❞ كتاب خطب ومواعظ من حجة الوداع ❝  ⏤ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

❞ كتاب خطب ومواعظ من حجة الوداع ❝ ⏤ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

خطب ومواعظ من حجة الوداع من الخطب والمساجد

خطب ومواعظ من حجة الوداع
المؤلف: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية


خطب ومواعظ من حجة الوداع: قال المصنف - حفظه الله -: «فإن خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواعظه في حجَّته التي ودَّع فيها المسلمين ذاتُ شأنٍ عظيمٍ ومكانةٍ سامية، قرَّر فيها - عليه الصلاة والسلام - قواعد الإسلام، ومجامع الخير، ومكارم الأخلاق .. وفي هذا الكُتيِّب جمعٌ لطائفةٍ نافعةٍ وجملةٍ مُباركةٍ ونُخبةٍ طيبةٍ من خُطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواعظه في حَجَّة الوداع، مع شيءٍ من البيان لدلالاتها والتوضيح لمراميها وغايتها، مما أرجو أن يكون زادًا للوُعَّاظ، وذخيرةً للمُذكِّرين، وبُلغةً للناصحين، مع الاعتراف بالقصور والتقصير، وقد جعلتُها في ثلاثة عشر درسًا متناسبةً في أحجامها ليتسنَّى بيُسر إلقاؤها على الحُجَّاج أيام الحج على شكل دروس يومية».


