📘 قراءة كتاب بيان ما في الإنجيل من تحريف وتبديل واختلاف في لاهوتية المسيح أونلاين
جاء في مقدمة الكتاب:
"فقد جرى اطلاعنا على خطابكم المشفوع به خطاب الأخ شمس الدين أحمد المتضمن ذكره: أنه حصل بينه وبين بعض رجال الدين المسيحي مناقشات حول ما في الإنجيل من تحريف وتغيير وتبديل، وأنهم أنكروا ذلك، وتناولوا القرآن بما هو منزه عنه، وتسألون إجابتنا عما ذكره هؤلاء؟
والجواب: الحمد لله. أما ما ذكره مَنْ ناقشوا الأخ شمس الدين أحمد وأنكروا له ما في الإنجيل من تحريف وتغيير – فهو مخالف لما تضافرت فيه الأدلة وقامت عليه البينات. قال الله تعالى: }وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ{ [المائدة: 14، 15].
وروى أحمد والترمذي وحسنه عن عدي بن حاتم (أنه سمع النبي يقرأ هذه الآية: }اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ{ [التوبة: 31]، فقلت له: لسنا نعبدهم، قال: «أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟» فقلت: بلى. قال: «فتلك عبادتهم»).
وقال ابن كثير: (روى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم t، أنه لما بلغته دعوة رسول الله فر إلى الشام، وكان قد تنصر في الجاهلية، فأُسرت أخته وجماعة من قومه، ثم منَّ رسول الله على أخته وأعطاها فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام، وفي القدوم على رسول الله ، فقدم عدي المدينة، وكان رئيسًا في قومه طي، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم، فتحدث الناس بقدومه، فدخل على رسول الله ، وفي عنق عدي صليب من فضة وهو يقرأ هذه الآية: }اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ{ قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم. فقال: «بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم».
وقال رسول الله : «يا عدي، ما تقول؟ أيضرك أن يقال: الله أكبر، فهل تعلم شيئًا أكبر من الله؟ ما يضرك؟ أيضرك أن يقال: لا إله إلا الله، فهل تعلم إلهًا غير الله؟» ثم دعاه إلى الإسلام، فأسلم فشهد شهادة الحق. قال: فلقد رأيت وجهه استبشر، ثم قال: «إن اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون»). اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في كتابه [الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح] في معرض حديثه عن تفرق النصارى وتلاعبهم بالإنجيل تحريفًا وتغييرًا وإخفاءً، قال – رحمه الله -: وقد اختلف النصارى في عامة ما وقع فيه الغلط حتى في الصلب، فمنهم من يقول: المصلوب لم يكن المسيح، بل الشبه، كما يقول المسلمون، ومنهم من يقر بعبوديته وينكر الحلول والاتحاد كالأريوسية، ومنهم من ينكر الاتحاد وإن أقر بالحلول كالنسطورية.
وأما الشرائع التي هم عليها فعلماؤهم يعلمون أن أكثرها ليس عن المسيح u، فالمسيح لم يشرع لهم الصلاة إلى المشرق، ولا الصيام الخمسين، ولا جعله في زمن الربيع، ولا عيد الميلاد، والغطاس، وعيد الصليب، وغير ذلك من أعيادهم، بل أكثر ذلك مما ابتدعوه بعد الحواريين، مثل عيد الصليب فإنه مما ابتدعته (هيلانة الحرانية) أُم قسطنطين.
وفي زمن قسطنطين غيروا كثيرًا من دين المسيح والعقائد والشرائع، فابتدعوا (الأمانة) التي هي عقيدة إيمانهم، وهي عقيدة لم ينطق بها شيء من كتب الأنبياء التي هي عندهم، ولا هي منقولة عن أحد من الأنبياء، ولا عن أحد من الحواريين الذين صحبوا المسيح، بل ابتدعها لهم طائفة من أكابرهم، قالوا: كانوا ثلاثمائة وثمانية عشر.
وقال في موضع آخر: وأما الأناجيل التي بأيدي النصارى فهي أربعة أناجيل: إنجيل متَّى، ويوحنا، ومرقس، ولوقا. وهم متفوقون على أن (لوقا) و (مرقس) لم يريا المسيح، إنما رآه متَّى ويوحنا، وأن هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل، وقد يسمون كل واحد منها إنجيلاً، إنما كتبها هؤلاء بعد أن رفع المسيح، فلم يذكروا فيها أنها كلام الله ولا أن المسيح بلغها عن الله، بل نقلوا فيها أشياء من كلام المسيح من أفعاله ومعجزاته، وذكروا أنهم لم ينقلوا كل ما سمعوه منه ورأوه، فكانت من جنس ما يرويه أهل الحديث والسير والمغازي. انتهى.
وقد ذكر الشيخ (محمد رشيد رضا) في معرض تفسيره قوله تعالى: }وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى{ [المائدة: 14] الآية – فصلاً طويلاً في ضياع كثير من الإنجيل وتحريف كتب النصارى المقدسة، نرى من كمال الحديث نقله؛ لاشتماله على نصوص منقولة عنهم وعن المهتمين بديانتهم، قال – رحمه الله – في الجزء السادس من [تفسير المنار] ص289:
1- إن الكتب التي يسمونها الأناجيل الأربعة تاريخ مختصر للمسيح u، لم يذكر فيها إلا شيء قليل من أقواله وأفعاله في أيام معدودة، بدليل قول يوحنا في آخر إنجيله: (هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا، ونعمل أن شهادته حق. أشياء أُخرى كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة، آمين).
هذه العبارة يراد بها المبالغة في بيان أن الذي كتبت عن المسيح لا يبلغ عُشر معشار تاريخ. ومن البديهي أن تلك الأعمال الكثيرة التي لم تكتب وقعت في أزمنة كثيرة، وأنه تكلم في تلك الأزمنة وعند تلك الأعمال كثيرًا، فهذا كله قد ضاع ونسي. وحسبنا هذا حجة عليه في إثبات قول الله تعالى: }فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ{ [المائدة: 14]، وحجة على بعض علمائنا الذين ظنوا أن كتبهم حفظت وتواترت. قال صاحب [ذخيرة الألباب]: إن الإنجيل لا يستلزم كل أعمال المسيح، ولا يتضمن كل أقواله، كما شهد به القديس يوحنا".
بيان ما في الإنجيل من تحريف وتبديل واختلاف في لاهوتية المسيح من كتب إسلامية
حجم الكتاب عند التحميل : 253.3 كيلوبايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'