📘 قراءة كتاب كيف نفهم الإسلام أونلاين
اقتباسات من كتاب كيف نفهم الإسلام
إذا نظرنا إلى الأمة الإسلامية نجد أن أوضاعها العامة تدعو إلى الرثاء ، إن الخدر سرى فى كيانها حتى لتحسبه أعراض موت والأعداء تجمعوا حولها وما فى نية أحد منهم إلا أن يسلب أو يغصب وكأنهم أمام تركة مفلس قرر الإنسحاب من ميدان العمل والزحام ، والذى يغلغل النظر فى علل هذه الأمة يلحظ على عجل أنها تتنفس فى جو فكرى خانق ، وأن تغذيتها النفسية والإجتماعية والعقلية والعاطفية رديئة أشد الرداء ، وهى تغذية لا تفقد فحسب عناصر حيوية مهمة بل إن فى بعض أجزائها عفونة وفى البعض الآخر سموم .
فإن الإسلام ليس ديناً غامضاً حتى يحتاج فى فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكد الفكر. إن آيته الأولى هى البساطة و ميزته التى سال بها فى الآفاق هذه السهولة البادية فى عقائدة وشعائره وسائر تعاليمه. ولكن الإسلام لم يصب فى ميادين الحياة من شئ، مثلما أصيب من هذه الأثواب المزورة التى أظهر فيها، وتلك التشويهات المذرية التى ألصقت به. إن بلاء هذه الأمة قد جاءها من داخلها قبل أن يأتيها من الخارج، فمصادر التوجيه ومنابت الأجيال الناشئة قد فسدت، والمعارف الإسلامية الصحيحة قد طويت، فكيف ينتظر الثمر الجيد من هذه الغراس؟
كلمة الإسلام تضم شعارين متساويين " أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله " و الشهادة بالرسالة ليست تمجيداً لشخص أو تخليداً لرأس أسرة و إنما هي في الحقيقة ضميمة تمثل الجانب العلمي في الرسالة إلى الجانب العملي منها .. فإذا كان القرآن هبة من الله فإن محمدا هو التطبيق الحي لما حوته من معان و المظهر العملي لما تضمنه من توجيهات و وصايا ..
إننا لم ننصف الإسلام في تصوير حقائقه من الناحية العلمية و لم ننصف الإسلام في العمل كأمة تمثله و تجعل من نفسها القدوة و لم ننصف الإسلام في طريق عرضه و أساليب الدعوة إليه ..
الدين أسوأ ما بُلي به هو معرفة جانب منه و نسيان جانب آخر ثم تضخيم ما يُعرف و تهوين ما يُجهل ..
من المآخذ على سياسة التعليم الديني عندنا , هذا التخصص المبكر قبل تحصيل ثروة محترمة من المعارف و العلوم الإنسانية و الدراسات الكونية التي لا بد منها قبل التوفّر على علوم الدين و من المآخذ أيضا على التعليم الديني عندنا ان بين العلماء نفراً كبيرا لا تصدق أحوالهم أقوالهم ..
إن جمهور المسلمين فهم الدنيا على أنهم يجب عليهم أن يمروا بها غرباء لا تربطهم بأحوالها علاقة موثوقة و يسوقون بين أيديهم حشدا من الأحاديث أغلبهم يدور حول هذا المعنى " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " ... هل الدنيا كذلك ؟ هل الإزدراء فيها ثم الفرار منها عبادة ؟
سألني أحذهم : ما معنى قول الرسول " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " .. قلت له : هذا الحديث كحقنة الأنسولين للمريض بالسكر , تدخل على الجسم مادة زائدة لتعوّض النقص في إفراز الغدد .. قال : كيف ؟ .. قلت : إذا طاشت ألباب البعض فحسبوا الدنيا هي الوجود كله و تشبّثوا بهذا الظن في تضخيم الحياة و جحود غيرها فكيف نردّ هؤلاء إلى الجادة ؟ لا بدّ من كلمة تصوّر لهم أن الدنيا ليست شيئا مذكورا إلى جانب الآخرة ..
تحميل وقراءة وتصفح أولاين مباشر بدون روابط كتاب كيف نفهم الاسلام pdf
سنة النشر : 2005م / 1426هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 4.7 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'