أعظم ما قرّره رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلماته النيرات، وعظاته البالغات في حجة الوداع بيانُ مكانة الإيمان، وأنه أساس السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن الجنة دارَ اللّذّة والحبور والهناءة والسرور لا يدخلها إلا أهل الإيمان، ومن لم يكن مؤمناً فالجنة عليه حرام ولا يشم ريحها، بل يكون مآله إلى نار جهنم خالداً مخلداً فيها.
ففي مسند الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ من حديث بشر بن سُحيم قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق أنه: ((لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).
وبعث من بعث من أصحابه ببيان ذلك وإعلانه في الناس معذرةً إلى الله، وإقامةً للحجة على العباد، كما في المسند عن بشر أيضاً رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن ينادى أيام التشريق أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))، وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سُحيم فأمره أن ينادي: ((ألا إنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))، وروى مسلم في صحيحه عن كعب بن مالك ?: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوسَ بن الحدثان أيام التشريق فنادى: أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).
وكان عليه الصلاة والسلام بعث عليّاً رضي الله عنه إلى مكة بهذا الإعلان في العام الذي قبله، ففي المسند عن محرَّر بن أبي هريرة عن أبيه أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كنت مع عليّ بن أبي طالب حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة فقال: ما كنتم تنادون؟ قال: كنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)) الحديث، قال أبو هريرة: ((فكنت أنادي حتى صَحِل صوتي)) أي: بُحَّ وغلظ.
وأيضاً بعث بهذا الإعلان قبل ذلك غير مرّة.
ففي صحيح مسلم، لما كان يوم خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلاّ المؤمنون)) قال: فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون)).
وأيضاً قال لبلال رضي الله عنه: ((يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)). رواه البخاري.
وفي هذا المعنى وردت أحاديثُ كثيرةٌ نصحاً للعباد، واعذاراً إلى الله، وإقامة للحجة، وتبياناً لمقام الإيمان وشأنه، وأنَّ نعيم الله وثوابه ورضاه لا ينال إلاّ بالإيمان. فالمؤمنون هم أهل نعيم الله وثوابه وجنته، ومن سواهم لا مطمع لهم في نعيم، ولا سبيل لهم إلى فوز، وما لهم في الآخرة من خلاق.
ومن قامت عليه حجة الله، وبلغته دعوة المرسلين فأبى عن القبول أو كذب المرسلين، أو استكبر عن طاعة رب العالمين، فليس له يوم القيامة إلاّ النار هي مأواه وبئس المصير.
قال الله تعالى {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:40-43].
فالجنة دار أهل الإيمان وطاعةِ الرحمن، ومن عداهم سواء كانوا ملاحدة لا يؤمنون بالله، أو كفاراً يكذبون به وبرسوله، أو مشركين يعبدون معه غيره، أو منافقين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فهم من جُثا جهنم وحطب النار، يخلدهم الله فيها أبد الآباد، لا ينقذهم منها منقذ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها بل يزداد، قال تعالى: { فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}(1). هذا وأهل الإيمان في الجنة يسعدون، وبنعيمها يتمتعون، لهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون.
