📘 قراءة كتاب مهارات القراءة السريعة الفعالة القراءة في عصر الإنفجار المعلوماتي أونلاين
مهارات القراءة السريعة الفعالة القراءة في عصر الإنفجار المعلوماتي من الثقافة الإسلامية العامة تحميل مباشر :
تحميل
تصفح
هارات القراءة السريعة الفعالة القراءة في عصر الإنفجار المعلوماتي من الثقافة الإسلامية العامة
مهارات القراءة السريعة الفعالة القراءة في عصر الإنفجار المعلوماتي
المؤلف: محمد عبد الغني حسن هلال
الناشر: مركز تطوير الأداء والتنمية
سنة النشر: 2005
نبذة عن الكتاب :
إنها محاولة جادة لإمداد القارئ العربي ببرنامج عقلي جديد للقراءة يساعده على زيادة سرعة القراءة ودرجة الفهم أيضًا، لكي يستطيع أن يتعامل مع هذا الكم الهائل من المعرفة والمعلومات المتدفقة ويستفيد بها في حياته ومعيشته. ولقد فرضت علينا التطورات المختلفة في الاتصال والمعلومات والجودة؛ بالإضافة للثورة الإلكترونية، أن نعيد تأهيل أنفسنا للتعامل مع المتغيرات الناتجة عن هذه الثورات, ونقبل التحدي والمنافسة في عالم يتحرك للأمام من خلال هذه المعايير.
تعد مهارة القراءة من المهارات ذات الأهمية البالغة في مجال طرق تدريس اللغة العربية؛ إذ إن للقراءة علاقة بالمواد والتخصصات الأخرى، وكافة فنون وألوان المعرفة والثقافة، فتعد القراءة من أهم الأسس الثقافية والحضارية في المجتمعات الحديثة، فهي وسيلة مهمة للاتصال لا يمكن الاستغناء عنها، وهي النافذة التي يطل منها الإنسان على مختلف المعارف والثقافات، وهي وسيلة الفرد وأداته في الدرس وتحصيل المعرفة، وكذلك في الدراسة والثقافة، وشغل أوقات الفراغ، وأيضًا في مجال التعلم.
ويمكن القول: بأنه في مجال التعلم بأن أي تعلم أو نمو يتخذ من القراءة وسيلة أساسية للتحصيل واكتساب المهارات، ونمو جوانب الشخصية، فهي إحدى مهارات اللغة العربية التي يستطيع الدارس أو المتعلم بواسطتها أن يتعرف على مضامين الفكر، وأن يواصل تقدمه العلمي في كافة صنوف المعرفة؛ لأن كل المواد الدراسية التي يمر الدارس في خبراتها ليست إلا فكرًا مكتوبًا أو مقروءًا تمثله الرموز اللغوية المكتوبة، فالقراءة ليست فقط أداة تحصيل لبقية المواد الدراسية الأخرى، بيد أنها تمكن المتعلم من عملية التوافق الشخصي والاجتماعي، وتجعله يدرك معنى المواطنة الصحيحة؛ ولا أظن أننا الآن في وضع يوحي إلينا ببيان أهمية القراءة وأهمية تعلمها، وأن الحاجة إليها ماسة، وأنها غاية ووسيلة؛ لأن القرآن الكريم قد أكد على أهمية القراءة منذ أن كان الوحي يتنزل على قلب النبي الأعظم، فقد كان من أولى آيات الوحي الإلهي التي صافحت قلب سيدنا محمد حين كان يتنزل عليه القرآن قوله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5].
فالقراءة مفتاح كل شيء في حياتنا؛ لأنها أساس التعليم بمعناه المعروف، وهي باب المعارف والخبرات جميعًا، ومن حق أبنائنا علينا أن نوفر لهم حياة كريمة ملؤها الإيمان والثقة والقوة، ولا يتأتى ذلك إلا بالعلم.
والقراءة إحدى وسائله المثمرة، وحيث إن تعليم الكتابة مرتبط بتعليم القراءة ففي أثناء تعرف المتعلم أوالطفل على الكلمات والجمل يبدو ميله واضحًا إلى رسم الكلمات التي يقرؤها، والقراءة تتطلب كتابة وتعليما؛ وذلك لأن القراءة مهارة يتم تعليمها وتدريسها واكتسابها، والقراءة نشاط عقلي يدخل في الكثير من العوامل التي تهدف في أساسها إلى ربط لغة التحدث بلغة الكتابة.
