❞ كتاب نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة  ❝  ⏤ الشاهد بن محمد البوشيخي

❞ كتاب نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة ❝ ⏤ الشاهد بن محمد البوشيخي

المعجم المفهومي للقرآن الكريم، هو غاية مطمح الدارسين، وإنجازه على وجهه الصحيح، هو قرة عين العالمين؛ به يرجى تبين أنساق مفاهيم القرآن الجزئية، التي بها يتبين النسق المفهومي الكلي للقرآن، الذي به يتم الفهم الكلي النسقي للقرآن. وبه يرجى تجديد الفهم، الذي به يتم تجديد العمل، الذي به يتم تجديد الحال.

وللوصول إليه، لا بد من الدراسة المصطلحية لمفهوم كل مصطلح قرآني على حدة، وتلك تستلزم –فيما تستلزم – استيعاب تعريفات السابقين وجهودهم، في تبيّن المراد من كل مصطلح وبيانه. ولا ينهض بذلك الاستيعاب على وجه محرر ميسر، غير "المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة".

مفهوم (المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة) :

فالمقصود بالعنوان أعلاه إذن هو ذلك المعجم، المشتمل على جميع ألفاظ القرآن الكريم التي تعد مصطلحات، والتي شرحها الدارسون ضرباً من الشرح، مرتبة في تصنيفها الترتيب المعجمي وفي تعاريفها الترتيب التاريخي.

يقصد بالمصطلحات القرآنية كل أسماء المعاني وأسماء الصفات المشتقة منها في القرآن الكريم، مفردة كانت أم مركبة، ومطلقة كانت أم مقيدة، وعلى الصورة الاسمية الصريحة، أم على الصورة الفعلية التي تؤول بالاسمية.

ويلحق بها أسماء الذوات غير الأعلام، لشبهها القوي بها، واختلاف الناس في مفهومها. أما أسماء الأعلام والأدوات والحروف، فخروجها من هذا أظهر من أن يخفى.

وقد اعتبرت تلك الأسماء مصطلحات، للخصوصية الدلالية التي صارت لها داخل الرؤية القرآنية، والتي إن لم يتفطن لها، ويصدر في الفهم والاستنباط منها، كان الاختلال في ذلك بقدر الإخلال.

وإذا كان هناك نص ما، في لغة ما، قد أحدث "ثورة دلالية"، وشكل"طفرة مفهومية"، تحتاج ليحدث بعض من بعضها في مكان ما، وزمان ما، إلى قرون وقرون، فهو القرآن العظيم.

ومن ثم كيف يسوغ أن تتردد نفوس، في اعتبار الألفاظ القرآنية مصطلحات، وهي لها من الخصوصية والخصوبة المفهومية، بحكم قرآنيتها، ما ليس لمثلها من الألفاظ، في أي علم من العلوم، بحكم بشريتها؟

كيف يجوز أن تسلم النفوس بمصطلحية ألفاظ كل طائفة، أو فرقة، أو مذهب وعمدتها وأساسها ألفاظ ونصوص مؤسس الطائفة، أو الفرقة، أو المذهب ثم لا تسلم بمصطلحية "ألفاظ أصل الدين" وهي ألفاظ كتاب "رب العالمين".

إن الغفلة عن هذه الحقيقة أحدثت أضراراً بالغة، من أخطارها: عدم الالتزام بمصطلحات القرآن في عدد من علوم الدين، واستعمال ألفاظ أخرى بدلا منها، لا بد أن تحمل –بحكم طبيعة العلاقة بين الدال والمدلول والمصطلح والمفهوم– قدراً من التشوه أو التشويه، في فهم الدين وتبليغ الدين.

لقد آن الأوان لتوبة مصطلحية نصوح يرد فيها وبها، لمصطلحات القرآن الاعتبار، على أساس أن " هذا الأمر دين".

يقصد بالمصطلحات المعرفة هنا، كل الألفاظ التي شرحت دلالتها الاصطلاحية ضرباً من الشرح، سواء كان ذلك في صورة تعريف " جامع مانع " كما يقال، أم لم يكن، فكل إضاءة لمفهوم المصطلح تسهم في تعرفه، تعد في هذا الباب تعريفاً، وكل مصطلح شرح مفهومه ضرباً من الشرح يعد أيضاً مصطلحاً معرفاً.