وبهذا تظهر مكانة الإيمان العالية ومنزلته السامية، فهو أعظم المطالب، وأجل المقاصد، وأنبل الأهداف، إذ به ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويدرك أهم المطالب وأجل الغايات، ويظفر بالجنة ونعيمها، وينجو من النار وسخط الجبار، وينال رضى الرب فلا يسخط عليه أبداً، ويتلذّذ بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضَرَّاء مُضرة ولا فتنة مُضلة، وما يناله أهل الإيمان من الثمار والآثار المباركة أمر يفوق الحصر ويتجاوز العد، وبالجملة فالخير كلّه فرع عن الإيمان ومترتب عليه، والهلاك والدمار والشر كله إنما هو بفقده ونقصه.
والإيمان إذا كان كاملاً قد أدى به صاحبه الواجبات، وترك المحرمات فإنه يمنع دخول النار، ويدخل صاحبُه الجنة بدون حساب أو عقاب، وإذا كان ناقصاً بترك واجب، أو فعل محرم فإنه يمنع صاحبه من الخلود في النار، كما تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يخلد في النار من في قلبه شيء من الإيمان ولو يسيراً، ثم يكون مآله إلى الجنة بعد أن يطهر بالنار من أدران ذنوبه وأقذار معاصيه.
فمنازل الناس في الآخرة إنما هي بحسب حظهم من الإيمان زيادة ونقصاً، وجوداً وعدماً، والتوفيق بيد الله وحده، والمنة كلها له سبحانه { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17 ]، ولهذا إذا دخل أهل الإيمان الجنة وتبوءوا منازلهم فيها قالوا معترفين بمنّ الله وفضله: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:43]، فجمع سبحانه في هذه الآية بين الإخبار باعترافهم وثنائهم على الله بالنعمة حيث أوصلهم إلى هذه المنازل، وبين ذكر السبب الذي نالوا به هذه المنّة وهو الإيمان وأعماله، فنسأل الله أن يمنّ علينا بالإيمان الصادق، وأن يزيننا بزينة الإيمان، وأن يجعلنا هداة مهتدين.
عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر - الجنسية : سعودي. العنوان: المدينة المنورة العمل الحالي: عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية المؤهلات العلمية: الدكتوراه في العقيدة.المؤلفات والبحوث:1. فقه الأدعية والأذكار.2. الحج وتهذيب النفوس.3. تذكرة المؤتي شرح عقيدة عبد الغني المقدسي. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ شرح الأرجوزة الميئية فـي ذكر حال أشرف البرية ❝ ❞ صفات الزوجة الصالحة ❝ ❞ خطب ومواعظ من حجة الوداع ❝ ❞ أسباب زيادة الايمان ونقصانه ❝ ❞ الجامع للبحوث والرسائل ❝ ❞ ثبات عقيدة السلف وسلامتها من التغيرات ❝ ❞ تذكرة المؤتسي (شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي) ❝ ❞ الحوقلة: مفهومها وفضائلها ودلالاتها العقدية ❝ ❞ دروس عقدية مستفادة من الحج ❝ الناشرين : ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفضيلة ❝ ❞ دار كنوز إشبيليا ❝ ❞ مكتب الدعوة بالربوة ❝ ❞ دار ابن عفان ❝ ❞ مكتبة غراس للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب الخطب المنبرية والدروس الإسلامية الدعوة والدفاع عن الإسلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
خطب ومواعظ من حجة الوداع

خطب ومواعظ من حجة الوداع من الخطب والمساجد

خطب ومواعظ من حجة الوداع
المؤلف: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية


خطب ومواعظ من حجة الوداع: قال المصنف - حفظه الله -: «فإن خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواعظه في حجَّته التي ودَّع فيها المسلمين ذاتُ شأنٍ عظيمٍ ومكانةٍ سامية، قرَّر فيها - عليه الصلاة والسلام - قواعد الإسلام، ومجامع الخير، ومكارم الأخلاق .. وفي هذا الكُتيِّب جمعٌ لطائفةٍ نافعةٍ وجملةٍ مُباركةٍ ونُخبةٍ طيبةٍ من خُطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواعظه في حَجَّة الوداع، مع شيءٍ من البيان لدلالاتها والتوضيح لمراميها وغايتها، مما أرجو أن يكون زادًا للوُعَّاظ، وذخيرةً للمُذكِّرين، وبُلغةً للناصحين، مع الاعتراف بالقصور والتقصير، وقد جعلتُها في ثلاثة عشر درسًا متناسبةً في أحجامها ليتسنَّى بيُسر إلقاؤها على الحُجَّاج أيام الحج على شكل دروس يومية».


