📘 قراءة مجلة براعم الإيمان العدد 375 أونلاين
توجيه الطفل في الإسلام أهتم الإسلام بالطفل واعتنى به عنايةً فائقةً، وباعتبار مرحلة الطفولة هي المرحلة الأساسية في بناء شخصية الطفل، فقد أوجب الإسلام على الآباء توجيه أبنائهم توجيهًا سليمًا صحيحًا، وجعل ذلك فرضًا عليهم، بل وقَد كَفَل الإسلام للطِّفل حقوقًا كثيرةً؛
تبدأُ العِنايةُ بالطِّفل قبلَ أنْ يدخُل إلى رَحِم أُمِّه، وحق الطفل في الإسلام لا يقتصر على الآباء لأبنائهم، فقد أولت الشريعة الإسلامية حقوقًا للأيتام، وحث المسلمون على رعايته وكفالته فقد قال النبي محمد «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبَّابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا، وقد قال تعالى في سورة الإنسان: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا .
حمَّل الإسلام الآباء أمانة تربية أطفال المسلمين وتأديبهم وتعليمهم، وقد حذر النبي محمد من تضييع هذه الأمانة، فقال: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة»، وأكد أبو حامد الغزالي على أن ينشئ الطفل منذ الصغر على تربية أسلامية صحيحة، فالتربية بوجهة نظره حياة، وإذا انشئ الطفل تنشئة سليمة سيصبح سعيدًا في حياته كما أنه اكد على أهمية زرع الأخلاق عند الطفل منذ الصغر وبين على ان الأخلاق لا تغرس الا من قبل الوالدين فالمسؤولية تقع عليهم في زرع القيم الإسلامية وكيف انهم يجب ان يكونوا قدوة حسنة لاطفالهم.
ولم يقف الإمام الغزالي فقط عند أهمية تربية الطفل بل اهتم باللعب عند الاطفال فيقول: «وينبغي أن يؤذن الصبي بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعبًا جميلًا، ويستريح إليه من تعب الكتاب، بحيث لا يتعب في اللعب فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلى التعليم دائما يميت قلبه، ويبطل ذكاءه، وينغص علية العيش، حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه».
فبين الغزالي مدى أهمية اللعب للطفل وكيف أنه وسيلة للترويح عن النفس وبين حال الطفل كيف يكون بدون لعب. وتطرق ابن خلدون إلى أهمية تعليم الطفل وبين أنه يجب على المعلم أن لا يصرف في العقاب فقال: «على المعلم ان يأخذ الأطفال بالقرب والملاينة لا بالشدة والغلظة».
وأدرج ابن خلدون كيفية تعليم الطفل فأوجب على المعلم ان يراعي "التدرج من السهل إلى الصعب"، وأن يعتمد المعلم على تقديم خبرة الأشياء المحسوسة لا المجردة لأن الأطفال لا يفهمون الخبرات المجردة.
وقد حث الإسلام على التربية من جوانب كثيرة، كالتربية الإيمانية، والتربية الخلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربية الاجتماعية وغيرها. ومن جوانب حث الإسلام على التربية الإيمانية للطفل قوله تعالى في سورة طه: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾، وفي حديث عن النبي محمد قال: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع».
ومن ما ورد عن فقد ورد أحاديث كثيرة عن النبي، وورد أثار عن الصحابة في تأديب الأطفال؛ وقد روي عن عبد اللَّه بن عبد الأسد ربيب النبي محمد قال: كنت غلامًا في حجر محمد، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رَسُول اللَّهِ ﷺ «يا غلام سم اللَّه تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك».
فما زالت تلك طعمتي بعد. ومن ناحية التربية الجسمية فقد ورد أثار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأة المغزل»، وهذا ما فيه حث على التربية الجسمية للطفل، وإعداده إعدادًا بدنيًا. فلذلك يجب ان نحرص على تنشئة أطفالنا في بيئة إسلامية صحيحة.
تعد حقوق الطفل من أهم ما عُنت به التربية الإسلامية ، وتأتي هذه الحقوق شاملة لمراحل نموه طفلاً، شاباً كبيراً "وكان فرض هذه الحقوق بإرادة الله وليست بثورة أو نظام سياسي".
ولأن موضوع الطفل في الإسلام أو الإسلام والأطفال موضوع يشمل حقوق الأطفال في الإسلام، وواجبات الآباء والأمهات تجاه الأطفال، وحقوق الوالدين على أبنائهما، سواء الذكور والإناث. برغم إتساع المنهج الإسلامي وتفرع تشريعاته وأحكامه من خلال القرآن والسنة إلا انه لم يغفل جانب الأطفال.
قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت مشكورة في غرة رجب عام 1395م الموافق يوليو 1975 م ، بإصدار مجلة ( براعم الإيمان ) في صورة ملحق مجاني من ستة عشر صفحة توزع مع مجلة (الوعي الإسلامي) في غرة كل شهر عربي ، وتضاعف عدد صفحات المجلة فيما بعد ليصل إلى 48 صفحة .
رؤية المجلة أن تكون ” براعم الإيمان” المجلة الثقافية الرائدة الأولى التي تعنى ببناء شخصية الطفل .
رسالة المجلة هي تكوين طفل مبدع مفكر موهوب ومتفوق ليكون علماً من أعلام الأمة .
أهداف المجلة :
1- تعليم الأبناء كيف يصنعون مستقبلاً ناجحًا في عصر المعلومات .
2- تعليم التفكير وتنميته ، حتى يصل إلى درجة الابتكار .
3- بث وتطوير دافع حب التعلم والمعرفة .
4- تعليم الطفل اكتساب المهارات التي تساهم في تفوقه الدراسي في ظل ثورة المعرفة .
5- تطوير القدرات العقلية ، واستخدام طرق الاستدلال في إيجاد حلول للمشاكل واتخاذ قرارات عقلانية هامة .
6- مساعدة الطفل ليصير متعلماً ، نشيطاً ، مبتكراً ، فعالاً، مبدعاً ، معطاءً ،ليصبح فيما بعد شخصاً مهما في مجتمعه .
سنة النشر : 2007م / 1428هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 6.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'