📘 قراءة كتاب التّنافس الدّولي والأقليمي على حوض قزوين أونلاين
العلوم السياسية
ظ
التّنافس الدّولي والأقليمي على حوض قزوين
إعداد : هاشم كاظم صبيحي
كلية التربية _ ميسان _ جامعة البصرة
الأخير من القرن الماضي تطورات بحر قزوين، (روسيا، إيران،. جيو بونتيكية ... كازاخستان، ترکمانستان، جورجيا المتحدة الأمريكية، التي أصبحت. الخ...) وما تبعها من ... التنافس الدولي والإقليمي على تروات بحر قزوین ۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰.هاشم كاظم سنيشي. تقسيم جديد للثروات في بحر قزوين وهذا بدوره يؤدي نشوء وضع قانوني. جنید باعتبار ...
الصّراع الجّيوستراتيجي على بحر قزوين
منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي بدأ الحديث عن تحوّل منطقة آسيا الوسطى إلى أحد اللاعبين الأساسيين على ساحة الطاقة العالميّة, حيث أظهرت التّوقّعات الّتي قامت بها مراكز الأبحاث وشركات النّفط الغربيّة أنّ احتياطات النّفط والغاز الطّبيعي في بحر قزوين تساوي الاحتياطات الموجودة في منطقة الخليج الفارسي. في ظل هذه الأوضاع سعت حكومات الدّول الجّديدة إلى استغلال الثّروات بهدف تحسين الأوضاع الاقتصاديّة في بلادها الّتي كانت تعاني صعوبات اقتصاديّة كبيرة بعد تفكّك الاتّحاد السّوفياتي, وخروجها من تحت عباءته لتصبح أمام معضلة تحقيق الإستقلال الاقتصادي بعد حصولها على الإستقلال السّياسي.
أوّلًا: التّحوّلات السّياسيّة في آسيا الوسطى بعد تفكّك الاتّحاد السّوفياتي
أدّى تفكّك الاتّحاد السّوفياتي إلى زوال المنظومة السّياسيّة الّتي كانت قائمة منذ نهاية الحرب العالميّة الثّانية, وهو ما ألقى بتداعيات كبيرة على تركيبة النّظام العالمي الّذي أصبح نظامًا أُحادي القطب, بزعامة الولايات المتّحدة. ولعلّ الأثر المباشر الّذي خلّفه كان بروز كيانات سياسيّة جديدة على السّاحة الدّوليّة, كانت حتّى الأمس القريب جزءًا من الاتّحاد السّوفياتي من القوقاز إلى أوروبا الشّرقيّة وصولاً إلى المنطقة المعروفة بإسم آسيا الوسطى. وهي تعتبر منطقة مغلقة جغرافيًّا لا تُطل على أي بحر وتضمّ خمس دول هي تركمنستان, كازاخستان, طاجكستان, قيرغستان, وأوزبكستان. تحدّها من الشمال روسيا, من الشّرق الصين, من الجنوب أفغانستان, من الجنوب الغربي إيران, ومن الغرب بحر قزوين.
تقع آسيا الوسطى في قلب المنطقة المعروفة بإسم «أوراسيا» (Eurasia) الّتي تضم أوروبا وآسيا, والتي تمتد حدودها غربًا من أوروبا الغربية على المحيط الاطلسي حتى ضفاف الصين وروسيا على المحيط الهادئ في الشرق. وبحسب مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق زبغنيو بريجنسكي فإن أوراسيا هي رقعة الشطرنج التي يدور فيها الصراع للهيمنة العالمية, وإن هذا الصراع يتضمن الجغرافيا الاستراتيجية, أي الإدارة الاستراتيجية للمصالح الجيوبوليتيكية.
من هنا فإنّ تأثيرات هذه الدّول في المنطقة لا تقتصر على الإطار القانوني البحت, لأن ظهورها دفعة واحدة ألقى بتداعياته على التّوازنات الإقليميّة, كونها على تماس مباشر مع مجموعة من الدّول الفاعلة على الصّعيدين الإقليمي والدّولي. فهذه الدّول تجاور روسيا والصّين, بالإضافة إلى غرب آسيا وجنوبها, وبالتّالي كان هناك إعادة هيكلة جيوسياسيّة للمنطقة الّتي كانت تاريخيًّا جزءًا من الفضاء السّوفياتي. فإلى جانب العوامل الجغرافيّة والتّاريخيّة والثّقافيّة, برزت آسيا الوسطى بإمكاناتها الاقتصاديّة خصوصًا تلك المتعلّقة بمصادر الطّاقة من نفط وغاز لتصبح نقطة التقاء لمصالح الدّول الكبرى, وبالتّالي تتحوّل المنطقة إلى ساحة تنافس وصراع ينحو عدد من الباحثين إلى تسميته "اللّعبة الكبرى الجّديدة".