وقد تطور هذا المفهوم عبر الأجيال على النحو التالي:
كان مفهوم القراءة أول الأمر يتمثل في تمكين المتعلم من المقدرة على التعرف على الحروف والكلمات ونطقها، وتكون القراءة بهذا المعنى عملية إدراكية بصرية صوتية، ثم تغير نتيجة البحوث التربوية فأصبح مفهوم القراءة: هو التعرف على الرموز ونطقها، وترجمة هذه الرموز إلى ما تدل عليه من معان وأفكار، فأصبحت القراءة عملية فكرية ترمي إلى الفهم، ثم أخذ يتجه إلى نقد المقروء والتأثر به، ثم اتجه إلى استخلاص الأفكار والانتفاع بها في المواقف الحيوية؛ وعلى هذا الأساس يصبح للقراءة أثرها على الأفكار والسلوك، ثم تطور هذا المفهوم مع ظهور وقت الفراغ، فأصبح يحمل الاستمتاع للإنسان بما يقرأ، وعلى هذا الأساس الحديث، ونطق الرموز وفهمها، وتحليل ما هو مكتوب، ونقضه والتفاعل معه، والإفادة منه في حل المشكلات، والانتفاع به في المواقف والمتعة النفسية بالمقروء.
أهداف القراءة:
الأهداف الوظيفية العامة:
للقراءة أهداف وظيفية عامة، وهي: أنها تسهم في بناء شخصية الفرد عن طريق تثقيف العقل واكتساب المعرفة، كما أنها تسهم في إمتاع القارئ، وتسليته في وقت فراغه مما يستهويه من لون قرائي معين، كالقصة أو الشعر مثلًا، كما أن القراءة أداة التعليم في الحياة المدرسية، فالمتعلم لا يستطيع التقدم في تعلمه إلا إذا استطاع السيطرة على مهارات القراءة، كما أنها وسيلة لاتصال الفرد بغيره مما تفصله عنه المسافات الزمانية أو المكانية، كما أنها تزود الفرد بالأفكار والمعلومات، وتوقفه على تراث الجنس البشري، وتعد القراءة أيضًا من أهدافها الوظيفية: أنها وسيلة للنهوض بالمجتمع، وارتباطه بعضه ببعض، عن طريق الصحافة، والرسائل، والكتب، والمؤلفات، والمراجع، والنقد، والتوجيه، ورسم المثل العليا، إلى غير ذلك من أساليب، وأشكال توظيف القراءة في التعلم، وفي الثقافة أيضًا.
وتعد القراءة من أهم الوسائل التي تدعو إلى التفاهم والتقارب والتواصل بين عناصر المجتمع، كما أنها تؤدي إلى الارتقاء بمستوى التعبير عن الأفكار، فهي تثري حصيلة القارئ اللغوية، وتمكنه من التعبير عما يجول بخاطره، ويريد غيره أن يقف عليه، كما أن للقراءة دور هام في تنظيم مجتمعي، ورسم سلوكه.
الأهداف الخاصة والأساسية للقراءة:
ومن أهمها: أنها تسهم في جودة النطق وحسن الأداء، وتمثيل المعاني، واكتساب المهارات القرائية المختلفة، كالسرعة، والاستقلال بالقراءة، والقدرة على تحصيل المعاني، وإحسان الوقف عند اكتمال المعنى، كما أنها تؤدي إلى تنمية الميول والاتجاهات نحو التنور والثقافة العلمية، والثقافة في كافة المجالات، كما أنها تحسن الكسب اللغوي، وتنمي حصيلة التلميذ، أو المتعلم، أو القارئ من المفردات والتراكيب الجديدة، كما أنها تؤدي إلى تدريب التلميذ على التعبير الصحيح عن المعنى، وتؤدي إذًا إلى استخدام المكتبات بصورة سليمة، والانتفاع بمحتوياتها، كما أنها تؤدي إلى الفهم بغرض كسب المعلومات، أو الانتفاء بالمقروء أو التسلية والمتعة أو النقد والتذوق.
بيد أن للقراءة عوامل ينبغي أن تتوفر في القارئ، أو من يريد القراءة، أو المتعلم أو من يريد الثقافة، والتنور العلمي، أو من يريد اكتساب مهارات القراءة، ومحو الأمية القرائية لديه، فهناك عوامل خاصة بالجانب العقلي، والجانب الجسمي، والجانب العاطفي، والجانب الخاص بالخبرات والقدرات. فهناك استعداد عقلي، وهناك استعداد جسمي، وهناك استعداد عاطفي، وهناك استعداد في الخبرات والقدرات. ومعنى الاستعداد: هو قدرة الفرد الكامنة على أن يتعلم بسرعة وسهولة، وعلى أن يصل إلى مستوى عال من المهارة في مجال ما.
