📘 قراءة كتاب شهادة العصر والتاريخ خمسون عاما على طريق الدعوة الإسلامية أونلاين
مذكرات ليست كأي مذكرات .. إنها مذكرات أمير الفِكر وأمين سجل الثقافة الإسلامية وقائد الجيوش الفكرية المؤمنة في زمانه .. مذكرات ممتعة كمُت
من أين له تلك الهمة العالية والعزيمة القوية في القراءة والبحث والتصنيف، حتى يقول عن نفسه أنه قرأ بطاقات دار الكُتب التي تربو على مليوني بطاقة، وأحصى بعض أسمائها في كراريس، وراجع فهارس المجلات الكُبرى وتصفح عشرات الصُحف والمجلات التي يعرفها خلال القرن المُنصرم، وأحصى من رؤوس معة أرق الروايات، عميقة كعُمق أرصن كُتب الفِكر
قبل وأثناء قراءة هذا الكتاب كانت الأفكار والأسئلة الكثيرة تسبقني حول هذا الرجل وهذا العصر الذي كان يعيش فيه، وكان أكثر ما لم أستطع دفع التفكير فيه هو؛ كيف له أن يكون بهذا الوضوح في الرُؤية والأهداف والمقاصد في مثل الزمن الذي عاش فيه؟! ومن أين له تلك الثقة في نفسه وفي قدراته ليُصَدر مذاكرته بتعريف نفسه؛ [أنا مُحامٍ في قضية الحُكم بكتاب الله، ما زلت موكلًا فيها منذ بضع وأربعين سنة، مُنذ رَفع هذه القضية للناس، حيث أُعُدُّ لها الدفاع، وأُقدم فيها المُذكرات بتكليف؛ بعقدٍ وبيعة إلى الحق تبارك وتعالى، وعهد علي بيع النفس لله، والجنة - سلعة الله الغالية - هي الثمن لهذا التكليف]؟! لقد تلاحظ لي أنه كتب هذا الكلام تحت عنوان [سهمٌ في سبيل الله] كأنه أراد نفسه، أو أراد أن يقول هكذا ينبغي أن يكون المُسلموضوعاتها الشيء الكثير؟! .. كيف استطاع هذا الأُستاذ نزع الطوق الذي كان يحبسه في الريف وفي العمل كموظف في بنك مصر بهذه السهولة في مثل هذا الزمان الذي كان يحيا فيه ليقدُم إلى القاهرة فيغدو إنسانًا آخر وليُغير من مُثله العُليا ويتخلى عن تلك الصورة التي عاشت في أعماقه للحياة؟!
إنك لا تستطيع أن تُدرك هذا تمامًا وتفهم تحولاته المنهجية - بل وتحولات غيره من أقرانه - إلا عبر قراءة هذه المُذكرات
لا أزعُم أنك أيُها القارئ ستقنع بكل تجارب هذا الأُستاذ الكبير رحمه الله وتحولاته المنهجية، لكن يقينًا ستُقدر همته العالية وتحترم بذله في كل مرحلة من مراحل حياته، وستُدرك لمَّ كان قائدًا لكتيبة الدفاع عن الفِكر الإسلامي أمام الغزو الفِكري في مرحلة من أهم مراحل التغريب في تاريخنا
في اعتقادي أن من أهم الكُتب التي يجب أن يُعتنى باقتنائها وقراءتها مثل هذه النوعية من الكُتب، لاسيما تلك التي تخص المُفكرين المُخلصين، والذين يتوجب عليهم بدورهم أن يهتموا بتدوينها لتتعلم الأجيال كيف عرفوا الحق، وكيف ثبتوا على طريقه، وماذا بذلوا من أجله .. وأعظم من هذا ألا نُفوت فُرصة أن نفيد منهم في حياتهم، فقد فُوجئتُ بأن الأُستاذ أنور الجندي رحمه الله قد وافاه الأجل المحتوم وانتقل إلى جوار ربه في عام 2002م وكنت أظنه توفي قبل ذلك بكثير .. أسأل الله له الرحمة والمغفرة
سنة النشر : 1992م / 1412هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 5.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'