❞ كتاب الفتح الإسلامي لمصر ❝  ⏤ أحمد عادل كمال

❞ كتاب الفتح الإسلامي لمصر ❝ ⏤ أحمد عادل كمال

الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر، وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِمِصْر، هو سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الراشدة ضدَّ الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، وانتُزعت على إثرها ولاية مصر الروميَّة من يد الروم ودخلت في دولة الإسلام، بعد عِقدٍ من عودتها لِلإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، إذ كان الفُرس الساسانيّون قد انتزعوها من الأخيرة لِفترةٍ وجيزة.

شكَّل فتحُ مصر امتدادًا لِفتح الشَّام، وقد وقع بعد تخليص فلسطين من يد الروم، وقد اقترحهُ الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عُمر بن الخطَّاب بِهدف تأمين الفُتوحات وحماية ظهر المُسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها. ولكنَّ عُمرًا كان يخشى على الجُيوش الإسلاميَّة من الدخول لِأفريقيا ووصفها بأنَّها مُفرِّقة، فرفض في البداية، لكنَّهُ ما لبث أن وافق، وأرسل لِعمرو بن العاص الإمدادات، فتوجَّه الأخير بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًا بِالعريش والفرما. ثُمَّ توجَّه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حُصون مصر الروميَّة، وما أن سقط حتَّى تهاوت باقي الحُصون في الدلتا والصعيد أمام الجُيوش الإسلاميَّة. وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر، وإلى حدٍ أبعد العهد الروماني، وبدأ العهد الإسلامي بِعصر الوُلاة؛ وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين.

تختلف الروايات الإسلاميَّة والقبطيَّة في سرد حوادث الفتح، لكنَّها تجمع على أنَّ الروم استعبدوا المصريين أثناء حُكمهم وجعلوا مصر ضيعة للإمبراطور البيزنطي ومن قبله الروماني، وعُرفت بمخزن غلال روما. وكان اختلاف عقيدة المصريين عن عقيدة الروم سببًا في اضطهادهم من قِبَل الإمبراطوريَّة، فقد اتخذ البيزنطيّون المذهب الخلقدوني الذي ينص على اتحاد الطبيعتين، الإلهيَّة والبشريَّة، في شخص المسيح، اتحادًا غير قابل للانفصام، مذهبًا رسميًّا للإمبراطوريَّة دون غيره، بينما كان المصريّون يأخذون بالمذهب اللاخلقدوني المونوفيزيتي (اليعقوبي)، وقد حاول الروم فرض مذهبهم على جميع الرعايا، فنفر منهم المسيحيّين اليعاقبة، وفضَّلوا الهيمنة الإسلاميَّة كونها تضمن لهم حُريَّة المُعتقد. إعتنقت الغالبيَّة العُظمى من المصريين الإسلام بعد تمام الفتح، وبقي قسمٌ منهم على المسيحيَّة، واستمرَّ هؤلاء يُعرفون بالقِبط أو الأقباط، ومع مُرور الزمن استعرب المصريّون وأصبحت اللُغة العربيَّة لُغتهم الأُم، واقتصرت اللُغة القبطيَّة على الطُقوس والتراتيل الكنسيَّة. وقد قُدِّر لِمصر أن تحتلَّ مركزًا بارزًا ورائدًا في ظل العُهود الإسلاميَّة اللاحقة، فأصبحت مركزًا أساسيًّا من مراكز الإسلام في العالم، كما تزعَّمت حركة القوميَّة العربيَّة في أواسط القرن العشرين الميلاديّ.

هذا الكتاب ناقش المؤلف تاريخ الفتح الإسلامي على منهجه الذي تفرد به، فحدثنا عن الغزوات التي تعرضت لها مصر عبر تاريخها ليوضح الفارق بين معاملة جيش المسلمين لأهل البلاد في فتح مصر والمعاملة التي لاقوها من الجيوش الأخرى، عن اشتقاق القبط وأنها كانت تدل على أهل مصر. كما أنه يفرد مساحة كبيرة للحديث عن عمرو بن العاصر قائد الفتح، ويشتمل على بحث متفرد عن سلمى أم عمرو بن العاص، وهو جهد كبير منه لان هذا الموضوع تم إغفاله في أغلب كتب التاريخ، والكتاب يضم مجموعة من الخرائط لخطوات الفتح، كما قام فيه بمجهود كبير في مقابلة التواريخ الهجرية بالقبطية بالميلادية، كذلك استفاد كثيرًا من علم الرجال في تفضيل روايات عن روايات.