أهداف المعجم

لقد خلت على الأمة قرون؛ فيها السمان وفيها العجاف، فيها خير القرون وفيها غير ذلك، وهي تتفاعل مع النص القرآني؛ تدرسه وتتدارسه، تُجلّي فهمها له في أعمال، وتلخَّص نظرتها لمفاهميه في أقوال، وقد تراكم من ذلك اليوم ما راكم، وانهدم من بنيان الأمة ما انهدم، واحتيج إلى عودة صادقة، يتأسس فيها اجتهاد الخلف على استيعاب جهود السلف، ويتجدد فيها التدين بناء على تجدد فهم الدين، عودة يستعيد فيها المصطلح القرآني سلطته، ويسترجع في القلوب ما ضاع من مفهومه، ويحرر المساحات الهائلة المغتصبة من عقول الأمة بفعل الانسلاخ والانحسار، أو التبعية والانبهار. ولا سبيل إلى ذلك بغير الدراسة الجادة لمفاهيم المصطلحات القرآنية، وتيسير تداولها – بعد تبينها على الوجه الصحيح – للناس.

وأول ما يجب التمهيد به لذلك، هو هذه الفهوم التي فهمت بها مصطلحات القرآن الكريم، في مختلف الأعصار والأمصار، ولدى مختلف العلماء في مختلف التخصصات؛ والتي تتجلى أساساً في التعاريف والشروح التي شرحت بها المصطلحات؛ ذلك بأنها تمثل خلاصة الفهم، وخلاصة التفاعل بين النص الثابت والواقع المتغير، عبر الإنسان المختبر الوسيط، وخلاصة الرصيد الذي لا يدانيه رصيد، في المساعدة على التبين والتنزيل والتجديد.

لا جرم أن جمع ذلك، وتوثيقه، وتصنيفه، وإخراجه في معجم تاريخي، يمتد أكثر من أربعة عشر قرناً، سيحقق أهدافاً كثيرة، منها:

1- حصر جهود السابقين في تحديد دلالة المصطلحات القرآنية: وهي جهود –على كثرتها، وأهميتها، وحاجة الأمة والتخصص في الحاضر والمستقبل إليها – لما تحظ بالعناية اللازمة لها، ليتم استيعابها.

2 -تبين مدى إسهام كل مسهم ونوعه، في ضبط الدلالة الاصطلاحية للألفاظ القرآنية، فرداً كان أم جماعة، وفي أي عصر ومصر، منذ نزول القرآن الكريم حتى الآن. وفي ذلك، عند التحليل والتعليل، من الفوائد ما لا يخفى.

3- رصد التطور الذي طرأ عل فهم المصطلحات القرآنية عبر التاريخ، وهو رصيد سيفسر كثيراً من الظواهر في شخصيتنا العلمية والحضارية، عمودياً وأفقياً، مداً وجزراً، استقامة وانحرافاً، عطاءٍ وأخذاً.

4- تسهيل التقويم، لحسن التوظيف، وحسن التركيب، وحسن التكميل، وما أحوج بناة الخلف إلى استيعاب جهود السلف.

5- تمهيد الطريق للدراسة المصطلحية لمفاهيم الألفاظ القرآنية؛ إذ لا يجوز – لخصوصية النص القرآني – الاستغناء في دراسة مفاهيم مصطلحاته عن خلاصات التفاعل والتلقي عبر القرون.وبهذا المعجم سيتيسر الوقوف على ذلك أيما تيسر.
الشاهد بن محمد البوشيخي - الشاهد بن محمد البوشيخي، ولد سنة 1945م بدوار الحريشة، قرية با محمد.أستاذ محاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس :
مدير معهد الدراسات المصطلحية بفاس :رئيس وحدة القرآن والحديث بالدراسات العليا بجامعة محمد بن عبد الله بفاس
له عدة إسهامات في تحريك الحس الحضاري، وإيقاظ الشعور الجماعي للأمة من خلال ما يكتب وما يحاضر به في المحافل الثقافية والعلمية. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة ❝ ❞ نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرّفة ❝ الناشرين : ❞ مجمع الملك فهد ❝ ❱
من كتب علوم القرآن كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.