الاستعداد الأول: الاستعداد العقلي: فالقراءة عملية معقدة، والنجاح في تعلمها يقتضي قدرًا معينًا من النضج العقلي، وهو قدر متباين، فأصحاب التجارب التربوية يقولون: أن هذا القدر يتراوح بين ست سنوات إلى ست سنوات ونصف، أو سبع سنوات أو أقل أو أكثر من ذلك، إضافة إلى المناخ المدرسي ومهارات المعلم، وعدد التلاميذ، وطبيعة المقررات، وطبيعة المفردات التي يقرؤها المتعلم.
الاستعداد الثاني: الاستعداد الجسمي: فعملية القراءة ليست عملية عقلية فحسب، بل تدخل فيها جميع الحواس، من سمع، وبصر، ونطق، وصحة عامة، وهذا الجانب يعتمد على فطنة المعلم، وتلمسه لسلامة تلاميذه من جميع الإعاقات، والعمل على علاجها إن وجدت حسب الإمكانات المتوفرة لديه.
الاستعداد الثالث: وهو الاستعداد العاطفي: حيث يولد الأطفال مختلفين في قدراتهم واستعداداتهم بناء على اختلاف بيئاتهم، والمقومات الثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية لدى كل بيت ينشأ فيه الطفل، ويكبر دور المعلم في إشراك تلاميذه في عدد من النشاطات الجماعية والمسئوليات الفردية، وتدريبه على ضبط انفعالاته في المواقف المثيرة، إضافة إلى تهيئة المعلم للتلاميذ في المواقف التعليمية بحيث يتيسر لهم الفهم والتحصيل، وكذلك يشعرون بلذة القدرة على النجاح، وعلى الوصول والاكتساب لمهارات القراءة.
الاستعداد الرابع: هو الاستعدادات في الخبرات والقدرات: حيث يأتي الطفل إلى المدرسة وهو مزود بعدد كبير أو قليل من الخبرات والتجارب السابقة، وبحظ قليل أو كثير من القدرات التي تمت خلال سني عمره، والقراءة مرتبطة بما اكتسبه من خبرات وقدرات سابقة، متمثلة في الخبرات السباقة المبنية على الزيارات، والرحلات، والمشاهدات، وممارسة بعض الأنشطة والمحصول اللغوي المبني على حصيلة الطفل من الكلمات والتراكيب، والمفردات التي يسمعها أو يستخدمها، والقدرة على إدراك المؤتلف والمختلفة، المبنية على إدراك الطفل للمتشابه وغير المتشابه من صور الحروف والكلمات وغيرها، والرغبة في القراءة المبني على البيئة الثقافية التي عاشها الطفل أو يعيش فيها، أو المتعلم بصفة عامة.
هناك علاقة ينبغي الإشارة إليها بين علوم اللغة العربية المختلفة التي تعد القراءة أحد فروع هذا العلم، وأحد فروع ومهارات علم اللغة العربية، فتتنوع علوم أو فروع اللغة لكن لكن مع هذا التنوع يوجد بينهم ترابط وتكامل وتندمج معًا، ولا يجوز الفصل بينها؛ لأن الضعف في أي فرع قد يؤدي إلى الضعف في باقي العلوم، وذلك يعود إلى طبيعة اكتساب اللغة، من حيث التدرج التراكمي، وهذا الترابط يجعل منها كلًا لا يتجزأ، ومن ثم يكون له أثر مباشر على مستوى التلميذ في كافة المواد الدراسية.
والتمكن من القراءة لها أثر في التمكن من الإملاء والتعبير؛ لأن المتعلم حين يكتب ما يملى عليه يقوم بعملية هجاء للكلمات بصورة ذهنية. وبالتالي، المتعلم الضعيف القراءة يكون أيضًا ضعيفًا في مجالات الكتابة، وذلك ما أثبتته الدراسات والبحوث العلمية، ويتضح ذلك جليًّا من النص القرآني الذي سبقت الإشارة إليه هو قوله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5] حيث ذكرهما القرآن معًا بصورة مباشرة، وهي القراءة والعلم، أو الكتابة بالقلم، وذلك ما أكدته البحوث العلمية عن وجود علاقة تربط بين القراءة والكتابة. كما أن القراءة تساعد على اكتساب المعرفة وتثير الرغبة في القراءة الموحية، فبواسطتها تنمو معرفة المتعلم بالكلمات والجمل الموحية التي تستخدم في الكتابة، وبذلك يتكون لديهم الحس اللغوي، والتذوق الجمالي البلاغي. وهناك طرق عديدة ومتنوعة لتدريس القراءة، تتباين وتختلف وفق مستوى المتعلمين.