ويدخل كتاب الفتح الإسلامي لمصر في بؤرة اهتمام الباحثين والأساتذة المنشغلين بالدراسات والبحوث التاريخية؛ حيث يقع كتاب الفتح الإسلامي لمصر ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع قريبة الصلة من الجغرافيا والآثار والتاريخ الاجتماعي وغيرها من التخصصات الاجتماعية.
أحمد عادل كمال - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الجمهوريات الاسلامية باسيا الوسطى منذ الفتح الإسلامى حتى اليوم ❝ ❞ الفتح الإسلامي لمصر ❝ ❞ الفتح الإسلامي لمصر نسخة مصورة ❝ ❞ النقط فوق الحروف ❝ ❞ الجمهوريات الاسلامية باسيا الوسطى منذ الفتح الإسلامى حتى اليوم ❝ الناشرين : ❞ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ الشركة الدولية للطباعة و النشر ❝ ❱
من تاريخ مصر الإسلامية كتب تاريخ مصر - مكتبة كتب التاريخ.

نبذة عن الكتاب:
الفتح الإسلامي لمصر

2003م - 1446هـ
الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر، وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِمِصْر، هو سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الراشدة ضدَّ الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، وانتُزعت على إثرها ولاية مصر الروميَّة من يد الروم ودخلت في دولة الإسلام، بعد عِقدٍ من عودتها لِلإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، إذ كان الفُرس الساسانيّون قد انتزعوها من الأخيرة لِفترةٍ وجيزة.

شكَّل فتحُ مصر امتدادًا لِفتح الشَّام، وقد وقع بعد تخليص فلسطين من يد الروم، وقد اقترحهُ الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عُمر بن الخطَّاب بِهدف تأمين الفُتوحات وحماية ظهر المُسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها. ولكنَّ عُمرًا كان يخشى على الجُيوش الإسلاميَّة من الدخول لِأفريقيا ووصفها بأنَّها مُفرِّقة، فرفض في البداية، لكنَّهُ ما لبث أن وافق، وأرسل لِعمرو بن العاص الإمدادات، فتوجَّه الأخير بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًا بِالعريش والفرما. ثُمَّ توجَّه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حُصون مصر الروميَّة، وما أن سقط حتَّى تهاوت باقي الحُصون في الدلتا والصعيد أمام الجُيوش الإسلاميَّة. وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر، وإلى حدٍ أبعد العهد الروماني، وبدأ العهد الإسلامي بِعصر الوُلاة؛ وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين.

تختلف الروايات الإسلاميَّة والقبطيَّة في سرد حوادث الفتح، لكنَّها تجمع على أنَّ الروم استعبدوا المصريين أثناء حُكمهم وجعلوا مصر ضيعة للإمبراطور البيزنطي ومن قبله الروماني، وعُرفت بمخزن غلال روما. وكان اختلاف عقيدة المصريين عن عقيدة الروم سببًا في اضطهادهم من قِبَل الإمبراطوريَّة، فقد اتخذ البيزنطيّون المذهب الخلقدوني الذي ينص على اتحاد الطبيعتين، الإلهيَّة والبشريَّة، في شخص المسيح، اتحادًا غير قابل للانفصام، مذهبًا رسميًّا للإمبراطوريَّة دون غيره، بينما كان المصريّون يأخذون بالمذهب اللاخلقدوني المونوفيزيتي (اليعقوبي)، وقد حاول الروم فرض مذهبهم على جميع الرعايا، فنفر منهم المسيحيّين اليعاقبة، وفضَّلوا الهيمنة الإسلاميَّة كونها تضمن لهم حُريَّة المُعتقد. إعتنقت الغالبيَّة العُظمى من المصريين الإسلام بعد تمام الفتح، وبقي قسمٌ منهم على المسيحيَّة، واستمرَّ هؤلاء يُعرفون بالقِبط أو الأقباط، ومع مُرور الزمن استعرب المصريّون وأصبحت اللُغة العربيَّة لُغتهم الأُم، واقتصرت اللُغة القبطيَّة على الطُقوس والتراتيل الكنسيَّة. وقد قُدِّر لِمصر أن تحتلَّ مركزًا بارزًا ورائدًا في ظل العُهود الإسلاميَّة اللاحقة، فأصبحت مركزًا أساسيًّا من مراكز الإسلام في العالم، كما تزعَّمت حركة القوميَّة العربيَّة في أواسط القرن العشرين الميلاديّ.