أعظم ما قرّره رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلماته النيرات، وعظاته البالغات في حجة الوداع بيانُ مكانة الإيمان، وأنه أساس السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن الجنة دارَ اللّذّة والحبور والهناءة والسرور لا يدخلها إلا أهل الإيمان، ومن لم يكن مؤمناً فالجنة عليه حرام ولا يشم ريحها، بل يكون مآله إلى نار جهنم خالداً مخلداً فيها.
ففي مسند الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ من حديث بشر بن سُحيم قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق أنه: ((لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).
وبعث من بعث من أصحابه ببيان ذلك وإعلانه في الناس معذرةً إلى الله، وإقامةً للحجة على العباد، كما في المسند عن بشر أيضاً رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن ينادى أيام التشريق أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))، وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سُحيم فأمره أن ينادي: ((ألا إنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))، وروى مسلم في صحيحه عن كعب بن مالك ?: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوسَ بن الحدثان أيام التشريق فنادى: أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).
وكان عليه الصلاة والسلام بعث عليّاً رضي الله عنه إلى مكة بهذا الإعلان في العام الذي قبله، ففي المسند عن محرَّر بن أبي هريرة عن أبيه أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كنت مع عليّ بن أبي طالب حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة فقال: ما كنتم تنادون؟ قال: كنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)) الحديث، قال أبو هريرة: ((فكنت أنادي حتى صَحِل صوتي)) أي: بُحَّ وغلظ.
وأيضاً بعث بهذا الإعلان قبل ذلك غير مرّة.
ففي صحيح مسلم، لما كان يوم خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلاّ المؤمنون)) قال: فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون)).
وأيضاً قال لبلال رضي الله عنه: ((يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)). رواه البخاري.
وفي هذا المعنى وردت أحاديثُ كثيرةٌ نصحاً للعباد، واعذاراً إلى الله، وإقامة للحجة، وتبياناً لمقام الإيمان وشأنه، وأنَّ نعيم الله وثوابه ورضاه لا ينال إلاّ بالإيمان. فالمؤمنون هم أهل نعيم الله وثوابه وجنته، ومن سواهم لا مطمع لهم في نعيم، ولا سبيل لهم إلى فوز، وما لهم في الآخرة من خلاق.
ومن قامت عليه حجة الله، وبلغته دعوة المرسلين فأبى عن القبول أو كذب المرسلين، أو استكبر عن طاعة رب العالمين، فليس له يوم القيامة إلاّ النار هي مأواه وبئس المصير.
قال الله تعالى {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:40-43].
فالجنة دار أهل الإيمان وطاعةِ الرحمن، ومن عداهم سواء كانوا ملاحدة لا يؤمنون بالله، أو كفاراً يكذبون به وبرسوله، أو مشركين يعبدون معه غيره، أو منافقين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فهم من جُثا جهنم وحطب النار، يخلدهم الله فيها أبد الآباد، لا ينقذهم منها منقذ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها بل يزداد، قال تعالى: { فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}(1). هذا وأهل الإيمان في الجنة يسعدون، وبنعيمها يتمتعون، لهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون.
وبهذا تظهر مكانة الإيمان العالية ومنزلته السامية، فهو أعظم المطالب، وأجل المقاصد، وأنبل الأهداف، إذ به ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويدرك أهم المطالب وأجل الغايات، ويظفر بالجنة ونعيمها، وينجو من النار وسخط الجبار، وينال رضى الرب فلا يسخط عليه أبداً، ويتلذّذ بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضَرَّاء مُضرة ولا فتنة مُضلة، وما يناله أهل الإيمان من الثمار والآثار المباركة أمر يفوق الحصر ويتجاوز العد، وبالجملة فالخير كلّه فرع عن الإيمان ومترتب عليه، والهلاك والدمار والشر كله إنما هو بفقده ونقصه.
والإيمان إذا كان كاملاً قد أدى به صاحبه الواجبات، وترك المحرمات فإنه يمنع دخول النار، ويدخل صاحبُه الجنة بدون حساب أو عقاب، وإذا كان ناقصاً بترك واجب، أو فعل محرم فإنه يمنع صاحبه من الخلود في النار، كما تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يخلد في النار من في قلبه شيء من الإيمان ولو يسيراً، ثم يكون مآله إلى الجنة بعد أن يطهر بالنار من أدران ذنوبه وأقذار معاصيه.
فمنازل الناس في الآخرة إنما هي بحسب حظهم من الإيمان زيادة ونقصاً، وجوداً وعدماً، والتوفيق بيد الله وحده، والمنة كلها له سبحانه { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17 ]، ولهذا إذا دخل أهل الإيمان الجنة وتبوءوا منازلهم فيها قالوا معترفين بمنّ الله وفضله: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:43]، فجمع سبحانه في هذه الآية بين الإخبار باعترافهم وثنائهم على الله بالنعمة حيث أوصلهم إلى هذه المنازل، وبين ذكر السبب الذي نالوا به هذه المنّة وهو الإيمان وأعماله، فنسأل الله أن يمنّ علينا بالإيمان الصادق، وأن يزيننا بزينة الإيمان، وأن يجعلنا هداة مهتدين.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