اقتباسات من كتاب نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة

نبذة عن الكتاب:
نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة

2000م - 1446هـ
المعجم المفهومي للقرآن الكريم، هو غاية مطمح الدارسين، وإنجازه على وجهه الصحيح، هو قرة عين العالمين؛ به يرجى تبين أنساق مفاهيم القرآن الجزئية، التي بها يتبين النسق المفهومي الكلي للقرآن، الذي به يتم الفهم الكلي النسقي للقرآن. وبه يرجى تجديد الفهم، الذي به يتم تجديد العمل، الذي به يتم تجديد الحال.

وللوصول إليه، لا بد من الدراسة المصطلحية لمفهوم كل مصطلح قرآني على حدة، وتلك تستلزم –فيما تستلزم – استيعاب تعريفات السابقين وجهودهم، في تبيّن المراد من كل مصطلح وبيانه. ولا ينهض بذلك الاستيعاب على وجه محرر ميسر، غير "المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة".

مفهوم (المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة) :

فالمقصود بالعنوان أعلاه إذن هو ذلك المعجم، المشتمل على جميع ألفاظ القرآن الكريم التي تعد مصطلحات، والتي شرحها الدارسون ضرباً من الشرح، مرتبة في تصنيفها الترتيب المعجمي وفي تعاريفها الترتيب التاريخي.

يقصد بالمصطلحات القرآنية كل أسماء المعاني وأسماء الصفات المشتقة منها في القرآن الكريم، مفردة كانت أم مركبة، ومطلقة كانت أم مقيدة، وعلى الصورة الاسمية الصريحة، أم على الصورة الفعلية التي تؤول بالاسمية.

ويلحق بها أسماء الذوات غير الأعلام، لشبهها القوي بها، واختلاف الناس في مفهومها. أما أسماء الأعلام والأدوات والحروف، فخروجها من هذا أظهر من أن يخفى.

وقد اعتبرت تلك الأسماء مصطلحات، للخصوصية الدلالية التي صارت لها داخل الرؤية القرآنية، والتي إن لم يتفطن لها، ويصدر في الفهم والاستنباط منها، كان الاختلال في ذلك بقدر الإخلال.

وإذا كان هناك نص ما، في لغة ما، قد أحدث "ثورة دلالية"، وشكل"طفرة مفهومية"، تحتاج ليحدث بعض من بعضها في مكان ما، وزمان ما، إلى قرون وقرون، فهو القرآن العظيم.

ومن ثم كيف يسوغ أن تتردد نفوس، في اعتبار الألفاظ القرآنية مصطلحات، وهي لها من الخصوصية والخصوبة المفهومية، بحكم قرآنيتها، ما ليس لمثلها من الألفاظ، في أي علم من العلوم، بحكم بشريتها؟

كيف يجوز أن تسلم النفوس بمصطلحية ألفاظ كل طائفة، أو فرقة، أو مذهب وعمدتها وأساسها ألفاظ ونصوص مؤسس الطائفة، أو الفرقة، أو المذهب ثم لا تسلم بمصطلحية "ألفاظ أصل الدين" وهي ألفاظ كتاب "رب العالمين".

إن الغفلة عن هذه الحقيقة أحدثت أضراراً بالغة، من أخطارها: عدم الالتزام بمصطلحات القرآن في عدد من علوم الدين، واستعمال ألفاظ أخرى بدلا منها، لا بد أن تحمل –بحكم طبيعة العلاقة بين الدال والمدلول والمصطلح والمفهوم– قدراً من التشوه أو التشويه، في فهم الدين وتبليغ الدين.

لقد آن الأوان لتوبة مصطلحية نصوح يرد فيها وبها، لمصطلحات القرآن الاعتبار، على أساس أن " هذا الأمر دين".

يقصد بالمصطلحات المعرفة هنا، كل الألفاظ التي شرحت دلالتها الاصطلاحية ضرباً من الشرح، سواء كان ذلك في صورة تعريف " جامع مانع " كما يقال، أم لم يكن، فكل إضاءة لمفهوم المصطلح تسهم في تعرفه، تعد في هذا الباب تعريفاً، وكل مصطلح شرح مفهومه ضرباً من الشرح يعد أيضاً مصطلحاً معرفاً.

