📘 قراءة كتاب المحن أونلاين
نبذة عن الكتاب :
تطرق الكتاب في مجمله إلى الموضوعات الآتية:
1-بعد أن افتتح المؤلف كتابه بمجموعة من الأحاديث النبوية عن الابتلاء، ذكر بالتفصيل مقتل الخلفاء الراشدين الثلاثة (عمر، وعثمان، وعلي) وتلاه ذكر قتل عمار بن ياسر وطلحة والزبير.
2-الإشارة إلى قتلى الجمل وصفين، ومن قتل على يد الخوارج، وذكر قتل الحسين بن علي ومن قتل بالحرَّة، وذكر قتل عبدالله بن الزبير ومن قتل في حروبه.
3-ذكر من قتله الحجّاج من العلماء ممن خرج مع ابن الأشعث ومن قُتل يوم الجماجم من أهل العلم.
4-ذكر من تعرض من الصحابة والتابعين وأهل العلم للامتحان بالترويع أو الضرب أو الحبس والنفي... إلخ... بمن في ذلك من تعرض للامتحان في محنة خلق القرآن.
5- ذكر من تعرض للامتحان من معاصري المؤلف على يد الأغالبة وخاصة في عهد إبراهيم من الأغلب (ت289ه) أو على يد الدولة الفاطمية.
هدف المؤلف من تأليف كتابه هو تلمس العزاء والأسوة لأولئك المضطهدين في عصره، إلاّ أن المتأمل للكتاب يستطيع بسهولة إدراك الأهداف الأخرى التي يتوخاها من وراء هذا الكتاب، والتي لم يصرح بها والمتمثلة في التحريض على الثورة، ومقاومة الجور والدعوة إلى التغيير.
شهدت الفترة الزمنية التي عاش فيهاأبو العرب التميمي (251 - 333هـ) أهم المتغيرات الكبرى في تاريخنا السياسي والفكريوالحضاري , وحفلت بالمتضادات أو المتناقضات الكبرى, ففي هذه المرحلة بلغت الثقافةوالحضارة الإسلامية أَوَج ازدهارها ونُضجها, فهي مرحلة التقدم العلمي، والنشاطوالإبداع الفكري الواسع في مختلف العلوم والفنون (التفسير والحديث والتاريخ واللغةوالأدب والطب والكيمياء والفلك... إلخ). وفيها بلغ التفاعل الواعي والمتميز معالحضارات والثقافات الأخرى أقصاه؛ ولهذا فقد كان المستشرق "آدم متز" محـقًّاعندما أطلق على هذه الحقبة وصف "عصر النهضة في الإسلام"([1]) وبجانب هذه الصورةالإيجابية المشرقة, نجد أن هذه المرحلة قد حملت في طياتها بذور انحطاطها وتدهورها,فقد بدأ الضعف والانحلال يسريان تدريجيًّا في جسم الخلافة الإسلامية (الدولةالمركزية) منذ بداية العصر العبَّاسي الثاني, الذي ضعفت فيه الخلافة, وضاعت بينالمتغلبين عليها من قادة الترك والديلم, وأصبحت أحياناً أُلعوبةً بيد النساءوالجواري في قصور الخلافة, وحتى انفراط عقدها وتمزق وحدتها بقيام الدويلاتالمستقلة, حيث تغلَّب الطامحون من الولاة أو الزعماء المحليين على مناطق نفوذهم واستقلوابحكمها, فلم يبق في يد الخليفة - في بعض الأحيان - إلا بغداد وضواحيها. وفي كثيرٍمن الأحيان لم يكتف هؤلاء الطامحون بالسيطرة على ما تحت أيديهم فحسب, بل سعىمعظمهم إلى بسط سيطرته ومد نفوذه على حساب غيره, فنشأ عن ذلك سلسلة من الحروبالطاحنة فيما بين هذه الدويلات, أدَّت إلى انتشار الفوضى والفتن, وغياب الأمنوالاستقرار.
ومن الناحية الاجتماعية: فقد ساد في المجتمعحالة من الرفاهية والترف الزائد عن الحد إلى جانب البؤس والفقر المدقع, إذ تركزتالثروات الضخمة في أيدي القلة (الخلفاء والأمراء وذوي المناصب ومن يلوذ بهم منالخاصة والمغامرين) وانتشر الفقر والفاقة في صفوف الشعب, وتفشَّت الأمراض والمجاعاتوالأوبئة الفتَّاكة.