خطب ومواعظ من حجة الوداع من الخطب والمساجد تحميل مباشر :
تحميل
تصفح

طب ومواعظ من حجة الوداع من الخطب والمساجد 

 خطب ومواعظ من حجة الوداع
 المؤلف: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية 


خطب ومواعظ من حجة الوداع: قال المصنف - حفظه الله -: «فإن خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواعظه في حجَّته التي ودَّع فيها المسلمين ذاتُ شأنٍ عظيمٍ ومكانةٍ سامية، قرَّر فيها - عليه الصلاة والسلام - قواعد الإسلام، ومجامع الخير، ومكارم الأخلاق .. وفي هذا الكُتيِّب جمعٌ لطائفةٍ نافعةٍ وجملةٍ مُباركةٍ ونُخبةٍ طيبةٍ من خُطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواعظه في حَجَّة الوداع، مع شيءٍ من البيان لدلالاتها والتوضيح لمراميها وغايتها، مما أرجو أن يكون زادًا للوُعَّاظ، وذخيرةً للمُذكِّرين، وبُلغةً للناصحين، مع الاعتراف بالقصور والتقصير، وقد جعلتُها في ثلاثة عشر درسًا متناسبةً في أحجامها ليتسنَّى بيُسر إلقاؤها على الحُجَّاج أيام الحج على شكل دروس يومية».


 أعظم ما قرّره رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلماته النيرات، وعظاته البالغات في حجة الوداع بيانُ مكانة الإيمان، وأنه أساس السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن الجنة دارَ اللّذّة والحبور والهناءة والسرور لا يدخلها إلا أهل الإيمان، ومن لم يكن مؤمناً فالجنة عليه حرام ولا يشم ريحها، بل يكون مآله إلى نار جهنم خالداً مخلداً فيها.
ففي مسند الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ من حديث بشر بن سُحيم قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق أنه: ((لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)).
وبعث من بعث من أصحابه ببيان ذلك وإعلانه في الناس معذرةً إلى الله، وإقامةً للحجة على العباد، كما في المسند عن بشر أيضاً رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن ينادى أيام التشريق أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))، وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سُحيم فأمره أن ينادي: ((ألا إنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن))، وروى مسلم في صحيحه عن كعب بن مالك ?: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوسَ بن الحدثان أيام التشريق فنادى: أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)). 
وكان عليه الصلاة والسلام بعث عليّاً رضي الله عنه إلى مكة بهذا الإعلان في العام الذي قبله، ففي المسند عن محرَّر بن أبي هريرة عن أبيه أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كنت مع عليّ بن أبي طالب حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة فقال: ما كنتم تنادون؟ قال: كنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)) الحديث، قال أبو هريرة: ((فكنت أنادي حتى صَحِل صوتي)) أي: بُحَّ وغلظ.
وأيضاً بعث بهذا الإعلان قبل ذلك غير مرّة.
ففي صحيح مسلم، لما كان يوم خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلاّ المؤمنون)) قال: فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون)).
وأيضاً قال لبلال رضي الله عنه: ((يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن)). رواه البخاري.
وفي هذا المعنى وردت أحاديثُ كثيرةٌ نصحاً للعباد، واعذاراً إلى الله، وإقامة للحجة، وتبياناً لمقام الإيمان وشأنه، وأنَّ نعيم الله وثوابه ورضاه لا ينال إلاّ بالإيمان. فالمؤمنون هم أهل نعيم الله وثوابه وجنته، ومن سواهم لا مطمع لهم في نعيم، ولا سبيل لهم إلى فوز، وما لهم في الآخرة من خلاق.
ومن قامت عليه حجة الله، وبلغته دعوة المرسلين فأبى عن القبول أو كذب المرسلين، أو استكبر عن طاعة رب العالمين، فليس له يوم القيامة إلاّ النار هي مأواه وبئس المصير.
قال الله تعالى {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:40-43].
فالجنة دار أهل الإيمان وطاعةِ الرحمن، ومن عداهم سواء كانوا ملاحدة لا يؤمنون بالله، أو كفاراً يكذبون به وبرسوله، أو مشركين يعبدون معه غيره، أو منافقين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فهم من جُثا جهنم وحطب النار، يخلدهم الله فيها أبد الآباد، لا ينقذهم منها منقذ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها بل يزداد، قال تعالى: { فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}(1). هذا وأهل الإيمان في الجنة يسعدون، وبنعيمها يتمتعون، لهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون.
وبهذا تظهر مكانة الإيمان العالية ومنزلته السامية، فهو أعظم المطالب، وأجل المقاصد، وأنبل الأهداف، إذ به ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويدرك أهم المطالب وأجل الغايات، ويظفر بالجنة ونعيمها، وينجو من النار وسخط الجبار، وينال رضى الرب فلا يسخط عليه أبداً، ويتلذّذ بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضَرَّاء مُضرة ولا فتنة مُضلة، وما يناله أهل الإيمان من الثمار والآثار المباركة أمر يفوق الحصر ويتجاوز العد، وبالجملة فالخير كلّه فرع عن الإيمان ومترتب عليه، والهلاك والدمار والشر كله إنما هو بفقده ونقصه.
والإيمان إذا كان كاملاً قد أدى به صاحبه الواجبات، وترك المحرمات فإنه يمنع دخول النار، ويدخل صاحبُه الجنة بدون حساب أو عقاب، وإذا كان ناقصاً بترك واجب، أو فعل محرم فإنه يمنع صاحبه من الخلود في النار، كما تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يخلد في النار من في قلبه شيء من الإيمان ولو يسيراً، ثم يكون مآله إلى الجنة بعد أن يطهر بالنار من أدران ذنوبه وأقذار معاصيه.
فمنازل الناس في الآخرة إنما هي بحسب حظهم من الإيمان زيادة ونقصاً، وجوداً وعدماً، والتوفيق بيد الله وحده، والمنة كلها له سبحانه { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17 ]، ولهذا إذا دخل أهل الإيمان الجنة وتبوءوا منازلهم فيها قالوا معترفين بمنّ الله وفضله: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:43]، فجمع سبحانه في هذه الآية بين الإخبار باعترافهم وثنائهم على الله بالنعمة حيث أوصلهم إلى هذه المنازل، وبين ذكر السبب الذي نالوا به هذه المنّة وهو الإيمان وأعماله، فنسأل الله أن يمنّ علينا بالإيمان الصادق، وأن يزيننا بزينة الإيمان، وأن يجعلنا هداة مهتدين.