أهداف المعجم

لقد خلت على الأمة قرون؛ فيها السمان وفيها العجاف، فيها خير القرون وفيها غير ذلك، وهي تتفاعل مع النص القرآني؛ تدرسه وتتدارسه، تُجلّي فهمها له في أعمال، وتلخَّص نظرتها لمفاهميه في أقوال، وقد تراكم من ذلك اليوم ما راكم، وانهدم من بنيان الأمة ما انهدم، واحتيج إلى عودة صادقة، يتأسس فيها اجتهاد الخلف على استيعاب جهود السلف، ويتجدد فيها التدين بناء على تجدد فهم الدين، عودة يستعيد فيها المصطلح القرآني سلطته، ويسترجع في القلوب ما ضاع من مفهومه، ويحرر المساحات الهائلة المغتصبة من عقول الأمة بفعل الانسلاخ والانحسار، أو التبعية والانبهار. ولا سبيل إلى ذلك بغير الدراسة الجادة لمفاهيم المصطلحات القرآنية، وتيسير تداولها – بعد تبينها على الوجه الصحيح – للناس.

وأول ما يجب التمهيد به لذلك، هو هذه الفهوم التي فهمت بها مصطلحات القرآن الكريم، في مختلف الأعصار والأمصار، ولدى مختلف العلماء في مختلف التخصصات؛ والتي تتجلى أساساً في التعاريف والشروح التي شرحت بها المصطلحات؛ ذلك بأنها تمثل خلاصة الفهم، وخلاصة التفاعل بين النص الثابت والواقع المتغير، عبر الإنسان المختبر الوسيط، وخلاصة الرصيد الذي لا يدانيه رصيد، في المساعدة على التبين والتنزيل والتجديد.

لا جرم أن جمع ذلك، وتوثيقه، وتصنيفه، وإخراجه في معجم تاريخي، يمتد أكثر من أربعة عشر قرناً، سيحقق أهدافاً كثيرة، منها:

1- حصر جهود السابقين في تحديد دلالة المصطلحات القرآنية: وهي جهود –على كثرتها، وأهميتها، وحاجة الأمة والتخصص في الحاضر والمستقبل إليها – لما تحظ بالعناية اللازمة لها، ليتم استيعابها.

2 -تبين مدى إسهام كل مسهم ونوعه، في ضبط الدلالة الاصطلاحية للألفاظ القرآنية، فرداً كان أم جماعة، وفي أي عصر ومصر، منذ نزول القرآن الكريم حتى الآن. وفي ذلك، عند التحليل والتعليل، من الفوائد ما لا يخفى.

3- رصد التطور الذي طرأ عل فهم المصطلحات القرآنية عبر التاريخ، وهو رصيد سيفسر كثيراً من الظواهر في شخصيتنا العلمية والحضارية، عمودياً وأفقياً، مداً وجزراً، استقامة وانحرافاً، عطاءٍ وأخذاً.

4- تسهيل التقويم، لحسن التوظيف، وحسن التركيب، وحسن التكميل، وما أحوج بناة الخلف إلى استيعاب جهود السلف.

5- تمهيد الطريق للدراسة المصطلحية لمفاهيم الألفاظ القرآنية؛ إذ لا يجوز – لخصوصية النص القرآني – الاستغناء في دراسة مفاهيم مصطلحاته عن خلاصات التفاعل والتلقي عبر القرون.وبهذا المعجم سيتيسر الوقوف على ذلك أيما تيسر.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

المعجم المفهومي للقرآن الكريم، هو غاية مطمح الدارسين، وإنجازه على وجهه الصحيح، هو قرة عين العالمين؛ به يرجى تبين أنساق مفاهيم القرآن الجزئية، التي بها يتبين النسق المفهومي الكلي للقرآن، الذي به يتم الفهم الكلي النسقي للقرآن. وبه يرجى تجديد الفهم، الذي به يتم تجديد العمل، الذي به يتم تجديد الحال.

وللوصول إليه، لا بد من الدراسة المصطلحية لمفهوم كل مصطلح قرآني على حدة، وتلك تستلزم –فيما تستلزم – استيعاب تعريفات السابقين وجهودهم، في تبيّن المراد من كل مصطلح وبيانه. ولا ينهض بذلك الاستيعاب على وجه محرر ميسر، غير "المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة".