أنواع القراءة:
فهناك نوعان للقراءة وفق تقسيمات كل نوع وما يندرج عليه، فهناك أنواع للقراءة من حيث طبيعة الأداء، وهناك أنواع أخرى للقراءة من حيث الغرض.
أولًا: أنواع القراءة من حيث طبيعة الأداء:
1. القراءة الصامتة: وهي نوع من أنواع القراءة التي يندرج تحت أنواع القراءة من حيث طبيعة الأداء، والقراءة الصامتة: هي قراءة ليس فيها صوت ولا همس ولا تحريك لسان أو شفة، يحصل بها القارئ على المعاني والأفكار من خلال انتقال العين، وحركة البصر فوق الكلمات والجمل، دون الاستعانة بعنصر الصوت، أي: أن البصر والعقل هما العنصران الفاعلان في هذه القراءة، ومن ثم تسمى: القراءة البصرية، فهي تعفي القارئ تمامًا من الانشغال بنطق الكلام، وتوجيه كل اهتمامه إلى فهم ما يقرؤه.
ومن أهداف القراءة الصامتة؛ إكساب التلميذ أو المتعلم المعرفة اللغوية، وتعويد التلميذ على السرعة في القراءة والفهم، وتنشيط خياله، وتغذيته، وتنمية دقة الملاحظة في الطالب، وتعويد الطالب على تركيز الانتباه إلى مدة طويلة، وتنمية روح النقد والحكم في الطالب، وتعويده على الاستمتاع بما يقرأ، والاستفادة منها.
لكن لها عيوب منها: صعوبة تصحيح الأخطاء، وكذلك أن هناك مشكلات قد تحدث للطلاب الضعاف في القراءة، كذلك صعوبة التأكد من تنمية مهارات القراءة؛ لأن المتعلم الذي يقرأ وحده لا يمكن التأكد من حدوث القراءة لديه وأنه نمت فعلًا لديه مهارات القراءة.
2. النوع الثاني من أنواع القراءة من حيث طبيعة الأداء: القراءة الجهرية، أو الجاهزة: وهي التي ينطق القارئ خلالها بالمقروء بصوت مسموع، مع مراعاة ضبط المقروء وفهم معناه.
أهداف هذه القراءة، وهي القراءة الجهرية: تدريب الطلاب على جودة النطق بضبط مخارج الحروف، وتعويد الطلاب على صحة الأداء بمراعاة علامات الترقيم، ومحاولة تصوير اللهجة للحالات الانفعالية المختلفة من تعجب، أو استفهام، وتعويد الطالب على السرعة المناسبة للقراءة، وإكساب الطالب الجرأة الأدبية وتنمية قدرته على مواجهة الجمهور، وكذلك المتعلمين جميعًا.
لكن للقراءة الجهرية شروط: أن تكون المادة المراد قراءتها قصيرة، وأن يكون هناك استعداد مسبق لهذه القراءة الجهرية، والتدريب عليها مرات قبل مواجهة الجمهور بالقراءة، والقراءة المسبقة عدت مرات من قبل المعلم للمتعلمين؛ حتى يتعلمون النطق الصحيح، وتصحيح أخطاء الطالب من قبل المعلم، وليس من قبل طالب آخر؛ لأنه يفقد نفس المهارة، وفاقد الشيء لا يعطيه.
ثانيًا: أنواع القراءة من حيث الغرض منها:
وهي عدة أنواع:
النوع الأول: القراءة السريعة العاجلة: وهو النوع الأول من القراءة من حيث الغرض، وهي القراءة التي يقصد منها القارئ البحث عن شيء بشكل عاجل، وتهم الباحثين، كقراءة فهارس الكتب، وقوائم الأسماء، وتفيد في البحث عن المصطلحات، واستعراض المادة ومراجعتها، والكشف عن معاني المفردات من المعاجم والتدريب عليها حين يكلف المعلم تلاميذه بالبحث عن الموضوع المطلوب من خلال الفهرس، أو البحث عن كلمة ما.