كتاب- خطب ومواعظ من حجة الوداع-للشيخ عبد الرزاق العباد البدر
 



حجم الكتاب عند التحميل : 1.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة خطب ومواعظ من حجة الوداع

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل خطب ومواعظ من حجة الوداع
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر - Abdul Razzaq al Bader

كتب عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجنسية : سعودي. العنوان: المدينة المنورة العمل الحالي: عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية المؤهلات العلمية: الدكتوراه في العقيدة.المؤلفات والبحوث:1. فقه الأدعية والأذكار.2. الحج وتهذيب النفوس.3. تذكرة المؤتي شرح عقيدة عبد الغني المقدسي. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ شرح الأرجوزة الميئية فـي ذكر حال أشرف البرية ❝ ❞ صفات الزوجة الصالحة ❝ ❞ خطب ومواعظ من حجة الوداع ❝ ❞ أسباب زيادة الايمان ونقصانه ❝ ❞ الجامع للبحوث والرسائل ❝ ❞ ثبات عقيدة السلف وسلامتها من التغيرات ❝ ❞ تذكرة المؤتسي (شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي) ❝ ❞ الحوقلة: مفهومها وفضائلها ودلالاتها العقدية ❝ ❞ دروس عقدية مستفادة من الحج ❝ الناشرين : ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفضيلة ❝ ❞ دار كنوز إشبيليا ❝ ❞ مكتب الدعوة بالربوة ❝ ❞ دار ابن عفان ❝ ❞ مكتبة غراس للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
الناشر:
مكتبة الملك فهد الوطنية
كتب  مكتبة الملك فهد الوطنية مكتبة الملك فهد الوطنية هي مكتبة وطنية تقع في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية أعلن عن إنشاء المكتبة في الحفل الذي أقيم بمناسبة تولي الملك فهد مقاليد الحكم عام 1403 هـ/1983م، وهي مبادرة من أهالي مدينة الرياض، وقد تم البدء في تنفيذ مشروع مبنى المكتبة عام 1406 هـ/1986م. تقع مكتبة الملك فهد الوطنية على أرض مساحتها (58,000) متر مربع تقريباً خصصت منها مساحة (30,000) متر مربع حديقة للمكتبة وممشى ولمبناها (28,000) متر مربع، وتبلغ مسطحات مبناها الرئيس (23,000) متر مربع، وأصبحت إجمالي المساحة بعد التوسعة الحالية 87 ألف متر مربع شاملة المواقف الخاصة بموظفي المكتبة الواقعة تحت مستوى سطح الأرض، إضافة إلى مبنى المكتبة القديم. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ إكستاسي ❝ ❞ امن المعلومات ❝ ❞ نعيم الحب وعذاب المحبين ❝ ❞ الدليل الصحي الشامل لكل ما يتعلق بالإكتئاب ❝ ❞ تدبر القرآن ❝ ❞ التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ❝ ❞ مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ❝ ❞ عقيدة أهل السنة والجماعة ❝ ❞ مقدمة في الحاسب والإنترنت ❝ ❞ القلق ونوبات الذعر ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمد بن صالح العثيمين ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ سعيد بن علي بن وهف القحطاني ❝ ❞ عبدالهادي العمشان ❝ ❞ عمر سليمان الأشقر ❝ ❞ صالح بن فوزان الفوزان ❝ ❞ محمد بن ناصر العبودي ❝ ❞ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ❝ ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ محمد بن عبد الوهاب ❝ ❞ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ❝ ❞ عبد الكريم بكار ❝ ❞ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ❝ ❞ خالد بن صالح المنيف ❝ ❞ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ❝ ❞ ابن حجر الهيتمي سليمان بن صالح الخراشي ❝ ❞ ابن حجر العسقلاني ❝ ❞ محمد السالم ❝ ❞ محمد بن شامي شيبة ❝ ❞ محمد بن جميل زينو ❝ ❞ حافظ بن أحمد الحكمي ❝ ❞ عبد العزيز بن محمد السدحان ❝ ❞ عبد المحسن بن حمد العباد البدر ❝ ❞ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ❝ ❞ أحمد بن محمد بن الصادق النجار ❝ ❞ عمر بن عبد الله المقبل ❝ ❞ خالد بن عبد الكريم