مفهوم (المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة) :

فالمقصود بالعنوان أعلاه إذن هو ذلك المعجم، المشتمل على جميع ألفاظ القرآن الكريم التي تعد مصطلحات، والتي شرحها الدارسون ضرباً من الشرح، مرتبة في تصنيفها الترتيب المعجمي وفي تعاريفها الترتيب التاريخي.

يقصد بالمصطلحات القرآنية كل أسماء المعاني وأسماء الصفات المشتقة منها في القرآن الكريم، مفردة كانت أم مركبة، ومطلقة كانت أم مقيدة، وعلى الصورة الاسمية الصريحة، أم على الصورة الفعلية التي تؤول بالاسمية.

ويلحق بها أسماء الذوات غير الأعلام، لشبهها القوي بها، واختلاف الناس في مفهومها. أما أسماء الأعلام والأدوات والحروف، فخروجها من هذا أظهر من أن يخفى.

وقد اعتبرت تلك الأسماء مصطلحات، للخصوصية الدلالية التي صارت لها داخل الرؤية القرآنية، والتي إن لم يتفطن لها، ويصدر في الفهم والاستنباط منها، كان الاختلال في ذلك بقدر الإخلال.

وإذا كان هناك نص ما، في لغة ما، قد أحدث "ثورة دلالية"، وشكل"طفرة مفهومية"، تحتاج ليحدث بعض من بعضها في مكان ما، وزمان ما، إلى قرون وقرون، فهو القرآن العظيم.

ومن ثم كيف يسوغ أن تتردد نفوس، في اعتبار الألفاظ القرآنية مصطلحات، وهي لها من الخصوصية والخصوبة المفهومية، بحكم قرآنيتها، ما ليس لمثلها من الألفاظ، في أي علم من العلوم، بحكم بشريتها؟

كيف يجوز أن تسلم النفوس بمصطلحية ألفاظ كل طائفة، أو فرقة، أو مذهب وعمدتها وأساسها ألفاظ ونصوص مؤسس الطائفة، أو الفرقة، أو المذهب ثم لا تسلم بمصطلحية "ألفاظ أصل الدين" وهي ألفاظ كتاب "رب العالمين".

إن الغفلة عن هذه الحقيقة أحدثت أضراراً بالغة، من أخطارها: عدم الالتزام بمصطلحات القرآن في عدد من علوم الدين، واستعمال ألفاظ أخرى بدلا منها، لا بد أن تحمل –بحكم طبيعة العلاقة بين الدال والمدلول والمصطلح والمفهوم– قدراً من التشوه أو التشويه، في فهم الدين وتبليغ الدين.

لقد آن الأوان لتوبة مصطلحية نصوح يرد فيها وبها، لمصطلحات القرآن الاعتبار، على أساس أن " هذا الأمر دين".

يقصد بالمصطلحات المعرفة هنا، كل الألفاظ التي شرحت دلالتها الاصطلاحية ضرباً من الشرح، سواء كان ذلك في صورة تعريف " جامع مانع " كما يقال، أم لم يكن، فكل إضاءة لمفهوم المصطلح تسهم في تعرفه، تعد في هذا الباب تعريفاً، وكل مصطلح شرح مفهومه ضرباً من الشرح يعد أيضاً مصطلحاً معرفاً.

أهداف المعجم

لقد خلت على الأمة قرون؛ فيها السمان وفيها العجاف، فيها خير القرون وفيها غير ذلك، وهي تتفاعل مع النص القرآني؛ تدرسه وتتدارسه، تُجلّي فهمها له في أعمال، وتلخَّص نظرتها لمفاهميه في أقوال، وقد تراكم من ذلك اليوم ما راكم، وانهدم من بنيان الأمة ما انهدم، واحتيج إلى عودة صادقة، يتأسس فيها اجتهاد الخلف على استيعاب جهود السلف، ويتجدد فيها التدين بناء على تجدد فهم الدين، عودة يستعيد فيها المصطلح القرآني سلطته، ويسترجع في القلوب ما ضاع من مفهومه، ويحرر المساحات الهائلة المغتصبة من عقول الأمة بفعل الانسلاخ والانحسار، أو التبعية والانبهار. ولا سبيل إلى ذلك بغير الدراسة الجادة لمفاهيم المصطلحات القرآنية، وتيسير تداولها – بعد تبينها على الوجه الصحيح – للناس.