النوع الثاني: قراءة لتكوين فكرة عامة عن موضوع متسع: وهي أكثر دقة من القراءة السريعة، وتستعمل في مثل قراءة التقارير، واستيعاب الحقائق، وتفيد في الاستذكار، واستخلاص الأفكار، وكتابة الملاحظات. وللتدريب عليها يكلف المعلم تلاميذه بتلخيص ما يقرؤون بالمكتبة المدرسية أو الفصلية.
النوع الثالث: وهو القراءة التحصيلية: ويقصد بها: الفهم والإلمام، ويشترط في هذه القراءة: التريث والتأني لفهم ما يقرأ إجمالًا وتفصيلًا، وتستعمل في استذكار الدروس؛ لتثبيت المعلومات والحقائق في الأذهان، واستخلاص الأفكار من المقروء، وعقد موازنة بين المعلومات المتشابهة والمختلفة، وكتابة الملاحظات.
النوع الرابع: قراءة لجمع المعلومات، وفيها يرجع القارئ إلى عدة مصادر، يجمع منها ما يحتاج إليها من معلومات خاصة، مثل قراءة الدارس الذي يعد رسالة أو بحث، ويتطلب هذا النوع من القراءة، مهارة في التصفح السريع، وقدرة على التلخيص، وتستعمل في الرجوع إلى المصادر المتعددة، والتصفح السريع، والقدرة على التخليص والتحليل.
النوع الخامس: قراءة للمتعة في أوقات الفراغ: وهي قراءة خالية من التعمق والتفكير، وقد تكون متقطعة، تتخللها فترات، كقراءة الأدب، والفكاهات، والطرائف، وقد يقرأ المرء خلالها الصحف والمجلات.
النوع السادس: القراءة النقدية التحليلية: وهي القراءة المتأنية التي يتولد لدى المرء من ممارستها نظرة نقدية نافذة يستطيع من خلالها الحكم على الأشياء، من خلال الموازنة، والربط، والاستنتاج، مثل: نقد قصة أدبية، أو قصيدة شعرية، أو نحو ذلك.
علاقة القراءة بالتفكير:
هناك ارتباط وثيق بين اللغة والتفكير،فالرموز لازمة للتفكير، وتلعب اللغة دورًا في تكوين المفاهيم والمدركات الكلية، وهذا ما أشار إليه الكثير من الباحثين والمتخصصين في المجال، مؤكدين على أن اللغة تلعب دورًا في القيام بالكثير من العمليات العقلية كالتحليل والإدراك والحكم والاستنتاج، وقد أشار الكثير من الباحثين أيضًا -تأييدًا لوجهات النظر السابقة- إلى أن اللغة جزء لا يتجزأ من عملية التفكير فهي أداة لتشكيل مفاهيمنا، وتوجيه آلات التفكير لدينا.
ويأتي ارتباط القراءة بالتفكير؛ كون القراءة من أهم مجالات النشاط اللغوي، إذ أنها تساعد الطلاب في تكوين أبنية لغوية تكون في النهاية وسيلة من وسائل التفكير. لذا؛ فإن مفهوم القراءة الحديث قائم على النظر ثم الإدراك للمعاني والرموز ومن ثم الفهم، ثم النقد التفاعلي، ثم توظيف المقروء في واقع الحياة. فهي عملية عقلية مهمة، والقراءة تمد العقل بالمعلومات والمعارف، وبدون المعرفة لا يستطيع العقل أن يدرك المهم من غير المهم والضروري من غير الضروري، ولا يستطيع أن يصنف أو يفرق بين النافع والضار، أو بين الخير والشر، وتحديد ما هو نافع حالًا ضار مآلا في كثير من الأحيان، وقد شبه بعض العلماء العقل بالعين، فكما أن العين مهما كانت سليمة فهي لا ترى الأشياء إلا إذا غمرها النور، فإن العقل أيضًا لا يرى الأشياء إلا إذا غمرته المعرفة، فكأن المعرفة هي خبز الدماغ الذي يقتات عليها.
