📘 قراءة كتاب التذكرة الحمدونية مجلد 6 أونلاين
الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر. يرتبط الأدب ارتباطا وثيقا باللغة فالنتاج الحقيقي للغة المدونة والثقافة المدونة بهذه اللغة يكون محفوظا ضمن أشكال الأدب وتجلياته والتي تتنوع باختلاف المناطق والعصور وتشهد دوما تنوعات وتطورات مع مر العصور والأزمنة، وثمة العديد من الأقوال التي تناولت الأدب ومنها ما قاله وليم هازلت (إن ادب أي أمة هو الصورة الصادقة التي تنعكس عليها افكارها..) الأدب فن ورسالة
إن الأدب العالي هو الذي يثير في نفوسنا الشعور بالعظمة والتسامي، لا الذي يقف بنا عند حد الإجادة في التعبير والتصوير. أما أنه فن، فذلك أمر لا يختلف فيه اثنان، ويراد بالفن هنا روعة التعبير عن الشعور والفكر، وهو يجمع بين حرارة العاطفة، وقوة الخيال، وجمال التصوير، بحيث يثير في نفس قارئه أو سامعه ما يطربه ويرفعه إلى حيث لا يستطيع هو الوصول إليه، ويصدق ذلك على أي موضوع يتناوله الأديب لا فرق بين قديم وحديث، وها نحن في القرن الحادي والعشرين لا نزال نطالع مدائح القدماء ومراثيهم، أو أناشيد حبهم ومفاخرهم، أو غير ذلك من أبواب أدبهم، فنهتز إذ نقع على تعبير ذي طلاوة وماء، أو ذي تصوير بياني رائع، على أن الفن غير حسن الإنشاء وتنميق العبارة، وقد صدق الجرجاني إذ قال: "ليس كل ما يحسن إنشاؤه يعد من الأدب البليغ" ويمثل على ذلك بقول الجاحظ (ت 255هـ / 868م): "جنبك الله الشبهة، وعصمك من الحيرة، وجعل بينك وبين المعرفة سبباً، وحبب إليك التثبت، وزين في عينك الإنصاف" إلى آخر هذه العبارات المترادفة، ثم يعقب على كلام الجاحظ بقوله: "إنه كلام على سلامته من العيب وعلى حسن تنضيده صنعة عادية لا تتفاوت فيه منازل البلغاء". الأدب رابطة حية للأمة: ولفتة واحدة إلى الأمم المختلفة، ترينا صدق هذه النظرية، فالولايات المتحدة مثلاً مؤلفة من ثلاثمئة وخمسين مليوناً ونيف، تتمثل فيهم أصلاً شتى القوميات، والأديان والألسنة، ولكن هذه الأمة مرتبطة برابطة معنوية متينة هي القومية الأمريكية. هي الأدب الأمريكي الذي تخرجه المطابع والصحف والإذاعات والمدارس، وغير ذلك مما يوحد الأفراد ويوجههم نحو غرض واحد. ويصدق ذلك إلى حد ما على أدبنا العربي. فالناطقون بالعربية مؤلفون من 350 مليون نسمة من دول وشعوب شتى، ويعمل في داخلها كثير من عوامل الهدم والتفريق، ومع ذلك لا يزال للأدب قوة فعالة فيها، وهذا يفسر لنا وجود جامعة للدول العربية، وما نراه من نزعة بين الشعوب العربية للتقارب والتعاون والتآصر. ومما لا شك فيه أن هذه النزعة هي اليوم أقوى منها في أي عصر من العصور التي أعقبت انهيار الحضارة العربية في القرون الوسطى، ولو سألنا ما الذي أحيا الشعور العربي منذ فجر القرن العشرين؟ وما الذي ساعد البلدان العربية على التقارب؟ لكان الجواب هو شعورها بمصلحة جماعية تميزها من سائر الدول والشعوب. ولكن الحقيقة أن أساس الشعور بهذه المصلحة هو أنها تنطق بلغة واحدة، وتعتز بأدب واحد، وتعتبر أعظم حقبة في تاريخها هي التي تبدأ بالفتوح العربية، ومهما يحاول البعض طمس هذه الحقيقة، فإنهم لا ينجحون لأن الزمان والاختبار بجانبها. والذي يؤسف له أن نزعة التعاون الحقيقي بين الشعوب العربية لا تزال ضعيفة تجاه الأطماع الشخصية والإقليمية، فالعرب لم يدركوا بعد معنى التعاون الاقتصادي والاجتماعي الفعال، ولكن الأمل أنهم سيدركون ذلك، ومهما تكن الفكرة الأساسية التي أدت إلى إنشاء جامعة الدول العربية، فإنها إلى الآن