وأول ما يجب التمهيد به لذلك، هو هذه الفهوم التي فهمت بها مصطلحات القرآن الكريم، في مختلف الأعصار والأمصار، ولدى مختلف العلماء في مختلف التخصصات؛ والتي تتجلى أساساً في التعاريف والشروح التي شرحت بها المصطلحات؛ ذلك بأنها تمثل خلاصة الفهم، وخلاصة التفاعل بين النص الثابت والواقع المتغير، عبر الإنسان المختبر الوسيط، وخلاصة الرصيد الذي لا يدانيه رصيد، في المساعدة على التبين والتنزيل والتجديد.

لا جرم أن جمع ذلك، وتوثيقه، وتصنيفه، وإخراجه في معجم تاريخي، يمتد أكثر من أربعة عشر قرناً، سيحقق أهدافاً كثيرة، منها:

1- حصر جهود السابقين في تحديد دلالة المصطلحات القرآنية: وهي جهود –على كثرتها، وأهميتها، وحاجة الأمة والتخصص في الحاضر والمستقبل إليها – لما تحظ بالعناية اللازمة لها، ليتم استيعابها.

2 -تبين مدى إسهام كل مسهم ونوعه، في ضبط الدلالة الاصطلاحية للألفاظ القرآنية، فرداً كان أم جماعة، وفي أي عصر ومصر، منذ نزول القرآن الكريم حتى الآن. وفي ذلك، عند التحليل والتعليل، من الفوائد ما لا يخفى.

3- رصد التطور الذي طرأ عل فهم المصطلحات القرآنية عبر التاريخ، وهو رصيد سيفسر كثيراً من الظواهر في شخصيتنا العلمية والحضارية، عمودياً وأفقياً، مداً وجزراً، استقامة وانحرافاً، عطاءٍ وأخذاً.

4- تسهيل التقويم، لحسن التوظيف، وحسن التركيب، وحسن التكميل، وما أحوج بناة الخلف إلى استيعاب جهود السلف.

5- تمهيد الطريق للدراسة المصطلحية لمفاهيم الألفاظ القرآنية؛ إذ لا يجوز – لخصوصية النص القرآني – الاستغناء في دراسة مفاهيم مصطلحاته عن خلاصات التفاعل والتلقي عبر القرون.وبهذا المعجم سيتيسر الوقوف على ذلك أيما تيسر.

نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة

نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة من علوم القرآن 

مقدمة 

مفهوم المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة 

مفهوم المعجم التاريخي 

مفهوم المصطلحات القرآنية 

مفهوم المصطلحات المعرفة 

مفهوم المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة 

أهداف المعجم 

مصادر مادة المعجم 

ترتيب مادة المعجم 

مراحل إنجاز المعجم 

عرض أولي لصنف من مادة مصطلح من المعجم 

مدخل 

التغيير 

تغيير خلق الله 

تغيير نعمة الله 

تغيير ما بالأنفس 

تغيير ما بقوم 

مصادر ومراجع



سنة النشر : 2000م / 1421هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 466.6 كيلوبايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
الشاهد بن محمد البوشيخي - Alshshahid bin Mohammed al Busheikhi

كتب الشاهد بن محمد البوشيخي الشاهد بن محمد البوشيخي، ولد سنة 1945م بدوار الحريشة، قرية با محمد.أستاذ محاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس : مدير معهد الدراسات المصطلحية بفاس :رئيس وحدة القرآن والحديث بالدراسات العليا بجامعة محمد بن عبد الله بفاس له عدة إسهامات في تحريك الحس الحضاري، وإيقاظ الشعور الجماعي للأمة من خلال ما يكتب وما يحاضر به في المحافل الثقافية والعلمية. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة ❝ ❞ نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرّفة ❝ الناشرين : ❞ مجمع الملك فهد ❝ ❱. المزيد..