ومن الناحية الفكرية: فقد كانت معظم هذه الدول المستقلة ذات طابع عقائدي ومذهبي, إذ كان لكل منها منهجها ومذهَبها الأصوليوالفقهي الخاص بها، الذي جعلته مسوغاً لدعوتها الانفصالية ومبرراً لخروجها علىسلطة الخلافة وطاعتها, كما اتخذت منه أساساً ومرتكزاً لنظام حُكمها ومسوغاًلشرعيته بعد انفصالها عن الدولة المركزية, ومن ثم فكما اعتمدت هذه الدُّويلات علىالقوة للاحتفاظ بالحكم واستخدام أساليب البطش والتَّنكيل بمعارضيها السياسيين فقداعتمد (أغلبها) على نشر مذهبها في المناطق الَّتي تحت سيطرتها وفرضه بالقوة وقمعكافة الآراء والأفكار المخالفة لذلك المذهب.
وفي كتاب "المحن" - الذيبين أيدينا - إشارات كثيرة إلى هذا الجانب, فمن ذلك على سبيل المثال: ما ذكرهالمؤلف (ص294) عن تعذيب الفاطميين وقتلهم لمؤذن مسجد ابن عياش بالقيروان, في السنةالتي استولوا فيها على القيروان سنة 296 هـ ؛ لأنه لم يؤذن بـ"حي على خيرالعمل" فقد ضرب هذا المؤذن بالسياط وسُلَّ (قطع) لسانه, وعُلِّق بين عينيه,وطِيفَ به على حِمَارٍ، ثم قُتِل وصُلِب.
وقد كان لتدخل السلطة في هذاالجانب أفدح النتائج وأوخم العواقب, إذ أدَّى إلى استفحال التَّعصب الفكريوالمذهبي واستحكام العداوة بين أتباع المذاهب, كما أسفر عن شيوع ظاهرة الاستبدادبالرأي وفرض الرأي والمذهب الواحد، واستبعاد ما عداه, وما ترتب عليه - لاحقًا - منإغلاق باب الاجتهاد الذي أدى إلى غياب الأصالة, وتراجع الابتكار والتجديد الفكريوالحضاري تدريجيًّا وحلَّ محلَّها التقليد والمحاكاة واجترار الماضي, فأصيب الفكروالعقل الإسلامي من جرَّاء ذلك بالشَّلل والجمود والعجز عن التجديد والإضافة.
وقد انعكست ملامح هذا العصر بشقيهالإيجابي والسلبي, على حياة أبي العرب التميمي وفكره, وعلى موضوع كتابه"المحن" أيضاً. فمن الناحية الإيجابية: كان أبو العرب التميمي أحد أبرزعلماء عصره الذين أسهموا في رفد الفكر الإسلامي بالعديد من المؤلفات والكتبالقيِّمة. ويستحسن أن نورد فيما يلي ترجمة موجزة للمؤلف:
فهو محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي أبو العرب، ينتمي إلى قبيلة بني تميم التي انتقل بعض أفرادها إلى الشمالالإفريقي مع جيوش الفتح الإسلامي وبعده، ومنهم بنو الأغلب الذين استقلوا بحكمإفريقية (تونس حاليًّا وغرب ليبيا وشرق الجزائر)، في الفترة مابين سَنَتي 184 -296هـ. وامتد سلطانهم إلى معظم جزر البحر الأبيض المتوسط المقابلة لهم ومن أبرزها صقلية.
اشتغل أبو العرببطلب العلم، فكان شغوفاً به ومحبًّا له على عكس أقرانه من أفراد أسرته الذين تمتتنشئتهم تنشئة أبناء السلاطين والأمراء، فأخذ على أصحاب سحنون، وثابر في طلب العلمإلى أن وصل إلى مرتبة الاجتهاد والإفتاء على مذهب الإمام مالك، وصنَّف العديد من المؤلفاتوالكتب القيمة.
سنة النشر : 2006م / 1427هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 10 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'