أفضل فكرة، ومن الخطأ أن نجعل تقصيرها في الماضي سبباً للحكم على مبدئها. لأدب كل قوم رسالة خاصة: مما لا ينكر أن الأدب العالي في كل أمة إنساني النزعة، يشترك مع سواه في مناصرة المبادئ العليا، وتوجيه البشر نحو المكارم والأخلاق والعظائم، ولكن ذلك لا يمنع القول: إنه مع إنسانيته العامة، لا يستطيع أن يفصل نفسه عن بيئته الخاصة، فهو مرآة تنعكس عنها آمال الأمة وآلامها، والذي يدرس آداب الأمم المختلفة يستطيع أن يرى اختلاف نزعاتها الاجتماعية أو السياسية بالنسبة إلى أحوالها وحاجاتها. وذلك واضح في الأدب العربي الحديث، أعني الأدب الذي رافق يقظة العرب منذ فجر القرن العشرين، فإذا خرجنا عن أدب "البلاط" الذي كان لا يزال يجري على طريقة القدماء منصرفاً إلى بعض الأفراد دون الشعب، وإلى الأغراض الخاصة دون المصالح العامة، ودققنا النظر في الأدب الذي يعكس لنا الشعور القومي العام، وجدنا له رسالة قومية كان يحاول أن يؤديها، وقد كانت في أول أمرها دعوة إلى نبذ التقاليد البالية، والتمسك بأسباب الحضارة الجديدة، ثم تطورت بتطور الأحوال إلى دعوة لكرامة الوطنية إزاء العناصر الأجنبية. ومن ظواهرها طلب الاستقلال، وحق تقرير المصير، وهي اليوم تنعكس لنا عن شعور عام بوجوب الاتحاد والتضامن الاقتصادي؛ لتكوين سوق عربية مشتركة، وكتلة قوية تضمن حقوق العرب، وترد عنهم غائلة أي عدوان يوجه إليهم. ومهما حاولنا أن ندافع عن نظرية "الفن للفن في مجال الأدب" فإن الاختبار يرينا أن الأدب مرتبط بحياة الناس، وأنه من أهم العوامل في إنارة سبيلهم، وتهذيب شعورهم، وإحياء آمالهم. نعم، إنه لا يجوز لنا أن نملي على الأديب ما يجب أن يقول، أو نحدد له الموضوع الذي يجب أن يخوض فيه، فهو حر أن يتحدث عن الإنسان، أو عن البرغوث، وأن يصف عواطف أمته، أو حركات هرته! ولكن يجوز لنا أن نقول: إن الأدب العالمي هو الذي يثير في نفوسنا الشعور بالعظمة والتسامي والتجاوز والعلو، لا الذي يقف بنا عند حد الإجادة في التعبير والتصوير. لماذا نقرأ الادب
- نقرأ الأدب عادة لأسباب عديدة تتبدل
بتقدم العمر أو بتغير اهتماماتنا، وربما كان السبب الأساسي الذي يدفعنا
للقراءة هو المتعة، فنحن نقرأ أساسًا لأننا نستمتع بالقراءة.
وتأخذ القراءة التي تستهدف المتعة أشكالاً متنوعة. فقد يكون الهدف منها
تمضية أوقات الفراغ، أو الهروب من الجدران التي تحيط بنا من كل جانب.
فالقراءة بمثابة طائرة تطير بنا بعيدًا عن دواخلنا لتحملنا إلى عوالم أناس
آخرين.
- نقرأ في كثير من الأحيان؛ لاكتساب المزيد من المعلومات والمعرفة. فقد
يُمتعنا أن نتعرف على الحياة في جبال الألب السويسرية، أو على حوض نهر
المسيسيبي، كما أننا ربما نجد حلولاً ممكنة لمشكلاتنا حين نلتقي بأناس في
الكتب يواجهون مشكلات تشابه تلك التي نعاني منها. ومن الممكن لنا أن نفهم
عن طريق الأدب أوضاعًا قد لاندرك كنهها في بعض الأحيان حين تواجهنا في
حياتنا العادية.
- وقد نقرأ ببساطة لأننا نستمتع بقراءة الكلمات المنظومة، فربما نستمتع
بقراءة مقاطع لا معنى لها، كما يحب الأطفال سماع الأناشيد المنظومة وهم لا
يفهمون معنى كلماتها في الواقع
سبيل القراءة المبدعة ليس هنالك عمل أدبي له حكمته أو جماله في حد ذاته،
وأعظم قصيدة أنشئت منذ عرف الإنسان الشعر، لا تعدو أن تكون مجرد رقعة كُتب
عليها كلام مطبوع، إلى أن يتفاعل القراء معها. ولكي تصبح الكتابة أدبًا، لا
بد لها من قارئ. والقارئ يساعد على إبداع الأدب بتفاعله مع أفكار الكاتب
وعواطفه ومعتقداته.