كتب الشاهد بن محمد البوشيخي
الناشر:
مجمع الملك فهد
كتب مجمع الملك فهد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، في المدينة المنورة هو أكبر مطبعة في العالم لطباعة المصحف. وهو أحد المعالم التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء العالم. وقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حجر الأساس للمجمع عام 1403 هـ وافتتحه عام 1405 هـ. وتبلغ طاقة المجمع الإنتاجية 18 مليون نسخة سنويا موزعة بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتبٍ لعلوم القرآن وغيرها، وقد أنتج أكثر من 361 إصدارًا و 300 مليون نسخة حتى عام 2019. ويجري المجمع دراسات وأبحاثا مستمرة لخدمة الكتاب والسنة ويضم أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ التفسير الميسر (ملون) ❝ ❞ الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة ❝ ❞ مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي ❝ ❞ القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الإنجليزية Noble Quran ❝ ❞ استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة ❝ ❞ شبهات القرآنيين حول السنة النبوية ❝ ❞ معاجم معاني ألفاظ القرآن الكريم ❝ ❞ التجويد الميسر ❝ ❞ لطائف الإشارات لفنون القراءات (ط. مجمع الملك فهد) ❝ ❞ جمع القرآن الكريم حفظا وكتابة ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ احمد خيرى العمرى ❝ ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ جلال الدين السيوطي ❝ ❞ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ ناصر بن سليمان العمر ❝ ❞ أحمد بن محمد بن الصادق النجار ❝ ❞ أحمد بن عثمان المزيد ❝ ❞ ندى محمود الصيني ❝ ❞ محمد بن فوزي الغامدي ❝ ❞ شهاب الدين القسطلاني ❝ ❞ حسين نصار ❝ ❞ عبد الله بن عمر محمد الأمين الشنقيطي ❝ ❞ علي بن عبد الرحمن الحذيفي ❝ ❞ كلام الله عز وجل ❝ ❞ أبو داود سليمان بن نجاح ❝ ❞ الشاهد بن محمد البوشيخي ❝ ❞ علي بن سليمان العبيد ❝ ❞ حامد سالم عايض الحربي ❝ ❞ حازم سعيد حيدر ❝ ❞ حسن بن إدريس عزوزي ❝ ❞ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني ❝ ❞ فوزي يوسف الهابط ❝ ❞ سليمان الصقير ❝ ❞ عبد القيوم بن عبد الغفور السندي ❝ ❞ عبد الوهاب إبراهيم أبوسليمان ❝ ❞ ولي الله الدهلوي ❝ ❞ أ.د.سليمان بن صالح الغصن ❝ ❞ حسن آل حمادة ❝ ❞ أحمد بن محمد الخراط ❝ ❞ أحمد بن حسن فرحات ❝ ❞ إبراهيم بن سليمان الهويمل ❝ ❞ عبد الله بن عبد الرحمن الشريف ❝ ❞ محمد بن فارس الجميل ❝ ❞ عبد الرحمن بن محمد الحجيلي ❝ ❞ صالح بن عبد الكريم الزيد ❝ ❞ محمد بن السيد راضي جبريل ❝ ❞ خالد ضحوي فدان الظفيري ❝ ❞ عبد الرحمن بن يحي المعلمي ❝ ❞ محمود بن محمد مزروعة ❝ ❞ إيف لاكوست ❝ ❞ أحمد بن أحمد بن محمد عبد الله الطويل ❝ ❞ سعيد بن أحمد شريدح ❝ ❞ محمد بن عبد الرحمن الشايع ❝ ❞ أد ديفيد كيرك ❝ ❞ المعتز بالله السعيد طه ❝ ❞ وجيه بن حمد بن عبد الرحمن ❝ ❞ د. سيف الإسلام بن عبد الالكتب الهلالي ❝ ❞ عثمان بن معلم محمود ❝ ❞ : نبيل بن محمد آل إسماعيل ❝ ❞ حمدي عزت عبد الحافظ متولي ❝ ❞ عبد الله بن حمد الحميدان وعبد الجواد بن توفيق محمود ❝ ❞ محمد صالح ❝ ❞ محمد مكين ❝ ❞ صالح بن عبد العزيز آل شيخ ❝ ❞ فاروق بن محمود بن حسن حمادة ❝ ❞ بسيم كوركورت ❝ ❞ د. حصة بنت عبد الكريم الزيد ❝ ❞ جمعية خريجي الجامعات والمعاهد العربية بتايلند ❝ ❞ شريف أحمدي ❝ ❞ М. М. Якубовича ❝ ❞ ميخايلو يعقوبوفيتش ❝ ❞ حامد تشوي ❝ ❞ عبد الحميد الباقوي ❝ ❱.المزيد.. كتب مجمع الملك فهد