وقد أكد على ذلك الكثير من الباحثين، ومنهم: البكار بقوله: يتخذ العقل من معارف صاحبه مادة يشتغل عليها، وحين تكون تلك المعارف محدودة أو مشوبة بالأخطاء فإن دورها حين ذاك يصبح سلبيًّا من حيث إنها تمد العقل بالمؤشرات التي تحرِّفه عن الوجهة الصحيحة، أو التي تجمده وتقلل من فاعليته، أما المعرفة الجيدة فإنها تتيح للعقل أن يشتغل وينهض بمسئوليته في إطار معلوماتي راشد، ومنتج وصحيح؛ ولذا نستطيع القول: إنه كلما زاد مستوى المعرفة لدى الإنسان ارتقى بمستوى تفكيره، ومن غير المعرفة تنهار عمليات الدماغ والعقل، وتنحط إلى أدنى مستوى من مستويات العلم والتفكير والإبداع. وإن أذهاننا لا تدرك الأشياء على نحو مباشر وإنما عبر وسيط معرفي، مكون من مبادئ علمية وعقلية، ومعارف وخبرات حياتية. وعلى مقدار ما نقرأ ونتعلم ونجرب يتحسن مستوى ذلك الوسيط، ويتحسن مستوى الفهم والوعي والإدراك لدينا. إن الإنسان سطحي المعلومات، والخالي من المعرفة سيكون تفكيره أقل، وإدراكه أضيق، وفهمه وابتكاره محدود، فكلما كانت معارف الإنسان ضحلة ضاقت مساحة تصوراته، وأصبح شديد المحلية في نماذجه وآرائه، وعاجز عن تجاوز المعطيات الخاطئة التي تشربها من مجتمعه، ومن خلال تتبع العملية القرائية التي أشار إليها عبد الهادي وآخرون -وهم من الباحثين في المجال- والتي اعتمد في تسلسلها على الأبحاث التي أجريت لفهم العملية القرائية، نستطيع التأكيد على أن العقل الخالي من المعرفة يختلف في فهمه وقدرات تفكيره، عن العقل ذو المعرفة الجيدة، ومراحل عملية قرائية كالتالي:
أولًا: ينظر القارئ إلى المادة المكتوبة في ضوء كاف، فيعكس الضوء صورة الرموز على العين، وبالتالي: فإن العين ترى الرموز أولًا، تحمل أعصاب العين ثانيًا الرسالة البصرية إلى منطقة الإبصار شفي المخ، فإذا أثار رسم الكلمة أو الجملة أو التعبير الذي وصل إلى منطقة الإبصار، المعنى المعروف لدى القارئ من قبل، أو ارتبط الرسم بالمدلول، فإن القارئ يكون قد فهم المعنى، علمًا بأن القراء يختلفون في فهم المعنى وفق ثقافتهم، وقدراتهم، ومعارفهم، فيمكن أن يكون القارئ سقيمًا فلا يترك إدراك الرموز لديه إلا المعاني السطحية، وقد يكون ذا معارف واسعة فعندئذ تتسع دائرة المعاني المفهومة لديه؛ فينمو إدراكه وفهمه.
إن نوعية القراءة وكميتها يؤثران بشكل مباشر في عمل الدماغ، وارتباط عصبوناته، ومن ثم في قدرته على التفكير؛ ولذا فقد أوضح العديد من الباحثين كما أوضح الحارثي: أن الخلايا العصبية التي تقوم بعمليات التفكير والتعلم وجمعها عصبون، يبلغ عددها: مائة مليار عصبون، تقع في القشرة العليا للدماغ، والقشرة الدماغية العليا في الدماغ: هي الطبقة المسئولة عن مهارات التفكير، ففي هذه الطبقة تجري عمليات القراءة والاستيعاب، كما أن عدد الارتباطات التي يمكن أن يعملها الدماغ تصل إلى ملايين الارتباطات من أجل حدوث عمليات القراءة، وعمليات التفكير والتعلم، وأنه إذا تعرض الطالب إلى خبرة جديدة، أو قرأ معلومة جديدة، يكون الدماغ قد عمل ارتباطا جديدا بين مجموعة من العصبونات، وكلما زاد الطالب في قراءته زادت وتوسعت هذه الشبكة العصبية، كما أن زيادة قراءة المعلومات والمعارف تجعل الفواصل بين هذه الشبكة العصبية أسرع من ذي قبل، مما يزيد من القدرة في توليد الأفكار، وكلما زادت عملية الارتباطات وتبادل الإشارات بين العصبونات كانت عملية الاتصال أكثر فاعلية، وازداد مستوى الوعي والإدراك؛ ولذا؛ يظهر أن من خلال عملية القراءة، وارتباطها بالتفكير أننا نسعى إلى أمرين:
تحميل كتاب مهارات القراءة السريعة الفعالة القراءة في عصر الإنفجار المعلوماتي مجاناً PDF
كتاب (مهارات القراءة السريعة الفعالة القراءة في عصر الإنفجار المعلوماتي)
سنة النشر : 2005م / 1426هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 2.3 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'