ثانيًا: البعد الجيوبولتيكي للصّراع على بحر قزوين
بامتداد يصل إلى 1300 كلم من الشّمال إلى الجّنوب و300 كلم من الغرب إلى الشّرق, وبمساحة تصل إلى حوالى 400000 كلم2 يُعتبر بحر قزوين أكبر بحر مغلق. ويعرّف القانون الدّولي للبحار البحر المغلق على انّه "خليج أو حوض أو بحر تحيط به دولتان أو أكثر, ويتصل ببحر آخر أو بالمحيط بواسطة منفذ ضيّق, أو يتألّف كلّيًّا أو أساسًا من البحار الإقليميّة والمناطق الاقتصاديّة الخالصة لدولتين ساحليّتين أو أكثر".
ويرتفع بحر قزوين 27 مترًا فوق مستوى سطح البحر, ويتألّف من ثلاث أحواض أساسيّة: الأوّل في الشّمال لا يتجاوز عمقه 100 متر, والثّاني في الوسط ويتراوح عمقه بين 500 و800 متر, والقسم الجنوبي يصل عمقه إلى 1000 متر. ويقع بحر قزوين في منطقة إستراتيجيّة فمن ناحية هو مجاور لآسيا الوسطى (طاجكستان, أوزباكستان) والقوقاز عبر آذربيجان , ومن ناحية آخرى هو على مقربة من منطقة الخليج الفارسي, حيث لا تفصله عنها سوى إيران, بالإضافة إلى قربه من تركيا.
حتّى منتصف القرن السّادس عشر كان بحر قزوين بحرًا "فارسيًّا- طورانيًّا" لكن مع بداية القرن التّاسع عشر بدأت روسيا القيصريّة تفرض هيمنتها شبه الكاملة على قزوين خصوصًا بعد انتصارها في عدد من المعارك على الإمبراطوريّة الفارسيّة, واستمرّت هذه الهيمنة بعد العام 1917 وبروز الاتّحاد السّوفياتي على السّاحة الدّوليّة, في ظل قدرة مناورة محدودة من قبل إيران. لكن الجديد في هذه المرحلة هو سعي الفريقين إلى وضع إطار قانوني لتنظيم الواقع الجديد, فكانت مجموعة من الاتّفاقات لتنظيم الملاحة والصّيد والاستكشاف (اتّفاقيّة العام 1921, اتّفاقيّة العام 1927 واتّفاقيّة العام 1940) بحيث يتحوّل قزوين بعدها إلى بحر "سوفياتي- إيراني".
وشكّل تفكّك الاتّحاد السّوفياتي نقطة تحوّل أساسيّة في واقع بحر قزوين وذلك لعدّة أسباب, فمن ناحية أدى إلى بروز دول جديدة مشاطئة لبحر قزوين ارتفع عددها إلى خمس دول (إيران وروسيا وآذربيجان وكازاخستان وتركمانستان) وهذا ما أدّى إلى بروز تعقيدات قانونيّة واقتصاديّة وجيوبولتيكيّة[8]. ومن ناحية ثانية ظهور الدّراسات والتّقارير الّتي تتناول مصادر الطّاقة في بحر قزوين, خصوصًا لناحية التّقديرات في حجم احتياطات النّفط والغاز الطّبيعي, وهو ما حوّل هذا المسطّح المائي إلى نقطة استقطاب كبرى.
فمن النّاحية الاقتصاديّة يُعتبر بحر قزوين من المناطق الأساسيّة المنتجة لمصادر الطّاقة في العالم, حيث تقدّر الاحتياطات الإستراتيجيّة في هذه المنطقة بحوالى 33 مليار برميل يتم استخراج ما بين 3 و 5 مليون برميل منها يوميًّا. أمّا الاحتياطات الإستراتيجيّة للغاز الطّبيعي في قزوين فهي تقدّر بحوالى 232 تريليون متر مكعب. وعلى الرّغم من أنّه لا يمكن مقارنة هذه الأرقام مع أرقام الاحتياطات الموجودة في الخليج الفارسي إلاّ أنها تعتبر أساسيّة خصوصًا وأنّ الدّول المستوردة غالبًا ما تسعى إلى تنويع مصادر وارداتها.
وتعتبر مسألة الاحتياطات في بحر قزوين من المواضيع المهمّة والشّائكة في الوقت ذاته, فالتّفاوت الكبير بين التّقديرات الّتي ظهرت بداية تسعينيّات القرن المنصرم أثارت العديد من التّساؤلات. إذ في العام 1996 قدّرت وكالة الطّاقة الأميركيّة الاحتياطات الإستراتيجيّة في بحر قزوبن بحوالى 200 مليار برميل, أي أقل بقليل من احتياطات المملكة العربيّة السّعوديّة الّتي تقدّر بحوالى 265 مليار برميل. هذه الأرقام تعادل ما نسبته 16% من احتياطات النّفط العالميّة. لكن حتّى التّقديرات هذه سرعان ما تراجعت لتبدأ الأرقام الحقيقيّة للاحتياطات بالظّهور, مظهرة أن بحر قزوين لا يشكّل سوى 3% من احتياطات النّفط العالمي. من هنا يبدو جليًّا أنّ الهدف من المبالغة في أرقام هذه التّقديرات, كان سياسيًّا, فالولايات المتّحدة سعت إلى إيصال رسالة مفادها أنّها قادرة على الإستغناء عن النفط العربي, مقابل مصادر أخرى أهمّها قزوين
سنة النشر : 2006م / 1427هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 1.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'