اللاحم ❝ ❞ no data ❝ ❞ الاستاذ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر ❝ ❞ شركة الخبرات الذكية ❝ ❞ أحمد بن عثمان المزيد ❝ ❞ فهد عوض الحارثي ❝ ❞ صالح بن غانم السدلان ❝ ❞ محمد بن عبد الله السحيم ❝ ❞ د. مساعد بن سليمان الطيار ❝ ❞ عبد الله بن صالح القصير ❝ ❞ عبد المحسن بن محمد القاسم القحطاني ❝ ❞ دبيان بن محمد الدبيان ❝ ❞ عبد الرحمن بن حماد آل عمر ❝ ❞ أمين بن عبد الله الشقاوي ❝ ❞ محمد بن عبدالله بن محمد الفريح ❝ ❞ عبد الله بن المبارك المروزي ❝ ❞ كارين ك. برييس ❝ ❞ مصطفى أحمد الزرقا ❝ ❞ عبد الرحمن بن سعد الشثري ❝ ❞ ناجي بن إبراهيم العرفج ❝ ❞ صالح بن عبد الله بن حميد ❝ ❞ يحيى بن إبراهيم اليحيى ❝ ❞ دار الطرفين ❝ ❞ Abdul Aziz bin Abdullah bin Baz ❝ ❞ عماد علي جمعة ❝ ❞ محمد بن فوزي الغامدي ❝ ❞ محمد إقبال كيلاني ❝ ❞ د. عبدالله بن محمد الطريقى ❝ ❞ عبدالله حمد ❝ ❞ سلمان بن عمر السنيدي ❝ ❞ فرنسوا لو كور سيرج توفالوني ❝ ❞ احمد معمور العسيري ❝ ❞ ألان داير ❝ ❞ كوام مكنزي ❝ ❞ أحمد بن فتحي البكيري ❝ ❞ محمد بن ناصر العريني ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن الخميس ❝ ❞ إسماعيل بن سعد بن عتيق ❝ ❞ مرزوق بن هياس آل مرزوق الزهراني ❝ ❞ سعد بن محمد المهنا ❝ ❞ علي بن إبراهيم النملة ❝ ❞ شعبان محمد إسماعيل ❝ ❞ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش ❝ ❞ محمد بن عبدالله السبيل ❝ ❞ Abdul Aziz bin Abdullah bin Baaz ❝ ❞ أبو داود السجستاني ❝ ❞ محمد إلياس عبد الغني ❝ ❞ د.محمد علي البار - د.حسان شمسي باشا - د.عدنان البار ❝ ❞ رشاد حسن ❝ ❞ عبد الله بن عبد العزيز الموسى ❝ ❞ عمر بن شبة النميرى ❝ ❞ محمد يونس بن عبد الستار أبو طلحة ❝ ❞ فهد بن عبد الرحمن الشميمري ❝ ❞ عابد بن محمد السفياني ❝ ❞ فيصل بن مشعل بن سعود ❝ ❞ حسين محمد محى الدين الملوحى ❝ ❞ أنجل اسكديرو ❝ ❞ Muhammad bin Shalih Al Utsaimin ❝ ❞ د.فريد بن حسن بن حامد ❝ ❞ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ❝ ❞ Dr Saleh As Saleh ❝ ❞ لوييك شوفو ❝ ❞ اللجنة العلمية للنشر ❝ ❞ عادل بن عبدالعزيز المحلاوي ❝ ❞ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحمن المعلمي ❝ ❞ قريب الله مطيع ❝ ❞ عبد الله بن عبد المحسن الطريقي ❝ ❞ سليمان بن إبراهيم بن عبد الله اللاحم ❝ ❞ طه حامد الدلیمی ❝ ❞ د. علي إبراهيم النملة ❝ ❞ د فهد بن محمد الجساس ❝ ❞ د دانيال لي ❝ ❞ عامر بن محمد فداء بن بهجت ❝ ❞ نهى علي الحبشي ❝ ❞ دينا جايسون ❝ ❞ أد كولين تيريل د تيري باسينجر ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان ❝ ❞ د.رقية بنت محمد المحارب ❝ ❞ عبد الله بن مشبب بن مسفر القحطاني ❝ ❞ عبد الكريم بن صالح الحميد ❝ ❞ عبدالمعين عيد الأغا ❝ ❞ محمد محمود سليم صالح ❝ ❞ محمد باقر سجودی ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن أبو سيف الجهني ❝ ❞ عبد الرحمن بن يوسف الافريقي ❝ ❞ ماجد إبراهيم العامري ❝ ❞ هبه الأصبحي ❝ ❞ أد بروس كامبل ❝ ❞ عبد السلام بن إبراهيم الحصين ❝ ❞ صالح بن حسين العايد ❝ ❞ تاج السر أحمد حران ❝ ❞ Muhammad jamil zainu ❝ ❞ سلام أحمد ادريسو ❝ ❞ طلال معيض الحارثي ابو معاذ ❝ ❞ عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني ❝ ❞ سليمان بن صقير الصقير ❝ ❞ عبد السلام بن صالح العييري ❝ ❞ حسن آل حمادة ❝ ❞ عبدالله بن سعيد الزهراني ❝ ❞ إبراهيم بن صالح بن عيسى ❝ ❞ محمود زهرا ❝ ❞ باسم خفاجي ❝ ❞ عبد الله بن عبد اللطيف العقيل ❝ ❞ عمر بن موسى الحافظ ❝ ❞ أ.