- والقارئ المبدع، هو ذلك الذي يراعي ما يريد الكاتب أن يقوله، و كيف يعبر
عما يريد أن يقول. فالقراء المبدعون إنما يضيفون خبراتهم الخاصة في الحياة
ولغتهم إلى الخبرات التي يعرضها الكاتب على صفحة الورق المطبوعة. وهم
يقيسون مدى الصدق في موقف الكاتب بناءً على ما يحملونه هم أنفسهم من أفكار
عن الحقيقة الصادقة. والقراءة المبدعة هي التي تحقق أعمق استمتاع بالأدب
الحكم على الأدب
- القراءة نشاط شخصي، إذ لا توجد أحكام نهائية يمكن من خلالها الحكم على
قطعة مكتوبة. ويتدخل الذوق أو الطريقة السائدة في وقت ما لتؤثِّر في
الأحكام النقدية المتعلقة بالعمل الأدبي. فقد يبدو عمل ما عملاً مأساوياً
لدى جيل معين من القراء، ثم ما يلبث أن يُعَدَّ عملاً هزلياً لدى الجيل
الذي يليه. وقد تتصدر بعض الكتب لوائح أعلى الكتب مبيعًا بين عشية وضحاها،
إلا أن شعبيتها هذه لا تعني بالضرورة أنها أعمال عظيمة. وتحتفظ كتب أخرى
بأهميتها لأسباب لا تمت للأدب بصلة. ويقرأ الكثيرون من الطلاب مثلاً ثلاثية
نجيب محفوظ أو رواية وإسلاماه لعلي أحمد باكثير لأسباب تتعلق بالأمور
التاريخية بشكل رئيسي.
التذكرة الحمدونية من الأدب
التذكرة الحمدونية
المؤلف: محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون
المحقق: إحسان عباس - بكر عباس
الناشر: دار صادر
سنة النشر: 1996
عدد المجلدات: 10
نبذة عن الكتاب :
الفهرس :
الباب الثامن والعشرون باب الشيب
الفصل الأول الفجيعة بالشيب وحلوله
الفصل الثاني الرضى بالشيب والتسلي عن جدته
الفصل الثالث ما جاء في الخضاب
الفصل الرابع أخبار المعمرين
الفصل الخامس نوادر هذا الباب
الباب التاسع والعشرون في النسيب والغزل
النوع الأول شدة الغرام والوجد
النوع الثاني في الإعراض والصد
النوع الثالث في الشوق والنزاع
النوع الرابع في ذكر الوداع
النوع الخامس في المسرة واللقاء عند الإياب
النوع السادس في ذكر الطيف والخيال
النوع السابع في الرقة والنحول
النوع الثامن في البكاء والهمول
النوع التاسع في إحماد المواصلة والعناق
النوع العاشر في شكوى الفراق واحتماله
النوع الحادي عشر في الأرق والسهاد
النوع الثاني عشر في تعاطي الصبر والتجلد
النوع الثالث عشر في ذكر العذول والرقيب
النوع الرابع عشر في وصف المحبوب
النوع الخامس عشر في طيب الأفواه
النوع السادس عشر في وصف الثغر
النوع السابع عشر في إسرار الهوى وإعلانه
النوع الثامن عشر في عشق الحلائل
النوع التاسع عشر في غزل العباد وتساهلهم فيه
النوع العشرون في أخبار من قتله الكمد
وهذا الفصل نذكر فيه جملة الأخبار والأشعار في الغزل، ونقتصر على ما يؤمن معه الملل، ونعدل عن الإكثار، فإن استقصاءه غير ممكن، وهو فن يلهج به الناس، وقد أكثروا منه واختلفوا فيه.
نوادر من هذا الباب
الباب الثلاثون فى أنواع شتى من الخطب
الباب الثلاثون في الخطب
ومن الخطب في الاستسقاء
خطب لابن نباتة
نوادر الخطب
الباب الحادي والثلاثون في المكاتبات والرسائل
الباب الحادي والثلاثون في المكاتبات والرسائل
نوادر من المكاتبات
محتويات الكتاب
الباب الثامن والعشرون في الشيب والخضاب 5
الباب التاسع والعشرون
الباب الثلاثون في أنواع شتى من الخطب 233
الباب الحادي والثلاثون في المكاتبات والرسائل 311
سنة النشر : 1996م / 1417هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 6.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'