📘 قراءة كتاب الاختيار العلماني وأسطورة النموذج أونلاين
تتعدّد المعاني التي ترمي إليها الثقافة في اللغة العربية، فهي ترجِع في أصلها إلى الفعل الثلاثي ثقُفَ الذي يعني الذكاء، والفطنة، وسرعة التعلم، والحذق، والتهذيب، وتسوية الشيء وإقامة اعوجاجه، والعلم، والفنون، والتعليم، والمعارف. أما اصطلاحاً فتعني ما يلي: مجموعة المعارف والعلوم والفنون التي من أبز متطلباتها الحذق. العلم الذي يختص بالبحث في مختلف كليّات الدين، إذ تُعنى في شؤون الحياة كلها. الإلمام بجميع قضايا التاريخ المهمة والوصول إلى الدرجة العليا، والرقي في الأفكار النظرية من سياسة وقانون وغيرها. مجموعة من العلوم والخبرات والتجارب الدينية والاجتماعية التي تُسيّر الفرد نحو الوجهة الصحيحة. غنى وازدهار فكريّ يقود عقل الفرد للجمع بين الثقافات المختلفة والتنسيق فيما بينها، وذلك من خلال صقل الفرد لمواهبه بالمعرفة، والعلوم، وممارسة التراثيات الأدبية والفنية والفكرية. مجموعة العادات والتجهيزات التي يكتسبها الإنسان من المجتمع كونه عضواً فيه، متمثلةً بالمعارف والعلوم والمعتقدات والفنون والأخلاق والحق كما عرفها تايلور الإنجليزي سنة 1871م. الثقافة هي عبارة عن قدرة الإنسان على التذوق المتميّز للعلوم الإنسانية، والفنون الجميلة، والتفاعل مع محتوى الكتب المختلفة، وهي تعني أيضاً وجود نمط كامل ومتكامل من المعرفة، والاعتقاد، والسلوك والذي يعتمد بشكلٍ كبير على التعلّم، والتفكير، والقراءة، والخوض في التجارب المختلفة، كما أنّها مجموعة الأفكار، والقيم، والأهداف، والاتجاهات التي تميّز مؤسسة أو منظمة أو فرد ما، وفي هذا المقال سنتحدث عن فوائد الثقافة.
للثقافة العديد من الفوائد، ومنها: - تميّز الإنسان عن باقي المخلوقات. - مواكبة كل ما يحدث من تغيرات في عصر السرعة والعولمة. - المساهمة في نهضة المجتمع وتطوّره، فكلما زادت ثقافة مجتمع زاد رقيّه وتقدمه وحضارته. - صقل المواهب الفردية؛ لأنّه من خلال الثقافة، والتفكير، والبحث، والقراءة يتمكّن الإنسان من معرفة مواهبه المختلفة ويعمل على تنميتها. - الوصول إلى الرخاء الفكري والثراء العلميّ. - دفع المجتمع نحو التطوير والتحسين من خلال العلم والقراءة وأخذ كلّ ما هو جديد ولا يتم ذلك إلا بالثقافة. - التخلص من أوقات الفراغ بالانشغال بالقراءة والتفكير . - تقويم اعوجاج بعض الأشخاص وزيادة طاقتهم الإيجابيّة. - الوصول إلى حلّ المشاكل بشكل أسرع نتيجة تراكم المعرفة والخبرات لدى الأفراد بشكلٍ خاص والمؤسسات بشكلٍ عام. - الارتقاء بالإنسان إلى أعلى درجات النجاح في الحياة، كما أنّ الثقافة تمهّد للمثقف الطريق للوصول إلى أهدافه وأحلامه بطريقة لامتلاكه الخبرات والمعرفة. - إكساب الشخص محبة الآخرين، واحترامهم، ومودتهم. - زيادة قدرة الأفراد أو المؤسسات أو المنظمات على اتخاذ القرارت السليمة لاطلاعهم على خبرات السابقين فيما يخص أمور الإدارة، والتخطيط، واتخاذ القرارت. - إنجاز وحدة متكاملة ومتجانسة بين أفراد المجتمع. - إيجاد التقاطعات والميول والإهتمامات المشتركة بين أفراد المجتمع. - تشكيل الطابع القومي والتراث الذي يُميّز أبناء المجتمع عن غيرهم من المجتمعات. تمكين الكيان الاجتماعي ودعم تماسكه
كتاب الاختيار العلماني وأسطورة النموذج – سعيد ناشيد
من ذا منحني الحقّ في أن أسئلّ قلمي لأنتقد “النفاق العلماني” لدى أمم أكثر تحضّراً من أمّتي وللتشهير بها وهي التي تمثّل “نموذجاً” لمستقبل لم نبلغه بعد، وقد لا تبلغه أبداً. رداً على ملاحظات قاسية كهذه قد توجّه إليّ، أقول إن كل نموذج يظل حالة خاصة غير قابلة للتكرار، وبُناة الحضارات وصنّاع التاريخ إنما يعملون ويتصرفون من غير نماذج جاهزة. من هنا، على المهووسين بالنموذج الغربي للعلمانية أن يعوا جيداً أن هذا النموذج المفترض أصبح يهدّد مستقبل الحداثة والديمقراطية وقيم التنوير ومبادئ الثورة الفرنسية بإنزياحه بعيداً عن وعود عصر الأنوار متجهاً نحو أهداف يمينية، دينية، محافظة وأحياناً إمبريالية، لا بل بات يهدد أمن ورخاء المواطنين حتى داخل المجتمعات الغربية، إنْ لم نقل بقاء الجنسي البشري نفسه. إن هذا النموذج الغربي القائم على عقيدة القوة والتفوّق، ويعيش على نهب ثروات الشعوب الفقيرة وعلى تركة التقسيم الإستعماري للعالم، وعلى رعاية النزعات العشائرية والطائفية والعسكرتارية في أقاليم الشرق والجنوب، ويوظِّف لهذه الغاية عشرات الشبكات الدينية والتبشيرية؛ إن هذا النموذج المثقل بأوهام إحتكار مفاتيح القوة والثروة والمعلم، بات يتأكل حتى القيم التي طالما شكلت “سحر الغرب” أعني: قيم العقل والمساواة والحرية، وطفق يؤذي السلام العالمي وحماية البيئة والتعايش بين الثقافات والحضارات… فلمن يؤدّدون على مسامعك بأن “الإسلام هو الحلّ”، وكذلك لمن يقولون لك إن “الغرب هو الحل”، لا تصّدقهم جميعاً، فالوعي العلماني الأصيل لا يبحث عن نموذج بديل. فالنموذج بعد كل شيء لا ينتج حضارة ولا المقلّدون يصنعون التاريخ. هذا الكتاب نصوص وحوارات صدرت في أهم الصّحف والمواقع والمجلاّت العربية: مواقع الأوان (رابطة العقلانيين العرب)، صحيفة السّفير (بيروت)، جريدة الأخبار (بيروت)، مجلّة النداء (الحزب الشيوعي اللبناني)، صحيفة الوقت (البحرين) صحيفة المنارة (بغداد)، يومية الحياة (لندن)، يومية القدس العربي (لندن)، أسبوعيّة العرب الأسبوعي (لندن)… وتلك النصوص مطارحات جُمعت وأعيدت صياغتها على هدي الصدى الرّاجع من كل مدى، ما أتاح لي فرصة أن أصغي لتردّد صوتي الخافت عبر شعاب لم أكن أدركها، ومن همس الرّجع كنت أفكر في كل مرّة من جديد.
سنة النشر : 2010م / 1431هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 4.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'