📘 قراءة كتاب كيف ندعوا الناس أونلاين
كيف ندعوا الناس من كتب إسلامية
تمر الأمة الإسلامية اليوم بظروف خاصة، ربما لم تمر بها من قبل؛ فقد هبطت معرفتها بالإسلام إلى أدنى حد وصلت إليه في تاريخها كله، وأما ممارساتها للإسلام ذاته فهي أدنى من ذلك بكثير؛ ولذلك فإن مهمة الدعوة اليوم أخطر من مهمتها في الظروف السابقة، فلم تعد مجرد التذكير، بل أوشكت أن تكون إعادة البناء، الذي تهاوت أسسه وأوشك على الانهيار. من أجل ذلك كله؛ كان لا بد أن نعود إلى الجيل الأول؛ لننظر ونتعلم، كيف تربَّى هذا الجيل؟ وكيف بنى الرسول -صلى الله عليه وسلم -الإسلام في نفوس الناس؟ وكيف نستفيد من تجربة الجيل الأول في واقعنا المعاصر؟
1- تأملات في نشأة الجيل الأول
صُنِعَ الجيل الأول تحت عين الله -سبحانه وتعالى -، وبتربية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم اقتضت إرادة الله أن يتم هذا الدين وفق طبيعة الكون، لا المعجزات الخارقة للعادة؛ لحكمة أرادها الله، وحتى لا يتقاعس جيل فيقول: "إنما نُصر الجيل الأول بالخوارق"؛ فقد جرت أمور الإسلام كلها على السنة الجارية: استضعاف، ثم صبر وابتلاء، ثم تمكين من بعد خوف.
من أشد ما استوقفني في نشأة الجيل الأول، الأمر الإلهي: "كُفُّوا أيديكم " أي عدم القتال، ولم يرد نصوص تبين حكمة هذا الأمر، ولكن بالتأمل في الأمر نستطيع أن نقول أن ذلك كان للحفاظ على عدد المسلمين القليل في بادئ الأمر، كما أن ذلك يعطي فرصة أن يدخل الإسلام في النفوس مدخل الشرعية الدينية؛ فيقوى أصحابه -وخاصة الأنصار القادمين من المدينة -في مواجهة قريش صاحبة الشرعية السياسية، التي تعطيها الحق في الإطاحة بأي خارجٍ عليها، كما أن الصبر على المقاطعة، والتعذيب، والتنكيل؛ كان أكبر دليل على أن الأمر الذي يتبعه مسلمي (مكة)، هو أغلى عليهم من أمنهم وراحتهم؛ فتحقق ذلك في ذهن الأنصار وجاءوا من (المدينة) إلى (مكة) حتى وإن لم يتغير الكثير؛ ومن ذلك نستطيع أن نقول أنه وفقًا لأمر: "كفوا أيديكم " تحقق تحرير موضع النزاع؛ فهو قضية لا إله إلا الله دون غيره، وأن الصراع ليس على الأرض، ولا على السلطة السياسية، ولا على خدمة الحجيج، وشرف سدانة البيت، بالإضافة إلى شد أزر مسلمي مكة بالأنصار.
2- موضع القدوة في الجيل الفريد
يرى كثير من الناس أن ما كان طبيعيًا، ومناسبًا للجيل الأول في فترة التربية بــ (مكة)؛ لا ينطبق على وضعنا الحاضر، ومن ثم فعلينا أن ندرسه للتاريخ، وليس للعبرة ولا للقدوة؛ ولحل هذا الخلاف يجب أن ننظر للفروق بين زمن (مكة)، والوقت الحالي. لقد كان الناس في المجتمع المكي ينكرون فكرة الإله الواحد إنكارًا مطلقًا، كما ينكرون بعثة (محمد)؛ لكن تعال ننظر إلى الوضع الآن.
انظر ماذا فعلت الصوفية التي جعلت الناس يتخذون أربابًا من دون الله؟ وانظر ماذا فعلت العلمانية في حياة الناس؟ كم حكومة في الأرض الإسلامية تحكم بما أنزل الله؟ وماذا يقال على ألسنة العلمانيين عن شريعة الله؟ أليس هذا شِركًا واضح الأركان؟ إذا نظرنا للأوضاع الحالية على حقيقتها، وتخلصنا في الوقت ذاته من الصعوبات التي نراها بعد إصدار أحكام على الجيل الحالي من الناس، قبل إقامة الحجة عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فإننا نجد أنفسنا أقرب ما نكون إلى المرحلة المكية من الدعوة، وإن لم نكن في وضع مماثل لها تمامًا؛ بسبب بعض الفروق بين هذا الوضع وذاك، وهي فروق قد تتسبب في اختلاف الحكم على الناس، ولكنها لا تغير الحكم على الأوضاع.
والأوضاع هي التي تقرر في الحقيقة منهج الدعوة، وتقرر أقرب الوسائل إلى بلوغ الأهداف، ومن هنا نجد أن موضع الاقتداء بالجيل الأول، أوسع بكثير مما قد يبدو عند الوهلة الأولى، وأن قضايا كثيرة يلزمنا أن نرجع فيها إلى تلك الفترة، نتدبرها ببصيرة مفتوحة، ونستلهم منها طريقنا في الدعوة، ونتطلع إلى فضل الله أن يلهمنا فيها الصواب.
3- الصراع المسلح أم الدعوى؟
4- هل يأتي شرع الله عن طريق البرلمان في الوقت الحالي؟
5- كيف تتأسس القاعدة الصلبة؟
6- توسعة القاعدة، وأنواع الجماهير
7- الواجب في المرحلة الأولى
8- تعميق الصلة بالله
9- التعجل في الحركة المعاصرة
سنة النشر : 2003م / 1424هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 2.9 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'