هذا الكتاب ناقش المؤلف تاريخ الفتح الإسلامي على منهجه الذي تفرد به، فحدثنا عن الغزوات التي تعرضت لها مصر عبر تاريخها ليوضح الفارق بين معاملة جيش المسلمين لأهل البلاد في فتح مصر والمعاملة التي لاقوها من الجيوش الأخرى، عن اشتقاق القبط وأنها كانت تدل على أهل مصر. كما أنه يفرد مساحة كبيرة للحديث عن عمرو بن العاصر قائد الفتح، ويشتمل على بحث متفرد عن سلمى أم عمرو بن العاص، وهو جهد كبير منه لان هذا الموضوع تم إغفاله في أغلب كتب التاريخ، والكتاب يضم مجموعة من الخرائط لخطوات الفتح، كما قام فيه بمجهود كبير في مقابلة التواريخ الهجرية بالقبطية بالميلادية، كذلك استفاد كثيرًا من علم الرجال في تفضيل روايات عن روايات.

ويدخل كتاب الفتح الإسلامي لمصر في بؤرة اهتمام الباحثين والأساتذة المنشغلين بالدراسات والبحوث التاريخية؛ حيث يقع كتاب الفتح الإسلامي لمصر ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع قريبة الصلة من الجغرافيا والآثار والتاريخ الاجتماعي وغيرها من التخصصات الاجتماعية. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذة عن الكتاب :

هذا الكتاب ناقش المؤلف تاريخ الفتح الإسلامي على منهجه الذي تفرد به، فحدثنا عن الغزوات التي تعرضت لها مصر عبر تاريخها ليوضح الفارق بين معاملة جيش المسلمين لأهل البلاد في فتح مصر والمعاملة التي لاقوها من الجيوش الأخرى، 


عن اشتقاق القبط وأنها كانت تدل على أهل مصر. كما أنه يفرد مساحة كبيرة للحديث عن عمرو بن العاصر قائد الفتح،


 ويشتمل على بحث متفرد عن سلمى أم عمرو بن العاص، وهو جهد كبير منه لان هذا الموضوع تم إغفاله في أغلب كتب التاريخ، والكتاب يضم مجموعة من الخرائط لخطوات الفتح، كما قام فيه بمجهود كبير في مقابلة التواريخ الهجرية بالقبطية بالميلادية، كذلك استفاد كثيرًا من علم الرجال في تفضيل روايات عن روايات.

ويدخل كتاب الفتح الإسلامي لمصر في بؤرة اهتمام الباحثين والأساتذة المنشغلين بالدراسات والبحوث التاريخية؛ حيث يقع كتاب الفتح الإسلامي لمصر ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع قريبة الصلة من الجغرافيا والآثار والتاريخ الاجتماعي وغيرها من التخصصات الاجتماعية. 

الفتح الإسلامي لمصر

كتب إسلامية

الفتح الإسلامي لمصر الفتوحات الإسلامية

التاريخ الاسلامي

عمرو بن العاص

المسليمن  

الغزوات التي تعرضت لها مصر عبر تاريخها 



سنة النشر : 2003م / 1424هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 11.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الفتح الإسلامي لمصر

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الفتح الإسلامي لمصر
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
أحمد عادل كمال - Ahmed Adel Kamal

كتب أحمد عادل كمال ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الجمهوريات الاسلامية باسيا الوسطى منذ الفتح الإسلامى حتى اليوم ❝ ❞ الفتح الإسلامي لمصر ❝ ❞ الفتح الإسلامي لمصر نسخة مصورة ❝ ❞ النقط فوق الحروف ❝ ❞ الجمهوريات الاسلامية باسيا الوسطى منذ الفتح الإسلامى حتى اليوم ❝ الناشرين : ❞ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ الشركة الدولية للطباعة و النشر ❝ ❱. المزيد..

كتب أحمد عادل كمال
الناشر:
الشركة الدولية للطباعة و النشر
كتب الشركة الدولية للطباعة و النشر ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الفتح الإسلامي لمصر ❝ ❞ الفتح الإسلامي لمصر نسخة مصورة ❝ ❞ العلامة ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ أحمد عادل كمال ❝ ❞ بنسالم حميش ❝ ❱.المزيد.. كتب الشركة الدولية للطباعة و النشر