كنت تريد بها اشباع احدى غرائزك المكبوتة
ان العقل الباطن هو عقل الايمان والعقيدة الراسخة بينما العقل الظاهر هو عقل التفكير والشك والتفلسف فاذا اردت استخدام عقلك الباطن استخدام صحيحاً في النوم أو غيره فعليك ان تبتعد عن كل ما يدعو إلى التفكير والتدليل والتفلسف..
الفصل الخامس
النفس والمادة
يبين علي الوردي هنا العلاقة بين المادة والفكر.. فالفكر يؤثر على الجسد فما يكاد الانسان يخجل حتى تحمر وجنتاه.. والفكر يتاثر بالمادة فحينما يشرب الانسان مشروباً مسكراً يفقد عقله.. كما ان علي الوردي يشدد على مسأله الإيحاء.. ان الانسان حينما يوحي لنفسه مثلا بانه ليس مريضاً فانه يشفى.. ان اللاشعور لا يميز بين الحق والباطل اي ان الانسان حينما يوحي لنفسه مثلا بان هذه الكلمات تعني ان اشفى من المرض فانه سيشفى حتى وان كانت تلك الكلمات مجرد كلمات جوفاء " ان الانسان كلما تعقد حضارته المادية وزادت ثقافته العقليه ضعفت بذلك قواه النفسيه، كأنما النفس والمادة على طرفي نقيض، فلا تنمو احداهما الا على حساب قوة الاخرى
سنة النشر : 1951م / 1370هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 10.8 ميجا بايت .
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
صفحة تحميل الكتاب
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف: