❞ كتاب العمدة في غريب القرآن ❝  ⏤ محمد مكى القيسى

❞ كتاب العمدة في غريب القرآن ❝ ⏤ محمد مكى القيسى

1- المؤلف يمكن أن يعتبر حجةً لغويةً معتبرة ذات قيمة كبيرة.

2- شكك العديد من أهل العلم والتحقيق في نسبة كتاب العمدة للإمام مكي، ومنهم المحقق الدكتور حسن فرحات الذي قال في كتابه «مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن»: «كتاب (العمدة) هذا من أوائل الكتب التي حصلت على نسخة مصورة منها ومعه أيضاً كتاب (تفسير المشكل من غريب القرآن على الإيجاز والاختصار)، ولقد نسختهما وقمت بتحقيقهما، ثم تبين لي أن كتاب العمدة لا تصح نسبته إلى المؤلف».

وإن جاز لي إبداء الرأي - مع احترامي لمكانة هؤلاء العلماء الأجلاء - في هذه المسألة: أرى أن إلغاء نسبة كتاب العمدة لمكي بن أبي طالب يفتقر لقوة الدليل، وإنما كل تلك الآراء مجرد تخمينات احتمالية لا ترقى إلى القطع واليقين، وحجتي في ذلك أن جل علماء المسلمين ألفوا عملاً مبسطاً إلى جانب كتبهم العلمية الكبيرة كي يستفيد منه عامة الناس من المسلمين، لما في ذلك من الأجر العظيم، ومرد ذلك أن مؤلفاتهم الكبرى لا تغطي سوى فئة قليلة من الناس، أي ما نعبر عنه نحن الآن بالنخبة. ويمكنني أن أعطي نماذج على سبيل المثال لا الحصر:

كتاب الورقات «المتن والنظم» لأبي المعالي الجويني، وكتاب: «المرشد المعين على الضروري من علوم الدين» لعبد الواحد بن عاشر العالم المالكي، ثم «الآجرومية»، وهذا مجرد غيض من فيض!

أضف إلى ذلك أن هذا الكتاب كالزبدة المستخرجة من اللبن، فهو مختصر من كتاب «تفسير المشكل من غريب القرآن» ، وهذا ما يفسر وينسجم مع فكرة أن الكتاب للعامة وأما الصفوة فعليها البحث عن المصادر الكبرى عند العالم.

لذا أعتبر أن لكتاب «العمدة في غريب القرآن» مقصداً شخصياً يخص الكاتب نفسه، وهو على الأرجح من باب: «وعلم ينتفع به» .

3- نبذة مختصرة عن الغريب اللغوي:

تتبعت معنى الغريب في التعريفات اللغوية التي تناولته، وقد اخترت اثنين - لكثرة التعاريف - على سبيل المثال لا الحصر:
• «ما قل استماعه من اللغة، ولم يدر في أفواه العامة، كما دار في أفواه الخاصة، كقولهم: صمكت الرجل، أي: لكمته» .
• تعريف بن الهائم (ت 815هـ): «الغريب يقابله المشهور، وهما أمران نسبيان؛ فرب لفظ يكون غريباً عند شخص مشهوراً عند آخر» .
وإن جاز لي الترجيح، فسوف أرجح التعريف الثاني، كونه أكثر توافقاً مع الواقع، فقاموس الغريب إبان عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإبان عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كان أقل حجماً من العصر الذي يليه، وهكذا دواليك.
4- ما نسبة الغريب في القرآن الكريم بحسب كتاب العمدة؟

أدرج المحقق يوسف عبد الرحمن المرعشيلي أن عدد كلمات الكتاب الغريبة هي 1835 كلمة فطرحت سؤالاً: ما نسبة هذا العدد من عدد

كلمات القرآن؟

فبحثت عن ذلك فوجدت هذه المعلومة الثمينة: «يحتوي القرآن الكريم على 77476 كلمة موزعة على 114 سورة. والسورة الأطول في كتاب الله من حيث عدد الكلمات هي سورة البقرة حيث تحتوي على 6120 كلمة» ، وباستعمال معادلة حساب النسبة وجدت أن نسبة الغريب - بحسب مكي بن أبي طالب - لا تتجاوز 2,36%، أي نسبة ضئيلة جداً! بمعنى أقل من كلمتين ونصف في كل مئة كلمة، أو أكثر بقليل من 23 كلمة لكل 1000 كلمة.

ألا نتذكر قوله عز وجل: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: ٧١]. وهذه النسبة المئوية باجتهاد صاحب العمدة، ولو كنا إبان عصر الاحتجاج لتراجعت إلى أقل من ذلك.

5- كيفية الاستدلال المتبعة لمكي بن أبي طالب وطبيعة كتاب العمدة:

من خلال تتبعي لمتن الكتاب لم أعثر على استدلال مشهور عند المفسرين (القرآن الكريم، الحديث النبوي، كلام العرب ...)، وهذا ما جعلني أرجح فكرة أن عالمنا يقدم نفسه حجة لغوية دامغة، لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها، وكيف لا يعتبر حجة وقد أسلفت في الفقرات السابقة أنه تتلمذ على كبار اللغويين كالقزاز مثلاً، وتتلمذ عليه كبار الأصوليين والفقهاء كأبي الوليد الباجي، وإذا أطلقنا هذا المركب اللفظي الثلاثي (أصولي، فقيه، مفسر)، فهو بلا شك نابغة لغوية حتماً.

إذا تأملنا متن الكتاب كله، نجد أن المؤلف يناظر اللفظة الغريبة بكلمة واحدة، وهذا بنسبة كبيرة، فهو الغالب الأعم، وقلما يتجاوز الكلمة الواحدة إلى اثنتين أو ثلاث.

ونضرب لهذا مثلاً:

{آيَاتِهِ} [البقرة: ٣٧]: علاماته * {قَسَتْ} [البقرة: ٤٧]: صلبت * «الأمنية»: التلاوة * {عَهْدًا} [البقرة: ٠٨]: وعداً * {الْـمِيثَاقَ}: العهد * {تَظَاهَرُونَ} [البقرة: ٥٨]: تعاونون * {وَقَفَّيْنَا} [البقرة: ٧٨]: أتبعنا * {وَأَيَّدْنَاهُ} [البقرة: ٧٨]: قويناه * {غُلْفٌ} [البقرة: ٨٨]: في أغطية.
وهذا المثال يؤيد ما سبق، فمن تسع كلمات واحدة فقط ناظرها في تفسيره بكلمتين (غلف /في أغطية). لذا ففي تصوري لا يخرج الكتاب عن كونه قاموساً مصغراً لغريب القرآن على طريقة (كلمة/ كلمة).
6- علاقة اللفظة الغريبة باللفظة الشارحة:

في هذه الفقرة يبرز النبوغ اللغوي لصاحب «العمدة»، فهو من جهة يناظر اللفظ الغريب بلفظ من جنسه في الكلام العربي، فيقابل الاسم بالاسم والفعل بالفعل.. بنسبة قوية معتبرة (الغالب الأعم)، ومثاله:

«لعنهم»: باعدهم * {نَبَذَ} [البقرة: ١٠١]: ترك * {فِتْنَةً} [الصافات: ٣٦]: اختبار * {ثَاقِبٌ} [الصافات: ٠١]: مضيء * {لَّازِبٍ} [الصافات: ١١]: لازم * {دَاخِرُونَ} [الصافات: ٨١]: صاغرون.

من جهة ثانية يحافظ المؤلف على حركات الإعراب في حالات عديدة، حتى إننا إذا استرسلنا في قراءة متنه، أحسسنا برنة في الكلام، وهذا ليس غريباً عن مهندس كتاب «مشكل إعراب القرآن».

من جهة ثالثة يحافظ المؤلف على الميزان الصرفي للكلمة الغريبة ما استطاع، وبنسبة معتبرة كذلك، ولا يخرج عن هذا النهج إلا في حالة استعماله لجملة صغيرة مكونة من كلمتين أو ثلاث.

7- تعامله مع المشترك:

من خلال تعدد كلمات التفسير للكلمة الغريبة الواحدة، أستنتج أن المؤلف راعى الاشتراك اللفظي في عمدته. ومن ذلك على سبيل المثال:
{أُمَّةً} [القصص: ٣٢]: جماعة * {أُمَّةٍ} [الزخرف: ٢٢]: حال * «الحميم»: القريب * {وَحَمِيمٍ} [الواقعة: ٢٤]: الماء الحار.
والحاسم في المعنى المشترك هو السياق الذي احتضن الكلمة الغريبة، حيث تصرف كل قرينة المشترك نحو معنى معين ومحدد ومميز عن المعنى الآخر أو المعاني الأخرى.

وهناك مثال آخر للمشترك المتضاد وذلك في تفسيره لكلمة {عَسْعَسَ} [التكوير: ٧١]: عسعس: أقبل، أدبر: أي أعطى الكلمة وضدها.

8- استعمال المفرد لشرح لفظ غريب في صيغة الجمع:

يوجد ضمن متن الكتاب أمثلة متناثرة من هذا القبيل، حيث يقابل صيغة الجمع بمفردها، ومثال ذلك:

{جِثِيًّا} [مريم: ٨٦]: جمع جاثٍ * {أَجِنَّةٌ} [النجم: ٢٣]: جمع جنين * {وَبُكِيًّا} [مريم: ٨٥]: جمع باكٍ .

وكان العلامة مكي بن أبي طالب يريد أن يقول إن صيغة جمع هذه الألفاظ باتت من الغريب اللغوي، وسرعان ما تنجلي غرابتها بإحالتها إلى شكلها المفرد.

9- المعرفة والنكرة:

في تفسيره للفظة الغريبة بلفظة أخرى، يقابل المعرفة بلفظة معرفة، والنكرة بلفظة نكرة، ومثاله:

{حَدَائِقَ} [النمل: ٦٠]: البساتين * {وَحَدَائِقَ} [عبس: ٣٠]: بساتين * {أَخْدَانٍ} [النساء: ٢٥]: أصدقاء * {أَخْدَانٍ} [المائدة: ٥]: الأصدقاء.

10- الاشتقاق:

أحياناً يفسر مكي بن أبي طالب اللفظة الغريبة بإحدى مشتقاتها، ومثال ذلك:

{وِفَاقًا} [النبأ: ٢٦]: وفقاً * {وَالضَّرَّاءِ} [الأنعام: ٤٢]: الضر * {مِعْشَارَ} [سبأ: ٤٥]: عشر * {فَاكِهُونَ} [يس: ٥٥]: متفكهون.

11- المجاز:

في تفسيره لبعض الكلمات الغريبة استعمل أحياناً المجاز، إلا إنني لاحظت أنه اكتفى في بعضها بمعنى الوضع، ومن أمثلة ذلك:
{الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذاريات: ٤١]: لا تلقح السحاب * {الأَيْدِ} [ص: ١٧]: القوة * {الْيَقِينُ} [الحجر: ٩٩]: الموت.
12- الترادف:

من الظواهر اللغوية التي استعملها مكي بن أبي طالب «الترادف» ومن أمثلته:

{الْيَمِّ} [طه: ٣٩]: البحر * {وِجْهَةٌ} [البقرة: ١٤٨]: قبلة * {مِيثَاقَ} [البقرة: ٨٣]: العهد * {هُمَزَةٍ} [الهمزة: ١]: النمام.

خاتمة:
بعد هذه الجولة اللغوية الماتعة بين صفحات كتاب «العمدة في غريب القرآن» لمؤلفه العالم الرباني مكي بن أبي طالب رحمه الله عز وجل يمكن استنتاج واستخلاص العديد من النتائج:
• كتاب العمدة موجه لعامة الناس، وهو يعطي تفسيراً أولياً لألفاظ الغريب في القرآن الكريم، بحسب تصور مكي بن أبي طالب.
• يلاحظ على المؤلف انحيازه للمقاربة اللغوية في تفسيره لغريبه، وتغاضيه عن المقاربات الأخرى، ليس جهلاً منه وإنما مراعاة لطبيعة المتلقي، وهذا يؤيد فرضية أن الكتاب منسوب له حقاً، ولو استدعى مقاربات أخرى لضاعت الغاية من تأليفه أن يكون متاحاً للعامة.
• ما زال هذا الكتاب في حاجة إلى المزيد من البحث العلمي الدقيق، وهذه فرصة للتنقيب حول المخطوطات ذات العلاقة بالكتاب، مما قد يساعد على اكتشاف أسرار جديدة حول الكتاب.
محمد مكى القيسى - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العمدة في غريب القرآن ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❱
من كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
العمدة في غريب القرآن

1981م - 1446هـ
1- المؤلف يمكن أن يعتبر حجةً لغويةً معتبرة ذات قيمة كبيرة.

2- شكك العديد من أهل العلم والتحقيق في نسبة كتاب العمدة للإمام مكي، ومنهم المحقق الدكتور حسن فرحات الذي قال في كتابه «مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن»: «كتاب (العمدة) هذا من أوائل الكتب التي حصلت على نسخة مصورة منها ومعه أيضاً كتاب (تفسير المشكل من غريب القرآن على الإيجاز والاختصار)، ولقد نسختهما وقمت بتحقيقهما، ثم تبين لي أن كتاب العمدة لا تصح نسبته إلى المؤلف».

وإن جاز لي إبداء الرأي - مع احترامي لمكانة هؤلاء العلماء الأجلاء - في هذه المسألة: أرى أن إلغاء نسبة كتاب العمدة لمكي بن أبي طالب يفتقر لقوة الدليل، وإنما كل تلك الآراء مجرد تخمينات احتمالية لا ترقى إلى القطع واليقين، وحجتي في ذلك أن جل علماء المسلمين ألفوا عملاً مبسطاً إلى جانب كتبهم العلمية الكبيرة كي يستفيد منه عامة الناس من المسلمين، لما في ذلك من الأجر العظيم، ومرد ذلك أن مؤلفاتهم الكبرى لا تغطي سوى فئة قليلة من الناس، أي ما نعبر عنه نحن الآن بالنخبة. ويمكنني أن أعطي نماذج على سبيل المثال لا الحصر:

كتاب الورقات «المتن والنظم» لأبي المعالي الجويني، وكتاب: «المرشد المعين على الضروري من علوم الدين» لعبد الواحد بن عاشر العالم المالكي، ثم «الآجرومية»، وهذا مجرد غيض من فيض!

أضف إلى ذلك أن هذا الكتاب كالزبدة المستخرجة من اللبن، فهو مختصر من كتاب «تفسير المشكل من غريب القرآن» ، وهذا ما يفسر وينسجم مع فكرة أن الكتاب للعامة وأما الصفوة فعليها البحث عن المصادر الكبرى عند العالم.

لذا أعتبر أن لكتاب «العمدة في غريب القرآن» مقصداً شخصياً يخص الكاتب نفسه، وهو على الأرجح من باب: «وعلم ينتفع به» .

3- نبذة مختصرة عن الغريب اللغوي:

تتبعت معنى الغريب في التعريفات اللغوية التي تناولته، وقد اخترت اثنين - لكثرة التعاريف - على سبيل المثال لا الحصر:
• «ما قل استماعه من اللغة، ولم يدر في أفواه العامة، كما دار في أفواه الخاصة، كقولهم: صمكت الرجل، أي: لكمته» .
• تعريف بن الهائم (ت 815هـ): «الغريب يقابله المشهور، وهما أمران نسبيان؛ فرب لفظ يكون غريباً عند شخص مشهوراً عند آخر» .
وإن جاز لي الترجيح، فسوف أرجح التعريف الثاني، كونه أكثر توافقاً مع الواقع، فقاموس الغريب إبان عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإبان عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كان أقل حجماً من العصر الذي يليه، وهكذا دواليك.
4- ما نسبة الغريب في القرآن الكريم بحسب كتاب العمدة؟

أدرج المحقق يوسف عبد الرحمن المرعشيلي أن عدد كلمات الكتاب الغريبة هي 1835 كلمة فطرحت سؤالاً: ما نسبة هذا العدد من عدد

كلمات القرآن؟

فبحثت عن ذلك فوجدت هذه المعلومة الثمينة: «يحتوي القرآن الكريم على 77476 كلمة موزعة على 114 سورة. والسورة الأطول في كتاب الله من حيث عدد الكلمات هي سورة البقرة حيث تحتوي على 6120 كلمة» ، وباستعمال معادلة حساب النسبة وجدت أن نسبة الغريب - بحسب مكي بن أبي طالب - لا تتجاوز 2,36%، أي نسبة ضئيلة جداً! بمعنى أقل من كلمتين ونصف في كل مئة كلمة، أو أكثر بقليل من 23 كلمة لكل 1000 كلمة.

ألا نتذكر قوله عز وجل: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: ٧١]. وهذه النسبة المئوية باجتهاد صاحب العمدة، ولو كنا إبان عصر الاحتجاج لتراجعت إلى أقل من ذلك.

5- كيفية الاستدلال المتبعة لمكي بن أبي طالب وطبيعة كتاب العمدة:

من خلال تتبعي لمتن الكتاب لم أعثر على استدلال مشهور عند المفسرين (القرآن الكريم، الحديث النبوي، كلام العرب ...)، وهذا ما جعلني أرجح فكرة أن عالمنا يقدم نفسه حجة لغوية دامغة، لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها، وكيف لا يعتبر حجة وقد أسلفت في الفقرات السابقة أنه تتلمذ على كبار اللغويين كالقزاز مثلاً، وتتلمذ عليه كبار الأصوليين والفقهاء كأبي الوليد الباجي، وإذا أطلقنا هذا المركب اللفظي الثلاثي (أصولي، فقيه، مفسر)، فهو بلا شك نابغة لغوية حتماً.

إذا تأملنا متن الكتاب كله، نجد أن المؤلف يناظر اللفظة الغريبة بكلمة واحدة، وهذا بنسبة كبيرة، فهو الغالب الأعم، وقلما يتجاوز الكلمة الواحدة إلى اثنتين أو ثلاث.

ونضرب لهذا مثلاً:

{آيَاتِهِ} [البقرة: ٣٧]: علاماته * {قَسَتْ} [البقرة: ٤٧]: صلبت * «الأمنية»: التلاوة * {عَهْدًا} [البقرة: ٠٨]: وعداً * {الْـمِيثَاقَ}: العهد * {تَظَاهَرُونَ} [البقرة: ٥٨]: تعاونون * {وَقَفَّيْنَا} [البقرة: ٧٨]: أتبعنا * {وَأَيَّدْنَاهُ} [البقرة: ٧٨]: قويناه * {غُلْفٌ} [البقرة: ٨٨]: في أغطية.
وهذا المثال يؤيد ما سبق، فمن تسع كلمات واحدة فقط ناظرها في تفسيره بكلمتين (غلف /في أغطية). لذا ففي تصوري لا يخرج الكتاب عن كونه قاموساً مصغراً لغريب القرآن على طريقة (كلمة/ كلمة).
6- علاقة اللفظة الغريبة باللفظة الشارحة:

في هذه الفقرة يبرز النبوغ اللغوي لصاحب «العمدة»، فهو من جهة يناظر اللفظ الغريب بلفظ من جنسه في الكلام العربي، فيقابل الاسم بالاسم والفعل بالفعل.. بنسبة قوية معتبرة (الغالب الأعم)، ومثاله:

«لعنهم»: باعدهم * {نَبَذَ} [البقرة: ١٠١]: ترك * {فِتْنَةً} [الصافات: ٣٦]: اختبار * {ثَاقِبٌ} [الصافات: ٠١]: مضيء * {لَّازِبٍ} [الصافات: ١١]: لازم * {دَاخِرُونَ} [الصافات: ٨١]: صاغرون.

من جهة ثانية يحافظ المؤلف على حركات الإعراب في حالات عديدة، حتى إننا إذا استرسلنا في قراءة متنه، أحسسنا برنة في الكلام، وهذا ليس غريباً عن مهندس كتاب «مشكل إعراب القرآن».

من جهة ثالثة يحافظ المؤلف على الميزان الصرفي للكلمة الغريبة ما استطاع، وبنسبة معتبرة كذلك، ولا يخرج عن هذا النهج إلا في حالة استعماله لجملة صغيرة مكونة من كلمتين أو ثلاث.

7- تعامله مع المشترك:

من خلال تعدد كلمات التفسير للكلمة الغريبة الواحدة، أستنتج أن المؤلف راعى الاشتراك اللفظي في عمدته. ومن ذلك على سبيل المثال:
{أُمَّةً} [القصص: ٣٢]: جماعة * {أُمَّةٍ} [الزخرف: ٢٢]: حال * «الحميم»: القريب * {وَحَمِيمٍ} [الواقعة: ٢٤]: الماء الحار.
والحاسم في المعنى المشترك هو السياق الذي احتضن الكلمة الغريبة، حيث تصرف كل قرينة المشترك نحو معنى معين ومحدد ومميز عن المعنى الآخر أو المعاني الأخرى.

وهناك مثال آخر للمشترك المتضاد وذلك في تفسيره لكلمة {عَسْعَسَ} [التكوير: ٧١]: عسعس: أقبل، أدبر: أي أعطى الكلمة وضدها.

8- استعمال المفرد لشرح لفظ غريب في صيغة الجمع:

يوجد ضمن متن الكتاب أمثلة متناثرة من هذا القبيل، حيث يقابل صيغة الجمع بمفردها، ومثال ذلك:

{جِثِيًّا} [مريم: ٨٦]: جمع جاثٍ * {أَجِنَّةٌ} [النجم: ٢٣]: جمع جنين * {وَبُكِيًّا} [مريم: ٨٥]: جمع باكٍ .

وكان العلامة مكي بن أبي طالب يريد أن يقول إن صيغة جمع هذه الألفاظ باتت من الغريب اللغوي، وسرعان ما تنجلي غرابتها بإحالتها إلى شكلها المفرد.

9- المعرفة والنكرة:

في تفسيره للفظة الغريبة بلفظة أخرى، يقابل المعرفة بلفظة معرفة، والنكرة بلفظة نكرة، ومثاله:

{حَدَائِقَ} [النمل: ٦٠]: البساتين * {وَحَدَائِقَ} [عبس: ٣٠]: بساتين * {أَخْدَانٍ} [النساء: ٢٥]: أصدقاء * {أَخْدَانٍ} [المائدة: ٥]: الأصدقاء.

10- الاشتقاق:

أحياناً يفسر مكي بن أبي طالب اللفظة الغريبة بإحدى مشتقاتها، ومثال ذلك:

{وِفَاقًا} [النبأ: ٢٦]: وفقاً * {وَالضَّرَّاءِ} [الأنعام: ٤٢]: الضر * {مِعْشَارَ} [سبأ: ٤٥]: عشر * {فَاكِهُونَ} [يس: ٥٥]: متفكهون.

11- المجاز:

في تفسيره لبعض الكلمات الغريبة استعمل أحياناً المجاز، إلا إنني لاحظت أنه اكتفى في بعضها بمعنى الوضع، ومن أمثلة ذلك:
{الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذاريات: ٤١]: لا تلقح السحاب * {الأَيْدِ} [ص: ١٧]: القوة * {الْيَقِينُ} [الحجر: ٩٩]: الموت.
12- الترادف:

من الظواهر اللغوية التي استعملها مكي بن أبي طالب «الترادف» ومن أمثلته:

{الْيَمِّ} [طه: ٣٩]: البحر * {وِجْهَةٌ} [البقرة: ١٤٨]: قبلة * {مِيثَاقَ} [البقرة: ٨٣]: العهد * {هُمَزَةٍ} [الهمزة: ١]: النمام.

خاتمة:
بعد هذه الجولة اللغوية الماتعة بين صفحات كتاب «العمدة في غريب القرآن» لمؤلفه العالم الرباني مكي بن أبي طالب رحمه الله عز وجل يمكن استنتاج واستخلاص العديد من النتائج:
• كتاب العمدة موجه لعامة الناس، وهو يعطي تفسيراً أولياً لألفاظ الغريب في القرآن الكريم، بحسب تصور مكي بن أبي طالب.
• يلاحظ على المؤلف انحيازه للمقاربة اللغوية في تفسيره لغريبه، وتغاضيه عن المقاربات الأخرى، ليس جهلاً منه وإنما مراعاة لطبيعة المتلقي، وهذا يؤيد فرضية أن الكتاب منسوب له حقاً، ولو استدعى مقاربات أخرى لضاعت الغاية من تأليفه أن يكون متاحاً للعامة.
• ما زال هذا الكتاب في حاجة إلى المزيد من البحث العلمي الدقيق، وهذه فرصة للتنقيب حول المخطوطات ذات العلاقة بالكتاب، مما قد يساعد على اكتشاف أسرار جديدة حول الكتاب. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

 

1- نبذة مختصرة عن المؤلف:
كان العالم مكي بن أبي طالب متبحراً في علوم اللغة، وذلك لافتقار علوم التفسير إليها، يقول الدكتور أحمد فرحات واصفاً هذا العالم الجليل: «اهتم بالنحو واللغة باعتبارهما أداتين لا بد منهما لمفسر القرآن الكريم، وقد أحسن الاستفادة من مصادر هذا العصر فيهما وفي غيرهما من العلوم» .

وقد تتلمذ مكي بن أبي طالب على يد عدد كبير من علماء عصره، منهم أبو عبد الله بن جعفر التميمي المعروف بالقزاز، وكان أديباً ولغوياً وشاعراً. كما تخرج على يديه العديد من العلماء الكبار، أكتفي بذكر أشهرهم وهو أبو الوليد الباجي الذي ناظر ابن حزم.

والخلاصة مما سبق أن عالمنا يمكن أن يعتبر حجةً لغويةً معتبرة ذات قيمة كبيرة.

2- هل الشكوك المثارة حول نسبة الكتاب لمكي بن أبي طالب صحيحة؟

شكك العديد من أهل العلم والتحقيق في نسبة كتاب العمدة للإمام مكي، ومنهم المحقق الدكتور حسن فرحات الذي قال في كتابه «مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن»: «كتاب (العمدة) هذا من أوائل الكتب التي حصلت على نسخة مصورة منها ومعه أيضاً كتاب (تفسير المشكل من غريب القرآن على الإيجاز والاختصار)، ولقد نسختهما وقمت بتحقيقهما، ثم تبين لي أن كتاب العمدة لا تصح نسبته إلى المؤلف».

وإن جاز لي إبداء الرأي - مع احترامي لمكانة هؤلاء العلماء الأجلاء - في هذه المسألة: أرى أن إلغاء نسبة كتاب العمدة لمكي بن أبي طالب يفتقر لقوة الدليل، وإنما كل تلك الآراء مجرد تخمينات احتمالية لا ترقى إلى القطع واليقين، وحجتي في ذلك أن جل علماء المسلمين ألفوا عملاً مبسطاً إلى جانب كتبهم العلمية الكبيرة كي يستفيد منه عامة الناس من المسلمين، لما في ذلك من الأجر العظيم، ومرد ذلك أن مؤلفاتهم الكبرى لا تغطي سوى فئة قليلة من الناس، أي ما نعبر عنه نحن الآن بالنخبة. ويمكنني أن أعطي نماذج على سبيل المثال لا الحصر:

كتاب الورقات «المتن والنظم» لأبي المعالي الجويني، وكتاب: «المرشد المعين على الضروري من علوم الدين» لعبد الواحد بن عاشر العالم المالكي، ثم «الآجرومية»، وهذا مجرد غيض من فيض!

أضف إلى ذلك أن هذا الكتاب كالزبدة المستخرجة من اللبن، فهو مختصر من كتاب «تفسير المشكل من غريب القرآن» ، وهذا ما يفسر وينسجم مع فكرة أن الكتاب للعامة وأما الصفوة فعليها البحث عن المصادر الكبرى عند العالم.

لذا أعتبر أن لكتاب «العمدة في غريب القرآن» مقصداً شخصياً يخص الكاتب نفسه، وهو على الأرجح من باب: «وعلم ينتفع به» .

3- نبذة مختصرة عن الغريب اللغوي:

تتبعت معنى الغريب في التعريفات اللغوية التي تناولته، وقد اخترت اثنين - لكثرة التعاريف - على سبيل المثال لا الحصر:
• «ما قل استماعه من اللغة، ولم يدر في أفواه العامة، كما دار في أفواه الخاصة، كقولهم: صمكت الرجل، أي: لكمته» .
• تعريف بن الهائم (ت 815هـ): «الغريب يقابله المشهور، وهما أمران نسبيان؛ فرب لفظ يكون غريباً عند شخص مشهوراً عند آخر» .
وإن جاز لي الترجيح، فسوف أرجح التعريف الثاني، كونه أكثر توافقاً مع الواقع، فقاموس الغريب إبان عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإبان عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كان أقل حجماً من العصر الذي يليه، وهكذا دواليك.
4- ما نسبة الغريب في القرآن الكريم بحسب كتاب العمدة؟

أدرج المحقق يوسف عبد الرحمن المرعشيلي أن عدد كلمات الكتاب الغريبة هي 1835 كلمة فطرحت سؤالاً: ما نسبة هذا العدد من عدد

كلمات القرآن؟

فبحثت عن ذلك فوجدت هذه المعلومة الثمينة: «يحتوي القرآن الكريم على 77476 كلمة موزعة على 114 سورة. والسورة الأطول في كتاب الله من حيث عدد الكلمات هي سورة البقرة حيث تحتوي على 6120 كلمة» ، وباستعمال معادلة حساب النسبة وجدت أن نسبة الغريب - بحسب مكي بن أبي طالب - لا تتجاوز 2,36%، أي نسبة ضئيلة جداً! بمعنى أقل من كلمتين ونصف في كل مئة كلمة، أو أكثر بقليل من 23 كلمة لكل 1000 كلمة.

ألا نتذكر قوله عز وجل: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: ٧١]. وهذه النسبة المئوية باجتهاد صاحب العمدة، ولو كنا إبان عصر الاحتجاج لتراجعت إلى أقل من ذلك.

5- كيفية الاستدلال المتبعة لمكي بن أبي طالب وطبيعة كتاب العمدة:

من خلال تتبعي لمتن الكتاب لم أعثر على استدلال مشهور عند المفسرين (القرآن الكريم، الحديث النبوي، كلام العرب ...)، وهذا ما جعلني أرجح فكرة أن عالمنا يقدم نفسه حجة لغوية دامغة، لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها، وكيف لا يعتبر حجة وقد أسلفت في الفقرات السابقة أنه تتلمذ على كبار اللغويين كالقزاز مثلاً، وتتلمذ عليه كبار الأصوليين والفقهاء كأبي الوليد الباجي، وإذا أطلقنا هذا المركب اللفظي الثلاثي (أصولي، فقيه، مفسر)، فهو بلا شك نابغة لغوية حتماً.

إذا تأملنا متن الكتاب كله، نجد أن المؤلف يناظر اللفظة الغريبة بكلمة واحدة، وهذا بنسبة كبيرة، فهو الغالب الأعم، وقلما يتجاوز الكلمة الواحدة إلى اثنتين أو ثلاث.

ونضرب لهذا مثلاً:

{آيَاتِهِ} [البقرة: ٣٧]: علاماته * {قَسَتْ} [البقرة: ٤٧]: صلبت * «الأمنية»: التلاوة * {عَهْدًا} [البقرة: ٠٨]: وعداً * {الْـمِيثَاقَ}: العهد * {تَظَاهَرُونَ} [البقرة: ٥٨]: تعاونون * {وَقَفَّيْنَا} [البقرة: ٧٨]: أتبعنا * {وَأَيَّدْنَاهُ} [البقرة: ٧٨]: قويناه * {غُلْفٌ} [البقرة: ٨٨]: في أغطية.
وهذا المثال يؤيد ما سبق، فمن تسع كلمات واحدة فقط ناظرها في تفسيره بكلمتين (غلف /في أغطية). لذا ففي تصوري لا يخرج الكتاب عن كونه قاموساً مصغراً لغريب القرآن على طريقة (كلمة/ كلمة).
6- علاقة اللفظة الغريبة باللفظة الشارحة:

في هذه الفقرة يبرز النبوغ اللغوي لصاحب «العمدة»، فهو من جهة يناظر اللفظ الغريب بلفظ من جنسه في الكلام العربي، فيقابل الاسم بالاسم والفعل بالفعل.. بنسبة قوية معتبرة (الغالب الأعم)، ومثاله:

«لعنهم»: باعدهم * {نَبَذَ} [البقرة: ١٠١]: ترك * {فِتْنَةً} [الصافات: ٣٦]: اختبار * {ثَاقِبٌ} [الصافات: ٠١]: مضيء * {لَّازِبٍ} [الصافات: ١١]: لازم * {دَاخِرُونَ} [الصافات: ٨١]: صاغرون.

من جهة ثانية يحافظ المؤلف على حركات الإعراب في حالات عديدة، حتى إننا إذا استرسلنا في قراءة متنه، أحسسنا برنة في الكلام، وهذا ليس غريباً عن مهندس كتاب «مشكل إعراب القرآن».

من جهة ثالثة يحافظ المؤلف على الميزان الصرفي للكلمة الغريبة ما استطاع، وبنسبة معتبرة كذلك، ولا يخرج عن هذا النهج إلا في حالة استعماله لجملة صغيرة مكونة من كلمتين أو ثلاث.

7- تعامله مع المشترك:

من خلال تعدد كلمات التفسير للكلمة الغريبة الواحدة، أستنتج أن المؤلف راعى الاشتراك اللفظي في عمدته. ومن ذلك على سبيل المثال:
{أُمَّةً} [القصص: ٣٢]: جماعة * {أُمَّةٍ} [الزخرف: ٢٢]: حال * «الحميم»: القريب * {وَحَمِيمٍ} [الواقعة: ٢٤]: الماء الحار.
والحاسم في المعنى المشترك هو السياق الذي احتضن الكلمة الغريبة، حيث تصرف كل قرينة المشترك نحو معنى معين ومحدد ومميز عن المعنى الآخر أو المعاني الأخرى.

وهناك مثال آخر للمشترك المتضاد وذلك في تفسيره لكلمة {عَسْعَسَ} [التكوير: ٧١]: عسعس: أقبل، أدبر: أي أعطى الكلمة وضدها.

8- استعمال المفرد لشرح لفظ غريب في صيغة الجمع:

يوجد ضمن متن الكتاب أمثلة متناثرة من هذا القبيل، حيث يقابل صيغة الجمع بمفردها، ومثال ذلك:

{جِثِيًّا} [مريم: ٨٦]: جمع جاثٍ * {أَجِنَّةٌ} [النجم: ٢٣]: جمع جنين * {وَبُكِيًّا} [مريم: ٨٥]: جمع باكٍ .

وكان العلامة مكي بن أبي طالب يريد أن يقول إن صيغة جمع هذه الألفاظ باتت من الغريب اللغوي، وسرعان ما تنجلي غرابتها بإحالتها إلى شكلها المفرد.

9- المعرفة والنكرة:

في تفسيره للفظة الغريبة بلفظة أخرى، يقابل المعرفة بلفظة معرفة، والنكرة بلفظة نكرة، ومثاله:

{حَدَائِقَ} [النمل: ٦٠]: البساتين * {وَحَدَائِقَ} [عبس: ٣٠]: بساتين * {أَخْدَانٍ} [النساء: ٢٥]: أصدقاء * {أَخْدَانٍ} [المائدة: ٥]: الأصدقاء.

10- الاشتقاق:

أحياناً يفسر مكي بن أبي طالب اللفظة الغريبة بإحدى مشتقاتها، ومثال ذلك:

{وِفَاقًا} [النبأ: ٢٦]: وفقاً * {وَالضَّرَّاءِ} [الأنعام: ٤٢]: الضر * {مِعْشَارَ} [سبأ: ٤٥]: عشر * {فَاكِهُونَ} [يس: ٥٥]: متفكهون.

11- المجاز:

في تفسيره لبعض الكلمات الغريبة استعمل أحياناً المجاز، إلا إنني لاحظت أنه اكتفى في بعضها بمعنى الوضع، ومن أمثلة ذلك:
{الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذاريات: ٤١]: لا تلقح السحاب * {الأَيْدِ} [ص: ١٧]: القوة * {الْيَقِينُ} [الحجر: ٩٩]: الموت.
12- الترادف:

من الظواهر اللغوية التي استعملها مكي بن أبي طالب «الترادف» ومن أمثلته:

{الْيَمِّ} [طه: ٣٩]: البحر * {وِجْهَةٌ} [البقرة: ١٤٨]: قبلة * {مِيثَاقَ} [البقرة: ٨٣]: العهد * {هُمَزَةٍ} [الهمزة: ١]: النمام.

خاتمة:
بعد هذه الجولة اللغوية الماتعة بين صفحات كتاب «العمدة في غريب القرآن» لمؤلفه العالم الرباني مكي بن أبي طالب رحمه الله عز وجل يمكن استنتاج واستخلاص العديد من النتائج:
• كتاب العمدة موجه لعامة الناس، وهو يعطي تفسيراً أولياً لألفاظ الغريب في القرآن الكريم، بحسب تصور مكي بن أبي طالب.
• يلاحظ على المؤلف انحيازه للمقاربة اللغوية في تفسيره لغريبه، وتغاضيه عن المقاربات الأخرى، ليس جهلاً منه وإنما مراعاة لطبيعة المتلقي، وهذا يؤيد فرضية أن الكتاب منسوب له حقاً، ولو استدعى مقاربات أخرى لضاعت الغاية من تأليفه أن يكون متاحاً للعامة.
• ما زال هذا الكتاب في حاجة إلى المزيد من البحث العلمي الدقيق، وهذه فرصة للتنقيب حول المخطوطات ذات العلاقة بالكتاب، مما قد يساعد على اكتشاف أسرار جديدة حول الكتاب.

 كتاب pdf تأليف أبو محمد مكى بن أبى طالب القيسى، وهو من أفضل الكتب التي وضحت لنا غريب القرآن ليوضحه ويبين مراده ولطائفه، والمؤلف قد حرص أشد الحرص على أن يكون كتابه وجيزًا خفيفًا على قارئه لتنشط إليه نفسه ويقبل عليه قلبه، وينعم بجناه نعيمًا خالصًا من كدر السآمة التي يجلبها التطويل والإكثار. 

القران- اسلاميةومتنوعة-الرسالة-القران

 



سنة النشر : 1981م / 1401هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 6.6 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة العمدة في غريب القرآن

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمد مكى القيسى -

كتب محمد مكى القيسى ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العمدة في غريب القرآن ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد مكى القيسى
الناشر:
مؤسسة الرسالة
كتب مؤسسة الرسالةمؤسسة الرسالة أو مؤسسة الرسالة ناشرون، تأسَّست بمدينة بيروت لبنان، سنة 1389 هـ الموافق لـ 1970 م. وهي دار نشر، اشتهرت بسبب المحققين الذين عملوا معها مثل: شعيب الأرنؤوط وعبد الله بن عبد المحسن التركي المشهورين بحسن تحقيقهم لكتب أهل السنة والجماعة. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الرحيق المختوم ❝ ❞ الحب _ عمر رضا كحالة ❝ ❞ زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ ❞ الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (ت: التركي) الجزء الأول: الفاتحة - 39البقرة ❝ ❞ القاموس المحيط (ط. الرسالة) ❝ ❞ قصص النبيين للأطفال ❝ ❞ تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن ❝ ❞ قواعد أساسية في البحث العلمي ❝ ❞ قصص من التاريخ الإسلامي للأطفال ❝ ❞ الإتقان في علوم القرآن ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ احمد خيرى العمرى ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ أبو الحسن علي الحسني الندوي ❝ ❞ صالح بن فوزان الفوزان ❝ ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ أبو زكريا يحي بن شرف النووي ❝ ❞ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ❝ ❞ محمد بن جرير الطبري ❝ ❞ صفي الرحمن المباركفوري ❝ ❞ جلال الدين السيوطي ❝ ❞ محمود شاكر ❝ ❞ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ❝ ❞ عبد الله محمد عبيد البغدادي أبو بكر ابن أبي الدنيا ❝ ❞ ابن عساكر ❝ ❞ أنور الجندي ❝ ❞ نجيب الكيلانى ❝ ❞ أحمد بن علي بن ثابت ❝ ❞ ابن حجر العسقلاني ❝ ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ محمود شاكر شاكر الحرستاني أبو أسامة ❝ ❞ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي أبو الفداء عماد الدين ❝ ❞ بكر أبو زيد ❝ ❞ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن السخاوي شمس الدين ❝ ❞ مالك بن أنس ❝ ❞ محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي أبو عبد الله ❝ ❞ علياء الكاظمي ❝ ❞ محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ❝ ❞ ابن ناصر الدين الدمشقي ❝ ❞ أحمد تيمور ❝ ❞ محمد أحمد الراشد ❝ ❞ بكر بن عبدالله أبو زيد ❝ ❞ محمد سعيد رمضان البوطي ❝ ❞ محمود شيت خطاب ❝ ❞ محمد أشرف حجازي ❝ ❞ نور الدين عتر ❝ ❞ مصطفي الغلاييني ❝ ❞ د. نزار محمود قاسم الشيخ ❝ ❞ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي ❝ ❞ عماد الدين خليل ❝ ❞ عمر رضا كحالة ❝ ❞ محمد سليمان عبد الله الأشقر ❝ ❞ سبط ابن الجوزي ❝ ❞ مناع القطان ❝ ❞ عبد الله بن هشام بن يوسف الأنصاري جمال الدين أبو محمد ❝ ❞ أبو عمرو الداني ❝ ❞ محمد يوسف الكاندهلوى ❝ ❞ أبو اسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي ❝ ❞ عبد الله بن عبد المحسن التركي ❝ ❞ محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني ❝ ❞ محمد جمال الدين القاسمي ❝ ❞ عبد الرحمن بن شهاب الدين زين الدين أبو الفرج ابن رجب الحنبلي ❝ ❞ أبو عبيد القاسم بن سلام ❝ ❞ عبد الكريم زيدان ❝ ❞ شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن ابراهيم بن عثمان المقدسي الدمشقي الشافعي أبو شامة ❝ ❞ فتحي يكن ❝ ❞ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي ❝ ❞ محمد صديق حسن القونجي ❝ ❞ أبو حيان الأندلسي ❝ ❞ عبد الرحيم بن الحسن الإسنوي ❝ ❞ السلطان عبد الحميد الثاني ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن المغراوي ❝ ❞ محمد فتحي عثمان ❝ ❞ أبو الحسن الدارقطني ❝ ❞ عبد القادر عودة ❝ ❞ أحمد بن شعيب النسائي ❝ ❞ ابن الأبار ❝ ❞ بشار عواد معروف ❝ ❞ سعيد إسماعيل صيني ❝ ❞ محمد بن حسن بن عثمان ❝ ❞ عبدالله بن محمد العسكر ❝ ❞ أحمد مطلوب ❝ ❞ ظفر الإسلام خان ❝ ❞ مصطفى سعيد الخن ❝ ❞ د. محمد رضوان الداية - د. فايز الداية ❝ ❞ عبد الله محمد البغدادي ❝ ❞ د. محمد فاروق النبهان ❝ ❞ يحي بن محمد بن القاسم الحسيني العلوي ابن طباطبا أبو المعمر ❝ ❞ عبدالغني المقدسي ❝ ❞ جمال الدين القاسمي ❝ ❞ محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي تقي الدين ❝ ❞ عبد الصبور شاهين ❝ ❞ محمد عجاج الخطيب ❝ ❞ عثمان بن أحمد بن قائد النجدي ❝ ❞ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ❝ ❞ مرعي بن يوسف الكرمي ❝ ❞ المتقي الهندي ❝ ❞ محمد بن يعقوب مجد الدين ❝ ❞ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي ❝ ❞ ابن أبي العز ❝ ❞ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري زكي الدين ❝ ❞ نور الدين الهيثمي ❝ ❞ محمد أبو الفتح البيانوني ❝ ❞ محمد عبد القادر أبو فارس ❝ ❞ محمد زكريا الكاندهلوي ❝ ❞ أبو زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي الدمياطي المشهور بابن النحاس ❝ ❞ صلاح بن محمد البدير ❝ ❞ منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني أبو المظفر ❝ ❞ محمد بن رافع السلامي تقي الدين أبو المعالي ❝ ❞ نجم الدين الطوفي ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان ❝ ❞ الطبري معروف الحرستاني ❝ ❞ أ.أكرم ❝ ❞ عبد العظيم عبد القوي المنذري زكي الدين أبو محمد ❝ ❞ د.عبد الكريم زيدان ❝ ❞ مصطفي عبدالكريم الخطيب ❝ ❞ عبد الحميد البلالي ❝ ❞ علي بن محمد الفاسي أبو الحسن ابن القطان ❝ ❞ علي بن عقيل بن محمد بن عقيل أبو الوفاء ❝ ❞ أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر ❝ ❞ محمد حسن بريغش ❝ ❞ أبو محمد الأسود الغندجاني ❝ ❞ محمد الرابع الحسني الندوي ❝ ❞ إسماعيل بن علي الأكوع ❝ ❞ لخضر شايب ❝ ❞ محمد بن عبد الله بن حميد النجدي ❝ ❞ ابو الحسن على الحسنى الندوى ❝ ❞ محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي أبو عبد الله ❝ ❞ محمد مسفر الزهراني ❝ ❞ أبو زارع المدني ❝ ❞ الحسين جرنو محمود جلو ❝ ❞ محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى الهاشمي ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي ❝ ❞ شهاب الدين أبو العباس الزبيدي ❝ ❞ محمد الخضر الشنقيطي ❝ ❞ خليفة درادكة ❝ ❞ عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة أبو زرعة ❝ ❞ هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة الحسني العلوي أبو السعادات ابن الشجري ❝ ❞ عبد العال سالم مكرم ❝ ❞ محمد صدقي آل بورنو ❝ ❞ محمد ماهر حمادة ❝ ❞ عمر عودة الخطيب ❝ ❞ الحسن بن عبد الله بن سعد العسكري أبو أحمد ❝ ❞ كي لسترنج ❝ ❞ د. أحمد أحمد غلوش ❝ ❞ زايد الأذان بن الطالب أحمد الشنقيطي ❝ ❞ د. احسان حقي ❝ ❞ أحمد بن عبد الرحيم العراقي أبو زرعة ❝ ❞ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الزاري ❝ ❞ عبد القادر بن عبد المطلب المنديلي الأندونسي ❝ ❞ عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن القيرواني أبو محمد ❝ ❞ محمد بن الأمير الصنعاني ❝ ❞ محمد الدويش ❝ ❞ د صادق أحمد داود جودة ❝ ❞ نعيم الحمصي ❝ ❞ علي بن بلبان الفارسي الأمير علاء الدين ❝ ❞ مصطفى عليان عبد الرحيم ❝ ❞ عبدالله بن المبارك ❝ ❞ محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي ❝ ❞ د.حسني ناعسة ❝ ❞ د.غسان عبدالسلام حمدون ❝ ❞ محمد بن مفلح المقدسي شمس الدين علي بن سليمان المرداوي علاء الدين أبو الحسن ❝ ❞ مجد الدين ابن تيمية شمس الدين محمد بن مفلح ❝ ❞ محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري ❝ ❞ محمد بن محمد بن عبد الله العاقولي ❝ ❞ إسماعيل بن عمرو المقرئ ❝ ❞ أد محمد خير عرقسوسى أ حسن ملًا عثمان ❝ ❞ محمد بن إبراهيم بن الوزير اليماني ❝ ❞ علي بن محمد بن أحمد الرحبي السمناني أبو القاسم ❝ ❞ محمد صفاء شيخ إبراهيم حقي ❝ ❞ شاكر محمود عبد المنعم ❝ ❞ ابن شقير ❝ ❞ أحمد بن عبد الله الحسامي ابن الدمياطي ❝ ❞ أحمد بن الحسن بن شقير النحوي أبو بكر ❝ ❞ فاروق مساهل ❝ ❞ عبد العظيم جلال أبو زيد ❝ ❞ قيود الملكية الخاصة ❝ ❞ ابن قاضي الجبل المرداوي ابن زريق ❝ ❞ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الشيباني ( المعروف بابن القيسراني ) ❝ ❞ العباس بن بكار الضبي ❝ ❞ علي بن الحسين بن محمد السغدي أبو الحسن ❝ ❞ الإمام محمد بن طولون الدمشقى ❝ ❞ نادية شريف العمري ❝ ❞ يوسف بن ماجد بن أبي المجد المقدسي ❝ ❞ محمد بن اسحاق الحوينى ❝ ❞ صالح بن عبد العزيز علي آل عثيمين بكر أبو زيد ❝ ❞ نزار محمود قاسم ❝ ❞ مجد الدين ابن تيمية - شمس الدين محمد بن مفلح ❝ ❞ محمد مكى القيسى ❝ ❞ محمد بن محمد بن الحسين البزدوي صدر الإسلام أبو اليسر ❝ ❞ إسماعيل بن كثير الدمشقي ❝ ❞ الخطابي ❝ ❞ أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد الدمشقي ❝ ❞ عبد العزيز عبد الرحمن بن علي الربيعة ❝ ❞ أحمد فايز ❝ ❞ قحطـان فؤاد الخطيب ❝ ❞ أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ البغدادي ❝ ❞ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ❝ ❱.المزيد.. كتب مؤسسة الرسالة