د. محمد فاروق أحمد ❝ ❞ عبد الله الطارقي ❝ ❞ Abdullah Haidar ❝ ❞ عبد الله بن أحمد بن علي الزيد ❝ ❞ د. محمد بن أحمد بن صالح الصالح ❝ ❞ عبد الله بن عبد العزيز الهدلق ❝ ❞ أحمد فال بن آدو الجكني الشنقيطي ❝ ❞ خالد بن سعود العجمي ❝ ❞ فولفجانج هيرن ❝ ❞ عبد الله بن محمد البصيري ❝ ❞ أحمد عبد الله الغرابي ❝ ❞ Kantor Dakwah untuk Orang asing di Zulfi ❝ ❞ سهيل صابان ❝ ❞ محمد عمر عبدالله باصلاح ❝ ❞ شعبة توعية الجاليات بالزلفي ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ منير محمد صالح بابقي ❝ ❞ عبد الوهاب بن عبد العزيز الزيد ❝ ❞ محمد قاسم الفيفي ❝ ❞ راشد بن محمد الشعلان ❝ ❞ وليد بن عبد الله الهويريني ❝ ❞ البروفسور عبد الاحد داوود ❝ ❞ مجمد جربوعة ❝ ❞ محمد بن علي بن محمد آل عمر ❝ ❞ محمد سعيد تكروري ميزر محمد الخلف ❝ ❞ د.علي بن سعد الضويحي ❝ ❞ مايكل فبلد ❝ ❞ جامعة أم القرى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ❝ ❞ معيلي عبدالله المنتشري ❝ ❞ د. فهد بن محمد الجساس - د. صلاح الدين عبدالله الأمين ❝ ❞ عبد الله بن ناصر السبيعي ❝ ❞ حذيفة عبد الرحيم الامريكي ❝ ❞ محمد بن راشد بن عبد الله الغفيلي ❝ ❞ إبراهيم بن محمد الصبيحي ❝ ❞ راشد بن سعد بن راشد القحطاني ❝ ❞ محمد عبداللطیف انصاری ❝ ❞ حسن بن محمد باصرة ❝ ❞ عبد الله بن عبد العزيز الجبرين ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ يحي محمود ساعاتي ❝ ❞ محمد محمود عبدالله ❝ ❞ خالد بن صالح السلامة ❝ ❞ عمار بن سعيد تمالت ❝ ❞ سماء زكي المحاسني ❝ ❞ زين العابدين الكويتي ❝ ❞ إبراهيم بن علي السلمي ❝ ❞ سيف باركر ❝ ❞ يحيى محمود ساعاتي ❝ ❞ عواطف محمد يوسف نواب ❝ ❞ أحمد محمد شعبان ❝ ❞ د. نورة بنت عبد الله بنت على النعيم ❝ ❞ علي بن إبرهيم النملة ❝ ❞ فؤاد بن عبد الكريم آل عبد الكريم ❝ ❞ محمد بن محمد السجاوندي ❝ ❞ عبدالله بن سليمان الفيفي ❝ ❞ فرنسوا جيريه ❝ ❞ عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ ❝ ❞ سعيد بن علي بن وهب القحطاني ❝ ❞ حسن بن صالح بن حسن العبد الكريم ❝ ❞ فهمي قطب الدين النجار ❝ ❞ كارولن كار ❝ ❞ د. عدنان عبد الرحمن أبو عامر ❝ ❞ يحيى بن إبراهيم السلماسي أبو زكريا ❝ ❞ علي بن عمر بن أحمد البغدادي المالكي المعروف بابن القصار ❝ ❞ علي بن عبد الرحمن الطيار ❝ ❞ إدارة التكشيف والببليوجرافية الوطنية ❝ ❞ د. هند بنت محمد التركي ❝ ❞ نزار محمد عرعور ❝ ❞ راشد بن محمد بن عساكر ❝ ❞ فهد إبراهيم العسكر ❝ ❞ عبد الله بن عبد العزيز العيدان ❝ ❞ عمر بن حمود بن فضالة عسيري ❝ ❞ د. محمد عابد باخطمة ❝ ❞ محمد بن عبد الله بن يوسف ❝ ❞ محمد بن حمد بن عباد العوسجي ❝ ❞ سليمان بن صالح بن عبيد العبيد ❝ ❞ محمد بن صالح آل عبد الله أبو القعقاع ❝ ❞ إيجيرو ناكانو ❝ ❞ منيرة صالح ❝ ❞ خالد بن عبدالرحمن الميمان ❝ ❞ عبد العزيز عبد الله الرومي ❝ ❞ ناصر بن علي عايض حسن الشيخ ❝ ❞ عبد الرحمن بن صالح العبد اللطيف ❝ ❞ أحمد هويدي مازن مطبقاني محسن سويسي و محمد المليجي ❝ ❞ أ.د.أحمد بن محمد الخراط ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحمن السليماني ❝ ❞ سليمان بن عبد الله بن حمود أبا الخيل ❝ ❞ سعيد بن على القحطانى ❝ ❞ عبد المحسن بن محمد بن عبد المحسن المنيف ❝ ❞ عبد الله بن محمد حسين ❝ ❞ يعقوب بدر القطامي ❝ ❞ منصور بن عبد الله الشعيبي ❝ ❞ د.محمد بن عبدالرحمن الثنيان ❝ ❞ حسن على الحجاجى وعلى القحطانى ❝ ❞ أبو عدنان محمد طیب بھواروی ❝ ❞ محمد عبد الرحيم الخالد ❝ ❞ أيمن بن بهاء الدين السَّرَاج ❝ ❞ منصور بن حسن يحي أسعد المشنوي الفيفي ❝ ❞ عبد الرحمن بن صالح الشبيلي ❝ ❞ محمد بن سعد بن عوشن ❝ ❞ د عبد الله بن عبد المحسن الطريقي ❝ ❞ عبد الرحمن محمد القاسم العنقري ❝ ❞ محمد بن أحمد بن عثمان آل إبراهيم الحكمي ❝ ❞ سيد سعيد عبد الغني ❝ ❞ عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر ❝ ❞ أبو محمد عبد الكريم بن صالح بن عبد الكريم الحميد ❝ ❞ محمد بن سليمان السحيم ❝ ❞ محمد بن سعد بن عبد الرحمن ❝ ❞ عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان وآخرون ❝ ❞ رفوف ❝ ❞ طارق بن محمد عبد الفتاح البريشي ❝ ❞ آن دوبرواز إريك سيناندر ❝ ❞ حمود العبري ❝ ❞ أحمد بن يوسف الأهدل ❝ ❱.المزيد.. كتب مكتبة الملك فهد الوطنية