📘 قراءة كتاب لفظتا عاقر و عقيم ودلالتهما في القرآن الكريم أونلاين
لفظتا عاقر و عقيم ودلالتهما في القرآن الكريم من كتب إسلامية
يتتبع هذا المقال ورود هاتين اللفظتين في القرآن الكريم، واستخدامهما اللغوي، وتأصيل اشتقاقهما، وما يحمله هذا الاشتقاق من دلالات ومعان متعددة، سواء كانت هذه المعاني وظيفية أو معجمية. وتحاول هذه الدراسة النصية استقراء المادة اللغوية (الجذر اللغوي) التي وردت في القرآن بصفة عامة، والربط بينهما وبين معاني هاتين المفردتين على وجه الخصوص، واكتشاف الفروق الدلالية بينهما، إن كان ثمة فروق. وردت هاتان اللفظتان في مواضع متعددة من القرآن الكريم، بلغت سبعة مواضع، منها ثلاثة مواضع للفظة (عاقر)، أولها في قوله تعالى: (قال رب أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر) (آل عمران: 40)
والموضعان الآخران هما قوله تعالى: (وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً) (مريم: 5)، وقوله تعالى: (قال رب أنّى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتيًّا) (مريم: 8). وأربعة مواضع للفظة (عقيم)، أولها قوله تعالى: (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم) (الحج: 55)، وثانيها قوله تعالى: (فأقبلت امرأته في صرّة فصكّت وجهها وقالت عجوز عقيم) (الذاريات: 29)، وثالثها قوله تعالى: (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) (الذاريات: 41)، ورابعها قوله تعالى: (أو يزوجهم ذكرانًا وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير) (الشورى: 50).
وهذه المواضع السبعة منها خمسة متصلة بالمعنى الاصطلاحي لهاتين اللفظتين، وهو عدم إمكانية الإنجاب، أما الموضعان الآخران فيدوران حول الجذر اللغوي لمادة (عقم)، مما يعني أن لفظة (عاقر) جاء استخدامها في القرآن بالمعنى الاصطلاحي لها، أما لفظة (عقيم) فقد استخدمت في المعنى اللغوي لها، وفي المعنى الاصطلاحي أيضاً. على أنه ينبغي التنويه إلى أن الجذر اللغوي للفظة (عاقر) لم يكن القرآن خِلْوًا منه، فقد ورد في خمسة مواضع، كلها جاءت بصيغة الفعل (عقر)، حديثاً عن قوم صالح عليه السلام
وما صنعوه في آية الله التي أرسلها إليهم وهي الناقة. فأما لفظة (عاقر) ومواضعها الثلاثة في القرآن الكريم، فقد وردت على لسان نبي الله زكريا - عليه السلام - حينما بُشِّر بحمل زوجه منه، وولادة يحيى - عليه السلام - له، على كِبَرٍ منه وعُقْرٍ فيها، أو على شيخوخة فيه وداءٍ فيها، وكلتاهما صفة أو حالة تحول دون الحمل والولادة، أو الإنجاب بصفة عامة.
وبتتبع المواضع الثلاثة التي وردت فيها لفظة (عاقر)، نجد أن القرآن أشار في موضع واحد منها إلى العُقْر مباشرة، واستخدم عبارة (وامرأتي عاقر)، وهنا لم يبين هل كان العقر أيام شباب زوج زكريا أو حدث لها في فترة متأخرة من حياتها؟ والتعبير هنا بالجملة الاسمية يدل على أن كونها عاقراً وصفٌ لازم لها، وليس أمراً طارئاً عليها .
أما الموضعان الآخران فقد استخدم القرآن فيهما عبارة (وكانت امرأتي عاقراً)، مما يدل على أنها كانت عاقراً قبل كبرها. والتعبير بـ " كانت " يدل – كما يذكر ابن الجوزي – على أحد شيئين: إمّا للتوكيد؛ أي: وهي عاقر، وإمّا لإفادة أنها كانت منذ كانت عاقراً، ولم يحدث لها العُقْر في الكِبَر.
حجم الكتاب عند التحميل : 1.6 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'